58ـ الرد على شبهة [حفظ الصدور، والسطور]
الجمعة 31/8/2012م
(تقديم: نور الدين)
(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (58) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك يا أخ ..، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
(أبونا): بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. يا سيّدي لمّا أرى نجومك وكلَّ ما يدور في الأفلاك، أسمع صوت الرعد في غيومك، وكلَّ ما قد صنعت يداك، نفْسي تُشيد يا مخلّصي ما أعظمَكْ ما أمجدك. آمين). وأسألك يا سيدي أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقة الماضية لنستكمل حديث اليوم؟
الإجابة: أولا: بدأنا بالتعليق على ردهم عن الشبهة الأولى وهي (جمع القرآن)، (1) وتكلمت عنالجزء الأول: من هذا الرد وهو ما جاء بالكتاب في (ص11) (عرض صورة النص أثناء الكلام ص 11): قولهم "أن القرآن هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقص".
(2) وكان تعليقي: 1ـ أنهم يورطون أنفسهم إذ ينسبون إلى الله العجز عن حفظ بقية الكتب التي أوحى بها وهي التوراة والزبور والإنجيل. (3) وأثبتنا بالأدلة القاطعة والبراهين النقلية والعقلية والعلمية عدم تحريف الكتاب المقدس، (4) وعرضنا بعض المخطوطات القديمة التي تعود إلى القرن الأول الميلادي، (5) وطالبنا حضرات الشيوخ الأفاضل أن يقولوا لنا دليلا واحدا على أن القرآن وحي من عند الله. (6) وأثبتنا بالأدلة والبراهين أن القرآن الموجود بين أيادي الناس الآن يختلف عما ألفه محمد، ففيه تغيير وتبديل وحذف وتحريف.
(4) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا في هذه الحلقة؟
الإجابة: سوف أستكمل التعليق على ما جاء في (ص11) (عرض صورة النص ص 11)بخصوص قولهم أن شبهات المشككين عبارة عن: تبرير ما لدى أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من نقد وُجِّهَ إلى الكتاب المقدس بكلا عهديه: القديم (التوراة) والجديد (الأناجيل)، ليقطعوا الطريق على ناقدى الكتاب المقدس من المسلمين، ومن غير المسلمين" [ipad].
(5) المضيف: وما هو تعليقك على هذا الأمر؟
(الإجابة): أولا: أرجو ملاحظة عملية الإسقاط في هذا الكلام. (1) فمن المعروف أن تبرير المواقف هو من أساليب الخداع. (2) وهذا ليس من تعاليم مسيحنا الذي قال في (مت7: 35)"ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير" فكيف نقوم بعمليات تبرير خادعة؟ (3) ولكن بكل تأكيد أسلوب التبرير هذا هو الأسلوب الإسلامي بحسب تعاليم محمد الذي قال في أكثر من (581 مرجعا تراثيا) "الحرب خدعة" منها (صحيح مسلم ج 3 ص 1361 باب جواز الخداع في الحرب حديث رقم 1739) (4) وفي الخداع إجادة لأسلوب المناورات والتبريرات والكذب، الأمر الذي لا نؤمن به، ولا نقبله، ولا نمارسه. هذا بخصوص ما يدَّعونه عن التبرير.
