98ـ الله أب الله أب يحل بروحه فى أعماقك
(كيف أثبت في المسيحالجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 15/10/2013م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (98) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) بارك يارب حلقة هذا اليوم لتبني حياتنا بكلامك المقدس آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن الله أبٌ يتقبل أصوامك
وشمل حديثي النقاط التالية:
1ـ أهداف جوهرية
2ـ دوافـع نقـية
3ـ أساليب روحية
4ـ ثمار معزية
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) أواصل بنعمة الله الحديث عن حياة الثبات فى المسيح، وتتركز فى إدراك المؤمن أنه أصبح إبناً للمسيح، وصار الله أبــاً له.
(2) واليوم أتكلم عن: الله أبٌ يحل بروحه فى أعماقك ليثبتنا فى المسيح
(3) فقد قال الكتاب في (1كو3: 16) "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم"
(4) وسنركز حديثنا فى هذا الأمر عن ثلاثة جوانب هى:
1ـ حقيقة سكنى الروح القدس فى المؤمن .
2ـ دور المؤمن ليسكن فـــــيه الروح القدس .
3ـ نتائج سـكنى الــروح القدس فى المؤمن .
(6) المضيفة: حدثنا أولاً عن حقيقة سكنى الروح القدس فى المؤمن.
أبونا: يوضح الكتاب المقدس هذا الامتياز المجيد فى مواضع عديدة، نكتفى بذكر ثلاثة منها:
(1) قال معلمنا بولس الرسول: "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً يا آبا الآب" (غل4: 6) فالشخص الذى يقبل المسيح فى قلبه، يصبح ابناً من أبناء الله، فيأتى الروح القدس ليسكن فيه.
(2) ولقد أكد الرسول بولس هذا الأمر بقوله "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16) فالروح القدس لا يأتى كزائر لقلوبنا مثلما كان فى العهد القديم، بل يأتى ليسكن سكنى دائمة فى قلب المؤمن.
(3) وقد قال الرب يسوع لتلاميذه: "أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يو14: 16)، ففى يوم الخمسين حل الروح القدس على التلاميذ وهو يوم ميلاد الكنيسة، فقد أتى الروح وسكن فى المؤمنين، وفى الكنيسة. وعلمتنا الكنيسة أن نصلى فى قطع الساعة الثالثة أي تقبل الساعة9 صباحا. ونقول: "أيها الملك السمائي المعزى روح الحق الحاضر فى كل مكان، والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطى الحياة، هل تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا"
** أخى العزيز، هل لك الإيمان القلبى بسكنى الروح القدس فى داخلك؟ إعتماداً على صدق وعود كلمة الله؟
(7) المضيفة: نأتي للنقطة الثانية وهي: ماذا يفعل المؤمن ليسكن فيه الروح القدس؟
أبونا: يوضح الكتاب المقدس أنه يوجد دور هام على المؤمن أن يقوم به ليتمتع بسكنى الروح القدس، وهو:
(1) التوبة والمعمودية: إذ قال معلمنا بطرس الرسول: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع2: 38)، فعلى كل معمد أن يقدم توبة، بالرجوع إلى الرب وتقول له: توبنى يا رب فأتوب.
(2) سر الميرون المقدس: [أو حلول الروح القدس] وهو السر الذى قال عنه الرسول يوحنا: "وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء" (1يو2: 20)، وهى مسحة الميرون التى يمسح بها المعمد، فيصير ملكا للرب، ويتمتع بسكنى الله فيه.
