57ـ (الشبهة الأولى: جمع القرآن: النص الوحيد المصون)
الجمعة 24/8/2012م
(تقديم: عبد الله)
(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (57) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك يا أخ ..، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
(أبونا): بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (أراك إلهي أراك، بما صنعته يداك، فأنشدً فيك الهدى يا إلهي، ويملأ قلبي سناك. آمين). كما نسألك أن تبارك في هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. آمين.
(3) المضيف: 1ـ سبق أن علقت على مقدمة كتاب الأزهر. وقلت أنك ستواصل التعليقات على فصول هذا الكتاب، فماذا تريد أن تقول لنا؟
الإجابة: أحب أن أوضح: 1ـ أن كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين" كما سبق وقلنا هو من إصدار وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. بإشراف وتقديم الاستاذ د. زقزوق وزير الأوقاف في ذلك الوقت، وتأليف خمسة من كبار علماء الأزهر: منهم الشيخ د. على جمعة مفتي الديار المصرية (عرض غلاف 1) 2ـ وتعليقي اليوم سيكون عن الرد علىالشبهة الأولى بخصوص (جمع القرآن) (ص 11ـ35) أي استغرق الرد 25 صفحة، وهذا دليل على أنها من العيار الثقيل، كما لمَّحوا في أكثر من موضع من هذا الكتاب. وقد سبق أن تكلمت على ذلك في برنامج حوار الحق حلقة رقم [101] بتاريخ 23 يناير 2009م.
(4) المضيف: وما هي هذه الشبهة أساسا؟
الإجابة: الشبهة كما قلت هي عن (جمع القرآن)، وسوف أجزِّئ رد أصحاب الفضيلة على هذه الشبهة إلى أجزاء للتعليق على كل جزء على حدة: والجزء الأول: في (ص11): قولهم "اتخذالمعترضون من وقائع جمع القرآن ولِيجةً [أي مدخلا] يتسللون من خلالها للنيل من القرآن، وإيقاع التشكيك فى كونه وحيًا من عند الله عز وجل. [ويكملون] والواقع أن الذى ألجأهم إلى التسلل من هذه "الوليجة" وهى وقائع جمع القرآن، أمران رئيسيان: الأمر الأول: محاولتهم نزع الثقة عن القرآن وخلخلة الإيمان به حتى لا يظل هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقص". [تصور من الكتاب لتظهر على الشاشة، وتوضع على iPad)
ونكتفي بهذه العبارة لنناقشها في هذه الحلقة كلها لأن لي عليها تعليقات كثيرة.
(5) المضيف: وما هو تعليقاتك على ذلك؟
الإجابة: في قولهم: "اتخذ المعترضون من وقائع جمع القرآن ولِيجةً [أي مدخلا] يتسللون من خلالها للنيل من القرآن" أقول لهم: أولا: يا أصحاب الفضيلة ليكن عندكم روح الحوار وتقبل الرأي الآخر، لا تصادروا الآراء بقولكم أنها اعتراضات، ثانيا: لا توجهوا الاتهامات جزافا، فإننا لا نتسلل، فالتسلل هو الخفية (المعجم الوسيط ج1 ص445) ولكننا نحن نتكلم في علانية على الهواء وعلى الملأ. ثالثا: في قولكم: "لإيقاع التشكيك فى كون القرآن وحيًا من عند الله" أقول: نحن نفحص كل شيء لنصل إلى الحقيقة‘ وإذا غلق علينا الفهم توجهنا إليكم بالتساؤلات نطلب التوضيح، فأجيبوا بالأدلة والبراهين، فإذا فشلتم في الإجابة، كان ذلك برهانا على أن القرآن ليس وحيٌ من عند الله.
(6) المضيف: هذا صحيح. وما تعليقكم على قولهم: "أن السبب في إثارة هذه المشكلة هو أن لا يظل القرآن هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقص"؟
الإجابة: كيف يقول الشيوخ ذلك؟ إنهم بهذا يوقعون أنفسهم في مشكلة لا يستطيعون الخروج منها.
(7) المضيف: كيف ذلك؟ نرجو التوضيح.
الإجابة: بقولهم أن القرآن هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، ينسبون إلى الله العجز في أن يحفظ النصوص الإلهية الأخرى التي أوحى بها وهي التوراة والزبور والإنجيل.
