برنامج حياتك الروحية
14ـ نعمة التقديس 3
حلقة الثلاثاء 13/12/2011م
(الاعتزال)
(تقديم:هدى)
(1) المضيفة: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة الرابعة عشرة من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، وبالمشاهدين الأحباء.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) "يا رب لماذا تقف بعيدا؟ لماذا تختفي في ازمنة الضيق؟ في كبرياء الشرير يحترق المسكين. يؤخذون بالمؤامرة التي فكروا بها، حطِّم ذراع الفاجر والشرير. تأوُّه الودعاء قد سمعت، يا رب تثبت قلوبهم" (مز 10) (3) نعم يارب لا تحجب وجهك عنا، حتى لا نحترق بمكائد الأشرار، أنت يارب تسمع تأوهاتنا وتستجيب طلباتنا من أجل محبتك، وتعطنا الغلبه لأنه يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. آمين (4) ونسألك يا رب أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب خلاص لمن يشاهدها آمين.
========= خريطة موضوع الخلاص ==========
(3) المضيفة: اعتدت أن تقدم لنا خريطة موضوع الخلاص، فهل تعرضها لنا؟
أبونا: بكل سرور، ولنرى الجدول معا. (الجدول)
الخلاص يشمل: (1) جوهر الخلاص (2) قضية الخلاص (3) نعمة الخلاص (4) إتمام الخلاص. فبخصوص
أولا: جوهر الخلاص: يشمل: (1) مفهوم الخلاص (2) ودوافع الخلاص (3) وطرق الخلاص (4) وعمل الخلاص.
ثانيا: قضية الخلاص: تشمل: (1) فلسفة الخلقة (2) مشكلة الخطية (3) تدبير الخلاص.
ثالثا: نعمة الخلاص: تشمل: (1) مفهوم النعمة (2) عمل النعمة (3) مجال النعمة (4) وسائط النعمة.
رابعا: إتمام الخلاص: يشمل: (1) خطر الارتداد (2) حتمية الجهاد (3) أهمية التدريبات.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع القداسة الذي كنت تتحدث عنه في الحلقات الماضية؟
[أبونا]: (1) تكلمت عن عمل النعمة بخصوص التبرير والتقديس، أما عن التقديس فقد ناقشت المواضيع التالية:
(1) مفهوم التقديس.
(2) وعمل النعمة في التقديس من جهة:
1ـ تجديد الطبيعة،
2ـ وتطهير القلب،
3ـ والملء بالروح القدس.
(5) المضيفة: وكلمتنا أيضا عن دور المؤمن وما يستطيع أن يقوم به ليعيش القداسة العملية في سلوكه اليومي، فهل يمكن أن تلخص ذلك أيضا؟
[أبونا]: نعم. قلت: لكي يقوم الروح القدس بعمليات: التجديد، والتطهير، والملء، على الإنسان من جانبه واجب مثلث أيضاً هو:
1ـ الإماتة،
2ـ والاعتزال،
3ـ والتكريس.
(6) المضيفة: وقد كلمتنا عن الإماتة، فهل يمكن أن تلخص لنا ما قلته عن ذلك؟
أبونا: تكلمت عن:
معنى الإماتة وهو:
1ـ صلب كبرياء الذات،
2ـ صلب الجسد والشهوات،
3ـ صلب الطبع والموروثات.
========== الاعتزال =========
(7) المضيفة: واليوم، هل ستكلمنا عن الاعتزال؟
أبونا: نعم بمشيئة الله. (1) فالاعتزال هو أيضا ما ينبغي أن يقوم به المؤمن من جهته ليعيش القداسة العملية كل أيام حياته (2) فالواقع إن عملية التنقية الداخلية التي يقوم بها الروح القدس، يقابلها عمل آخر من جانب المؤمن وهو الاعتزال عن مجال الخطية ومسبباتها. وسيشمل حديثي اليوم النقاط التالية:
أولا: مفهوم الاعتزال من الجانب السلبي:
ثانيا: مفهوم الاعتزال من الجانب الإيجابي:
======= أولا: الاعتزال من الجانب السلبي =========
(8) المضيفة: لنبدأ بمفهوم الاعتزال من الجانب السلبي، فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: الاعتزال من الجانب السلبي يشمل:
1ـ الاعتزال عن مجال الخطية.