** لكن للأسف، رغم أن الله يعطينا الكثير من البركات لكننا لا نتمتع بها، تماماً مثلما يمسك طفل رضيع شيكاً بآلاف الجنيهات ولكنه لا يتمتع بقيمته. هكذا نحن نملك أثمن كنـز، وهو روح الله القدوس فى داخلنا، ولا نتمتع بمفاعيل سكناه على المستوى العملى التطبيقى،
ليتك تطلب من قلبك وأنت تصلي قطع الساعة الثالثة قائلاً: "نسألك أن تجدد فى احشائنا روحاً مستقيماً ومحيياً، روح النبــوة والعفة، روح العدالة والقداسة والسلطة"
(8) المضيفة: هذا عن التوبة والمعمودية وسر الميرون، هل يوجد شئ آخر على المؤمن أن يفعله ليمتع بسكنى الروح القدس فيه؟
أبونا: (3) الصلاة والطلبة: وهذا ما قاله الرب يسوع: "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه" (لو11: 13)
(2) فالروح الذى أخذناه فى سر الميرون، قد يكون منطفئاً أو حزيناً فى داخلنا، فالرب يسوع يعلمنا أن نطلب منه حتى يشتعل ويأخذ مجاله فى حياتنا، تماماً مثل السيارة الموجودة فى الجراج، ومملؤة بالبنزين، لكنها مطفأة، تحتاج أن يأتى شخص ليشعل الطاقة الكامنة فيها. هكذا نحن نحتاج بإستمرار أن يعمل فينا روح الله بصفة دائمة، كما قال المتنيح البابا شنودة فى كتابه (الروح القدس وعمله فينا ص 56 و57): "مشكلتنا الحالية أن خداماً كثيرين يخدمون بكل نشاط وبإتساع فى المعرفة، ولكنهم لا يخدمون بقوة الروح القدس فيهم. فإن كنت ضعيفاً، تأكد تماماً أنك لا تشترك مع الروح القدس الساكن فيك"
** أخى العزيز، مادمنا قد تمتعنا بسرى المعمودية والميرون المقدسين، فعلينا أن نهتم بالتوبة ودوام الطلبة، كما قال معلمنا القديس أنطونيوس أب الرهبان: "هذا الروح النارى الذى قبلته أنا، اقبلوه أنتم أيضاً، ارفعوا افكاركم إلى السماء فى الليل والنهار، واطلبوا باستقامة قلب هذا الروح النارى، وحينئذ يُعطى لكم بالصلاة"
(9) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثالثة، ماذا عن نتائج سكنى الروح القدس في المؤمن؟
أبونا: الواقع أن النتائج كثيرة منها:
(1) القوة الداخلية: قال الرسول بولس: "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن" (أف3: 16) ، فعندما يتأيد المؤمن بالقوة الروحية فى الداخل يستطيع أن يقف ضد حروب إبليس ويثبت فى المسيح، فالرسول بطرس الذى أنكر المسيح أمام جارية قبل أن يمتلئ بالروح القدس، صار شاهداً للمسيح وبعظة واحدة ربح 3000 شخص للمسيح بعد أن تأيد بقوة الروح القدس.
(2) المعونة فى الضعف: يقول الرسول بولس أيضاً: "وكذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو8: 26)، أى أن الروح القدس يساعد المؤمن على أن ينتصر على ضعفاته، وحينما لا يعرف كيف يصلى، يأتى الروح ليساعده على الصلاة.
(3) معرفة الأشياء الموهوبة لنا من الله: 1ـ نتيجة هامة أخرى للروح القدس هو أنه يعلن لنا الأشياء الموهوبة من الله، كما قال الكتاب: "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1كو2: 12)، فالروح القدس الناطق فى الأنبياء هو الذى يجسد ويوضح فى الكتاب المقدس كلمات الله حتى أتمتع ببركات الله الموهوبة لى فى كلمته.
2ـ ويقول القديس كيرلس الأورشليمى: "الشيطان الذى لا يُخضعه رجال كثيرون بعصا من حديد، يُخضعه المؤمن بكلمات الصلاة بقوة الروح القدس الساكن فيه، بل تصير أنفاس هذا الإنسان الساكن فيه الروح القدس كنار تحرق العدو غير المنظور"
3ـ طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بروعة هذا الامتياز وهو سكنى روح الله القدوس فى داخلنا فلا نحزنه ولا نطفِئه بل نسأل الله أن يجدده فينا فيكون مشتعلاً متوهجاً على الدوام. آمين.
(10) المضيفة: هل يمكن تلخيص الموضوع؟
أبونا: تكلمنا عن ثلاث نقاط هي:
أولاً: حقيقة سكنى الروح القدس فى المؤمن:
ثانياً: دور المؤمن ليسكن فيه الروح القدس:
ثالثاً: نتائج سكنى الروح القدس فى المؤمن:
(11) المضيفة: ما هي التداريب الروحية لهذا الأسبوع:
أبونا: (1) حفظ آية: (1كو3: 16) "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية: (يو15)
(10) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات (يو14). ويسعدني سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(11) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.