99ـ الله أب الله أب يحفظ ميراثك
(كيف أثبت في المسيحالجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 22/10/2013م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (99) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي يا من وهبتنا كل نعمة مجانا بدافع من حبك الحب العجيب، أقدم لك الشكر لأنك أحببتنا فضلا، ونشكرك أيضا على أنك لم تبخل علينا بأن نكون معك في الحياة الأبدية التي لا نستحقها ولكنك أعطيتنا هذا الامتياز المبارك محض نعمة من عندك، فلا تحرم أحدا من الميراث السماوي. (3) وأسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم لخير الجميع آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن الله أبٌ يتقبل أصوامك
وشمل حديثي النقاط التالية:
1ـ أهداف جوهرية
2ـ دوافـع نقـية
3ـ أساليب روحية
4ـ ثمار معزية
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) واليوم أتكلم عن: الله أبٌ يحل بروحه فى أعماقك ليثبتنا فى المسيح
وسأركز الحديث فى ثلاث نقاط:
1) هبــــــة إلهيـــة .
2) حمايــــة أبويــة .
3) إلتزامات حتمية .
أولاً : هبــة إلهــية:
(1) فالميراث السماوى هو هبة الله للمؤمن كما قال الكتاب: "لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 23) ، فبينما كان الموت هو عقاب الله على خطايانا، كانت الحياة الأبدية هى هبة الله الذى يهبها لأولاده الذين قبلوه.
(2) ولقد أكد الرب يسوع هذا المعنى بقوله: "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُـرَ أن يعطيكم الملكوت" (لو12: 32)، لاحظ قولـه: "قد سُر" الذى يؤكد مدى فرحة وسعادة الأب السماوى وهو يقدم لأولاده هديته الأبدية وهى العشرة الدائمة معه التي لا تنتهى إلى الأبد.
(3) ولقد وعد الرب بذلك إذ قال فى "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطـيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي" (يو10: 27 و28)، يا لروعة هذه الهبة المجانية التى يهبها الله لأولاده.
(4) يقول المتنيح البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث: "صدقونى إن جواز المرور الوحيد الذى تدخلون به الملكوت هو هذه الشهادة الإلهية: انت إبنى"
(5) ويضيف المتنيح الأنبا يؤانس قائلاً: "لى إمتياز عظيم وهو أننى صرتُ إبناً لله، ووراثاً مع المسيح كل الأمجاد السماوية"
(6) أخى الحبيب، هل تثق فى هذه المواعيد الإلهية؟
(6) المضيفة: كان هذا عن النقطة الأولى وهي هبة إلهية، وماذا عن المقطة الثانية وهي: حمايــة أبويــة.
أبونا: (1) يحارب الشيطان المؤمنين بحروب تشكيك فى مدى حماية الله لهم حتى يوم إنتقالهم للسماء. إلا أن كلمة الله تعلمنا أننا ولدنا ثانية "لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1بط1: 4 و5)، لاحظ كلمات الكتاب: [محفوظ، ومحروسون]، فالله يقوم هنا بدور مزدوج: يحفظ ميراث المؤمن لـه، ويحرس المؤمن نفسه لهذا الميراث.
(2) ولقد أكد القديـس يهوذا الرسـول هذا المعنى بقولـه: "والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الإبتهاج" (يه 24)، فالكتاب يعلمنا أن الله قادر أن يحفظ المؤمن ثابتاً فيه إلى يوم إنتقاله إليه فى السماء ليتمتع بهذا الميراث المبارك.
(3) وما أروع ما قال الرسول بولس بهذا الصدد: "لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليـوم" (2تى1 : 12)، هنا نراه يقول وديعتى، وهى تُعِّبر عن مدى قيمة هذه العطية، فكما نضع ممتلكاتنا وديعة فى البنك حتى لا يسرقها السارقون، كذلك يؤكد الرسول أن حياته قد صارت وديعة لدى الرب يسوع، وهو قادر أن يحفظها فى حمايته الأبوية إلى يوم مجيئه.
(4) لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "ما كان لأحد أن يخلصنا، لو لم يكن قد أحبنا ونحن بعد خطاة، حتى بذل ذاته عنا، [ويكمل قائلا]: فهل هذا الذى لم يشفق على إبنه بل أشفق علينا ونحن اعداء، لا يستطيع أن يحفظنا بعدما صرنا أصدقاء، ولم نعد بعد محتاجين أن يموت الابن مرة ثانية عنا"
(5) أخى، هل تثق فى أببك القادر أن يحفظك، ويوقفك أمامه بلا عيب فى يوم لقائه على السحاب.
