قناة الفادى الفضائية

291ـ إشراقة النعمة (4)

الجمعة 9/6/2017م

(تقديم: حسين)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (291) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.

(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟

(1) بدأت في الحديث عن: (إشراقة النعمة). وقلت أن الحديث سيشمل النقاط التالية:

1- برهان الـروح

2- تخبط في الظلام

3- نعمة الإعـلان

4- جاذبية حنـان

5- نـور الإيمـان

6- أعظم  برهـان

(2) وقد تكلمت عن 4 نقاط في الحلقات السابقة.

(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: سأتكلم عن: أعظم برهان

1-  في الواقع أنه عندما ينجذب الإنسان بعمل النعمة إلى حظيرة الإيمان لا يحتاج إلى دليل أو برهان منطقي لتثبيت حقائق الإيمان.

2-  بل أصبح الدليل والبرهان في قلبه من داخل، إذ يرى الرب في داخله وقد حوله إلى رجل آخر.

3-  ولا يعود فيما بعد يبحث عنه خارج كيانه!

4-  فقد قال الفيلسوف الشهير أوغسطينس بعد أن قبل الإيمان: "ها أنى قد وجدتك – يا إلهي - وأدركتك. فيا لسعدي ما أعظمه، ويا لحظي ما أسعده، كنت أفتش عليك في أشياء خارجية! ولكن هذا التفتيش لم يجدني نفعاً. إذ وجدتك في نفسي، وفي قلبي، وها أنا أمسكك، وها أنا أراك (من كتاب اعترافات القديس أوغسطينس).

5-  فالمؤمن يرى ويلمس الرب فى حياته التي غيرها بالتمام فغيَّرَه من إنسان شهواني عبدٍ للخطيئة إلى إنسان روحاني محبٍّ للقداسة .

6-  "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت5: 8).

7-  فالإيمان بعد عمل النعمة في حياة المؤمن لا يصبح إيماناً عقلياً بأمور غيبية يفتقر إلى أدلة وبراهين بل إيماناً اختباريا يجعل الذئبَ حملاً.

(5) المضيف: هل تذكر لنا مثالا عمليا لما قلته أي تحول الإنسان إلى شخص آخر؟

أبونا: سوف أذكر إختبارين:

1-   القديس موسى الأسود.

2-   الأخ جبران العابر.

(6) المضيف: وماذا تريد أن تقول عن اختبار القديس موسى الأسود؟

أبونا:

1-     كان موسى الأسود رجلاً وحشياً قاتلاً ورئيس عصابة وثنياً.

2-     ولكن النعمة بدأت ترسل أشعتها إلى قلبه فذهب إلى شيخ قديس وقال له "قد سمعت أنك عبد الله الصالح ومن أجل هذا هربتُ وأتيتُ إليك لكي ما يخلصني الإله الذي خلصك فأخبرني وعرفني عن الله.

3-     فسأله القديس وماذا كان معبودك؟

4-     أجابه إني لا أعرف سوى الشمس إلهاً لأني لما تطلعت إليها وجدت أنها أنارت المسكونة بضيائها. وكذلك إلى القمر والنجوم التي فيها أسرار عجيبة. وكذلك إلى البحر وقوته. ولكن كل هذه جميعاً لم تشبع نفسي.

5-     وعرفت أن هناك إلهاً آخر لا أعرفه أعظم من كل هذه وقلت له: أيها الرب الإله الساكن في السماء مهدي الخليقة كلها، أهدني إليك الآن وعرفني ما يرضيك.

6-     لذلك أتيت إليك لتخبرني وتسأل الله عني حتى لا يغضب عليَّ لأجل شر أعمالي. (عن مخطوط المتحف القبطي ص 496).

7-     فابتدأ الشيخ يعظه بكلام الله وحدثه عن الدينونة والخلاص ومحبة الله للخطاة.

8-     فتكامل عمل النعمة في قلبه. وأشرق الرب في أحشائه وسالت دموع التوبة ولمع وجهه بنور الإيمان. وأصبح موسى المتوحش قديساً من أعظم رجال الإيمان.

9-     من الذي غير الذئب إلى حمل؟  إنه عمل النعمة العجيب ومن الذي أفهمه الإيمان؟

10-     وهكذا رأى القديس موسى الأسود الربَّ في حياته، ولمس يدَه الخالقة تغيره بالتمام.

(7) المضيف: وماذا عن اختبار الأخ جبران:

أبونا:

1-     نشأ جبران في فلسطين في بيت متعصب ضد المسيحيين. وأشرف الأب على تلقين ابنه أصول الدين.

2-     وما أن مات الأب حتى تحلل الشاب من قيود الأخلاق وتوغل في الإجرام حتى فكر أهله في حل للمشكلة، فأودعوه مدرسة داخلية.

3-     وكان بالمدرسة طالب يدعى ميشيل وذاق من جبران ألوان العذاب.

4-     حتى جاء يوم احتفال بالمدرسة وفكر جبران إمعاناً في مضايقة ميشيل أن يكلفه بحمل جميع الكراسي اللازمة واستصدر بذلك أمراً من إدارة المدرسة.

5-     وذهب ليبحث عن ميشيل فلمحه يقفز فوق سور المدرسة ويتوغل في غابة بالقرب من السور فظنه هارباً من المسئولية.

6-     فتتبعه وإذ به يراه يدلف إلى موضع جعلَت منه الأغصان المتشابكة شبه كوخ صغير.