ثانيا: بخصوص قولهم: "ليقطعوا الطريق على ناقدى الكتاب المقدس من المسلمين" أقول: نحنلا نخشى نقد الكتاب المقدس، لا من المسلمين ولا من غير المسلمين. )1( فقد تعرض الكتاب المقدس لهجوم عنيف من مدرسة النقد التاريخي في بداية عصر النهضة في أوربا على يدي (اسبينوزا وجون لوك وغيرهما من الملحدين) )2( ووقف الكتاب المقدس صامدا لأنه يحمل الحقالذي يقهر الباطل، حتى أن المطبعة التي كانت تطبع الكتب النقدية الإلحادية ضد الكتاب المقدس، قد اكتشف صاحبها صحة الكتاب فكرس مطبعته لطباعته، وتحطمت موجة نقد الكتاب المقدس على صخرة الحق الإلهي المعلن فيه. )3( وقد اقتبس الدعاة المسلمون الكثير من أقوال هؤلاء الملحدين أمثال: رحمة الله الهندي والذي أخذ عنه أحمد ديدات، والشيخ الشعراوي، والدكتور زغلول النجار، والدكتور عمارة، والأستاذ سليم العوا، )4( وقد فات على هؤلاء المدعين المسلمين أن قرآنهم يشهد بأن الكتاب المقدس وحي من الله، فإن كان الملحدون ينتقدون الكتاب المقدس، فذلك لأنهم لا يؤمنون بالله أساسا ولا بوحيه. أما المسلمون الذي ساروا على منوال الملحدين فقد أوقعوا أنفسهم في المصيدة. )5( وسبق أن قد قدمنا الردود السديدة على كل ما أثير ضد الكتاب المقدس في برنامجنا "أسئلة عن الإيمان" وتجدونه على مواقعنا في الإنترنيت (حلقات: 16 ـ 18، 83 ـ100). )6( فنحن يا أصحاب الفضيلة، لا نخشى أي نقد، لأن الكتاب يقول لنا في (1بط3: 15) كونوا "مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة"
(6) المضيف: وما هي الشبهة التي وجهت لجمع القرآن أساسا، والتي ردوا عليها في هذا الكتاب؟
الإجابة: سأورد الشبهة بحسب ما كتبوها في الكتاب موضوع تعليقاتنا في ( ص11) (عرض صورة النص ص 11) إذ قالوا إن: "مواطن الشبهة فى وقائع جمع القرآن والمراحل التى مرَّ بها، هى: (1) أن القرآن لم يُدوَّن ولم يكتب فى مصحف أو مصاحف كما هو الشأن الآن، إلا بعد وفاة النبى، أما فى حياته فلم يكن مجموعاً فى مصحف. (2) وأن جمعه مرًّ بعدة مراحل: الأولى: فى خلافة أبى بكر وهو جمع ابتدائى غير موثق تمام التوثيق كما يزعمون؟ الثانية: فى خلافة عثمان بن عفان وقد كان الجمع فى هذه المرحلة قابلاً لإدخال كثير من الإضافات التى افتقر إليها تدوين القرآن فيما بعد. لأن القرآن لم يكن فيهما (أي جمع أبي بكر وجمع عثمان) مضبوطًا مشكولاً. الثالثة: الإضافات التى أُلْحِقَتْ بالنص القرآنى وأبرزها: (1) نَقْط حروفه لتمييز بعضها من بعض، مثل تمييز الخاء من الجيم والحاء، .. وتمييز التاء بوضع نقطتين فوقها عن كل من الياء والباء والنون والثاء، ودعونا نرى مشهدا يوضح أهمية التنقيط والتشكيل (فيديو محمد صبحي) (2) وأيضا ضبط كلماته بالضم والفتح والكسر والجزم. (3) علامات الوقف .. (4) وضع الدوائر المرقوم فيها أرقام الآيات فى كل سورة. (5) [ويستطردون] إن كل هذه الإضافات لم تكن موجودة فى العصر النبوى، بل ولا فى عهد الخلفاء الراشدين. (6) [ويضيفون: بأن المشككين] يذكرون هذا كله ليصوروا أن الشبهة التى لوحظت فى جمع المصحف الحاوى للقرآن الكريم، تزرع الشكوك فى وحدة القرآن واستقراره وسلامته من التحريف. (7) [ويواصلون بان المشككين يقولون] علام إذن يصر المسلمون على اتهام التوراة التى بيد اليهود الآن أنها لا تمثل حقيقة التوراة التى أنزلها الله على موسى عليه السلام؟ (8) أو لماذا يطلقون هذا الوصف على مجموعة "الأناجيل" التى بيد النصارى الآن؟"
[ملاحظة]: هذا نص ما كتبه حضرات الشيوخ في كتاب الأزهر.
