288ـ إشراقة النعمة (1)
الجمعة 19/5/2017م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (288) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيفة: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمنا في حلقة خاصة بعيدة عن مسلسل حلقاتنا، وكانت عن الضجة التي حدثت بسبب تكفير المسيحيين وفساد ديانتهم، وقد وضحت أن ذلك يعود إلى رأي كاتب القرآن منذ 14 قرنا.
2- وقبل هذه الحلقة كنا نتكلم عن سلسلة شرح إيماننا: الله الواحد في ثالوث، لا ثلاثة آلهة.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: مناقشة موضوع الله واحد في ثالوث بطريقة روحية. وسيشمل الحديث النقاط التالية:
1- برهان الـروح
2- تخبط في الظلام
3- نعمة الإعـلان
4- جاذبية حنـان
5- نـور الإيمـان
6- أعظم برهـان
(5) المضيفة: برهان الـروح
أبونا:
1- قد تمشيت معك يا عزيزي المشاهد خلال هذه الحلقات إلى الآن مظهراً صحة إيماننا في الثالوث والوحدانية بأدلة عقلية ومنطقية أو بمعنى آخر بالحكمة الإنسانية.
2- ولكن بولس الرسول يرينا أن الإيمان لا يأتي بحكمة بشرية بل ببرهان الروح والقوة فيقول "كلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله"(1كو2: 4و5)
3- فسامحني يا عزيزي في التجائي إلى كلام الحكمة الإنسانية ودعني أتكلم معك عن برهان الروح والقوة.
(6) المضيفة: إذن حدثنا عن برهان الروح والقوة.
أبونا:
1- برهان الروح يكون في القلب لا في العقل: إذ يقول الكتاب "لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص (رو10: 10)
2- والمقصود هنا بالبر أي نوال بر المسيح، وهو البراءة من حكم الموت الصادر على الخاطئ.
3- والمقصود بكلمة الخلاص هو النجاة من جهنم النار الأبدية، والحصول على هبة الله بالحياة الأبدية.
4- ويأتي الإيمان القلبي نتيجة إشراقة النعمة داخل الإنسان لتُظهر له سر الإيمان وتَكْشف له عن محبة الله وعمله العجيب من أجله حتى ارتضى أن يظهر في صورة إنسان ويسير في طريق الموت حاملاً صليب العار ليفدي الخطاة.
5- واعلم يا أخي أن الرب مستعد أن يشرق في قلبك لإنارة معرفة مجده، لأنه يحبك شخصياً برغم خطاياك وشرورك وتجديفك عليه،
6- هو مستعد أن يغفر ويصفح وينسى آثامك، فقط أقبل إليه في ندامة وفي خضوع وسلم حياتك وقلبك له.
7- وثق تماماً إنه لا يرفضك فقد قال بوعده الصادق "من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً" (يو6:37).
8- فأقبل إليه الآن، والق بخطاياك أمامه وهو مستعد أن يطـهـرك من كل خطية "لأن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7)
9- وقل له بدد يارب ظلمة قلبي، اشرق بنورك أمامي عرفني طريقك، احفظني من الشر حتى لا يتعبني. وسوف يستجيب لك.
(7) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن النقطة الثانية وهي تخبط في الظلام؟
أبونا:
تخبط في الظلام:
1- ما من شك أن الاعتماد على العقل المجرد لإدراك الحقائق الإيمانية أمر محال، فالوحي الإلهي يقول: "أ إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي. هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل أعمق من الهاوية فماذا تدري" (أي 11: 7, 8).
2- فكيف إذن الإله غير المحدود يدركه عقل محدود. قال أحد الحكماء: "الآن ابحثوا عن الرب الضابط الكل وأنتم لا تدركون سر حكمته إلى الدهر لأنكم لا تعلمون عمق قلب الإنسان وأقوال أفكاره لا تعرفون، فكيف إذن تبحثون عن الله الذي صنع جميع هذه وتعرفون عقله وتدركون أفكاره".
3- ويقرر أيضاً بولس الرسول قائلا: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه وما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً " (رو11 : 33, 34).
4- لذلك إذ لم ينتبه البعض لهذه الحقيقة ضلوا عن الإيمان وتخبطوا في دياجير الظلام والأمثلة على ذلك كثيرة.
(8) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا بعض تلك الأمثلة؟
أبونا:
سأذكر بعض الأمثلة من:
1- مجال الفلسفة.
2- مجال المسيحية.
3- مجال الإسلام.
(9) المضيفة: لنبدأ بمجال الفلسفة.
أبونا: أولا: مجال الفلسفة:
1- تعتمد الفلسفة في تفكيرها على العقل المجرد، لذلك وجدنا تضاربا واختلافاً بين مجهود الفلاسفة على مر العصور، فمنهم الملحدون ومنهم المؤمنون.