7-     ومن خلف إحدى الأشجار وقف جبران متخفياً ليستقصي سر هذا الكوخ!!

8-     وإذ به يرى ميشيل يوقد شمعة صغيرة ثم يركع على ركبتيه ويسمع صوته الخافت يغنى (على حد تعبيره) ثم يخرج كتابا من جيبه ويقرأ فيه.

9-     وبعد أن انتهى من القراءة رآه يرفع وجهه إلى أعلى، ولاحظ  انسكاب الدموع من عينيه وصوته مختنقاً بالبكاء.

10-   وبعد أن انتهى من ذلك أطفأ الشمعة، وعاد إلى المدرسة، وجبران يتبعه من بعيد.

11-   وما أن دخل ميشيل المدرسة حتى لحق به جبران وأمسك بكتفه وسأله: أين كنت؟

12-   فأجاب كنت أعبد ربي.

13-   قال له كذبت. فقد رأيتك وتتبعتك منذ أن قفزت من السور حتى دخلت الكوخ وأخذت تغنى وتقرأ في نوته ثم تبكى، فإن هذا من علامات الجنون.

(8) المضيف: ماذا كانت إجابة ميشيل؟

أبونا:

14-   أجاب ميشيل بهدوء: لست مجنوناً. أنا لم أكن أغنى ولكنني كنت أرنم للرب. وما كنت أقرأ من نوتة بل في الإنجيل، وأخيراً صليت لربي ليغفر إثمي ويعينني في حياتي.

15-   فقال له جبران: هل أستطيع أن أرى الإنجيل؟ فأخرجه له.

16-   ولكن جبران كان قد تلقى من أبيه أن من يمسك إنجيل النصارى لا بد أن يصاب بشللفي يده أو خبل في عقله.

17-   ولكن المنظر الذي رآه جبران قد جذبه إلى معرفة سر هذه العبادة التي تحدو بالإنسان أن يدخل الغابة ليتعبد.

18-   فأمسك الإنجيل بأطراف أصابعه حتى إذا شعر بالشلل ألقاه ونجا من الخطر!!

19-   ولكنه لم يشعر بشيء مما قيل له، فأخذ الإنجيل واستأذن من ميشيل أن يقرأه.

20-   وانفرد جبران يقرأ الإنجيل طيلة الليل. ولكنه لم يستطيع أن يفهم شيئاً.

21-   وفي الفجـر ذهب إلى ميشيل وأيقظه وبدأ يسأله عما لم يفهمه.

22-   فابتدأ ميشيل يشرح له. ولكن دون جدوى. فأغلق ميشيل الكتاب وقال له سأذكر لك الحقائق التي يحتويها الإنجيل باختصار.

• فالحقيقة الأولى هي أن الإنسان خاطئ وأنا وأنت خطاة.
• والحقيقة الثانية أن عقوبة خطايانا هي عذاب جهنم الأبدية.
• والحقيقة الثالثة هي أن الله في محبته أرسل المسيح ليفدينا من عقوبة الخطية فصلب عوضاً عنا.
• والحقيقة الرابعة إن أنت آمنت بهذا وندمت على خطاياك يقبلك الرب ويخلصك من نار جهنم الأبدية.

(9) المضيف: وهل اقتنع جبران؟

أبونا:

23-   الواقع أن كلمات ميشيل كانت بسيطة ولكنها ممسوحة بالنعمة، وخارجة عن اختبار حي،

24-   وفي ذات اللحظة كانت يد الله تعمل في قلب جبران. وكانت المعجزة.

25-   أشرق وجه الفتى وقال أنا أؤمن. وصليا معاً.

26-   وتوالت الأحداث والاختبارات في حياة جبران الشرس الأخلاق، حيث تحول إلى جبران الحمل الوديع والخادم المبارك في كرم الرب وصار سبب بركة لنفوس كثيرة من أبناء الإيمان وغيرهم.

(10) المضيف: نشكر الرب من أجل هذه الاختبارات المباركة. هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟

أبونا:

1-     لعلك قد أدركت أيها الأخ الحبيب مفهوم الثالوث فى الوحدانية عندنا نحن المسيحيين.

2-     ولعلك قد تيقنت أننا لا نعبد ثلاثة آلهة، حاشا!

3-     وإنما نحن نؤمن بالله الواحد في ثالوث.

4-     وقد خُلق الإنسان على صورة الله. والإنسان كائن واحد في ثالوث: له قلب محبة، وعقلحكمة، وروح حياة. (الرسم البياني للإنسان)

5-     ومن هذا ندرك الله الواحد في ثالوث: فالله كائن واحد: له له قلب محبة، وعقل حكمة، وروح حياة. (الرسم البياني لله)

6-     وفي حلقاتنا القادمة سأتكلم عن عقيدتنا في " التجسد الإلهي في المسيح".

7-     وإنني أصلي إلى الرب لكي يشرق بنوره في قلبك، ليعلن لك هذا السر العجيب، لأن أمور الله لا يدركها أحد إلا روح الله.

8-     فليتك تطلب أنت أيضاً منه ليعلن لك عن ذاته. اطلب منه لكي يغيرك أولاً ويؤهلك لقبول عمل النعمة في حياتك، وعندئذ ستدرك بالروح ما يعجز العقل عن إدراكه. آمين.

المداخلات

(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين العابرين باختباراتهم.

الختام

(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [المضيف] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.