برنامج حياتك الروحية
13ـ نعمة التقديس 2
حلقة الثلاثاء 6/12/2011م
(عمل النعمة ـ نعمة التقديس 2)
(تقديم: نتالي)
(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة الثالثة عشرة من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك
أبونا: مرحبا بك، وبالمشاهدين الأحباء
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) " العدو تم خرابه الى الابد و يكون الرب ملجا للمنسحق ملجا في ازمنة الضيق. (مز 9: 6 و9) (3) شكرا لك يارب لأنك دمرت الشرير وهكذا تم خرابه إلى الأبد، شكرا لك لأنك صرت لنا نحن المنسحقين ملجأ في أوقات الضيق، وما أكثرها يارب، ولكنك تحمينا وتحفظنا من كل شر. (4) ونسألك يا رب أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب خلاص لمن يشاهدها آمين.
خريطة موضوع الخلاص
(3) المضيف: اعتدت أن تقدم لنا خريطة موضوع الخلاص، فهل تعرضها لنا؟
أبونا: بكل سرور نرى الجدول معا. (الجدول)
الخلاص يشمل: (1) جوهر الخلاص (2) قضية الخلاص (3) نعمة الخلاص (4) إتمام الخلاص. فبخصوص
أولا: جوهر الخلاص: يشمل: (1) مفهوم الخلاص (2) ودوافع الخلاص (3) وطرق الخلاص (4) وعمل الخلاص.
ثانيا: قضية الخلاص: تشمل: (1) فلسفة الخلقة (2) مشكلة الخطية (3) تدبير الخلاص.
ثالثا: نعمة الخلاص: تشمل: (1) مفهوم النعمة (2) عمل النعمة (3) مجال النعمة (4) وسائط النعمة.
رابعا: إتمام الخلاص: يشمل: (1) خطر الارتداد (2) حتمية الجهاد (3) أهمية التدريبات.
(4) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع الحلقة السابقة؟
[أبونا]: (1) تكلمت عن:
(1) مفهوم للتقديس.
(2) وعمل النعمة في التقديس من جهة:
1ـ تجديد الطبيعة،
2ـ وتطهير القلب،
3ـ والملء بالروح القدس.
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم في هذه الحلقة؟
[أبونا]: سأتكلم عن:
1ـ دور المؤمن وما يستطيع أن يقوم به ليعيش القداسة العملية في سلوكه اليومي.
(6) المضيف: وما هو دور المؤمن ليعيش بالقداسة العملية؟
[أبونا]: لكي يقوم الروح القدس بعمليات: التجديد، والتطهير، والملء، على الإنسان من جانبه واجب مثلث أيضاً هو:
1ـ الإماتة،
2ـ والاعتزال،
3ـ والتكريس.
(7) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا عن كل واحدة بالتفصيل، فما معنى الإماتة؟
[أبونا]: معنى الإماتة:
1ـ صاب كبرياء الذات،
2ـ صلب الجسد والشهوات،
3ـ صلب الطبع والموروثات.
(8) المضيف: حدثنا عن صلب الذات والكبرياء.
[أبونا]: قلت أن المعنى الأول للإماتة هو: صلب الذات والكبرياء، ويشمل: (1) صلب كبرياء الذات في استقوائها، (2) وصلب كبرياء الذات في إستضعافها.
(9) المضيف: ماذا تعني بالذات في استقوائها؟
[أبونا]: أي الكبرياء في مظاهر قوتها وتجبرها مثل: (1) الافتخار (2) العناد (3) الانتقاد (4) حب الظهور.
(10) المضيف: هل توضح لنا جوانب الافتخار؟
[أبونا]: للافتخار جوانب متعددة مثل الافتخار: 1ـ بالذكاء، 2ـ بالعلم، 3ـ بالحسب والنسب، 4ـ بالجمال، 5ـ بالمراكز، 6ـ بالمواهب، 7ـ بالنجاح، 8ـ بالإنجازات، 9ـ بالمقتنيات: [بيوت سيارات أرصدة .. إلخ] 10ـ بالبر الذاتي: [صلاة الفريسي: أصوم مرتين وأعشر كل أموالي] 11ـ بالخدمة الناجحة، وعدم إعطاء الفضل لله.