(7) المضيف: ما رأيك في كلامهم هذا، هل هذا ما نوجهه من تساؤلات عن القرآن؟
الإجابة: نعم هذه هي بعض تساؤلاتنا: أولا: هل القرآن موحى به من عند الله؟ ثانيا: (1) تساؤلنا الأساسي، ليس على مجرد ما طرأ على القرآن "بعد عصر محمد" من تغيرات وتنقيط وتشكيل وغيره. (2) بل تساؤلنا الأساسي هو على ما طرأ على القرآن من تغييرات على خلاف ما فياللوح المحفوظ فقد جاء في (سورة البروج 21 و22) "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ". (3) فهل هذه التغييرات موجودة باللوح المحفوظ؟ (4) إن كانت إجابتهم بنعم، نقول إذن كان القرآن قبل إضافة هذه التغييرات ناقصا، ويكون هذا تحريف في النص القرآني بالنقص. 5ـ وإن كانت إجابتهم بالنفي، أي لم تكن هذه التغييرات في اللوح المحفوظ بل زيدت مؤخرا نقول لهم: إذن هذا تحريف للقرآن بالزيادة! 6ـ فيا حضرات الشيوخ الأفاضل، قيسوا قرآنكم على المصدر الأساسي وهو اللوح المحفوظ الذي تدعونه، وقولوا لنا ماذا كانت صورته؟ ولماذا تزيدون عليه؟ أو تنقصون منه؟ ثالثا: يقولون: أن المشككين "يذكرون هذا كله ليصوروا أن الشبهة التى لوحظت فى جمع المصحف الحاوى للقرآن الكريم، تزرع الشكوك فى وحدة القرآن واستقراره وسلامته من التحريف؟
(8) المضيف: وما هو تعليقك على ردهم هذا خصوصا تعبيرهم: ليصوروا أن هذه الشبهة تزرع الشكوك؟
الإجابة: 1ـ أقول لأصحاب الفضيلة ليس هذا أسلوبنا، 2ـ فنحن لسنا في ساحة قتال، وليس هدفنا هو التصوير والمهاجمة 3ـ ولسنا من أنصار تذرية الرماد في العيون لنشغل المسلمين بشبهاتعندهم حتى لا يهاجموا كتابنا. فهذا هو أسلوبكم الذي تتفردون به. 4ـ يا حضرات الأفاضل، هدفنا هو وصول الإنسان لمعرفة الحق، وهذا هو واجبنا كما قال الدكتور زغلول النجار ونسمعه (فيديو النجار) 5ـ فلو كنتم مقتنعين أن القرآن هو الحق فأنتم أحرار، 6ـ ولكن ما يهمنا هو خلاص أنفسكم ومصيركم الأبدي 7ـ نحن نشجع كل واحد على دراسة القرآن والأحاديث والسيرة المحمدية دراسة متعمقة متفحصة للفهم والتقييم. 8ـ فلو بحثت ودرست وفهمت واقتنعت بالإسلام استمر فيه، 9ـ فقط تأكد أنك لست مخدوعا.
(9) المضيف: هذا كلام في الصميم. نريد أن نستمع إلى ما جاء في كتاب الأزهر من ردود على هذه الشبهة الأولى الخاصة "بجمع القرآن".
الإجابة: دعني أورد ردهم فقرة فقرة، لأعلق على كل فقرة على حدة. ففي (ص12 بالكتاب) (صورة النص) تحت عنوان: الرد على هذه الشبهة، جاءت العبارة التالية: (إنًّ تأخير تدوين القرآن عن حياة النبى، وجمعه فى مصحف فى خلافة أبى بكر، لامساس له مطلقًا بوحدة القرآن وصلة كل كلمة بالوحى الإلهى؛ لأن القرآن قبل جمعه فى مصاحف كان محفوظًا كما أنزله الله على خاتم المرسلين)
(10) المضيف: وما هو تعليقك؟
الإجابة: تعبير "لا مساس" فكرني بتصريحات رئيس وزراء مصر الأسبق (عاطف صدقي) سواء في أزمة الخبز أو المرتبات أو أي مصيبة حلت على مصر في عهده، كان سيادته يبدأ تصريحاته الصحفية كلها بهذا التعبير: "لا مساس"، فلعل أصحاب الفضيلة الذين كتبوا هذه الردود هم من جيل "لا مساس" ويظنون أن في هذا التعبير حلا لكل الشبهات. فيا اصحاب الفضيلة نريد ردودا منطقية مقنعة وليس كلمات إنشائية تمويهية. ولقد أعجبت بقول أحد الأدباء:
سئمت من تكرار قول لا مساس *** فاستسلمت للأمر في تبلد بلا إحساس
كلمة لا مساس تحل المشكلة كلاميا، ولكنها لا تحل المشكلة منطقيا. فأحباؤنا الشيوخ يفعلون نفس الشيء يتخلصون من المشاكل بإجابة إنشائية "لا مساس" ولكنها لا تحل المشكلة الأساسية.
