290ـ إشراقة النعمة (3)
الجمعة 2/6/2017م
(تقديم: صباح)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (290) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيفة: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) بدأت في الحديث عن: (إشراقة النعمة). وقلت أن الحديث سيشمل النقاط التالية:
1- برهان الـروح
2- تخبط في الظلام
3- نعمة الإعـلان
4- جاذبية حنـان
5- نـور الإيمـان
6- أعظم برهـان
(2) وقد تكلمت عن النقطتين الأولين فقط في الحلقة السابقة.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن:
1- جاذبية حنان.
2- ونور الإيمان.
(5) المضيفة: هل يمكن أن تكلمنا عن جاذبية الحنان أولا؟
أبونا: بالتأكيد.
1- قال فيلسوف مشهور "أن الإنسان لا يملك أن يبلغ بقوته الطبيعية إلى طبيعة الله، ولكن الله هو الذي يجذب إليه الإنسان ويرفعه إلى بهاء لا يدركه عقل" (تاريخ الفلسفة الأوربية فى العصر الوسيط ص 54).
2- حقيقة لا يمكن أن يُقْبِل أحد إلى الله إن لم يجتذبه هو، كما قال السيد المسيح له المجد "لا يقدر أحد أن يقبل إلى إن لم يجتذبه الآب" (يو6: 44)
3- ولهذا ينبغي للإنسان أن يطلب من الله قائلا:"اجذبني وراءك فنجري" (نش1: 4)
(6) المضيفة: وكيف يجذبنا الله إليه؟
أبونا:
1- الرب يجذبنا إليه بحبه وحنانه، لهذا قال بوحنا الرسول "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو4: 19).
2- ألا تدري ما فعلته محبة الله من أجلك؟
3- يقول بولس الرسول "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8)
4- معنى هذا أن البشرية عندما أخطأت صدر ضدها عقوبة الموت لأن أجرة الخطية [أي عقوبة الخطية] هي موت" (رو6:23).
5- ولهذا جاء المسيح لكي يأخذ العقوبة عوضا عنا ولهذا صلب ليفدينا من موت الخطية وعقوبة النار الأبدية.
6- هذه هي جاذبية الحنان التي يجذبنا بها إليه إذ أظهر لنا حبه بهذا الفداء العظيم.
7- إيه أيتها المحبة الإلهية أي امتياز أعطي لنا. وأية كرامة وهبت لنا وبأي حنان جذبت نفوسنا.
8- أحبائي المشاهدين أنه عن غير طريق الحب لن تعرفوا الله.
9- فالعبادة ليست مجرد تعاليم وعقائد ونظريات وفرائض وإنما هي الحب في أسمى درجاته.
10- ولقد قال يوحنا الرسول "الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو4: 16).
11- فهل ارتبط قلبك بمحبة الله؟
12-لا ترتبك يا عزيزي بالنظريات والمناقشات، ولكن يكفي أن تعمل بحسب قول القديس أوغسطينس "حب واصنع ما شئت لأن محبة المسيح تحصرك".
(7) المضيفة: نشكر الله من أجل محبته التي تجذبنا إليه. ونأتي إلى الموضوع الآخر وهو نـور الإيمـان، فماذا تريد أن تقول لنا؟
أبونا:
1- عند ما تشرق النعمة في قلب الإنسان يستضئ بنور الإيمان ولا يمكن للمرء أن يصل إلى الإيمان الحقيقي بدون إشراقة النعمة.
2- هذا ما يوضحه الكتاب قائلاً في "(أش60: 1ـ3): "قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطى الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرىفتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك.
3- وقال بولس الرسول في (2كو4: 6) "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذيأشرق فى قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح".
(8) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا أمثلة لأناس أشرق الرب في قلبهم بنور الإيمان؟
أبونا: نعم. لقد أشرقت النعمة فى حياة كثيرين نذكر منهم:
(1) شاول الطرسوسي:
1- وهو رجل يهودي متعصب كان يضطهد المسيحيين ويجرهم إلى السجون.
2- ويحكى هو عن نفسه قائلاً في (أع 26 :9-18) "فأنا ارتأيت فى نفسي أنه ينبغي أن أصنع أموراً كثيرة مضادة لاسم الناصري وفعلت ذلك فى أورشليم فحبست في السجون كثيرين من القديسين.
3- وفي كل المجامع كنت أعاقبهم مراراً كثيرة واضطرهم إلى التجديف.
4- وإذ أفرط حنقي عليهم كنت أطردهم إلى المدن التي فى الخارج.
5- ولما كنت ذاهباً فى ذلك إلى دمشق بسلطان رأيت في نصف النهار في الطريق نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي.
6- وسمعت صوتاً يكلمني ويقول: شاول شاول لماذا تضطهدني. فقلت: من أنت يا سيد! فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيباً مع القديسين".