(11) المضيف: وماذا عن العناد؟
[أبونا]: من مظاهر الكبرياء أيضا العناد: 1ـ التشبث بالرأي ومصادرة آراء الآخرين 2ـ والتشبث بالمشيئة الشخصية، وعدم الاكتراث برغبات الآخرين.
(12) المضيف: وماذا عن الانتقاد؟
[أبونا]: ومن مظاهر الكبرياء أيضا روح الانتقاد: 1ـ التركيز على النظر إلى السلبيات لإنتقادها 2ـ وإحتقار الآخرين وإظهار عيوبهم، وفضح خطاياهم، والتشهير بهم .. إلخ
(13) المضيف: وماذا عن حب الظهور؟
(4) ومن مظاهر الكبرياء أيضا: حب الظهور: 1ـ حب المتكئات الأولى 2ـ الانتهازية 3ـ الفهلوى 4ـ التسلق 5ـ التملق .. إلخ
(14) المضيف: كلمتنا عن كبرياء الذات في إستقوائها، فماذا عن كبرياء الذات في إستضعافها؟
2) كبرياء الذات في إستضعافها أي بإظهار الضعف حتى تلفت الانتباه، فتكون مركز اهتمام الناس، مما يشبع شعورها بالقيمة عند الناس، لها مظاهر كثيرة منها: 1ـ التواضع المزيف 2ـ العطف على الذات أو الإشفاق على النفس 3ـ صغر النفس 4ـ الاكتئاب. 5ـ الميل للحزن ودموع التماسيح. وهي أمراض نفسية معروفة لا تحتاج إلى شرح أو تعليق.
(15) المضيف: كلمتنا عن المعنى الأول للإماتة، وهو صلب الذات من جهة الكبرياء، فماذا عن المعنى الثاني للإماتة؟
[أبونا]: المعنى الثاني هو: صلب جسد الخطية أي الشهوات الجسدية ومنها: 1ـ الشهوات الجنسية 2ـ محبة العالم 3ـ محبة المال. فالكتاب المقدس يقول (1يو2: 16): "لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الاب بل من العالم"
(1) بخصوص شهوة الجسد الجنسية: فقد أذلت شمشون الجبار لعلاقته مع دليلة، و وَصَمَتْ جبين داود النبي بالعار لتورطه مع إمرأة أوريا. أما يوسف الشاب فقد صلب جسد الشهوات في مواجهة إغراء زوجة فوطيفار فرفعه الرب في مجد. (2) أما عن صلب الجسد بالنسبة للعالم 1ـ فيقول بولس الرسول (غل6: 14): "واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم" 2ـ وقد كلمنا بولس الرسول عن أحد الخدام الذي باع المسيح ليقتني العالم فقال: (2تي4: 10) "لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر" (3) ثم بخصوص صلب الجسد من جهة محبة المال، 1ـ فقد قال السيد المسيح (مت6: 24) "لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر، او يلازم الواحد ويحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله والمال" 2ـ فكثيرون سقطوا في محبة المال وهلكوا مثل يهوذا الاسخريوطي الذي سرق الصندوق، وانتهى به المآل إلى بيع سيده لأجل 30 من الفضة.