(8) المضيف: هل يمكن أن توضح للمشاهدين شهادة القرآن بأن التوراة والزبور والإنجيل هم وحي من عند الله؟
الإجابة: (1) في (سورة المائدة 44) "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ" (2) وفي (سورة الإسراء 55) "وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا" (3) وفي (سورة المائدة 46) "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورَ" (4) وهناك العديد من الآيات القرآنية، ولكني أكتفي بذلك.
(9) المضيف: ولكنهم يقولون أن هذه الكتب "التوراة والزبور والإنجيل" حرفت. فما تعليقك؟
الإجابة: هذا ما أثاره (كتاب الرد على الشبهات) الذي نحن بصدده الآن، والواقع أن هذا الكلام ليس هو رأي من كتبوا هذا الكتاب وحدهم، بل هو بكل أسف شديد اتجاه عند كل الشيوخ والفقهاء المسلمين، ونسمع على سبيل المثال ما يقوله الدكتور زغلول النجار في لقائه مع المذيع المحترم جمال عنايت في برنامج (على الهوا) (فيديو زغلول [1]) وفي لقاء آخر يقول: الكتب اللي بين إيديكم مزورة (فيديو النجار [2]) [وللتعليق] على ذلك أسألهم قولوا لنا: (1) متى تم التحريف أو التزوير؟ (2) ومن قام بالتحريف أو التزوير؟ (3) وأين تم التحريف أو التزوير؟ (4) وما هودليل والبرهان على التحريف أو التزوير؟
(10) المضيف: ماذا تقصد بسؤالك الأول متى تم التحريف؟
الإجابة: أقصد هل تم هذا التحريف المزعوم قبل عصر محمد؟ أم بعد عصر محمد؟
(11) المضيف: يقول البعض أن التحريف كان قبل زمن محمد. فما تعليقك؟
الإجابة: إذن أقول لهم: كيف أن محمدا شهد لصحة الكتب التي أنزلت قبله؟ وهناك الآيات العديدة في القرآن عن ذلك، ولكني أكتفي بالآتي:
(1) في (سورة القصص 49) "قل فاتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه"
(2) وفي (تفسير الطبري ج 20 ص 86) "يقول تعالى لنبيه محمد قل يا محمد للقائلين للتوراة والإنجيل هما سحران، إئتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما لطريق الحق أتبعه إن كنتم صادقين في زعمكم"
(3) وفي (سنن أبى داود ج 4 ص 155) "عن ابن عمر قال: "أتى نفر من اليهود فدعوا رسول الله .. فأتاهم في بيت المدراس فقالوا يا أبا القاسم إن رجلا منا زنى بامرأة فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول الله وسادة، فجلس عليها ثم قال: إئتوني بالتوراة. فأُتي بها، فنزع الوسادة من تحته فوضع التوراة عليها ثم قال آمنت بك وبمن أنزلك"
(4) وأضاف بن أبي بكر أيوب الزرعي في كتابه (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ج 2 ص 354) "فلو كانت التوراة مبدلة مغيرة لمَا وضعها النبي على الوسادة، ولمَا قال: آمنت بك وبمن أنزلك" [وأضاف]: قال تعالى: وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته والتوراة من كلماته"
(5) ويضيف أبو الفضل العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 12 ص 172) "استدل بذلك على أن التوراة كانت كلها صحيحة سالمة من التبديل" (توضع في iPad)
(6) فها هو محمد قد رأى التوراة بأم عينه وشهد بصحتها. فكيف تقولون أنها حرفت؟
(12) المضيف: بهذا تأكَّد أن الكتاب المقدس لم يحرف قبل محمد، ولكن هناك فريق آخر يقول أن التحريف حدث بعد زمن محمد. فماذا تقول؟
(الإجابة): وأنا أسألهم
أولا: هل تؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلام الله المنزل من عنده تعالى؟ هوذا القرآن يشهد بذلك:
(1) في (سورة المائدة 44) " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ"
(2) (سورة المائدة 68) "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ".
وثانيا: هل يمكن تغيير كلام الله أو تبديله" القرآن يقول: (1) في (سورة يونس 64) "لا تبديل لكلمات الله" (2) وفي (سورة الأنعام 115) "لامبدل لكلماته" وغير ذلك الكثير. فكيف يقولون أن الكتاب المقدس وهو كلام الله قد تحرف. إنهم بهذا يناقضون قرآنهم.