7- وهكذا أشرقت النعمة واستنار شاول بنور الله وأصبح فيما بعد بولس الرسول فيلسوف المسيحية.
(9) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا مثالا من أحد الإخوة المسلمين المتعصبين كيف أشرق الله في قلبه بنور الإيمان؟
أبونا: نعم. الشيخ ميخائيل منصور :
1- (عن كتاب باسمه طبع بمطبعة المحيط بالفجالة تأليف أخيه الشيخ كامل منصور ص 9-14)
2- هذا الرجل أيضاً أشرقت النعمة في حياته. ونلخص لك ما كتبه عنه أخوه الشيخ كامل منصور قائلا:
3- "هو م.بن.م. بن منصور ولد بمدينة سوهاج في شهر مارس سنة 1871".
4- تلقى علوم الدين على أيدي كبار رجال الدين. وبعد أن أتم علومه كان يصرف في العبادة أكثر ليله غارقاً في بحار البحث وراء الأسرار الإلهية.
5- وفي سنة 1893 قام في ذهنه أن يبحث في أمر الدين المسيحي، واستأذن أستاذه في مجادلة المسيحيين، فلم يوافقه على ذلك خوفاً على تلميذه من أن يقع في الخيلاء والكبرياء.
6- ولكنه ابتدأ يناقش ويجادل رجال الدين، وكثيراً ما كانت تطول المناقشات على غير طائل،
7- وفي ذات يوم قال له أحد المسيحيين كل امرئ يطلب من ربه الهداية.
8- وأنا أنصحك أن تطلب من الله الإرشاد إلى الحق.
9- فقابل هذا الكلام بنوع من الاستهزاء قائلاً له: وهل أنا أشك فى عقيدتي؟ معاذ الله.
10- إلا أنه بعد مفارقته له دار في خلده ما طلبه منه هذا الرجل "أنا أنصحك أن تطلب من الله الإرشاد إلى الحق، وأخذت نعمة الروح القدس تعمل عملها في قلبه.
11- وابتدأت مرحلة الشك حتى لقد ظننا أنه قد أصيب بمرض عقلي فكان يبدو شاحب اللون ولقد عكف على قراءة الكتاب مفتشاً عن الحق الإلهي.
12- وبعد مدة ظهرت على وجهه علامات السرور والبهجة. وما ذلك إلا لأن أنوار الفادي شملته وأشرقت على نفسه شمس النعمة بأشعة الإيمان.
13- لقد تجلى له المسيح بمحبته الفائقة وسمو مبادئه وجمال تعاليمه، وعلم أنه وحده هو الطريق والحق والحياة وأن الإنسان خاطئ وجاهل وعبد لا يخلصه غير المسيح.
14- والحق يقال أنى كنت في أول الأمر خجلا به وكنت طوراً أطلب من البعض الدعوات من أجله ليرجع،
15- وتارة كنت أبحث عن المشهورين بالعلم والذكاء لآخذهم إليه حتى يرجعوه
16- وأحياناً كنت ألجأ إلى بعض الأشرار ليهددوه
17- ولكني وجدته ثابتاً كالطود الشامخ في المسيح يسوع مستعذباً في حبه له كل عذاب.
18- فكرت طويلا في ما هو سر ذلك؟
19- إني أعلم بيقين تام بأنه لم تكن له غاية عالمية، فقد بدا لعيني واضحاً إخلاصه في المسيحية.
20- فوجدت نفسي بعد هذا التفكير مدفوعاً لطلب الإنجيل منه.
21- وأن نسيت ذاكرتي أموراً كثيرة فلم أنس ولن أنس الفرح العظيم الذي ملأ قلبه والبشر الجليل الذي تلألأ به محياة ثم الدموع التي بللت ملابسه من شدة سروره عندما طلبت منه الإنجيل لأول مرة.
22- ونشكر الله لأنه كان سبباً في هداية كثيرين من الخطاة الذين أولهم أنا إلى مجد الفادي".
(10) المضيفة: ألك تعليق ختامي؟
أبونا:
1- عزيزي المشاهد وعزيزتي المشاهدة، رأينا عجز الإنسان من ذاته أن يتعرف على الله.
2- ورأينا مدى إحتياج الإنسان كل إنسان إلى:
3- جاذبية المحبة الإلهية لتدخله إلى معرفة الله بعمق.
4- فضع نفسك في مجال جاذبية هذه المحبة.
5- وأمر آخر يحتاج إليه كل إنسان وهو أن يشرق الله بنور الإيمان الحقيقي في ذهنه وعقله، وأيضا في قلبه وكيانه.
6- فاطلب من الرب أن يجذبك ويشرق بنور معرفته في حياتك.
7- وإذ أن الله يحبك فسوف يستجيب لك إن كنت تصدق ذلك. آمين.
المداخلات
(11) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(12) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