(11) المضيف: كان هذا بخصوص الكلمة الأولي "لا مساس" في الرد على الشبهة وماذا عن النقاط الأخرى؟
(الإجابة): في قولهم: في (ص12) (صورة النص) "إن تأخير تدوين القرآن عن حياة النبى .. لا مساس له بوحدة القرآن" 1ـ فكيف يقولون تأخير تدوين القرآن عن حياة النبي؟ 2ـ ألا يعرفون أن القرآن دوِّن في حياة محمد؟ 3ـ لقد سبق أن أوضحنا ذلك في حلقات برنامج أسئلة عن الإيمان حلقات (24 و29 و42 وغيرها منذ سنة 2003م). كما ذُكر ذلك في العديد من المصادر الإسلامية.
(12) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا بعض ما جاء في تلك المصادر عن تدوين القرآن أيام محمد؟
الإجابة: 1ـ في (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج1 ص 203) "عمل الرسول على كتابة القرآن، وكان له كتَّاب يكتبون الوحي .. وكان الغرض من كتابة القرآن في عهد الرسول زيادة التوثق والاحتياط للقرآن بتقييده وتسجيله بالنقش، فوق تقييده وتسجيله بالحفظ"
2ـ وكذلك في (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج1 ص 254) "كان صلى الله عليه وسلم إذا أُنزل عليه شيء، يدعو أحد كتَّابه هؤلاء، ويأمره بكتابة ما نزِّل عليه"
3ـ وأيضا في (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج1 ص 260) "إن النبي كان له كتَّاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم، وأقرهم الرسول على كتابتهم. ومضى عهده والقرآن على هذه الكتابة"
4ـ وفي (فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج1 ص 390) "عن زيد بن ثابت قال كان القرآن مكتوبا في العُسُب والكرانيف وجرائد النخل والسعف"
5ـ (الموسوعة الإسلامية على الإنترنيت www.islampedia.com) (صورة الموقع) (باب [علوم القرآن] تحت عنوان: جمع القرآن في عهد الرسول: قال: "يُطلق الجمع على معنيين: المعنى الأول بمعنى الحفظ في الصدور، والمعنى الثاني: الحفظ في السطور": وعن هذا المعنى الثاني [الحفظ في السطور] قال: "هو لون من الحفظ يدوم مع الزمان، لا يذهب بذهاب الإنسان، فلا بد أن يتحقق ما تكَّفلَ الله بحفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. [وأضاف]: "لقد اعتنى النبي بكتابة القرآن [أي تدوينه] عناية بالغة جداً، فكان كلما نزل عليه شيء منه دعا الكُتّاب، ومنهم: علي بن أبي طالب، وأبيَّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، فأملاه عليهم، فكتبوه على ما يجدونه من أدوات الكتابة حينئذ مثل: الرُقاع [وهو الصحف المصنوعة من الجلد]، اللِّخاف [وهو الحجر الأبيض الرقيق]، والأكتاف [أي العظم]، والعُسُب [جريد النخل]". ونرى تقرير من برنامج القاهرة اليوم عن تدوين القرآن في عهد محمد، وإن كانوا لم يأتوا بصور الحجر التي كتب عليها، بل صورا متأخرة. (فيديو مخطوطات القرآن)
(13) المضيف: أعتقد أن هذه مراجع كافية لتقنع المشاهدين والباحثين أن مؤلفي الكتاب قد جانبهم الصواب.
الإجابة: أنت على حق فقد جانبهم الصواب عندما انزلقوا بكتابة عبارة: " تأخير تدوين القرآن عن حياة النبى، وجمعه فى مصحف فى خلافة أبى بكر، لامساس له مطلقًا بوحدة القرآن". وفوق كل هذه الأدلة: (1) نرى الكتاب يناقضون أنفسهم في نفس المقال في (ص13) من الكتاب (صورة النص ص13) ويقولون: "وكان النبى كلما نزل عليه شىء من الوحى يأمر كُتًّاب الوحى بكتابته فورًا"
(2) وجاء أيضا في نفس الرد (ص19) (صورة النص ص19) قوله: "الوثائق الخطية، تم تدوينها فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام إملاءً منه على كَتَبَةِ وحيه الأمناء الصادقين"
(3) ترون إذن يا أحبائي كيف أنهم لا يدرون ماذا يكتبون، ففي نفس المقال يناقضون ما قالوه بخصوص تدوين القرآن في عهد محمد!!