وثالثا: هل يؤمنون أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله؟ نعم يؤمنون، فالقرآن يشهد بذلك: (1) جاء في (سورة غافر 53و54) "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ هُدًىوَذِكْرَى" (2) وجاء في (سورة النحل 43) "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (3) وفي (تفسير الطبري ج14 ص 109): "فاسئلوا أهل الذكر يعني أهل الكتب الماضية" (4) والقرآن يقول في (سورة الحجر 9) "إنا نحن نزلنا الذكر ونحن له حافظون" (iPad)
فكيف لا يحفظ الله الكتاب المقدس وهو ذكر من عنده؟ (5) ألا تدرون يا أصحاب الفضيلة أنه بقولكم أن القرآن هو النص الإلهي الوحيد المصون، تنسبون إلى الله العجز عن أن يحفظ بقية النصوص الإلهية الأخرى من التغيير والتبديل؟ (6) كان من الأكرم لكم أن تقولوا أن الكتاب المقدس ليس نصا إلهيا، من أن تعترفوا أنه نص إلهي وتتهمون الله بالعجز عن حفظه، (7) ألا تواجهون أنفسكم بصراحة وأمانة وعدم تدليس، يا أصحاب الفضيلة؟
(13) المضيف: كان هذا بخصوص السؤال الرئيسي الأول وهو متى تم التحريف؟ ونأتي إلى السؤال الثاني: من قام بالتحريف؟ فماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
الإجابة: الواقع أن هذا السؤال يجعلنا نناقش ثلاثة افتراضات: 1ـ هل اليهود هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس؟ 2ـ أم النصارى هم الذين قاموا بتحريفه؟ 3ـ أم اتفق اليهود والنصارىعلى التحريف؟
(14) المضيف: دعنا نناقش الافتراض الأول: اليهود قاموا بتحريف الكتاب المقدس. فما هو ردك؟
الإجابة: لو قام اليهود بتحريف الكتاب المقدس، هل كان النصارى يسمحون لهم بذلك؟ وكيف تصل يد اليهود إلى جميع النسخ في الكنائس قاطبة ليغيروها؟ أفيقوا يا أحبائي، فهذا افتراض مستحيل.
(15) المضيف: دعنا نناقش الافتراض الثاني وهو: النصارى قاموا بالتحريف. فما هو ردك؟
الإجابة: 1ـ أقول من يا ترى في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف؟ 2ـ فالمسيحية منذ القرن الرابع الميلادي أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون قد تعددت فيها المذاهب: الأرثوذكسية الشرقية بمصر والشام وبقية الأقطار الشرقية، والأرثوذكسية الغربية في اليونان، والكاثوليكية في روما وأقطار الغرب. 3ـ تماما مثل تعدد مذاهب الإسلام: السنة والشيعة وغيرهما. 4ـ فمن يا ترى من هذه المذاهب قام بتحريف الكتاب المقدس؟ 5ـ الواقع أن الكتاب المقدس واحد عند جميع هذه الفرق، لا اختلاف فيه 6ـ فهل اتفق الفرقاء على تحريف الكتاب المقدس دون أن يتفقوا على ما بينهم من خلافات؟
(16) المضيف: إذن دعنا نناقش الافتراض الثالث: بأن اليهود والنصارى قاموا بالتحريف. فما هو ردك؟
الإجابة:1ـ إن كان قد حدث اتفاق بين المسيحيين واليهود على التحريف لتحتم عليهم الاتفاق في قضية المسيح وصلبه التي هي القضية الرئيسية في الكتاب المقدس. ولكان قد آمن اليهود بصلب المسيح، وزال الكيان اليهودي من الوجود. 2ـ وحيث أنه لا يوجد اتفاق حول قضية صلب المسيح، فمعنى ذلك أنه لم يتم اتفاق بينهما على تحريف الكتاب المقدس. 3ـ فمن إذن قام بتحريف الكتاب المقدس يا حضرات الأفاضل؟ 4ـ اسمحوا لي أن أضيف افتراضا رابعا، وهو أن المسلمينهم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس في خيالهم. ودعوني أقول أن هذا أيضا باطل لأنه يتصادم مع الحقيقة أن الكتاب المقدس لم يحرف.
