قناة الفادى الفضائية

78ـ كيف أقبل المسيح ـ 15

(قبول المسيح والشهادة)

حلقة الثلاثاء 21/5/2013م

(تقديم: هدى)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (78) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) ربي وإلهي كم أشكرك، لأنك فرحت قلبي يوم ما قابلتك، يوم ما قبلتك كان يوم عيد. خلصتني وريحت ضميري، غيرت قلبي بقلب جديد. شكرا ليك آمين. (3) وأسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.

(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.

أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:

1ـ قبول المسيح                                         

2ـ والثبات في الرب                                  

3ـ النمو الروحي                       

4ـ النضوج الروحي

5ـ خدمة النفوس

6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي

(4) المضيفة: هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: (1) لقد تكلمت عن: قبول المسيح والاختبار الشخصي. من واقع:

1ـ الكتاب المقدس

2ـ أقوال القديسين

3ـ أقوال البابا شنودة

4ـ أقوال الأنبا موسى أسقف الشباب

5ـ أقوال الأب متى المسكين.

(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: اليوم سأتكلم عن: الشهادة الاختبارية. وسأتناول ذلك من واقع:

1ـ الكتاب المقدس

2ـ أقوال الآباء القديسين

3ـ أقوال المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث

4ـنيافة الأنبا موسى أسقف الشباب

أولا: من الكتاب المقدس:

(1) (اش43: 10) "أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا اني انا هو قبلي لم يصور اله وبعدي لا يكون"

(2) (اش43: 12) "أنا اخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وانتم شهودي يقول الرب وانا الله"

(3) (لو16: 28) "لأن لي خمسة اخوة حتى يشهد لهم لكي لا ياتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا"

(4) (يو4: 39) "فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه قال لي كل ما فعلت"

(6) المضيفة: وماذا قال الآباء القديسون عن الشهادة الاختبارية؟

أبونا: أكتفي لضيق الوقت بهذه الأقوال: (1) من أقوال القديس إغريغوريوس الكبير (كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية للأب متى المسكين ص 254): "كل من يجني منفعة من التأمل ورؤية المناظر الروحانية يرتبط بضرورة التحدث بها للآخرين، لأن هذه الأمور إنما استعلنت له من أجل منفعة الآخرين أيضا".

(2) وقال القديس إغريغوريوس الكبير أيضا (كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية للأب متى المسكين ص 254): "عندما يحلق القديسون في تأمل الأمور العليا ويتذوقون جمال الحياة الروحية وثمارها، نجدهم يتحمسون لإعلان محاسن السماء لأحبائهم ... وذلك لأن عقولهم تكون ملتهبة بحب ذلك البهاء الداخلي .. وعندما يتحدثون عن هذه الأمور تنفذ كلماتهم في قلوب سامعيهم وتشعلها نارا"

(3) من أقوال الأنبا كاليستوس بطريرك القسطنطينية: (حياة الصلاة الأرثوذكسية للأب متى المسكين ص 508) "ليس حسنا أن يحتفظ الإنسان بأسرار النعم السماوية ... فكل ما يكتسبه الإنسان في تأملاته مع الله وكل ما يكتشفه من إحساناته الفائقة، عليه أن يحدث به السائرين معه في ذات الطريق، بكل دقائق الاختبارات من أجل المحبة".

(7) المضيفة: أقوال القديسين رائعة وواضحة، قلت أيضا أنك سوف تستشهد بأقول قداسة البابا شنودة، فما هي؟

أبونا: الواقع أن قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث كان شديد الحرص من الاستخدام الخاطئ لأسلوب الشهادة الاختبارية. بسبب إنحراف البعض إلى الافتخار والكبرياء، والتمادي في سرد الخطايا المعثرة، مما يأتي بنتائج عكسية. ومن أقواله في ذلك (1) ما قاله في (كتاب بدعة الخلاص في لحظة ص41): "قد تسمع منهم عبارات: "أنا كنت (كذا) ... وصرت (كذا)" ... ويظل يسرد خطايا بشعة بلا خجل ... مغطيا إياها بما وصل إليه من نعمة!! [وأضاف]: سرد هذه القصص، غالبا ما تحمل افتخارا بالتغير الذي وصل إليه التائب، وقد يتأذى البعض من سماع الخطايا التي يعلنها (التائب) بلا خجل"

(2) والحقيقة أن قداسته كان يشجع على الخدمة والشهادة من واقع الاختبار بلا اعتراض على الشهادة الاختبارية في حد ذاتها إذا قدمت بأسلوب حكيم متزن وفي تواضع لتمجيد اسم الله وليس بهدف لفت النظر إلى الذات، أو العثرات. فقد قال قداسته في (كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي ص93): "الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة .... في كل يوم يتعلم شيئا جديدا، ويختبر شيئا جديدا، ومن واقع خبراته يكلم مخدوميه. [ويكمل قائلا]: إنه إنسان عاش مع الله، واختبر الطريق الموصل إلي الله، وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضا، ويد الله العاملة فيه ـ يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات".