(16) المضيف: كلمتنا عن صلب الذات والكبرياء، وصلب الجسد والشهوات، بقي أن تكلمنا عن صلب الطبع والموروثات، ماذا تقصد بذلك؟
[أبونا]: (1) كل واحد له طبع يختلف عن الآخر، (2) ولكن هذه الطباع البشرية كلها موروثة من الآباء والأجداد، (3) وعلى المؤمن أن لا يسمح لهذه الطباع الموروثة أن تتحكم فيه، (4) بل يجب أن يضعها تحت الانضباط، أي يصلبها هي الأخرى. (5) ومن هذه الطباع التي يجب أن يصلبها المؤمن: 1ـ الطبع الحامي والغضوب: مثل إبني الرعد الذين طلبا من المسيح أن تنزل نار وتأكل القرية التي رفضت المسيح في (لو9: 54) فقال لهما المسيح: "لستما تعلمان من اي روح انتما. لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص" (لو9: 55، 56) 2ـ وهناك الطبع الحاقد والحسود مثل إخوة يوسف في (تك 37) الذين أرادوا أن يقتلوه حسدا وانتهى بهم الأمر إلى إلقائه في البئر ثم انتشاله وبيعه كعبد. 3ـ وهناك أيضا الطبع الماكر والخبيث: مثل يهوذا الاسخريوطي الذ سلم المسيح بقبلة ماكرة خبيثة، "فقال له يسوع (لو22: 48) "يا يهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان 4ـ الطبع المتقلب والخسيس. مثل بيلاطس البنطي في محاكمته للمسيح، قال: (لو23: 14) "ها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه". وبالرغم من هذا (يو19: 16) "اسلمه اليهم ليصلب"
(17) المضيف: هل من أجل ذلك قال بولس الرسول "أقمع جسدي وأستعبده"؟
[أبونا]: تماما. (1) فالواقع ان حياة الفضيلة مهما كانت سامية وكاملة ومهما كان صاحبها مرتقيا بها الى اسمى درجاتها، يصعب عليه الاستمرار دون صلب الذات، واماتة الشهوات، وضبط الطبع والسلوكيات (2) فاننا نولد ميالين نحو الخطية واهوائها، تقاتلنا كل يوم بل كل دقيقه قتالا مرا، (3) ولا يزال حب الذات يتملكنا، (4) وثورات الجسد تصارعنا، (5) ولا تزال الحرب قائمة لا تهدا بين الجسد الروح (6) لهذا فان الروح لا يمكنها البلوغ الى حرية مجد اولاد الله، مالم تقمع شهواتها وتستعبد رغباتها لمشيئة المسيح. (7) من أجل هذا قال بولس الرسول بالفعل في (1كو9: 27): "اقمع جسدي و استعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا" (8) أذكر أنني كتبت من داخل المعتقل الذي دام حوالي العام، سنة 1981م كتبت إلى اسرتي وإلى الخدام والمؤمنين رسالة بعنوان "عناق الصليب" وذكرت فيها بعض معاني الإماتة أو صلب الذات.
(18) المضيف: هل يمكن أن تذكرها لنا الآن؟
[أبونا]: (1) تحت عنوان جانبي في الرسالة: "صلب روح العطف على الذات"، كتبت: إن الصليب الذي دعينا لنحمله بصفتنا تلاميذ للرب هو صليب الإماتة بلا شك، ليس إماتة الجسد ومفارقة الروح له كنهاية لحياة المؤمن، بل بالحري إماتة الذات ومفارقة روح العطف عليها، كبداية لحياة التلمذة التي يتجلى فيها شخص الرب يسوع المسيح وحده في حياة المؤمن، فهذا ما اختبره الطوباوي بولس الرسول وتكلم عنه قائلاً: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل20:2). (2) وتحت عنوان جانبي آخر وهو: "صلب الشهوات" كتبت: "من الأمور المتيقنة عندنا نحن معشر المؤمنين، أننا دعينا إلى خوض معركة شرسة هي مجاهدة النفس على طول الحياة وعرضها، يبذل فيها المؤمن كل جهده ليحتفظ بالذات مكتوفة مسمرة فوق صليب الإماتة، فلا يخضع لشهواتها، ولا ينجرف في تحقيق آمالها".