(17) المضيف: كان هذا بخصوص السؤالين: متى تم التحريف؟ ومن قام بالتحريف؟ ونأتي إلى السؤال الثالث: أين تم التحريف؟ فماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
الإجابة: 1ـ أذكر بهذا الخصوص ما قاله الأستاذ أحمد أمين: في كتابه (ضحى الإسلام ج1 ص 358) "إن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها، ولا يَعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة. وهذا ما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه" (iPad) [هذا كله هو كلام الأستاذ أحمد أمين]. 2ـ ففي أي مكان من بقاع الأرض يا سادة تم تحريف الكتاب المقدس؟ إفتونا يا أصحاب الفضيلة.
(18) المضيف: كلمتنا عن الأسئلة الثلاثة: متى تم التحريف؟ ومن قام بالتحريف؟ وأين تم التحريف؟ بقي أن تكلمنا عن السؤال الرابع: ما هو دليل التحريف؟ فماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
الإجابة: ما هو دليلكم يا أصحاب الفضيلة على أن الكتاب المقدس قد حرف؟ أين هو الأصل الذي تستدلون به على تحريف الكتاب المقدس؟
(19) المضيف: يقولون أن الأصل هو إنجيل برنابا الذي أخفيتموه بحسب رأيهم. فما هو ردك؟
الإجابة: 1ـ بخصوص الرد على أكذوبة إنجيل برنابا، نورد ما جاء في (الموسوعة العربية الميسرة صفحة 354) وهو الآتي: [إنجيل برنابا كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن (15) وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس ـ أيـام المسيح ـ أخطاء جسيمة. ويصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح، وإنما جاء مبشرا بمحمد الذي سيكون المسيح] (ipad). 2ـ فهل هذا كلام يقبله أي مسلم؟ 3ـ هذا من جانب ومن جانب آخر، إذا كان إنجيل برنابا هو الإنجيل الأصليكما يدعون، فلماذا لم يذكر القرآن اسم هذا الإنجيل؟ قولوا لنا أين ورد ذكره؟ 3ـ أفبعد هذايجرؤون على الحديث عن أكذوبة إنجيل برنابا.
(20) المضيف: هذه أدلة قاطعة، ونريد أن توضح لنا استحالة تحريف الكتاب المقدس بآيات من الكتاب المقدس نفسه كدليل داخلي.
الإجابة: 1ـ من أقوال المسيح: (مت5: 18): "فإني أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". 2ـ وفي (مت24: 35): "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" 3ـ وفي (سفر رؤيا 22: 18و19): "إن كان أحد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة". فمن يجرؤ بعد هذه التحذيرات والإنذارات أن يمس الكتاب المقدس بالزيادة أو النقصان.
(21) المضيف: هل توجد أدلة أخرى من خارج القرآن ومن خارج الكتاب المقدس تثبت صحته؟
الإجابة: بالتأكيد. وجود المخطوطات القديمة للكتاب المقدس. والواقع إني اندهشت وتعجبت من تصريحات د. زغلول النجار غير العلمية وغير الموثقة، فلنسمعه يقول: (زغلول والمخطوطات [3])
(22) المضيف: ما هو تعليقك على تصريحات الدكتور زغلول النجار هذه؟
الإجابة: أولا: الدكتور زغلول النجار مع احترامنا لشخصه، فكعادته يطلق الكلام على عواهنه بلا دليل أو برهان يقول: "المخطوطات غير موجودة، صدقيني (iPad)" 1ـ فهل "صدقيني" توثيق لهذه المقولة الخطيرة؟ 2ـ ولماذا لم تقسم بالله العظيم لتوثيق مقولتك الكاذبة؟ 3ـ هل يا ترى أنك أصبحت مسيحيا ونحن لا ندري وتعمل بقول الكتاب "لا تحلفوا البتة"؟ ثانيا: في قولك:"أنا بحثت هذا الموضوع، وعندي هنا الراجل بيقول(Who wrote the Bible?) (iPad)ـ ما اسمهذا الرجل اللي عندك؟ 2ـ وهل هو أحد علماء الكتاب المقدس المسيحيين، أم أحد الملحدين أم واحد من المسلمين الذين كتبوا ضد الكتاب المقدس؟ 3ـ لماذا لم تذكر لنا اسمه واسم المرجع، وفي أي جزء وصفحة منه كتب هذا الذي تقول عنه؟ ثالثا: في قولك: "بيقولوا كان فيه حاجة اسمها (Manuscript) ويتساءل مستنكرا: أين هي؟ ويجيب مؤكدا: غير موجودة" (iPad) 1ـ الواقع أنني أندهش من رجل يحمل درجة الدكتوراة العلمية، ينقصه التوثيق العلمي، والأمانةالعلمية. 2ـ أحقا لا توجد مخطوطات للكتاب المقدس أيها الداعية الإسلامي الكبير؟ 3ـ كفى تدليسا يا عزيزي، فإليك الوثائق التاريخية والعلمية على وجود المخطوطات القديمة للكتاب المقدس التي تنفي أنت وجودها.