2- ويعطينا الفيلسوف الإنجليزي "كارليل"(1795 ـ1881) مثلا واضحاً على مدى التخبط في ظلام الفكر البشرى.
3- فقد بدأ كارليل حياته مؤمناً ثم قرأ فلسفة "هيوم" وغيره من الفلاسفة المتشككين فاقتنع بآرائهم وتبدد إيمانه،
4- وبينما هو عاكف على البحث والاستقصاء، قرأ فلسفة "شيلر" و "جوته" و "فختى" فاقتنع بآرائهم وتغير موقفه وعاد إلى الإيمان.
5- وبهذا تحقق الفيلسوف كارليل من هذه الحقيقة الخالدة التي قررها بعد طول بحث ودراسة وهي "أن العقل لم يعد هو مصدر المعرفة الحقة بل صار القلب هو ذلك المصدر" (تاريخ الفلسفة الحديثة ليوسف كرم ص 322).
(10) المضيفة: وماذا عن مجال المسيحية؟
أبونا: مجال المسيحية:
1- كم من هراطقة (الهراطقة أناس خرجوا عن الإيمان) أرادوا أن يخضعوا حقائق الإيمان لمقاييس العقل البشرى فألقوا بأنفسهم في التهلكة أمثال "آريوس" و"مقدونيوس" و"نسطور".
2- فالأول مثلا لم يقبل عقله إمكانية ظهور الله في الجسد فنفى لاهوت المسيح، واجتمع بطاركة الكنيسة وأساقفتها في العالم كله وناقشوا هذا الموضوع وفقاً لتعاليم الكتاب المقدس وحكموا بفرز آريوس ونفيه ودحض تعاليمه المنافية للإيمان.
(11) المضيفة: وماذا عن مجال الاسلام؟
أبونا: مجال الإسلام:
(1) جاء في (مذكرة التوحيد والفرق مقرر السنة الخامسة بالأزهر للشيخ حسن متولي 105- 118).
(2) كم من فرقة مختلفة ظهرت في الإسلام وتضاربت معتقداتها فمثلاً:
1ـ الخوارج وغلاة الشيعة والنصيرية: يغالون في نعت علي بن أبي طالب.
2ـ والجبرية والمعتزلة والقدرية: (زالت وبقي تأثيرها) أنكروا صفات الله.
3ـ والأشاعرة المتريدية والزيدية والأمامية والإسماعيلية: يقولون أن للعالم مديران الأول هو الله والثاني هو النفس ويبيحون المحرمات.
4ـ والبهائية: يغالون في وصف زعيمهم بهاء الله.
5ـ والدروز: يغالون أيضاً في نعت الحاكم بأمر الله الفاطمي.
** ألا يدل هذا كله على تخبط العقل في ظلام الفكر القاصر.
** أولا يدل ذلك على مدى احتياج العقل لإشراقة النعمة ونور الإيمان.
(12) المضيفة: نأتي إذن إلى النقطة الثالثة في الموضوع وهي: نعمة الإعـلان. فماذا تريد أن تقول لنا؟
أبونا: أنا افضل أن أرجئ الحديث عن بقية النقاط إلى الحلقات القادمة. فقد تكلمنا عن:
1- برهان الـروح
2- تخبط في الظلام.
وسوف نناقش في الجلسات القادمة بقية النقاط وهي:
3- نعمة الإعـلان
4- جاذبية حنـان
5- نـور الإيمـان
6- أعظم برهـان
(13) المضيفة: بمشيئة الله. ولكن هل لك تعليق على ما تكلمنا فيه اليوم؟
أبونا:
1- أتمنى أن كل إنسان يبحث عن الحقيقة أن يفتح قلبه لعمل الله وإشراقة نور النعمة في حياته ليبدد ظلمات القلب.
2- والواقع أن خطية الإنسان تعمي بصيرته الروحية فلا يقدر أن يعرف الله.
3- لذلك أشير عليك أن تطلب أولا غفران خطاياك، والله مستعد أن يغفر لك، لأنه يحبك ودبر لك الفداء العظيم بموت المسيح الكفاري على الصليب.
4- فاطلب أن الله ينقي بصيرتك وذهنك وقلبك ويعلن لك عن شخصه.
5- ولنا فيما قاله السيد المسيح لبطرس مثلا واضحا.
6- جاء في (مت16: 13 – 17) "سأل يسوع تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان. فقالوا قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء. فقال لهم وانتم من تقولون اني انا. فاجاب سمعان بطرس و قال انت هو المسيح ابن الله الحي. فاجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات".
7- فاطلب من الله وهو سوف يعلن لك عن ذاته لتؤمن بقلبك وروحك وليس بمجرد عقلك.
8- الرب يباركك آمين.
المداخلات
(14) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(15) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