2ـ الاعتزال عن النجاسة.
3ـ الاعتزال عن الأشرار.
4ـ الاعتزال عن الرافضين.
=========== (1) الاعتزال عن مجالات الخطية =========
(9) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا بالتفصيل عن كل جانب؟
أبونا: أولا: الاعتزال عن مجالات الخطية: (1) عندما تفاقم شر سدوم وعمورة، كان عقابهما بالنار والكبريت، ولكن من حنان الرب أنه أرسل ملاكين إلى لوط البار لينقذه، كما جاء في (تك19: 14) "فخرج لوط وكلم اصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان لان الرب مهلك المدينة، فكان كمازح في أعين اصهاره. وفي (تك19: 17) يقول: "وكان لما اخرجاهم الى خارج، انه قال اهرب لحياتك، لا تنظر الى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة، اهرب الى الجبل لئلا تهلك" هذا هو مثل واضح عن حتمية ترك مجال الخطية تفاديا للهلاك. (2) ويقول الرب: 1ـ في (ار51: 45) "اخرجوا من وسطها يا شعبي وليُنَجِّ كلُّ واحد نفسه من حمو غضب الرب" 2ـ ويقول أيضا في (ار51 : 6) اهربوا من وسط بابل وانجوا كل واحد بنفسه لا تهلكوا بذنبها لان هذا زمان انتقام الرب" (3) هذا هو مبدأ إعتزال مجالات الخطية حتى يحافظ المؤمن على خلاصه، فيهرب من أماكن الشر. (4) تحضرني الذاكرة بقصة الفلاح المريض بالبلهاريسيا الذي ذهب إلى الطبيب وأعطاه حقن طرطير، بحسب أدوية ذاك الزمان، ولكن المريض لم يشف، واكتشف الطبيب السبب وراء ذلك، وهو أن الفلاح لم يكف عن النزول في برك المياه الراكدة الملوثة بالبلهاريسيا، فيصاب بالعدوى كلما قارب على الشفاء. فكما ينبغي على المريض أن يبتعد تماما عن الأماكن الملوثة بالمرض، كذلك ينبغي على المؤمن أن يبتعد كلية عن المجالات الملوثة بميكروب الخطية.
=========== (2) الاعتزال عن النجاسة =========
(10) المضيفة: وماذا عن الاعتزال عن النجاسة؟
أبونا: (1) يقول الرب في (اش52: 11) "اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا، اخرجوا من وسطها تطهروا يا حاملي آنية الرب، (2) وهذا ما اقتبسه بولس الرسول في (2كو6: 17) "اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فاقبلكم"، (3) وفي (2اخبار29: 5) "قال لهم اسمعوا لي ايها اللاويون تقدسوا الان وقدسوا بيت الرب اله ابائكم واخْرِجوا النجاسة من القدس" (4) وهذا هو يوسف الطاهر يهرب من التنجس مع إمرأة فوطيفار، ففي (تك39: 12) يقول "فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج" (5) وفي (سفر يشوع بن سيراخ21: 2) يقول "اهرب من الخطيئة هربك من الحية فانك ان دنوت منها لدغتك" (6) ويقول بولس الرسول في (1كو6: 18) "اهربوا من الزنى، كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد لكن الذي يزني يخطئ الى جسده" (7) وبطرس الرسول يقول في رسالته الثانية (2بط2: 20) لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل" (8) كل هذه الآيات وغيرها الكثير تحذرنا من نجاسة الخطية، وتحضنا على إعتزالها إن كنا نريد أن نعيش القداسة العملية. (9) فلنحذر من أن نكون مثل شمشون، فرغم جبروته وقوته الخارقة، إلا أنه لم يبتعد عن النجاسة مع دليلة، حتى انتهى به الأمر إلى أن فارقه روح الرب، وفقئت عيناه، ودار في الطاحون كالحيوان، لأن الكتاب يقول في (مز49: 20) "انسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد"
