211ـ تطوير الخطاب الديني
الجمعة 16/10/2015م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (211) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقات السابقة؟
أبونا: الحلقة السابقة تكلمت عن: حلقة خاصة عن قصيدة للشاعر جمال بخيت، بعنوان: "دين أبوهم اسمه إيه"؟
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أتكلم عن موضوع: الخطاب الديني.
(2) والواقع انني أريد أن أقدم دراسة أكاديمية عن الخطاب الديني حتى تكون أساسا لتجديد أو تطوير أو تغيير الخطاب الديني الذي ينادي به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم يحصل على نتيجة إلى اليوم، لأن الأمر ليس بهذه البساطة. وسوف نكتشف الصعوبات التي تواجه طلب السيسي بتجديد الخطاب الديني. وسوف أقدم حلولا منطقية للتغلب على هذه العقبات إن هم استمعوا لهذه الدراسة التي قمت بها.
(5) المضيف: وهل يمكن أن يقبل فقهاء المسلمين وعلماؤهم دراسة يقوم بها شخص غير مسلم وعلى الأخص كاهن مسيحي؟
أبونا: الواقع أن عندي على الأقل دليلان على إمكانية قبول رأي غير المسلمين في القضايا الإسلامية.
(1) الدليل الأول: ما قمت به أنا شخصيا وغيري منذ حوالي 14 عاما. من فتح الباب لمناقشة الأمور المسكوت عنها في الإسلام منذ 14 قرنا، مثل إرضاع الكبير، وقضية الناسخ والمنسوخ، والطب النبوي والتداوي ببول البعير، وشذوذ محمد، وانحراف أخلاقه، وأسماء الله الحسنى، وتناقضات القرآن وأخطائه اللغوية والتاريخية والجغرافية والعلمية. وقضية فساد الأحاديث النبوية وصحيح البخاري وصحيح مسلم. الأمر الذي فتح الباب أما شيوخ ومفكرين كثيرين في هذا الاتجاه: أمثال: الشيخ القبانجي، والشيخ محمد عبد الله نصر، والأستاذ إسلام البحيري، والأستاذ إبراهيم عيسى، والأستاذ هشام حتاته وغيرهم الكثيرون.
(6) المضيف: وما هو الدليل الثاني؟
ابونا: الدليل الثاني على إمكانية قبول رأي غير المسلمين في القضايا الإسلامية. هو ما قرأته في كتاب "دانات للكاتب الكبير طارق حجي، دانة رقم 17 ص26، نشر دار الحرية سنة 2012م) حيث كتب مقالا رائعا عن دور ما كتبه كاتب مسيحي لبناني يدعى "فرح أنطون" وتأثيره في الفكر الإسلامي، أقتطف منه بعض العبارات:
(1) قال طارق حجي: "أوليت قسما كبيرا من وقتى المخصص للقراءة منذ عدة شهور لمطالعة كتابات المفكر اللبناني فرح أنطون (1874 - 1922). الذي ينتمي لنوعية مثقفين وأدباء ومفكرين أفذاذ مثل طه حسين والعقاد ومي زيادة والمازني وميخائيل نعيمة".
(2) وأضاف: "فقد وضع فرح أنطون يده على علة المجتمعات الإسلامية الكبري (بل والعلة الأساس) والتى بسببها صارت مجتمعاتنا عالة على البشرية المتقدمة".
(3) واستطرد يقول: "وقد تجلي لفرح أنطون أن حلفا تشكل منذ حقبة المعتصم (الخليفة العباسي الثامن) من حكامنا وبعض رجال الدين فى مجتمعاتنا. وأن هذا الحلف هو الذى وضعنا على درب الركود والخمود والجمود منذ إنتصر هذا الحلف لأهل النقل على أهل العقل ... وهو ما أدي لما يعرف بقفل باب الإجتهاد".
(4) تعليق: فهذا مفكر غير مسلم كان له أثره في اكتشاف سر تخلف العالم الإسلامي، ودق ناقوس الخطر.
(7) المضيف: هذا كلام منطقي، ولعل وعسى يقبلون وجهة نظرك. هل يمكن بداية أن تستعرض لنا مطالبة السيسي بتجديد الخطاب الديني؟
أبونا: الواقع أن السيسي طالب بذلك أكثر من مرة في مناسبات كثيرة، منها:
1ـ خطابه في مناسبة المولد النبوي والعام الجديد يناير 2015م.
2ـ وفي الكلية الحربية إبريل 2015م
3ـ وفي حديثه الشهري إلى الأمة مايو 2015م
4ـ وفي مناسبة ليلة القدر يوليو 2015م
5ـ وفي الاحتفال بالذكرى 42 لنصر أكتوبر 2015م.