(19) المضيف: لقد وضحت في رسالتك معنى الإماتة بصلب روح العطف على الذات، وأيضا بصلب الشهوات، فهل كتبت معنى آخر؟
[أبونا]: نعم. (1) تحت عنوان جانبي ثالث وهو: "صلب المشيئة الشخصية" كتبت: "ينبغي أن المؤمن يرفض مشيئته الشخصية ليتمم مشيئة الله في حياته مهما تعارضت مع رغباته الخاصة ورؤيته الذاتية. (2) وقد شبه أحدهم خشبتي الصليب بإرادة الله وإرادة الإنسان، فالخشبة الرأسية التي ترتكز على الأرض هي إرادة الله النافذة كما في السماء كذلك على الأرض، أما الخشبة الأفقية المعلقة على الخشبة الرأسية، فتشبه إرادة الإنسان التي سمرت في إرادة الله وأصبح شعار المؤمن "لتكن لا إرادتي بل إرادتك أنت" (لو42:22). (3) وأضفت: 1ـ ماذا كان سر شهادة الرب لداود النبي بأنه رجل حسب قلبه؟ السر هو أن داود النبي ألغى إرادته الذاتية ليتمم إرادة الرب بفرح وسرور إذ قال: "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي" (مز8:40). 2ـ وقلت: ما هي غاية انتخاب الرب لبولس الرسول؟ لم تكن الغاية إلا أن ينفذ مشيئة الله في حياته، هذا ما كشفه القديس حنانيا التقي بقوله: "إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه" (أع14:22). 3ـ فكل قديس في الرب، إنما قد عرف الطريق إلى صليب الإماتة وسمر مشيئته هناك ودفن آماله في قبر راحيل، وقام في جدة الحياة ليعيش لمشيئة الرب بالكامل ويكمل قول بولس الرسول: "وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام" (2كو15:5). 4ـ وأضفت أيضا: نحن في الصلاة الربانية التي نرددها طول النهار نذكر الصليب، إرادة بشرية مصلوبة وإرادة إلهية نافذة في قولنا: "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" (مت10:6).
(20) المضيف: هل هناك علاقة بين إماتة الذات وبين تجديد طبيعة المؤمن؟
[أبونا]: (1) الواقع إن عملية التجديد التي يقوم بها الروح القدس داخلك إنما هي في حقيقتها عملية إماتة لذاتك القديمة ليضع عوضاً عنها ذات جديدة. (2) أي هي صلب للذات ليحيا المسيح عوضا عنها، كما عبر معلمنا بولس الرسول (غل20:2) قائلا: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في". (3) فلنجتهد بمعونة الروح القدس ان نضبط كل شهوات الجسد ونعيش بالروح، لأنه مكتوب في: (رو8: 5) "فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح". (4) وقال بولس الرسول أيضا في: (رو8: 6) "لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة و سلام". (5) ولهذا نقرأ في: (غل5: 25) "ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح"
(21) المضيف: إذن عملية التجديد التي يقوم بها الروح القدس، لابد وأن يقابلها من جانب المؤمن عملية أخرى وهي الإماتة؟
[أبونا]: (1) نعم. فالكتاب المقدس يقول في (كو5:3) "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع" (2) ولهذا يقول بولس الرسول أيضاً في (غل24:5) "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات". (3) ويشير إلى ذلك أيضاً في (رو11:6) فيقول "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية".
(22) المضيف: ما معنى: "احسبوا"؟
[أبونا]: (1) ليس معناه: ظُنُّوا أنكم أموات (2) بل معناها: اعتبروا أنفسكم أمواتا عن الخطية. (3) أي انظروا إلى أنفسكم على أنكم أموات عن الخطايا. ولكن أحياء لله.
(23) المضيف: قد يقول قائل: أننا نموت وندفن مع المسيح في المعمودية، فهل نحتاج إلى إماتة أخرى؟
[أبونا]: (1) حقيقة نحن في المعمودية قد متنا مع المسيح، إذ يقول بولس الرسول (رو3:6-6) "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية". (2) هذا ما يحدث في المعمودية. إماتة وقيامة في جدة الحياة (3) ولكن إذ يعود الإنسان للخطية يسقط مرة أخرى تحت عبوديتها، ويعود الإنسان العتيق لسابق حياته، من أجل ذلك يحذرنا بولس الرسول (رو12:6و13) قائلا: "إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية". (4) لهذا لزم أن تكون عملية الصلب والإماتة مستمرة بالتوبة الدائمة والسهر، حتى لا تسمح للذات أن تعود ثانية للظهور، بل يكون المسيح هو الكل في الكل.
