356ـ صرف الممنوع من الصرف 18)
الجمعة 28/9/2018م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (356) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
كنت أتكلم عن الخطأ السابع عشر من أخطاء القرآن اللغوية وهي ورطة تأليه محمد والشرك بالله في (سورة الفتح: 8 و9) "إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه [أي تعينوه] وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً". (مرتلة)
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأتكلم عن: الخطأ 18 اللغوي في القرآن: صرف الممنوع من الصرف
(5) المضيف: هل يمكن توضيح هذا الكلام؟
أبونا:
- لتبسيط هذه القاعدة النحوية والخطأ الذي وقع في القرآن بخصوصها نقرأ ما جاء في كتاب الأزهر (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 234 و235)
- قالوا منشأ هذه الشبهة: هو آيتان من سورة واحدة.
- إحداهما قوله تعالى: "إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً" (سورة الإنسان 4).
- والثانية: "ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا" (سورة الإنسان 15).
- [وأضافوا قائلين]: وشاهدهم فى الآية الأولى كلمة "سلاسلاً"، ذكروها، ثم قالوا: فلماذا قال "سلاسلاً" بالتنوين مع أنها لا تُنَوَّنُ لامتناعها عن الصرف؟
- وقالوا عن الآية الثانية: لماذا آتى بكلمة "قواريراً" بالتنوين، مع أنها لا تُنَوَّنُ؛ لامتناعها عن الصرف، لأنها على وزن مصابيح؟
(6) المضيف: وماذا كان ردهم على هذه المهازل؟
أبونا:
قالوا:
- فى هذه الشبهة افتراء وجهل.
- فالافتراء هو قولهم إن الكلمتين سلاسلا وقواريرا تقرآن بـ "التنوين".
- وهذا افتراء منهم؛ لأن الكلمتين فى قراءة حفص عن عاصم وغيرهما لا تنونان، وإنما يوقف عليهما بالفتح لا غير ولا يلتفت إلى "الألف" الذى فى آخر كل منهما هكذا "سلاسلا" و"قواريرا".
- ونسمعها من أحد الشيوخ مرتلة سلاسل بلا تنوين: "إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيراً" (سورة الإنسان 4) (فيديو قراءة حفص عن عاصم، من ق 48 - 52)
https://www.youtube.com/watch?v=XZ88lwuhDFY
- وايضا قواريرا بلا تنوين: " قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً" (سورة الإنسان 16). (فيديو قراءة حفص عن عاصم ق 2:46- 6:06)
https://www.youtube.com/watch?v=XZ88lwuhDFY
(7) المضيف: وما هو تعليقك على قولهم هذا؟
أبونا:
- قالوا: "لأن الكلمتين فى قراءة حفص عن عاصم وغيرهما لا تنونان، وإنما يوقف عليهما بالفتح لا غير ولا يلتفت إلى "الألف" الذى فى آخر كل منهما هكذا "سلاسلا" و "قواريرا".
- في قولهم هذا إساءة إلى إله القرآن لأنه أوحى بالكلمتين وفيهما خطأ وهو زيادة "الألف" لكل منهما.
- وقد قام عاصم فى قراءة حفص بعدم الالتفات إلى "الألف" الذى فى آخر كل منهما، وكأنه لغاها من القرآن.
- فهل يجوز لكائن من كان من البشر أن لا يلتزم بكلام إله القرآن ويلغي حرفا منه؟
- وهناك فضيحة كبرى ذكرها علماء الأزهر في كتابهم هذا عن التنوين الذي لغاه عاصم في قراءة حفص.
(8) المضيف: وما هي تلك الفضيحة التي ذكرها علماء الأزهر في كتابهم بخصوص إلغاء التنوين في الكلمتين؟
أبونا:
- لنقرأها من الكتاب نفسه (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 235)
- يقولون: "وللقراء فى هاتين الكلمتين مذاهب، وبها نزل القرآن فقد قرأ نافع وابن كثير والكسائى وأبو جعفر " قواريراً " بالتنوين مصروفة منونة فى الموضعين معاً "قواريراً" و "سلاسلاً".
- [وأضافوا]: والذين قرأوهما بالتنوين (مصروفتين) لهم سند فى ذلك.