(4) ولكن يبقى سؤالنا الصادم: أين هي تلك العُسُب والرُّقاع، واللِّخاف، والأكتاف" التي كُتب عليها القرآن في عهد محمد؟ هل استطاع محمد أن يأخذها معه ليلة الهجرة؟ (5) وكيف حملها وهو هارب كما قال الباحث (محمد صبيح في كتابه بحث جديد عن القرآن الكريم ص 87و88)قال: "القرأن المكى على هذه الأدوات الخشنة كان يحتاج إلى (20 بعيراً) لحمله، ولم نعلم من أنباء الهجرة ان قافلة من الأحجار فرت قبل النبي، آو مع النبي، ومعها هذا الحمل الغريب". هذا كلام منطقي وتاريخي، فالقرآن كان في سبعة أحرف، أي سبعة أضعاف القرآن الحالي ومكتوب على العظم والحجارة وما شابه، ولم تذكر كتب التراث أنها حملت إلى المدينة. فأين ذهبت؟ يبقى إحنا اللي ضاعت أصول كتابنا واللا أصول القرآن هي اللي ضاعت يا د. زغلول؟
(14) المضيف: سؤال هام للغاية ألم يفكر فيه أحد من الباحثين والفقهاء والعلماء؟
الإجابة: إني أندهش من أن المسلمين يحتفظون بمتعلقات الرسول من آثار، من شعر رأسه وسيوفه حتى أحذيته، ولم يحتفظوا بهذه المخطوطات الأصلية للقرآن.
(1) ففي كتاب (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 406) "أوصى عمر بن عبد العزيز عند الموت فدعا بشعر من شعر النبي، وأظفار من أظفاره وقال إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني ففعلوا ذلك" (2) وأيضا في نفس كتاب (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 7 ص 25)"أنس بن مالك جعل في حنوطه صرة مسك وشعر من شعر النبي" (3) وفي (صحيح البخاري ج 1 ص 75) "عن بن سِيرِينَ قال قلت لِعَبِيدَةَ عِنْدَنَا من شَعَرِ النبي أَصَبْنَاهُ من قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ فقال لَأَنْ تَكُونَ عِنْدِي شَعَرَةٌ منه أَحَبُّ إلي من الدُّنْيَا وما فيها" (4) وفي (المعجم الكبير للطبراني ج 23 ص 332) "قال بن مَوْهَبٍ دَخَلْنَا على أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ لنا صُرَّةً فيها شَعْرُ النبي مَخْضُوبٌ بِحِنَّاءٍ فقالت هذا من شَعْرِ النبي" (5) وأيضا في (المعجم الكبير للطبراني ج 18 ص 317) "عن فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ أَنَّهُ دخل على عَائِشَةَ فَأَخْرَجَتْ شَعَرَاتٍ من شَعْرِ النبي" 6ـ وفي كتاب (أمالي ابن سمعون لابن عنبس ج 1 ص 76) "قال الإمام أحمد: "كان عندي شعرات من شعر النبي صلعم، قد صررتها في كم قميصي فجاء بعض القوم إلى قميصي ليحرقه، فقال له المعتصم: لا تحرقوه، وانزعوه عنه. وإنما درىء عن القميص الحرق ببركة شعر النبي صلعم. وشدوا يديه فتخلعت .. ولم يزل يتوجع منها حتى مات"
(15) المضيف: هل إلى هذه الدرجة كان الحرص على الحفاظ على شعرة النبي؟
الإجابة: بل انظر مدى الحرص على مخلفات الرسول على مدى الأجيال: الاحتفالات في المساجد بشعرة الرسول: 1ـ فيديو عرض الشعرة في مسجد (فيديو)
2ـ فيديو قصيدة في مدح شعرة النبي وسيوفه (صورة)
3ـ أرأيت كل هذا الاهتمام بشعرة الرسول وسيوفه وحذائه، 4ـ ألم يكن من الأجدر والأولى أن يكون هناك اهتمام بأصول الوحي المنقوش على الحجر والشجر؟
(16) المضيف: هذه حقيقة في منتهى الخطورة، تحتاج إلى توضيح من شيوخ الأزهر.