(7) المضيفة: هل الأمر يتعلق بإمكانية الله فقط فى الحفاظ على ميراث المؤمن؟ أم أن هناك دوراً يجب أن يقوم به المؤمن للحفاظ على هذا الميراث؟
أبونا: هذا يأتي بنا إلى النقطة الثالثة وهي إلتزامات حتمية. الواقع أن لكل حقيقة روحية جانبين: جانب إلهى، وجانب بشرى. وقد شرحت الجانب الإلهي في حفظ الميراث، ونأتي إلى ما هو الجانب البشري. وهذه بعض ما يجب على المؤمن أن يقوم به ليحافظ على ميراثه الأبدى:
1ـ الإتكال على رحمة الرب
2ـ الجهاد الروحى
3ـ التمسك بإقرار الرجاء راسخاً
اولا: الإتكال على رحمة الرب: (1) يقول معلمنا داود النبى: "أما أنا فعلى رحمتك توكلت يبتهج قلبي بخلاصك" (مز13: 5)، (2) فالمؤمن لايعتمد على أعمال بره ظناً منه أنه بأعماله يرث الملكوت كما فعل الفريسى، بل يتكل على رحمة الله (3) كما فعل العشار الذى قال: اللهم ارحمنى أنا الخاطئ، لذا نقول فى القداس الإلهى: "كرحمتك يارب ولا كخطايانا"
ثانيا: الجهاد الروحى: (1) فالملكوت لا يُعطى للمتكاسلين المستسلمين للشيطان، وإنما يُعطى للمكافحين والمجاهدين ضد الخطية والشر ورغبات الإنسان العتيق. (2) وهذا ما وضحه معلمنا بولس الرسول بقوله: "جاهد جهاد الإيمان الحسن، وامسك بالحياة الأبدية التى إليها دُعيت أيضاً واعترف الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين" (1تى6: 12)
(3) فعلى المؤمن أن يكون حاملاً سلاحه دائماً، مقاوماً إبليس والخطية، ومهما سقط فى المعركة عليه أن يقوم بلا يأس ليحارب من جديد، ناظراً للحياة الأبدية التى دُعِّى إليها.
(4) على أن الجهاد ليس ثمناً للحياة الأبدية، فالأبدية لا تُقدر بثمن، والمسيح قد إشتراها بدمه الثمين. (5) وإنما الجهاد هو تأهيل لوارث الملكوت ليثبت محبته لله ورفض للخطية ومملكة الظلمة، والرب نفسه يقف إلى جوار المؤمن فى جهاده.
(8) المضيفة بقي أن تشرح لنا ضرورة تمسك المؤمن بإقرار الرجاء راسخاً.
أبونا: (1) على المؤمن فعلا من جانبه أن يظل متمسكاً بهذا الرجاء المبارك ، ولا تضعف عزيمته حتى النهاية رغم شراسة المعركة مع قوى الظلمة.
(2) والأمر الذى يشجع المؤمن على ذلك تشجيعاً شديداً هو أمانة الله الذى وعد بهذا الميراث، فقد قال معلمنا بولس الرسول: "لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين" (عب10: 23)، وإقرار الرجاء هو مثلما نجحد الشيطان فى سر المعمودية ونقر بإيماننا الأقدس.
(3) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "إن كاهننا المسيح لم يدخل وحده إلى الأقداس، بل أدخلنا نحن أيضاً معه.
(4) لهذا قال الرسول لنتقدم فى يقين الإيمان" وبهذا أصبح للمتشكك أن يؤمن بطريق واحد"
صلاة: أبى السماوى المحب. شكرك لأجل أبوتك الصالحة التى تعطى بكرم وتهب بسخاء حتى لمن لا يستحق. أشكرك لأجل هبة الحياة الأبدية، التى تعطيها مجاناً لأبنائك المتعطشين إليك.
** اسألك يا رب أن تحفظ حياتى فى زمن غربتى من محاربات إبليس واغراءات الخطية ، حتى أنعم بلقائك والحياة معك فى الأبدية الهنية. آمين.
(9) المضيفة: شكرا جزيلا، وما هي تدريبات هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (لو12: 32) "لا تخف أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سُرَ أن يعطيكم الملكوت" (لو12: 32).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يو16)
(10) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات (يو14). ويسعدني سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(11) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.