قناة الفادى الفضائية

(15) التكريس

1ـ مفهــــوم التكريس.

2ـ لمن يكــون التكريس؟

3ـ جوانب التكريس.

4ـ قرار التكريس.

برنامج حياتك الروحية

15ـ نعمة التقديس 4

 

حلقة الثلاثاء 20/12/2011م

 

(التكريس)

 

(تقديم: سوزان عبد الله)

 

(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة الخامسة عشرة من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك

 

أبونا: مرحبا بك، وبالمشاهدين الأحباء

 

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟

 

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) "اغني للرب لانه احسن الي" (مز13: 6) (3) ما أعظم إحسانك لنا يارب، فإنه من إحسانك أننا لم نفنى بخطايانا، بل برحمتك خلصتنا من الموت الأبدي، لهذا نحن نشكرك ونرنم لك بكل الفرح" (4) ونسألك يا رب أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب خلاص لمن يشاهدها آمين.

 

========= خريطة موضوع الخلاص ==========

 

(3) المضيف: اعتدت أن تقدم لنا خريطة موضوع الخلاص، فهل تعرضها لنا؟

 

أبونا: بكل سرور نرى الجدول معا. (الجدول)

 

الخلاص يشمل: (1) جوهر الخلاص (2) قضية الخلاص (3) نعمة الخلاص (4) إتمام الخلاص. فبخصوص

 

أولا: جوهر الخلاص: يشمل: (1) مفهوم الخلاص (2) ودوافع الخلاص (3) وطرق الخلاص (4) وعمل الخلاص.

 

ثانيا: قضية الخلاص: تشمل: (1) فلسفة الخلقة (2) مشكلة الخطية (3) تدبير الخلاص.

 

ثالثا: نعمة الخلاص: تشمل: (1) مفهوم النعمة (2) عمل النعمة (3) مجال النعمة (4) وسائط النعمة.

 

رابعا: إتمام الخلاص: يشمل: (1) خطر الارتداد (2) حتمية الجهاد (3) أهمية التدريبات.

 

(4) المضيف: وصلت في حديثك بحسب هذا الجدول إلى عمل النعمة، ومن عمل النعمة القداسة. فذكرنا بما قلته بهذا الخصوص.

 

[أبونا]: (1) تكلمت عن:

 

(1) عمل النعمة في التقديس من جهة:

 

1ـ تجديد الطبيعة،

 

2ـ وتطهير القلب،

 

3ـ والملء بالروح القدس.

 

(2) وتكلمت على ما يقوم به الإنسان من جانبه وهو:

 

1ـ الإماتة،

 

2ـ والاعتزال،

 

3ـ والتكريس.

 

(5) المضيف: لقد كلمتنا في الحلقة الماضية عن الاعتزال، فهل يمكن أن تلخص لنا ما قلته عن ذلك؟

 

أبونا: تكلمت عن:

 

(1) الاعتزال من الجانب السلبي ويشمل:

 

1ـ الاعتزال عن مجال الخطية.

 

2ـ الاعتزال عن النجاسة.

 

3ـ الاعتزال عن الأشرار.

 

4ـ الاعتزال عن الرافضين.

 

(2) ثم تكلمت عن الاعتزال من الجانب الإيجابي، وهو الالتجاء إلى:

 

1ـ مكان حصين.

 

2ـ وإلى ملجأ نجاة.

 

3ـ والالتصاق بالرب.

 

4ـ واتباع القداسة.

 

5ـ بفرح وترنم.

 

========== التكريس =========

 

(6) المضيف: واليوم، هل ستكلمنا عن التكريس؟

 

أبونا: نعم بمشيئة الله. وسوف أركز الحديث فى هذا الموضوع حول:

 

1ـ مفهــــوم التكريس.

 

2ـ لمن يكــون التكريس؟

 

3ـ جوانب التكريس.

 

4ـ قرار التكريس.

 

=== أولا: مفهوم التكريس ===

 

(7) المضيف: كلمنا عن مفهوم التكريس.

