289ـ إشراقة النعمة (2)
الجمعة 26/5/2017م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (289) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) بدأت في الحديث عن: (إشراقة النعمة). وقلت أن الحديث سيشمل النقاط التالية:
1- برهان الـروح
2- تخبط في الظلام
3- نعمة الإعـلان
4- جاذبية حنـان
5- نـور الإيمـان
6- أعظم برهـان
(2) وقد تكلمت عن النقطتين الأولين وهما:
1- برهان الـروح
2- تخبط في الظلام
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: نعمة الإعلان.
1- الواقع أنه لا يستطيع الإنسان بعقله أو بحكمته المجردة أن يصل إلى معرفة الله.
2- إنما يحتاج الأمر إلى إعلان إلهي، حتى يستطيع الإنسان في ظلام فكره أن يعرف السر المخفي عن العقول البشرية القاصرة.
3- وقد عرَّف الفلاسفة المؤمنون أهمية الإعلان الإلهي وأطلقوا عليه نظرية الإشراق،
4- فقد جاء في كتاب (تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط ليوسف كرم ص32) "لا يمكن معرفة الله إلا بفضل إشراق من الله، فالله هو "المعلم الباطن" وهو " النـور الحقيقـي الذي ينير كل إنسان في هذا العالم".
5- وقد تكلم الكتاب المقدس عن هذين الموضوعين الأساسيين وهما:
1ـ عجز الإنسان.
2ـ ضرورة الإعلان.
(5) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا ما قاله الكتاب المقدس بخصوص عجز الإنسان؟
أبونا: عجز الإنسان:
1- يوضح الكتاب المقدس عجز العقل البشري عن إدراك الأمور الإلهية فيقول فى سفر أيوب (أي11: 7, 8). "أإلى عمق الله تتصل؟ أم إلى نهاية القدير تنتهي؟ هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية فماذا تدري؟ أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر"
2- وجاءت في الترجمة التفسيرية: "أَلَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَعْمَاقَ اللهِ؟ أَمْ تَبْلُغُ أَقْصَى قُوَّةِ الْقَدِيرِ؟ هُوَ أَسْمَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ وَهُوَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنَ الْهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَعْلَمُ؟".
3- وقال بولس الرسول "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما ابعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً" (رو11: 33, 34).
4- وفي الترجمة التفسيرية: "مَا أَعْمَقَ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتَهُ وَعِلْمَهُ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ التَّتَبُّعِ! «لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ كَانَ لَهُ مُشِيراً؟"
5- وجاء في سفر (الحكمة2: 22) [من الأسفار القانونية الثانية] "لم يدركوا اسرار الله"
6- من هذا يتضح عجز الإنسان فعلا عن معرفة الأمور المختصة بالله بنفسه.
(6) المضيف: وماذا قال الكتاب المقدس عن ضرورة الإعلان الإلهي للإنسان؟
أبونا: ضرورة الإعلان:
الأمر يحتاج إذن إلى نعمة الإعلان أو "إشراق الله" ليعرفنا بسر حكمته، وسوف أوضح ذلك بآيات من:
1- العهد القديم.
2- وأقوال السيد المسيح.
3- وأقوال بولس الرسول.
(7) المضيف: ماذا جاء في العهد القديم عن ضرورة الإعلان الإلهي؟
أبونا:
1- جاء في سفر (أي 11: 5-6) "يا ليت الله يتكلم .. ويعلن لك خفيات الحكمة".
2- وجاءت في الترجمة التفسيرية "وَيَكْشِفَ لَكَ أَسْرَارَ حِكْمَتِهِ".
3- وفي سفر (دا2: 22) "هو يكشف العمائق والاسرار، يعلم ما هو في الظلمة وعنده يسكن النور"
4- وأيضا في سفر (دا2: 28 و29) لكن يوجد اله في السماوات كاشف الاسرار وقد عرف الملك نبوخذ نصر ما يكون في الايام الاخيرة. حلمك ورؤيا راسك على فراشك هو هذا: انت يا ايها الملك افكارك على فراشك صعدت الى ما يكون من بعد هذا وكاشف الاسرار يعرِّفك بما يكون"
(8) المضيف: ماذا قال السيد المسيح عن ضرورة الإعلان الإلهي؟
أبونا:
1- قال السيد المسيح في (مت11: 25) "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال".
2- ولعلك تدرك من هذا الكلام إن إشراقة النعمة فى القلب تعلن للبسطاء المشبهين هنا بالأطفال. أما الذين يريدون أن يدركوا بالعقل المجرد والحكمة البشرية تلك الأسرار فلن يبلغوا إليها.
3- ولقد أعلن الله الآب سر الإيمان لبطرس الرسول فقال في (مت16: 13- 17): "أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له: "طوبى لك (أي يا لسعادتك) يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً (أي الانسان) لم يعلن لك، ولكن أبى الـذي في السموات [هو الذي أعلن لك]".
4- وقال في (مت11: 27) "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له".
5- وفي (مت13: 11) "فاجاب وقال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات"
(9) المضيف: ماذا قال بولس الرسول عن ضرورة الإعلان الإلهي؟
أبونا:
1- قال بولس الرسول في (اف1: 17): "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته"
2- ويحكي عن نفسه قائلا في (اف3: 3): "انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز".
3- وقال في (غل1: 12) "لأني لم أقبله (أي الانجيل أو البشارة) من عند إنسان ولا عُلمته بل بإعلان يسوع المسيح".
4- هذا وأن الروح القدس في ملء نعمته يعمل الآن في العالم معلناً لكل إنسان طريق الإيمان ليتمتع بشركة النعمة ويعرف الرب حق المعرفة، هذا ما وضحه بولس الرسول في قوله في (كو2: 6- 16): "لكننا نتكلم بحكمة ليست من هذا الدهر. بل نتكلم بحكمة الله فى سر. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا! التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا بروحه! لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله. لأن مَن مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية (أي الفلسفة) بل بما يعلمه الروح القدس! قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي (أي الذي لم يأخذ طبيعة جديدة) لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً. أما الروحي فيحكم (أي يعرف ويفصل) في كل شئ"
(10) المضيف: هل لك تعليق في نهاية الحلقة؟
أبونا:
1ـ يتضح من هذا الكلام نقطة جوهرية في غاية الأهمية وهي ضرورة تحول الإنسان الطبيعي إلى إنسان روحي، حتى يستطيع أن يقبل ويعرف الأمور الخاصة بالله.
2ـ فأطلب من الرب أن يغير حياتك ويعلن لك عن ذاته،
3ـ ثق يا عزيزي إن الله مستعد أن يعلن لك عن نفسه، "لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تى 2: 4).
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.