- ونسمعها مرتلة من أحد الشيوخ "سلاسلاً" بالتنوين: "إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً" (سورة الإنسان 4) (فيديو قراءة ورش عن نافع من ق 41 - 51)
https://www.youtube.com/watch?v=hLIjH0fK8kk
- وأيضا "قواريراً" بالتنوين: " قَوَارِيراً مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً" (سورة الإنسان 16). (فيديو قراءة ورش عن نافع ق2:36 – 3:04)
https://www.youtube.com/watch?v=hLIjH0fK8kk
(9) المضيف: وما هو السند في ذلك بحسب رأيهم؟
أبونا:
- قالوا: ووجه صرف الكلمتين أن بعض العرب كانت تصرف كل الكلام،
- وليس فى لهجتهم كلام مصروف وكلام غير مصروف. بل هو كله مصروف،
- والقرآن نزل أصلاً بلغة قريش، ثم بلهجات القبائل العربية الأخرى.
(10) المضيف: وما هو تعليقك على أقوالهم هذه؟
أبونا:
- أليس القرآن وحي من الله بلغة الله؟
- وأنه مكتوب منذ الأزل في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق قريش وقبائل العرب؟
- فكيف يتحجج علماء الأزهر بأن القرآن أنزل بلغة البشر؟
- أليس في هذا تدليس وتلفيق وأكاذيب يخدعون بها أصحاب العقول الساذجة؟
- أما أنت أيها المسلم الباحث عن الحق ففكر جيدا من أجل خلاص نفسك ومصيرك الأبدي.
- فهل يرضيك هذه المهزلة القرآنية، فلنعود ونسمع القراءتين على اختلافهما:
- سلاسل" بلا تنوين: "إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيراً" (سورة الإنسان 4)
(فيديو قراءة حفص عن عاصم، من ق 48 - 52)
https://www.youtube.com/watch?v=XZ88lwuhDFY
- سلاسلاً" بالتنوين: "إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً" (سورة الإنسان 4) (فيديو قراءة ورش عن نافع من ق 41 - 51)
https://www.youtube.com/watch?v=hLIjH0fK8kk
- (تكرار هاتين الكلمتين منونة وغير منونة: سلاسل، وسلاسلاً)
(11) المضيف: وماذا قال بقية علماء الإسلام عن هذه المشكلة؟
أبونا:
- (إعراب القرآن ج 5 ص 97، المؤلف: أبو جعفر النحاس، دار النشر: عالم الكتب بيروت 1988م، الطبعة الثالثة) "أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا": والحجة لأبي عمرو وحمزة أن سلاسل لا ينصرف لأنه جمع لا نظير له في الواحد وهو نهاية الجمع فثقل فمنع الصرف، والوقوف عليه بالألف والحجة فيه أن الرؤاسي والكسائي حكيا عن العرب الوقوف على ما لا ينصرف بالألف لبيان الفتحة، فقد صحت هذه القراءة من كلام العرب والحجة لمن نوَّن ما حكاه الكسائي وغيره من الكوفيين أن العرب تصرف كل ما لا ينصرف".
- (تفسير القرآن العزيز لابن زمنين ج 5 ص 73، دار النشر: الفاروق الحديثة القاهرة 2002م، الطبعة الأولى) "إنا أعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيرًا": الأجود في العربية ألا يصرف، ولكن لما جعلت رأس آية صرفت، ليكون آخر الآي على لفظ واحد".
- (تفسير القرآن للسمعاني ج 6 ص 113، نشر: دار الوطن الرياض السعودية 1997م، الطبعة الأولى) "قوله: "إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا" قرئ: 'سلاسل'، والأصل سلاسل لا تنصرف، وأما صرفه على (قراءة من قرأ 'سلاسلا وأغلالا"
- (زاد المسير في علم التفسير ج 8 ص 430، المؤلف: عبد الرحمن الجوزي، دار النشر: المكتب الإسلامي بيروت 1404 هـ، الطبعة الثالثة) "قوله تعالى إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا: قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة سلاسل بغير تنوين ووقفوا بألف ووقف أبو عمرو بألف قال مكي بن أبي طالب النحوي سلاسل و قوارير أصله ان لا ينصرف ومن صرفه من القراء فإنها لغة لبعض العرب وقيل إنما صرفه لأنه وقع في المصحف بالألف فصرفه لاتباع خط المصحف".