(3) ولهذا قال قداسته في (كتاب الغيرة المقدسة ص76): "قد يحب البعض الوداعة والتواضع، ولكن للأسف الشديد ربما يرون التواضع والوداعة يتعارضان مع القوة والشجاعة! وهذا خطأ واضح. فالفضائل المسيحية تتمثل في الشخصية المتكاملة التي لا ينقصها شئ. والسيد المسيح كان وديعا ومتواضعا، وكان أيضا قويا وشجاعا. وما أجمل قول داود النبي في غيرته المقدسة: "تكلمت بشهاداتك قدام الملوك ولم أخز" (مز119)

(4) ومن أقوال قداسته أيضا في (كتاب الغيرة المقدسة ص78): [العجيب أن أهل العالم قد تكون لهم جرأة في إستهتارهم، بينما أولاد الله قد يخجلون من برهم. كما لو كانت الوداعة خاتما علي شفاههم!! فلا تكون لهم قوة في الدفاع عن مبادئهم وعن عقائدهم وعن سلوكهم الروحي!!]

(5) ومن أقوال قداسته أيضا في  (كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي ص35): "الخادم الحقيقي هو إنسان حامل الله (ثيوفورس) مثل لقب القديس إغناطيوس الأنطاكي، إنه يحمل الله معه أينما سار، وينقله إلي الناس. إنه إنسان عاش مع الله، وذاق حلاوة العشرة مع الله، وهو يقدم هذه المذاقة إلي الناس، ويقول لهم "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز34: 8)

(6) وقال أيضا قداسته في كتاب (كتاب الغيرة المقدسة ص70): "نحن نريد أشخاصا وصلوا إلي الله، لكي يوصلوا الآخرين معهم. نريد أشخاصا رأوه ولمسوه وذاقوه وأحبوه واختبروا حلاوة الحياة معه، لكي يقولوا للناس "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز34: 8). [وأضاف]: أو علي الأقل تكون لهم خبرة السامرية حينما رأت المسيح وتحدثت معه، ثم قالت للناس "تعالوا وانظروا" (يو4: 29) [ويستطرد قائلا: "إن  لم تأكل من المن، فكيف تستطيع أن تصف طعمه للناس؟! وإن كان قلبك خاليا من الله، فكيف تدعو الناس إلي محبته؟"

(8) المضيفة: وماذا قال نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب     عن الشهادة الإختبارية ايضا؟                                      

أبونا: (1) ومن أقوال نيافته في (كتاب خدمة الشباب المعاصر ص45): "حينما نختبر الحياة الروحية، وندخل إلى شركة الروح وعشرة الرب، فيبدأ أن يرسلنا تتميما لقول الكتاب: "ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات"(رو10: 15)

(2) ومن أقوال نيافته أيضا في (كتاب كيف نخدم الشباب ص 156ـ160): "اشهد للمسيح أمام أصدقائك: لماذا نهرب من الشهادة أمام أصدقائنا المنحرفين؟ لماذا أعتذر بمشغوليتي ... ولا أشهد للمسيح بوضوح؟ [ويكمل قائلا]: "اشهد للمسيح أمام أولاد العالم: في البداية يلزمني أن أشهد للمسيح أمام الجماعة التي كنت أرتبط بها في أرض الخطية ... "اشهد للمسيح أمام الجميع: ... اشهد للمسيح أمام اخوتك بحياتك المقدسة ووداعتك وحبك وخدمتك الباذلة، وبكلماتك المشحونة وداعة وهدوءا .. اشهد للمسيح في خدمتك: وهذا مجال أخير للشهادة ... فليعطنا الرب أن نبذل أنفسنا في مجالات الشهادة المختلفة"

(9) المضيفة: هل تريد أن تعلق على هذا الموضوع الشهادة الإختبارية؟

أبونا: (1) من كل ما تقدم نستطيع أن ندرك الجميعا يشجعون على الشهادة الحقيقية من واقع الاختبار إذا قدمت بأسلوب حكيم متزن وفي تواضع لتمجيد اسم الله وليس بهدف لفت النظر إلى الذات، أو إثارة العثرات.

(10) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بالمواضيع التي تكلمنا عنها بخصوص قبول المسيح؟

أبونا: أولا: بهذه الحلقة أكون قد قدمت للمشاهدين الأحباء: (1) مفهوم قبول المسيح، (2) وكيفية قبوله، (3) وحتمية اتخاذ قرار مصيري (4) وجوانب الخلاص، (5) والاختبار الشخصي، (6) والشهادة للرب يسوع المسيح.

ثانيا: أرجو أن تفكر عزيزي المشاهد ملياً في كل هذه الأمور لتحدد موقفك من شخص الرب يسوع المسيح الفادي والمحب الألصق من الأخ، الذي له المجد الدائم إلى أبد الدهور آمين.

(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

                                          المداخلات

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا.

ختام

(12) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.