=========== (3) الاعتزال عن الأشرار =========
(11) المضيفة: وماذا عن الاعتزال عن الأشرار؟
أبونا: بعد أن تكلمنا عن الاعتزال عن مجالات الخطية، والنجاسة أيضا، نأتي إلى حتمية الاعتزال عن الأشرار الذين يعوِّقوننا عن حياة القداسة (1) فبولس الرسول يقول في: (1كو15: 33) "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (2) ولهذا كانت وصية الله في سفر (عد16: 26) أنه "كلم الجماعة قائلا اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاة ولا تمسوا شيئا مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم" (3) وهذا ما حدث لشعب الله أيام نحميا إذ يقول الكتاب في سفر (نح9: 2) "وانفصل نسل اسرائيل من جميع بني الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم" (4) ما أحوجنا أن ننفصل عن مخالطة الأشرار الذين باعوا أنفسهم للشر، لأنه كما عبر بولس الرسول قائلا في رسالته (2كو6: 14) لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لانه اية خلطة للبر والاثم واية شركة للنور مع الظلمة" (5) أذكر أنه في مدارس الأحد للأطفال كان في المنهج درس عن المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة، وكان التشبيه التوضيحي هو تأثير التفاحة المعطوبة على بقية التفاح السليم في السلة، فإن لم تعزل التفاحة المعطوبة سوف يفسد كل التفاح الذي في السلة. (6) هكذا الحال مع المؤمن الذي يريد أن يحتفظ بحياة القداسة، عليه أن يعتزل عن هؤلاء الأشخاص الفاسدة أخلاقهم كما قال بولس الرسول في (2تس3: 6) "ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي اخذه منا"
=========== (4) الاعتزال عن الرافضين =========
(12) المضيفة: وماذا عن الاعتزال عن الرافضين، وماذا تقصد بالرافضين؟
أبونا: أعني بالرافضين أي الذين يرفضون كلمة الله، وبالتالي يرفضون الحياة مع الله وحياة القداسة. (1) فالسيد المسيح أوصى تلاميذه في (مر6: 11) قائلا: "وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة" (2) وقال لهم أيضا في (مت10: 23) "ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان" (3) وهذا ما فعله بولس الرسول كما هو مكتوب في (اع19: 9) "ولما كان قوم يتقسَّون ولا يقنعون، شاتمين الطريق امام الجمهور اعتزل عنهم وافرز التلاميذ". (4) ففي خدمتنا وكرازتنا ينبغي أن نقدم المسيح فاديا ومخلصا لمن يريد أن يقبل اي للباحثين عن الحق، أما الرافضين للرسالة، والذين لا يريدون قبولها، فما علينا إلا أن نصلي من أجلهم، ونتحول عنهم للتفتيش عن النفوس التي تبحث عن الحق، وتريد معرفته، فعن هؤلاء قال السيد المسيح في (يو10: 16) "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية"
========== ثانيا: الاعتزال من الجانب الإيجابي ==========
(13) المضيفة: كان هذا عن مفهوم الاعتزال من الجانب السلبي، فماذا عن الجانب الإيجابي، وبداية ماذا تقصد بتعبير الجانب الإيجابي؟
أبونا: كان الاعتزال السلبي هو ترك مجالات الشر والأشرار، أما الجانب الإيجابي، فهو الالتجاء إلى:
1ـ مكان حصين.
2ـ وإلى ملجأ نجاة.
3ـ والالتصاق بالرب.
4ـ واتباع القداسة.
5ـ بفرح وترنم.
======= (1) إلى مكان حصين (2) ملجأ نجاة (3) الالتصاق بالرب ========
(14) المضيفة: حدثنا بالتفصيل عن كل جانب.