الإجابة: 1ـ هذا عن أصول القرآن، ولكننا نتعجب من هجوم د. زغلول النجار على الكتاب المقدسعملا بمقولة الهجوم خير وسيلة للدفاع، ومن هنا نفهم عملية الإسقاط التي أفصح أصحاب الفضيلة عنها في هذا الكتاب، والتي ذكرتها في بداية الحلقة، بالهجوم درءا للنقد. ولنسمع هجوم د. زغلول النجار على الكتاب المقدس وادعائه بأن أصوله مفقودة. (فيديو زغلول والمخطوطات)
2ـ ونحن نسأله أين أصول القرآن يا دكتور زغلول؟ ويا كل علماء الأزهر؟ 2ـ أما عن الكتاب المقدس وأقدم مخطوطاته فهي تعود للقرن الأول الميلادي. 3ـ وقد ذكرنا بالحلقة السابقة ما كتبه الأستاذ عباس محمود العقاد عن: لفائف وادي القمران: (صورة لفائف القمران) كتب الأستاذ عباس محمود العقاد في كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959 المقال الافتتاحي (ص 1) تحت عنوان "كنوز وادي القمران" قال فيه: "إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في أحد كهوف وادي القمران بشرق الأردن وهي لفائف من 2000 سنة (أي القرن الأول الميلادي أي قبل ظهور الإسلام بما يزيد عن ستة قرون) [وأضاف العقاد] وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للاطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من كتاب أشعياء [من العهد القديم] … وعدة كتب مقدسة أخرى … وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن اختلاف ولا تبديل"
(17) المضيف: ما أعظم الفارق بين ضياع أصول القرآن المكي، وبين مخطوطات الكتاب المقدس القديمة الموثقة. هل لك كلمة قبل المداخلات؟
الإجابة: نعم 1ـ الواقع أننا لم نتكلم اليوم إلا عن العبارة الأولى من ردهم عن الشبهة الأولى بخصوص تدوين القرآن في عصر محمد على الحجر والجلد والشجر، وضياع هذه الأصول مع بقاء شعرة الرسول وسيفه وحذائه!! 2ـ أوجه حديثي إلى علماء الأزهر الذين كتبوا هذا الكتاب للرد على حلقاتنا، لا تفقدوا مصداقيتكم أيها الأفاضل، كلموا الناس بالحقيقة ولا تخفوها، ودعوا الناس يحكِّمون عقولهم. 3ـ وأوجه حديثي للمشاهد العزيز: أنت يا عزيزي مسئول عن إيمانكفأنت الذي تحدد مصيرك الأبدي، هل تتبع الوهم أم أنك على الطريق السليم؟ 4ـ توجه إلى الله وقل له: ارشدني يارب إلى الحق والطريق الذي يؤدي إلى محبتك. آمين.
(18) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا كلام اليوم؟
أبونا: كنت أتكلم تعليقا على كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين".وبالتحديد عن 1ـ ادعاء الشيوخ بعدم تدوين القرآن في عصر محمد، وقد أثبتنا عدم صحة ذلك 2ـ ضياع هذه الأحجار وعدم نقلها إلى المدينة مع الهجرة. فأين هي أصول القرآن التي دونت زمن محمد 3ـ وإن ضياعها استلزم جمع القرآن في عصر أبي بكر الصديق 4ـ ولم يستطع أحد من الشيوخ أن يبرر لماذا جمع القرآن ثانية في عصر عثمان بن عفان 5ـ أليس هذا ما يدعو إلى التفكير والشك في أصول القرآن.
(19) المضيف: 1ـ شكرا لله. 2ـ هل يمكن أن نخرج فاصل قصير، ثم نعود لنأخذ بعض المداخلات؟ 3ـ (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا مداخلات أحبائنا المسلمين).
الفاصل
(20) المضيف: 1ـ مرحبا بكم مجددا أيها الأحباء. 2ـ [أبانا] هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة؟
أبونا: كنت أتكلم تعليقا على كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين".وبالتحديد عن 1ـ ادعاء الشيوخ بعدم تدوين القرآن في عصر محمد، وقد أثبتنا عدم صحة ذلك 2ـ ضياع هذه الأحجار وعدم نقلها إلى المدينة مع الهجرة. فأين هي أصول القرآن التي دونت زمن محمد 3ـ وإن ضياعها استلزم جمع القرآن في عصر أبي بكر الصديق 4ـ ولم يستطع أحد من الشيوخ أن يبرر لماذا جمع القرآن ثانية في عصر عثمان بن عفان 5ـ أليس هذا ما يدعو إلى التفكير والشك في أصول القرآن.
(21) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات 1ـ عن الموضوع المطروح 2ـ أما طلبات الصلاة فتترك في الكنترول، وسوف نصلي من أجلها في الختام.
المداخلات
الختام
أبونا: [بعد المداخلات] عزيزي هل تريد أن تقول شيئا قبل الصلاة؟
(22) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا أبونا، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين وإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة. 3ـ تفضل لنصلي من أجل من طلبوا أن نذكرهم.
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وشركة الروح القدس تكون معكم، إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.