- (كتاب التسهيل لعلوم التنزيل ج 4 ص 167، المؤلف: محمد بن محمد الغرناطي الكلبي، نشر: دار الكتاب العربي لبنان 1983م، الطبعة الرابعة) "سلاسلا" من قرأه بغير تنوين فهو الأصل إذ هو لا ينصرف لأنه جمع لا نظير له في الآحاد".
- (فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 8 ص 684، المؤلف: أبو الفضل العسقلاني، نشر: دار المعرفة بيروت) "في قوله تعالى إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا كتبت سلاسل بالألف واجراها بعض القراء مكان الألف التي في آخرها ولم يجر بعضهم واحتج بان العرب قد تئبت الألف في النصب وتحذفها عند الوصل قال وكل صواب انتهى ومحصل ما جاء من القراءات المشهورة في سلاسل التنوين وعدمه ومن لم ينون منهم من يقف بألف وبغيرها فنافع والكسائي وأبو بكر بن عياش وهشام بن عمار قرؤوا بالتنوين والباقون بغير تنوين فوقف أبو عمرو بالألف ووقف حمزة بغير ألف وجاء مثله في رواية عن بن كثير وعن حفص وبن ذكوان الوجهان أما من نون فعلى لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف حكاها الكسائي والأخفش وغيرهما أو على مشاكلة أغلالا".
- (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 19 ص 271، المؤلف: بدر الدين محمود بن أحمد العيني، نشر: دار إحياء التراث العربي بيروت) "قيل: "السلاسل" قرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم: سلاسلاً، بالتنوين وهي رواية هشام عن أهل الشام، وقرأ حمزة وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو بالفتحة بلا تنوين".
(12) المضيف: هذا ما قيل عن سلاسلاً، وماذا قال الفقهاء عن "قواريراً"؟
أبونا:
- (كتاب المصاحف ج 1 ص 150، المؤلف: بن أبي داود السجستاني، دار النشر: الفاروق الحديثة القاهرة 2002م، الطبعة الأولى) "كانت قواريراً قواريراً، وفي قراءة أهل العراق: كانت قوارير قوارير".
- (كتاب السبعة في القراءات ج 1 ص 663 و664، المؤلف: أبو بكر بن العباس بن مجاهد البغدادي، نشر: دار المعارف مصر 1400هـ ، الطبعة: الثانية) "قرأ عاصم فى رواية أبى بكر ونافع والكسائى / قواريراً قواريراً، منونة. وقرأ حفص مثل "سلاسلا" لا ينون. وقرأ حمزة وابن عامر قواريرا قواريرا بغير تنوين ووقف حمزة بغير ألف فيهما. وقرأ ابن كثير: كانت قواريراً (منونة) قوارير (غير منونة). وقرأ أبو عمرو: كانت قواريرا (غير منونة ووقف بألف، قواريرا غير منونة أيضا ووقف بغير ألف. وقال عباس سألت أبا عمرو فقرأ كانت قواريرا (يثبت الألف ولا ينون) قوارير (بغير ألف ولا تنوين).
(13) المضيف: قد يقول البعض أن هذه القراءات السبع للقرآن؟
أبونا:
- الواقع أن القراءات السبع أو العشر للقرآن أكبر دليل على تحريف القرآن بما فيها من إختلافات.
- والمصيبة أن المسلمين لا يدركون ذلك ولا زالوا متمسكين بهذه القراءات المختلفة.
(14) المضيف: وما هو تعليقك على أقوال فقهاء المفسرين؟
أبونا:
- ليس لدي تعليق أبلغ مما قيل: "سمك لبن تمر هندي": بتنوين أو بدون تنوين، إبقاء الألف بلا تنوين، أو حذف الألف، أو إبقاء الألف مع التنوين! ما هذا الهراء يا سادة.
- ألا تقولوا لنا ماذا يوجد في اللوح المحفوظ؟ هل يوجد فيه هذا العك البدوي؟
- فهل هذا قرآن من وحي الله؟ أم أنه من وحي الشيطان لمدعي النبوة؟
- يا عزيزي المسلم الباحث عن الحق عليك أن تتأكد بنفسك من هذه المهزلة لتستطيع أن تتخذ قرارك الحاسم دون تأجيل. فالوقت قصير، والأبدية على الأبواب، ويسوع ينتظر مجيئك إليه تائبا مؤمنا بفدائه لك وخلاصه لنفسك الغالية. آمين.
المداخلات
(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
- والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
- والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
- الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.