 

لا يقتصر مفهوم التكريس، على أنه مجرد التفرغ للقيام بعمل روحى أو كنسى، في الكهنوت أو الرهبنة أو شماس مكرس، ولكن التكريس بمعناه الأشمل، هو حياة روحية لكل المؤمنين، هو إعطاء النفس للرب، ليسود عليها، إذ تصبح ملكاً له، وله وحده. ولقد أشار الكتاب المقدس لمعانى التكريس بتعبيرات عدة منها:

 

1ـ تخصيص النفس لله.

 

2ـ إعطاء النفس لله.

 

3ـ الحياة بحسب مشيئة الله.

 

(8) المضيف: يا ريت تفسر لنا هذه المفاهيم.

 

أبونا: المفهوم الأول للتكريس هو: (1) تخصيص النفس لله : وقد عبرَّ السيد المسيح فى صلاته الشفاعية عن تكريس نفسه وتخصيصها أى تقديسها من أجل خاصته قائلاً: "لأجلهم أقدس أنا ذاتى (أى أخصصها وأكرسها لهم) " (يو17: 19) (2) وقد جاءت أيضا كلمة [التقديس] بمعنى "التخصيص" فى الحديث عن تكريس هرون والكهنة إذ قال: "وهرون وبنيه أقدسهم (أي أخصصهم) لكى يكهنوا لى" (خر30: 30) (3) فهل تريد أن تخصص نفسك للمسيح؟

 

* المفهوم الثاني للتكريس هو: إعطاء النفس للرب: (1) قال معلمنا بولس الرسول عن أهل مكــدونية أنـهم: "أعطوا أنفسهم أولاً للرب" (2كو8: 5)، (2) ونراه أيضاً يوصى المؤمنين قائلاً: "أطلب إليكم أيها الأحباء برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو12: 1) (3) قل للرب: ها حبي وقلبي وحياتي، ماضي وحاضري ومستقبلي، اقبلها ذبيحة حبٍ على مذبح التكريس والتخصيص لك كل الأيام. اسمح وأقبل منى ما أعطيتني فأنا لك ولغيرك لن أكون. آمين.

 

* المفهوم الثالث للتكريس هو: الحياة بحسب مشيئة الله: ويوضح بولس الرسول أن تقديم النفس لله يتم على أساس ذبح مشيئتها وإرادتها لتسرى فيها مشيئة الله، وتعيش لإرادة السيد، وتتمم مقاصد العلى، لذلك قال: "قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات بر لله" (رو6: 13) وهكذا نرى أن التكريس هو ذبح النفس ومشيئتها، وتخصيصها لله، ليملك ويسود عليها وحده، كما قال معلمنا بولس الرسول: "لأن ليس أحد منا يعيش لذاته ولا أحد يموت لذاته، لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن، لأنه لهذا مات المسيح و قام وعاش لكي يسود على الأحياء و الأموات " (رو14: 7 ـ 9)

 

=== ثانيا: لمن يكــون التكريس؟ ===

 

(9) المضيف: لمن يكون التكريس؟

 

أبونا: يكون التكريس:

 

1ـ لشخص المسيح.

 

2ـ لكلمة المسيح.

 

3ـ لكنيسة المسيح.

 

4ـ لخدمة المسيح.

 

(10) المضيف: حدثنا عن ذلك بالتفصيل.

 

أبونا: التكريس لشخص المسيح: (1) عندما يتحقق المؤمن من روعة المسيح، وجدارته بأن يعطيه حياته، فإنه عن طيب خاطر وبكل اقتناع عقله وقلبه يتخذ قرارا بتكريس حياته بالكامل لسيده، الذى أصبح مركز حياته، ومحور وجوده، والحى فى كيانه بديلاً لذاته، لذا قال معلمنا بولس الرسول "لأن ليَ الحياة هى المسيح" (فى1: 21) (2) وبصفة كلية نقول أن الشخص المكرس هو الذى يُنَصِّب السيد المسيح ملكاً وسيداً على كل شئ في حياته، عالماً أن "الكل به وله قد خُلِقَ .. لكى يكون هو متقدماً فى كل شئ" (كو 1 : 16 ، 18) (3) لاحظ أن الذى خلق كل شئ هو المسيح، كما أن كل شئٍ قد خُلِقَ لــه هو شخصياً .. والهدف من ذلك هو أن يكون هو متقدماً أى سيداً وصاحب سلطان بالحب وليس بفرض القوة والإكراه.