(8) المضيف: هل يمكن أن نشاهد بعض مقتطفات من هذه الخطابات؟
أبونا: (1) هذا هو خطاب الرئيس السيسي في المولد النبوي:
https://www.youtube.com/watch?v=4vgOS3_ettQ
(ق 3:21 - لنهايته) "كنا تكلمنا قبل كده .. " إلى: "الدنيا كلها منتظرة منكم"
(2) وهذا هو الخطاب الثالث الذي قاله في حديثه الشهري إلى الأمة، يشكي من عدم التجاوب مع دعوته:
https://www.youtube.com/watch?v=X_mNVBCXmEo
(ق 0:45- 2:08) "يبقى عندنا خطاب مستنير .." إلى "مش بس في مصر، في كل العالم"
** ورغم هذه الخطابات العديدة للسيسي عن تجديد الخطاب الديني إلا أن المسئولين لم يحركوا ساكنا.
** والواقع أن ما ينادي به السيسي يُدْخل رجال الدين الإسلامي في إشكاليات عديدة.
** وهذا ما دعاني أن أقوم بهذه الدراسة المتعمقة لهذا الموضوع.
(9) المضيف: إذن ما هي دراستك عن الخطاب الديني وتطويره؟
أبونا: دراستي عن الخطاب الديني تشمل:
1ـ مفهوم الخطاب الديني.
2ـ مواضيع الخطاب الديني.
3ـ مشكلة الخطاب الديني.
4ـ حل مشكلة الخطاب الديني المسيحي.
5ـ حتمية تجديد الخطاب الديني الإسلامي.
6ـ مفهوم تجديد الخطاب الديني الإسلامي.
7ـ تاريخ تجديد الخطاب الديني الإسلامي.
8ـ إشكالية تجديد الخطاب الديني الإسلامي.
9ـ الحل السليم لتجديد الخطاب الديني.
(10) المضيف: ما هو مفهوم الخطاب الديني؟
أبونا: (1) في موقع الويكيبيديا:
يوضح القصد من الخطاب الديني عموما هو أنه: "إمكانية الحديث عن الله بشكل له معنى".
(2) وجاء عن تعريف الخطاب الديني في موقع مركز إبن رشد للعلوم الإنسانية:
1ـ يعرف الخطاب الديني بأنه: الواسطة بين الناس وبين القرآن والسنة والتي توضح للناس مسلمين وغير مسلمين الإسلام وما فيه من الأحكام: عقيدة أو شريعة، عبادة أو معاملة، فكر أو سلوكا وأخلاق وكذلك شرح تاريخ الإسلام واستخراج المستفاد منه سواء السيرة النبوية أو تاريخ الخلافة أو التاريخ الإسلامي المعاصر.
2ـ [وأضاف]: فهذه الواسطة هي العقل البشري الذي يفهم نصوص القرآن والسنة ويستخرج منها الأحكام ويعي أحداث التاريخ ويستخرج منها الدروس المستفادة وهي أيضا العقل البشري الذي يحدد طرق توصيل هذه الأحكام إلى الناس ويرتب الأولويات".
(11) المضيف: وما هو تعليقك على هذا التعريف؟
أبونا: لي بعض التعليقات الهامة بخصوص تعريف الخطاب الديني:
(1) في تعريف الخطاب الديني أنه "الحديث عن الله بشكل له معنى" إيضاح بأن الهدف من الخطاب الديني هو أن يفهم الناس هذا الدين ليتبعوه عن إقتناع. لأن الغاية العظمي من هذا الخطاب هي خير الإنسان وسعادته.
(2) ولكني أختلف مع ما جاء في المرجع الثاني الذي ذكرتُه سابقا، والقائل أن الخطاب الديني هوالواسطة بين الناس وبين القرآن والسنة، والتي توضح للناس مسلمين وغير مسلمين الإسلام وما فيه من الأحكام. ووجهة نظري أن الدين ليس مجرد علاقة بكتب وتعاليم، بل هو بالدرجة الأولى علاقة بين الإنسان وبين خالقه، أي علاقة شخصية حبية إختبارية لا تتزعزع.
(3) وأعجبني ما جاء بنفس المرجع الثاني الذي ذكرته بأن "هذه الواسطة هي العقل البشري" نعم لابد للخطاب الديني أن يخاطب العقل حتى يفهم المعنى ويدرك المقصود ويقتنع به ويطبقه على حياته.
(4) وهذا ما يفتقر إليه الخطاب الديني الإسلامي. فهو خطاب غير موجه إلى عقول الناسبل إلى عواطفهم لإثارتها بالصوت العالي الذي يصل إلى حد الصراخ من فوق منابر المساجد ومن خلال مكبرات الصوت التي تهتك طبلة الأذن وتدخل الناس فيما يعرف بالهوس الديني.
(5) كما أن الخطاب الديني الإسلامي خطاب تحريضي على الجهاد الدموي بالعنف والإرهاب وبغضة الآخر أي غير المسلم: "وأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِعَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ" (سورة الأنفال 60).
** من أجل هذا وغيره الكثير ينادي الرئيس السيسي بتغيير الخطاب الديني لتحسين صورة الإسلام أمام دول العالم المتحضر، حتى لا يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان.
** نكتفي بهذا القدر، ونرجئ الحديث عن بقية النقاط للحلقات القادمة بمشيئة الله.
المداخلات
(12) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين أن تباركهم.
(3) وأسألك من أجل كل المشاهدين الذي كانوا معنا اليوم أن تشرق في قلوبهم لإنارة معرفة مجدك.
(4) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتستخدمها لخلاص النفوس الغالية على قلبك.
(5) وأسلك أن تبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(6) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(7) وأصلي من أجل: [فلان المقدم/ أو فلانة المقدمة]. واذكر ضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(8) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم.
(9) واذكر أيضا يارب: [الأسماء المكتوبة ................] في إسم يسوع المسيح. آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