(23) المضيف: اذكر لنا تلك المخطوطات وتواريخها؟
الإجابة: سأذكر بعضا منها.
1ـ المخطوطة الأشورية
2ـ المخطوطة الفاتيكانية
3ـ المخطوطة السينائية
4ـ المخطوطة الإسكندرانية
5ـ لفائف وادي القمران
أولا: المخطوطة الأشورية: المعروفة بإسم مخطوطات نهر خابور وهى نسخة يرجع تاريخهاللقرن الثانى الميلادى حوالى 165 وتحتوى على العهد الجديد، وقد أكتشف هذا الإنجيل فى نينوى(الموصل بالعراق) والإنجيل كتب باللغة الأرامية اللغة التي تكلم بها يسوع الناصرى. (صورة المخطوطة الأشورية [4]) ثانيا: المخطوطة الفاتيكانية: الموجودة الآن في الفاتيكان، والتي يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام بما يزيد عن 250 سنة. (صورة المخطوطة الفاتيكانية [5]) ثالثا:المخطوطة السينائية: التي اكتشفت في دير سانت كاترين بسيناء وتعود إلى ما قبل الإسلام بما يزيد عن 200 سنة وهي موجودة الآن في المتحف البريطاني. (صورة المخطوطة السينائية [6])رابعا: المخطوطة الإسكندرانية: يعود تاريخ كتابتها إلى ما قبل الإسلام بما يزيد عن 200 سنةأيضا. وهي موجودة كذلك بالمتحف البريطاني. (صورة المخطوطة الإسكندرانية [7]) خامسا:لفائف وادي القمران: (صورة لفائف القمران [8]) كتب الأستاذ عباس محمود العقاد في (كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959 المقال الافتتاحي ص 1) تحت عنوان "كنوز وادي القمران" قال فيه: "إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في أحد كهوف وادي القمران بشرق الأردن وهي لفائف من 2000 سنة (أي القرن الأول الميلادي أي قبل ظهور الإسلام بما يزيد عن ستة قرون) [وأضاف العقاد] وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للاطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من كتاب أشعياء [من العهد القديم] … وعدة كتب مقدسة أخرى … وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن اختلاف ولا تبديل" [هذا ما قاله العقاد بالنص] 5ـ فماذا يقول د. زغلول النجار بعد كل هذا، إلا أننا نراه يهزأ بالكتاب المقدس قائلا: "الكتاب المكدس"، وينفي وجود "عهد جديد" و"عهد قديم" (ipad). ولنسمعه (فيديو زغلول مع عمر أديب والعوا [9])
(24) المضيف: وما هو ردك على هذه الافتراءات؟
الإجابة: أولا: جاء ذكر العهد القديم والعهد الجديد في الكتاب المقدس: 1ـ ففي (2كو3: 14) يتكلم عن: "قراءة العهد العتيق أي القديم" 3ـ وفي (عب9: 15) "المسيح وسيط عهد جديد" 6ـ وفي (2مكابين8: 23) "يتلو عليهم الكتاب المقدس" ثانيا: جاء ذكر العهد القديم في العديد من كتب التراث الإسلامي منها: 1ـ (تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ج 7 ص 209) و(تفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج5 ص 449) "بعث نوح في العهد القديم" 2ـ وكذلك جاء ذكر العهد الجديد في العديد من كتب التراث منها: (تفسير الثعلبي للنيسابوري ج1 ص 227) "وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل. قال ابن عبّاس : الميثاق هو: العهد الجديد" 3ـ وجاء ذكر الكتاب المقدّس في (تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ج 6 ص 35) يقول: "كتاب داود النبي، هو أحد أسفار الكتاب المقدّس" 4ـ وقد ذكر هذا كله في (المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية ج 2 ص 634) "( العهد القديم) من الكتاب المقدس وهو الأسفار المقدسة التي كتبت قبل المسيح عليه السلام و(العهد الجديد) هو الأسفار المقدسة التي كتبت بعد المسيح عليه السلام (iPad)" 5ـ ثم اسمح لي يا فضيلة الشيخ أن أستخدم أسلوبك السوفسطائي، فأنتم تقولون عن قرآنكم: (القرآن الكريم)و"المصحف الشريف"؟ وتكتبون ذلك على غلافه، فأين ذُكر ذلك في قرآنكم؟ إني لم أجد في القرآن كله هذه الألقاب، فهل قرآنكم الكريم غير موحى به من رب محمد لأنه لم يرد هذا التعبير في القرآن؟ 6ـ وفوق ذلك لست أدري لماذا يتجاهل د. زغلول النجار كل ذلك ويقول "الكتاب المكدس"، وأنه لم يوحي بعهد قديم أو جديد؟ هل هو جهل منه؟ أم تجاهل متعمد؟ إن كان ذلك جهلا منه فهذه مصيبة، وإن كان تجاهلا فهذه كارثة (iPad). حماك الله من هذه وتلك أيها الداعية الكبير. ونرجو أن تراعي الأمانة العلمية لاحقا، حتى لا تفقد مصداقيتك أيها العالم الكبير.
