315ـ الأحرف السبعة للقرآن
الجمعة 1/12/2017م
(تقديم: يوحنا)
الأحرف السبعة
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (315) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمنا في الحلقة قبل الماضية عن: تعدد المصاحف واختلافها وتناقضها
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: مهزلة الأحرف السبعة للقرآن
(5) المضيف: هل كان الحُفَّاظ يتنازعون ويختلفون في القرآن؟
أولا: إن الحفاظ كانوا بالفعل يختلفون ويتنازعون في القرآن، حتى في عهد محمد، وأذكر لذلك روايتين:
1- رواية عن أُبي بن كعب.
2- رواية عن عمر بن الخطاب.
(6) المضيف: ما هي الرواية الأولى؟
أبونا:
1- جاءت في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 16).
2- وأيضا في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج1 ص 51).
3- "عن أبيّ بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل رجل آخر، فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه،
4- فدخلنا جميعا على رسول الله، فقلت: يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه.
5- فأمرهما رسول الله، فقرءآ، فحسَّن رسول الله شأنهما،
6- فقال أبيّ: وقع في نفسي من التكذيب، أشد ما كان عندي في الجاهلية،
7- فلما رأى رسول الله ما غشيني، ضربني في صدري، ففضت عرقا،
8- فقال لي: يا أُبيِّ أُرْسِل إليَّ [جبريل] أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هوِّن على أُمَّتي، فرد علي في الثانية أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هون على أمتي، فرد على في الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرف،
9- فقال لهم النبي: 'قد أصبتم وأحسنتم'
10- وقال أبيّ أيضا 'فارفضضت عرقا'[ تصببت عرقا].
(7) المضيف: هل لك تعليق على هذه الرواية؟
أبونا:
1- إنه أمر خطير، فليست الاختلافات هينة،
2- وردُّ محمد كان صادما له، مما أثار في نفسه شكوكا أكثر مما كانت عنده تجاه محمد، وهو في الجاهلية.
3- وتأملوا أسلوب الحوار الذي أجاب به محمد على شكوك أُبيِّ
4- لم يكن أسلوب الحوار إلا ضربة في صدره أفاقته وأنذرته حتى لا يقع تحت طائلة السيف،
(8) المضيف: هذا أمر غريب بصراحة. وما هي الرواية الثانية؟
أبونا:
1- جاءت الرواية الثانية أيضا في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 20).
2- قال: "من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيِّ بن كعب، أنهم تماروا في القرآن [أي تباروا في القرآن]، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة،
3- وأنهم احتكموا فيه إلى النبي،
4- [ويواصل الطبري]: فشهد النبي أنهم على صواب جميعهم في قراءاتهم على اختلافها،
5- حتى ارتاب بعضهم لاعتراف الرسول أنهم جميعا على صواب،
6- فقال النبي للذي ارتاب منهم: 'إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف'.
(9) المضيف: وهل لك تعليق على هذه الرواية الثانية؟
أبونا:
1- هل رأيتم كيف كان الحفَّاظ يختلفون ويتنازعون في القرآن؟ إذن فالموضوع ليس أمرا هينا،
2- وهل رأيتم كيف يقرهم محمد على ذلك رغم الاختلاف في نصوص القرآن؟
3- وما هي حجته في ذلك؟ حجته أن القرآن نزل على سبعة أحرف؟
(10) المضيف: هل يوجد في كتب الشيعة شيئا عن الحروف السبعة أيضا؟
أبونا:
يوجد الكثير منها:
1- (كتاب الخصال للقمي ص 358) حيث يقول: "نزل القرآن على سبعة أحرف".
2- وكتاب آخر هو (كتاب الأحرف السبعة لأبي عمرو الداني ص 60) يقول: "القرآن منزَّل على سبعة أحرف كلها شاف كاف،
3- و[يضيف] هذه الأحرف السبعة مختلف معانيها تارة، وألفاظها تارة"
4- وهنا تكمن المشكلة العظمى للأحرف السبعة.
(11) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا حكاية السبعة أحرف التي أشار إليها محمد؟
أبونا:
1- الواقع أن الفقهاء جميعهم في اختلاف كبير بخصوص تعريف الأحرف السبعة.