(24) المضيف: ما هي أوجه الشبه بين الموت الجسدي وموت الذات؟
[أبونا]: (1) في الموت الجسدي توقف لكل نشاط الجسد، وهكذا موت الذات هو توقف لنشاط الذات (2) وفي موت الجسد، تتحرر الروح وتنطلق إلى مصيرها الأبدي، وفي موت الذات تتحرر الروح من قيود الذات وتحلق في سماء الروح (3) ولكن هناك مفارقة وهي أنه بموت الجسد تنتهي حركاته وشهواته، أما إماتة الذات لا تتوقف حركاتها ولا شهواتها، بعد خلعها من عرش تملكها على المؤمن، ولكنها تبقى كعدو مخلوع يحاول دائما العودة إلى مركزه، وهذه هي معركة المؤمن الكبرى بين الطبيعة الجديدة والطبيعة العتيقة التي هي الذات القديمة. (4) حتى يأتي المسيح في مجيئه الثاني، ويخلصنا من هذه الطبيعة الفاسدة، ويعطينا طبيعة جسده النوراني. بحسب ما هو مكتوب في رسالة: (فيلبي3: 21): الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء"
(25) المضيف: رب سائل يقول: كيف أصلب ذاتي وأميتها؟
[أبونا]: لكي نوضح هذا الأمر أسوق لك الصورة التي تخيلها أحد رجال الله قائلا: (1) بتسمير ذاتي على الصليب، كأني أخذت حياة الذات بكل رغباتها، وأميالها، ومطامعها للشهوة والكمال، وتقلباتها، وبغضها، أخذتها كمجرم وقلت: أنت ملعونة. يجب أن تموتي. فإن إلهي قد سمرك على الصليب. وإني أضعك هناك باختياري وبمحض إرادتي بالإيمان وسأتركك معلقة هناك". (2) فعلى الإنسان أن يسلم الذات باختياره للمسيح حتى يصلبها، وهو الذي يقوم بدور إماتتها (3) ثم أسلك في الحياة حاسباً نفسي ميتاً "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية" (رو11:6). (4) فان حاولت الخطية أن تتجاذب أطراف الحديث معك لكي تسقطك في حبائلها، لا تجاوبها لأنك ميت. لا تتفاوض مع الشيطان بل اعتبر نفسك ميتا، لا يغرك العالم لأنك قد حسبت نفسك ميتا. (5) ولا يقتصر عملك على هذه النواحي السلبية بل تتجه بقلبك في الحال إلى شخص الرب يسوع الساكن فيك وقل له: "حام عنى يوم تأتى الريح بالموج العنيف، في ظلام الليل ربي واحمني// وأمر الريح وموج البحر طراً بالوقوف، بل تعـال يا حبيبي عزيني". (6) إن المسيح لا يمكن أن يملك على عرش القلب إن لم تتخلى عنه الذات، فسلمها له حتى يصلبها ويميتها "لكي تظهر حياة يسوع في جسدنا المائت." (2كو11:4).
(26) المضيف: كان هذا عن النقطة الأولى في دور المؤمن للحياة بالقداسة وهي إماتة الذات، فماذا عن العمل الثاني وهو الاعتزال؟
[أبونا]: أعتقد أن الوقت لا يتسع للحديث عن بقية النقاط من إعتزال، وتكريس، فلرجؤها للحلقات القادمة.
(27) المضيف: شكرا لك، هل يمكن أن تلخص ما قلته لنا؟
أبونا: (1) قلت أنه لكي يقوم الروح القدس بعمليات:
1ـ التجديد،
2ـ والتطهير،
3ـ والملء،
فعلى المؤمن من جانبه واجب مثلث أيضاً هو:
1ـ الإماتة: إماتة الذات والكبرياء، وإماتة الجسد والشهوات.
2ـ والاعتزال،
3ـ والتكريس.
(28) المضيف: نكرر الشكر لله على هذه النعم الغنية (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا أن نتلقى مداخلات من أحبائنا المسلمين الذين يشاهدون البرنامج).
أبونا: إلى اللقاء بعد الفاصل.
============= فاصل ============
(29) المضيف: مرحبا بكم ثانية ويسعدنا أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات: (1) تعليق على الموضوع: 1ـ هل استفدت شيئا منه 2ـ هل خاطبك الرب عن شيئ في حياتك من خلال آية في الموضوع 3ـ هل لديك أسئلة واستفسارات عن أي شيء في الموضوع؟ (2) مداخلات وأسئلة عن أي موضوع آخر (3) طلبات شخصية وطلب صلاة.
=========== المداخلات =========
(30) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وتذكر طلبات الأحباء الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور: صلاة ختامية. (2) شكرا لك أيضا. وشكرا لمحبتكم جميعا، وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.