 

(11) المضيف: وماذا عن التكريس لكلمة المسيح؟

 

أبونا: من منطلق التكريس للرب يسوع المسيح كسيد على الحياة، يأتى التكريس لكلمته، أي وصاياه في الكتاب المقدس كتجسيد لفكره، فيصبح لها السلطان المطلق على حياة المؤمن المكرس فيخضع لها خضوعا كاملا، وتصبح المرجع الأول والأخير فى حياته، ويكون لها المقام الأسمى عنده بصفتها: (1) غذاء روحــه. (2) سلاح نفسـه  (3) مصباح طريقه (4) دستور حياته. وعندما يكفَّ المكرس عن عمل مشيئة ذاته، ويقرر أن يعمل مشيئة الله، فإنه يقول مع المرنم: (مز40: 8) "أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت وشريعتك فى وسط أحشائى"، فالطريق لمعرفة مشيئة الله من جهة كل ما يواجه المؤمن، إنما هو معلن فى كلمة الله في الكتاب المقدس.

 

(12) المضيف: وماذا عن التكريس لكنيسة المسيح؟

 

أبونا: (1) الكنيسة هى جسد المسيح، كما قال الكتاب: "وأَخْضَع كل شئٍ تحت قدميه، وإياه جعل رأساً فوق كل شئٍ، للكنيسة التى هى جسده ملء الذى يملأ الكل فى الكل" (أف1: 22 و23) (2) فيحيا المؤمن فى الكنيسة ويخدم، ليس من أجل مديح البشر أو تقدير القادة، بل من أجل الرب الذى كرس نفسه له ولأجل تمجيد اسمه، كما نقول فى القداس الإلهى: "كى بهذا كما أيضاً فى كل شئٍ يتمجد ويتبارك ويرتفع اسمك القدوس فى كل شئٍ"

 

(13) المضيف: وماذا عن التكريس لخدمة المسيح؟

 

أبونا: (1) التكريس لخدمة المسيح، وامتداد ملكوته إلى جميع الناس بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو عقيدتهم، فيصير مثل سيده الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، ولا يتقوقع فى خدمته داخل الكنيسة فقط، بل يذهب للبعيدين لكي يحقق هدف المسيح المعلن في (يو10: 16) "لى خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينـبغى أن آتـى بـتلك أيضاً فتسمع صوتى، وتكون رعية واحدة لراعٍ واحد"  (2) ويشارك فى امتداد ملكوت المسيح بوسائل متعددة منها:

 

1ـ الشهادة: تنفيذاً لوصية المسيح: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لى شهوداً فى أورشليم، وفى كل اليهودية، والسامرة، وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8) 2ـ الكرازة بالحياة: كقول الرب: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالـكم الحسـنة ، فيمجدوا أباكـم الذى فى السـموات" (مت5: 16)

 

=== ثالثا: جوانب التكريس ===

 

(14) المضيف: كان هذا عن مفهوم التكريس، ونأتي إلى جوانب التكريس، فما هي؟

 

أبونا: هناك جوانب عديدة للتكريس منها:

 

(1) تكريس القلب للمسيح: تنفيذاً لوصية الكتاب: "يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23 : 26) والقلب فى لغة الكتاب المقدس هو أعماق الإنسان، وعواطفه، أى التكريس الحقيقى الجوهرى، لا مجرد التكريس المظهرى الخارجى.