أبونا: (1) المعنى الأول للإعتزال الإيجابي هو: الاعتزال إلى مكان حصين: 1ـ جاء في سفر (قض9: 51) "وكان برج قوي في وسط المدينة فهرب اليه جميع الرجال والنساء وكل اهل المدينة، واغلقوا ورائهم وصعدوا الى سطح البرج" 2ـ ولهذا قال سليمان الحكيم في (ام18: 10) "اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق و يتمنع" (2) والمعنى الثاني للاعتزال الإيجابي هو الالتجاء إلى ملجأ نجاة: 1ـ كما جاء في سفر (اش20: 6) "ويقول ساكن هذا الساحل في ذلك اليوم هوذا هكذا ملجأنا الذي هربنا اليه للمعونة لننجوا من ملك اشور [رمز الشيطان]" 2ـ وقال الرب في (ار48: 6) "اهربوا نجُّوا انفسكم وكونوا كعَرْعَرٍ [كفرس] في البرية" (3) والمعنى الثالث للاعتزال الإيجابي هو الالتصاق بالرب والوجود في حضرته، في مجال النعمة، 1ـ فعندما تتشبع نفسك بالرب تدوس على الخطية التي كانت كالشهد في حلقك، وهكذا يقول سليمان الحكيم في (أم7:27) "النفس الشبعانة تدوس العسل". 2ـ وقد قال الكتاب عن الملك حزقيا في سفر (2مل18: 6) أنه "التصق بالرب و لم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي امر بها الرب موسى" 3ـ ولهذا رنم داود النبي قائلا في (مز63: 8) "التصقت نفسي بك، يمينك تعضدني 4ـ وقال بولس الرسول في (1كو6: 17) "واما من التصق بالرب فهو روح واحد" 5ـ لهذا يوصي عزرا شعبه أن ينفصلوا عن الشعوب ويلتصقوا بالرب ليعملوا مرضاته في (عز10: 11) قائلا: "اعترفوا الآن للرب اله ابائكم واعملوا مرضاته وانفصلوا عن شعوب الارض وعن النساء الغريبة" 5ـ وما أجمل ما قال المرنم عن حياة الالتصاق بالرب إذ أنشد قائلا: (هذه البيات من الترنيمة مسجلة بالصوت) "وحدك يا يسوع وليس سواك، أحبك يا يسوع (ولا حدش وياك)2// رسمك ده في خيالي، دايما على بالي، والعيشة تهنالي لما اختلي وياك// في العمق في هيام، وفي السما أحلام، في الصحو والمنام أسعد أنا برؤياك".
======= (4) إتباع القداسة (5) بفرح =========
(15) المضيفة: حدثتنا عن ثلاثة معاني إيجابية للإعتزال الإيجابي فما هي المعاني الباقية؟
أبونا: (4) والمعنى الرابع للاعتزال الإيجابي هو: إعتزال لاتباع القداسة: 1ـ كما يقول بولس الرسول في (1تي6: 11) "واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة" 2ـ وأيضا في (2تي2: 22) "اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (5) والمعنى الخامس للاعتزال الإيجابي هو: الإعتزال بفرح: 1ـ كما جاء في (اش48: 20) "اخرجوا من بابل اهربوا من ارض الكلدانيين بصوت الترنم، اخبروا نادوا بهذا شيعوه الى اقصى الارض قولوا قد فدى الرب عبده يعقوب" 2ـ ولهذا قال داود النبي في (مز100: 2) "اعبدوا الرب بفرح ادخلوا الى حضرته بترنم". 3ـ ويقول بولس الرسول في رسالة (في4: 4) "افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا" 4ـ المؤمن يعيش حياة الفرح الحقيقي الذي يسمو فوق كل عقل، الفرح الذي قال عنه بطرس الرسول في (1بط1: 8) "ذلك وان لم تروه تحبونه، ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد" 5ـ تحضرني الذاكرة بقصة شخص قَبَلَ المسيح في حياته حديثا، وكان في حياته الأولى دائم الاكتئاب، ولكن منذ أن تمتع بقبول الرب تحولت حياته إلى فرح مجيد، وامتلأ فمه ضحكا (مز126: 2) لدرجة أن زوجته شكَّت أنه حدثت له صدمة عصبية أو انتابته حالة نفسية، فأخذته إلى طبيب نفساني، وجلس في غرفة الانتظار، فأخذ كتابا وبدأ يقرأ، وما أن قرأ ما وقع عليه عينه حتى انفجر في الضحك، فخرج إليه الطبيب وأمسك بالكتاب، ظنا منه أنه أمسك بالخيط الذي سيحلل به الحالة، فسأله عما دعاه للضحك، فقال قرأت في هذا كتاب الجغرافيا هذا عن أعماق المحيط. فسأله الطبيب: وماذا يدعو للضحك في ذلك؟ أجابه: تذكرت البحر الذي ألقى المسيح فيه كل خطاياي كما هو مكتوب في (مي7: 19) "يعود يرحمنا يدوس اثامنا وتطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم"، وقال للطبيب هذا هو سر فرحي الذي لا ينطق به.