2- وفي اختلاف أيضا بخصوص عدد الأحرف، هل هي ثلاثة أم سبعة.
3- إنها بالفعل قضية من العيار الثقيل بحق.
(12) المضيف: ماذا قال الفقهاء المسلمين عن عدد أحرف القرآن؟
أبونا:
1- جاء في (كتاب مستدرك الحاكم كتاب التفسير ج2 ص 223).
2- وأيضا في (كتاب مسند أحمد ج 5 ص 22).
3- يقولون أنها ثلاثة أحرف: وأوردوا الحديث التالي: "قال النبي: أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" وقالوا أن هذا الحديث صحيح وأقره الذهبي.
4- وهناك أحاديث أخرى كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف: جاءت في كتب كثيرة منها: (كتاب صحيح البخاري ج 4 ص 1909).
5- [نشوف الروابة من فيديو الشيخ محمد حسان]
https://www.youtube.com/watch?v=VPtYhEMlhHI
(ق 0:45- 3:20) من: "روى البخاري ومسلم" إلى: "فاقرؤا ما تيسر منه"
6- "فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ [أضربه] في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتى سَلَّمَ [أنهى الصلاة]، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فقلت: من أَقْرَأَكَ هذه السُّورَةَ التي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُها؟ قال: أَقْرَأَنِيهَا رسول اللَّهِ. فقلت: كَذَبْتَ، فإن رَسُولَ اللَّهِ قد أَقْرَأَنِيهَا على غَيْرِ ما قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إلى رسول اللَّه،ِ فقلت: إني سمعت هذا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنِيهَا. فقال رسول اللَّهِ: أَرْسِلْهُ [أي اتركه] ثم قال: اقْرَأْ يا هِشَامُ. فَقَرَأَ عليه الْقِرَاءَةَ التي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُها. فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!! ثُمَّ قال: اقْرَأْ يا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ التي أَقْرَأَنِي إياها، فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!!! [وأضاف الرسول قائلا]: إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه"
(13) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
1- الواقع إني أندهش كيف يقول محمد لكل واحد: هكذا أنزلت.
2- والعجيب أن المبرر لذلك هو أن القرآن أنزل على سبعة حروف.
(14) المضيف: كيف تَحَدَّدَ عدد هذه الأحرف؟
أبونا:
1- جاء في: (كتاب صحيح مسلم ج 1 ص 562) "عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ أَنَّ النبي كان عِنْدَ أَضَاةِ [أي مستنقع] بَنِي غِفَارٍ، قال: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَام، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفٍ واحد،
2- فقال محمد: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك.
3- ثُمَّ أَتَاهُ جبريل ثانِيَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفَيْنِ،
4- فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك.
5- ثُمَّ جَاءَهُ ثالِثَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ،
6- فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك.
7- ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ"
(15) المضيف: ما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
1- أول ملاحظة: هي أسلوب الفصال مع الله الذي اعتاده محمد مع الله،
2- تماما مثلما كان الفصال في فرض الصلاة ليلة ما يعرف بالإسراء والمعراج، وتخفيض فروض الصلاة من 50 إلى 5 يوميا.
3- أين محمد من طاعة الله في هذا الأمر؟ إن أمر الله بالفرائض غير قابل للنقاش والفصال؟
4- فإذا كان الرسول لم يطع الله بتأدية الأمر فور صدوره فهل يعتبر أنه من المهتدين أم من المراوغين؟
5- الملاحظة الثانية: هل محمد أعلم بإمكانيات أمته من الله العليم بكل شيء؟
6- الملاحظة الثالثة: هل اللوح المحفوظ يحتوي هذه الأحرف السبعة؟ أم هو على حرف واحد؟
7- إني أناشد حضرات شيوخ الأزهر أن يوضحوا هذه التساؤلات التي تفرض نفسها على ساحة الفكر.
8- أو ليس من حقك عزيزي الباحث عن الحق أن تسمع الرأي القاطع من العلماء والفقهاء؟
المداخلات
(16) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
1- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(17) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.