 

(2) تكريس الجسد له: أى اعتبار الجسد ملكاً للمسيح كما قال بولس الرسول: "أنتم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله." (1كو6: 19 و20).

 

(3) تكريس البيت له: "وأما أنا وبيتى فنعبد الرب" (يش24: 15)، فالزوجة والأولاد هم ملك المسيح وليسوا ملكية خاصة بالزوج.

 

(4) تكريس الوقت له: فالوقت لا يصبح ملكى، بل ملك المسيح، سواء وقت الصلاة أو العمل أو النزهة، فلا أضيع وقتي فى أمور العالم الفانى، بل أنفذ قول الكتاب: "مفــتدين الوقت لأن الأيــام شـريرة" (أف5: 16)

 

(5) تكريس المال للمسيح: أى اعتبار مالى ومقتنياتى، ملكاً للمسيح، وما أنا إلا مجرد وكيل على مال الرب الذى وكلنى عليه، عالما أنني سوف أعطى حساب وكالتى (لو16: 2)

 

(6) تكريس الجهود لخدمته: فالمؤمن المكرس هو الذى يخصص جهوده لخدمة الرب، ولسان حاله يقول مع إشعياء النبى: "ها أنذا أرسلنى" (إش6: 8)، كما كتب معلمنا بولس الرسول لأهل روميه: "بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولاً المفرز لإنجيل الله" (رو1: 1)

 

ترنيمة تكريسية:

 

قرار: أكرس نفسى لك سـيدى، أخصـــص حبى لكَ ملكى.

 

فقدس حياتى فكرى ومقصدى، لأحيا لشخصك وحدك لا سواك.

 

1) لك نظرى، لك سـمعى، لك قلـــبى ومحبتي.

 

لك لمسى لك همسى لك ميلى ورغباتى.

 

2) أقدم عمرى، أسلم أمرى، أقدم حاضرى ومستقبلى،

 

كل ما أملك، وما يدى تمسك، الكلُ لديك أيها العلى.

 

3) أرفع صوتى، أقرر عهدى، أقدم وعدى أن أحيا لكَ،

 

فامتلكنى بجملتى. وباركنى فى خدمتى. واستخدمنى سيدى فى كرمك.

 

 

 

=== رابعا: قرار التكريس ===

 

(15) المضيف: نأتي إلى النقطة الرابعة وهي قرار التكريس، فماذا تريد أن تقول؟

 

أبونا: (1) يقول حزقيا الملك: "فالآن فى قلبى أن أقطع عهداً مع الرب" (2أخ29: 10) (2) هذا العهد هو بمثابة وضع الذبيحة موثقة على مذبح التكريس، الذى عبرَّ عنه داود النبى قائلاً: " اوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح" (مز118: 27) (3) هل تريد أن تقطع الآن عهدا مع الرب بأن تكرس حياتك له؟ (4) قل له: "ضع يارب شوكة في كل متعة، ودودة في كل يقطينة تمنعني، أو تعوق قرار تكريس قلبي لك." (5) والواقع قد يجد المؤمن الراغب في التكريس معطلات تقف دون قرار التكريس.

 

(16) المضيف: هل تذكر لنا بعض تلك المعطلات؟

 