======== تعليق ==========
(16) المضيفة: هذه رؤية كتابية رائعة، نريد أن نعرف تعليقك على ذلك.
أبونا: (1) من المؤسف أننا ن لاحظ اختلاط أبناء الله بأهل العالم، فما عدنا نميز بينهم، (2) حتى أن الله اشتكى من هذه الحالة فقال في (حز18:22): يا أبن آدم قد صار لي بيت إسرائيل زغلا. كلهم نحاس وقصدير وحديد ورصاص في وسط كور. صاروا زغل فضة". (3) وقديما وقف ايليا وقفته التاريخية وكلم الشعب قائلا في (1مل21:18) "حتى متى تعرجون بين الفرقتين. إن كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه". (4) عزيزي المشاهد كن مثل ايليا لتحديد موقفك، واعتزل عن العالم ومحبة المال والشهوات، وأصدقاء السوء، والأماكن المعثرة، لتتيح للروح القدس فرصة لتنقية قلبك من الداخل، فتعيش حياة القداسة العملية، بكل طهر ونقاوة، وأمانة وفرح حقيقي، آمين. (5) عزيزي هل تتخذ قرارا حاسما في هذه اللحظة أن تنفصل عن الخطية التي تستعبدك، وتعطل مسيرتك في حياة القداسة؟ قل له طهرني الآن يارب، وافطمني عن كل خطية لأشبع بحبك وجمالك وجلالك آمين.
========= تلخيص ========
(17) المضيفة: آمين. هذا كلام واف، فهل يمكن أن تلخص ما قلته لنا؟
أبونا: (1) كنت أتكلم عن:
أولا: مفهوم الاعتزال من الجانب السلبي:
1ـ اعتزال عن مجالات الخطية
2ـ الاعتزال عن النجاسة
3ـ الاعتزال عن الأشرار
4ـ اعتزال عن الرافضين
ثانيا: مفهوم الاعتزال من الجانب الإيجابي:
1ـ للالتصاق بالرب
2ـ لمكان حصين،
3ـ لملجأ النجاة،
4ـ لاتباع القداسة
(2) وبقي أن نتكلم الحلقة القادمة عن التكريس:
======= فتح الخطوط ========
(18) المضيفة: نكرر الشكر لله على هذه النعم الغنية (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا أن نتلقى مداخلات من أحبائنا المسلمين الذين يشاهدون البرنامج).
أبونا: إلى اللقاء بعد الفاصل.
========= فاصل =======
(19) المضيفة: مرحبا بكم ثانية ويسعدنا أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات: (1) تعليق على الموضوع: 1ـ هل استفدت شيئا منه 2ـ هل خاطبك الرب عن شيئ في حياتك من خلال آية في الموضوع 3ـ هل لديك أسئلة واستفسارات عن أي شيء في الموضوع؟ (2) مداخلات وأسئلة عن أي موضوع آخر (3) طلبات شخصية وطلب صلاة.
========== المداخلات ==========
(20) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وتذكر طلبات الأحباء الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور: صلاة ختامية. (2) شكرا لك أيضا. وشكرا لمحبتكم جميعا، وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.