(25) المضيف: بعد هذه النبذة الوافية عن صحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه ردا على ما جاء بكتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين) بأن القرآن هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، هل لديك إضافة على هذا الكلام؟
(1) الإجابة: بعد إثبات صحة الكتاب المقدس أضع أمام الباحثين عن الحق بعض الحقائق التيتدحض الادعاء بأن القرآن هو النص الإلهى المصون من كل تغيير أو تبديل، فكتب التراث الإسلامي تشهد بوقوع التغيير والتبديل والحذف من القرآن، منها: 1ـ ما جاء في (كتاب الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ج3 ص 66) وأيضا في كتاب (فضائل القرآن للقاسم بن سلام ج 2 ص 135) وفي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي ج1 ص25) "عن ابن عمر: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ فقد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر" وقالوا أن: "سنده صحيح" [هذا من كتب أهل السنة].
2ـ ومن كتب الشيعة: (كتاب تفسير الصافى للفيض الكاشانى ج 1 ص 49) "أن القرأن الذى بين أيدى الناس ليس بتمامه كما أنزل على محمد، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغيَّر ومحرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيره" (iPad) 3ـ فإني أقول: لماذا لم يحفظ رب محمد القرآن؟ 4ـ أرأيتم يا أصحاب الفضيلة ما تقوله كتبكم؟ 5ـ فلماذا تموِّهون على المسلمين وتضللونهم؟ 6ـ أفبعد هذا تجرؤون أن تقولوا "أن القرآن هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقص" يا أصحاب الفضيلة؟ 7ـ قولوا لهم الحقيقة المدونة بكتبكمودعوهم يقررون من يتبعون. 7ـ أحبائي كنت أريد أن أستكمل التعليق على هذه الشبهة الأولى(جمع القرآن) ولكن لضيق الوقت أرجئ ذلك للحلقات القادمة بنعمة الله. 4ـ عزيزي المشاهد ربما يكون كلامنا لك صادما، فتوجه إلى الله الذي يرشدك إلى الحق لتتبعه. قل له: ارشدني يارب إلى الحق فأتبعه. آمين.
(26) المضيف: 1ـ شكرا لله. 2ـ هل يمكن أن نخرج فاصل قصير، ثم نعود لنأخذ بعض المداخلات؟ 3ـ (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا مداخلات أحبائنا المسلمين).
الفاصل
(27) المضيف: 1ـ مرحبا بكم مجددا أيها الأحباء. 2ـ [أبانا] هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة؟
أبونا: كنت أتكلم تعليقا على كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين".وبالتحديد شبهة (جمع القرآن وأنه النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقص)، وقد ناقشت بطلان ذلك بالأدلة والبراهين مع إثبات صحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه.
(28) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات 1ـ عن الموضوع المطروح 2ـ أما طلبات الصلاة فتترك في الكنترول، وسوف نصلي من أجلها في الختام.
المداخلات
الختام
أبونا: [بعد المداخلات] عزيزي هل تريد أن تقول شيئا قبل الصلاة؟
(29) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا أبونا، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين وإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة. 3ـ تفضل لنصلي من أجل من طلبوا أن نذكرهم.
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وشركة الروح القدس تكون معكم، إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.