أبونا: تحضرني الذاكرة بقصة صغيرة عنوانها: "المفتاح الصغير". تقول القصة: أراد أحد المؤمنين أن يتخذ قرارا بالتكريس ولكنه كان يرى صعوبة في تسليم كل شيء للرب، قال: ركعت في مخدعي وقلت للرب: أريد أن أسلم حياتي لك يا إلهي. فرأيت السيد في حلم وقد مد لي يده وطلب مني أن اسلمه مفاتيح حجرات قلبي فأعطيته حلقة مملوءة بالمفاتيح، بعد أن انتزعت منها مفتاحاً واحداً صغيراً وضعته في جيبي، فسألني الرب "هل هذه كل المفاتيح؟" أجبت "نعم يارب قد أعطيتك الكل إلا مفتاحاً واحداً صغيراً، وهو مفتاح غرفة صغيرة في قلبي يجب أن أكون أنا المسيطر عليها" قال الرب "إذا كنت لا تأتمني على الكل، فأنت لا تأتمني بالمرة" وحاولت أن أنتحل لنفسي أعذاراً وأقدم شروطاً للرب. قلت "يا سيدي الرب إني مستعد أن أكرس لك كل شئ آخر. فقط أنا لا أقدر أن أعيش بدون محتويات هذه الغرفة" في ذلك الوقت كنت كمن يعرج بين الفرقتين. أراد أن يتركني، إلا أني بادرت ودعوته وقلت "يارب أنا لا أستطيع أن أعطيك هذا المفتاح، فمن فضلك مد يدك وانتزعه من جيبي" فتقدم إليَّ واقترب منى ثم أخذ المفتاح الصغير من جيبي، وذهب توا إلى الغرفة المحبوبة وفتحها. وفي الحال نظف تلك الغرفة نظافة تامة، ولم يتركها فارغة، بل ملأها بشيء آخر أفضل. عندئذ أدركت مقدار غباوتي وجهلي. لقد نقاها مما أتلف حياتي، وعوض ذلك أعطاني نفسه. من ذلك الوقت صار الرب متكلي وسندي وكان تكريسي الكامل شرطاً ضرورياً وأساسياً لنوالي كل بركاته واختبار قوته الحافظة".

 

(17) المضيف: هذا مثل رائع وأنا أيضا أقول للرب: مد يدك وانتزع المفتاح من قلبي" وهل تريد أن تقول شيئا آخر عن التكريس؟

 

أبونا: هناك اختبار جميل لراهب من الكنيسة الشرقية، الذي قال: (1) كثيرا ما يبدو يسوع سجيناً في نفسي، وكأنه بلا حراك تماماً كما كان في القبر قبل القيامة. وحجر خطاياي الكبير يجعله هكذا، كم من مرة اشتاقت نفسي أن تري يسوع قائماً في نوره وقوته! كم من مرة حاولت أن أدحرج الحجر ولكن بلا جدوى! إن ثقل الخطية مع ثقل العادات المرتبطة بها كان أقوى جداً.. وكثيراً ما قلت لنفسي في يأس: من يدحرج الحجر؟". (2) والآن.. لقد وجدت النسوة أن الحجر قد دحرج بطريقة لم يتوقعنها، "حدثت زلزلة لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر".(مت2:28). (3) فلكي يتدحرج الحجر لابد من معجزة مروعة ـ زلزلة! لأن مجرد رفعه أو إزاحة بسيطة لن تكون كافية. هكذا أيضاً ذلك الحجر الذي يبدو أنه يشل حركة يسوع فيَّ يحتاج إلى زلزلة، أي إلى انقلاب باطني عنيف، وتغيير جذري كامل. فالأمر يحتاج إلى قذيفة من النور لتهزني، وهكذا يقوم المسيح فيَّ إذ يختفي إنساني العتيق ليعطي مكاناً للإنسان الجديد. وهذا الأمر يتعدى التعديل والتنظيم إذ يستلزم موتاً ثم ولادة. (كتاب حوار مع المخلص، لراهب من الكنيسة الشرقية ص145)

 

(18) المضيف: كلام أكثر من رائع، وإني أطلب من الله أن يرفع الحجر من قلبي لينطلق المسيح في حياتي.

 

أبونا: (1) أنا مبسوط إنك بتطبقي كل شيء على نفسك، إنت مش مجرد مقدمة برنامج، لكنك تتفاعلين مع ما يقال. (2) أحب أن اذكر تشبيها عن التكريس أسميته: "القلعـة الأخيـرة": فإن من يقدم على عمل التكريس الحقيقي فإن الله سوف يساعده بأن يعمل فيه شيئاً فشيئاً إلى أن يلاشى سلطان الذات من حياته تماما. (3) وفي الغالب تتركز كل قوي الذات في نقطة وتتأصل وتصير كقلعة. وعندما تقهر تلك النقطة وتسلم تلك القلعة حينئذ تأتى النصرة. (4) كان من المكن أن يكون أبونا إبراهيم راغباً في تسليم كل شئ، ولكن إن لم يكن قد سلمه الحبيب الذي في حياته، فإن كل الأشياء الأخرى التي سلمها تعد كلا شيء. فإن الله يريد اسحق حياتنا. (5) وأشعياء النبي كانت القلعة الأخيرة في حياته هي عزيا الملك، لتعلق أشعياء به، ولكن في السنة التي مات فيها عزيا، رأى أشعياء مجد الرب. إذن فلا بد أن يموت عزيا من حياتك أي العزيز في قلبك.

 

(19) المضيف: وأنا كذلك بأسلم عزيا الذي في قلبي للرب وأسأله أن يريني مجده ويملأ حياتي بحضوره.

 

أبونا: (1) الواقع أن هناك الكثيرين الذين يظلون متمسكين بشيء عزيز في حياتهم بينما الروح القدس يطلب منهم تركه حتى يحصلوا على البركة، (2) ربما يكون الشيء الذي تمسكه عن المسيح زهيداً جداً، وتقول أن الله لا يطلب هذا الأمر الزهيد، ولكن هذا الأمر الزهيد هو القلعة التي تحصنت فيها الخطية، وسيظل هذا الأمر الزهيد علة النزاع والصراع في  حياتك. ربما يكون هذا الشيء الزهيد هو التمسك بعادة معينة تصر على الاستمرار فيها، أو علاقة مع شخص لا تريد قطعها. ولسان حالك يقول: استلم يارب كل شيء، وفي نفس الوقت تحتـفظ بهذا المفتاح الصغير لأنك تحبه وتتعلق به، فاسمع ماذا يقول المرنم: "إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز18:66). (2) ولكن أعلم يا أخي أنه قبل مجيء البركة، يجب أن يكون هناك تسليم تام وكامل بدون قيد أو شرط. (3) قال أحد القديسين "اترك الكل تأخذ الكل". (4) عندما تسلم الإرادة القلعة الأخيرة حينئذ يحل المسيح بملء حياته بدل حياة الذات القديمة، فيتأكد المؤمن حينئذ أنه ميت عن الخطية وحي في الله بالمسيح يسوع.

 

(20) المضيف: هذا كلام واف، فهل يمكن أن تلخص ما قلته لنا؟

 

أبونا: (1) لقد تكلمت عن: التكريس للمسيح:

 

1ـ مفهــــوم التكريس.

 

2ـ لمن يكــون التكريس؟

 

3ـ جوانب التكريس.

 

4ـ قرار التكريس.

 

وفي الحلقة القادمة بمشيئة الله سأتكلم عن عمل النعمة في تمجيد المؤمن يوم مجئ المسيح الثاني آمين.

 

(21) المضيف: نكرر الشكر لله على هذه النعم الغنية (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا أن نتلقى مداخلات من أحبائنا المسلمين الذين يشاهدون البرنامج).

 

أبونا: إلى اللقاء بعد الفاصل.

 

==== فاصل ====

 

(22) المضيف: مرحبا بكم ثانية ويسعدنا أن نأخذ بعض المداخلات؟

 

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات: (1) تعليق على الموضوع: 1ـ هل استفدت شيئا منه 2ـ هل خاطبك الرب عن شيئ في حياتك من خلال آية في الموضوع 3ـ هل لديك أسئلة واستفسارات عن أي شيء في الموضوع؟ (2) مداخلات وأسئلة عن أي موضوع آخر (3) طلبات شخصية وطلب صلاة.

 

===== المداخلات ======

 

(23) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وتذكر طلبات الأحباء الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟

 

أبونا: (1) بكل سرور: صلاة ختامية. (2) شكرا لك أيضا. وشكرا لمحبتكم جميعا، وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.

 

 

 

 

إقرأ 13050 مرات

شاهد الفيديو

أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...