79ـ كيف أثبت في المسيح ـ 1
(أساسيات الثبات) (1)
حلقة الثلاثاء 28/5/2013م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (79) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) شكرا لك يا إلهي من أجل بهجة خلاصك التي ظهرت في حياتي، والحزن راح وضميري ارتاح، حررتني من العبودية، وحياتي أصبحت أفراح. آمين. (3) وأسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص المواضيع السابقة؟
أبونا: (1) لقد تكلمت عن: مرحلة قبول المسيح في الحلقات السابقة من عدة جوانب:
1ـ مفهوم قبول المسيح.
2ـ كيفية قبول المسيح.
3ـ قبول المسيح والقرار المصيري.
4ـ المعمودية وقبول المسيح.
5ـ قبول المسيح والبنوة لله.
6ـ قبول المسيح وجوانب الخلاص.
7ـ قبول المسيح والاختبار الشخصي.
8ـ قبول المسيح والشهادة له.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: من اليوم سأبدأ حلقات جديدة عن: مرحلة الثبات في المسيح. فالثبات هو:
1ـ ضرورة حتميـة
2ـ وله غايــة جليـة
3ـ ويرتكز على حقيقة جوهريـة.
(6) المضيفة: كلمنا عن النقطة الأولى وهي أن الثبات ضرورة حتمية.
أبونا: إن الإنسان الذى بدأ فى طريق التوبة والإيمان يجب أن يحفظ نفسه ثابتاً فى حياته الجديدة مع المسيح فذلك حتمية لأن الثبات هو:
1) وصية إلهية: يوصينا معلمنا بولس الرسول في (فيلبى4: 1) قائلاً: "إذاً يا اخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي اثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء". وهو
2) علامـة التلمـذة الحقيقية للمسيح: كما قال له المجد في (يو8: 31): "قال يسوع لليهود الذين آمنوا به إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي" وأيضا من أجل
3) خطورة عدم الثبات وهي الهلاك: فلقد حذرنا الرب من خطورة عدم الثبات بقوله في (يو15: 6) "إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق". ومن أهمية الثبات أيضا هو
4) أنه كان موضوع إهتمام الكنيسة منذ عهد الرسل: فيقول سفر أعمال الرسل عن القديس برنابا في (أع11 : 23): "الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب" لذا فإن كان المُعَمَد يقبل المسيح فى سر المعمودية، فإنه يثبت فى سر الميرون بالمسحة المقدسة، ثم يأتى سر التناول، فيثبت أيضاً فى الرب كما قال المسيح في (يو6 : 56): "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه"
(7) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا من حياة القديسين وأقوالهم ما يؤكد أهمية الثبات في المسيح؟
(1) يعلمنا تاريخ الكنيسة عن القديس مقاريوس أب رهبان برية شيهيت أنه كان يقود المبتدئين فى الحياة الروحية بلطف حتى يثبتوا فى الرب ويمسكوا بحبل التلمذة الروحية للمسيح.
(2) من أقوال القديس يوحنا كاسيان في:
)Nicene and Post-Nicene Fathers, Ser. II, Vol. XI: Chapter XVI. That faith itself must be given us by the Lord.
"جعل الرب هذا واضحا في الإنجيل، قائلا: "كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، لذلك لا يمكنكم انتم ايضا أن تفعلوا شيئا إلا إذا ثبتم فيَّ." ومرة أخرى: "قال بدوني لا يمكن أن تفعلوا شيئا"
(3) قال القديس يوحنا ذهبي الفم في:
) Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol. XIV(
"الثبات في الجذر هو الذي يجعل الفروع مثمرة. لأن الأغصان إذا كانت لم تتطهر، وهي لا تزال مرتبطة بالجذر فإنها تصنع أثمارا على الرغم من ذلك، ولكنها ليست كثيرة كما يجب، ولكن الأغصان التي لا تبقى مرتبطة بالجذر ثابتة فيه، فإنها لا تحمل أثمارا على الإطلاق". وتقطع وتلقى في النار.
(4) فآباء الكنيسة كان لهم إهتمام شديد بتثبيت المؤمنين فى بنوتهم لإبيهم السماوى الرب يسوع.
(8) المضيفة: هل من أقوال للمتنيح البابا شنودة الثالث بخصوص الثبات في الرب؟
أبونا: (1) من أقوال المتنيح البابا شنودة الثالث في (كتاب كلمة منفعة)
"ما أسهل أن يبدأ الاٍنسان حياة روحية، وأن يعيش مع الله أيامًا وأسابيع، ثم بعد ذلك ينتكس ويرجع إلى الوراء، ويفقد كل شيء..! المهم إذن لمن يبدأ، أن يستمر، ويستقر، ويثبت. لذلك قال الرب (أثبتوا في، وأنا فيكم) (يو 15: 4).
(2) من أقواله أيضا في نفس الكتاب (كتاب كلمة منفعة) شرح لنا السيد المسيح أهمية ثبات الغصن في الكرمة ليأتي بثمر. ومدح تلاميذه القديسين، ليس فقط لأنهم وقفوا معه في تجاربه، بل قال لهم (أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي) (لو 22: 28) فامتدح ثباتهم..
(3) ومن أقواله أيضا في نفس الكتاب (كتاب كلمة منفعة) "فى مثل الزارع حكى لنا عن الذين لم يثبتوا: الذي سقط على الصخر، وإذ لم يكن له أصل جف) (مت 13: 6) والذي سقط على الشوك ثم خنقه الشوك. لهذا نرى القديس بولس الرسول، لا يتحدث فقط عن أهمية الإيمان، بل بالحرى عن الثبات فيه، فيقول: "أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف وإلا فأنت أيضًا ستقطع" (رو 11: 22). ويقول لأهل كولوسى (ليحضركم قديسين.. إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين..) (كو 1: 22، 23) وهو يلوم أهل غلاطية الذين (بدأوا بالروح) ولكنهم لم يثبتوا (فكملوا بالجسد) (غل 3: 3)
(4) ومن أقواله كذلك في (كتاب كلمة منفعة) كثيرون ذكرهم الرسول وهو باك، لأنهم لم يثبتوا. البعض بدأوا الخدمة بنشاط، ولم يستمروا فيها! والبعض تعلقوا بفكرة التكريس، ولكنهم لم يثبتوا! والبعض بدأوا بمحبة الله، ثم تركوا محبتهم الأولى! ما أقسى أن يعيش إنسان حياة الخيمة والمذبح مع ابرآم، ثم ينتهي به الأمر أن يسكن في سدوم كلوط! أو يبدأ كواحد من الاثنى عشر، ثم يسلم المسيح كيهوذا! أو يبدأ حياته كجبار منتصر، وكنذير للرب حل عليه روحه، ثم يحلق شعره، ويجر الطاحونة مث شمشون!
(5) ومن أقواله المتنيح البابا شنودة الثالث في (كتاب كلمة منفعة) إن الثبات في الروح هو اختبار إرادتنا وسط العواصف، لذلك قال الكتاب (أنظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7) هؤلاء الذين ثبتوا (وكملوا في الإيمان).
(6) وأحب أن أقدم مقطع من عظة نيافة الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن عن الثبات: (فيديو (ق 3:27 ـ 4:19) "ربنا مش عايز من الإنسان إنه يعرفه وبس ... المعرفة لا تكفي عايز مننا الثبات"
(ق8:46 ـ 8:54) "عايز تثبت عايز تثمر إثبت في الكرمة ... إثبت في المسيح"
http://www.youtube.com/watch?v=3u8iOwrPXgk
(9) المضيفة: كان هذا عن الضرورة الحتمية للثبات فى الرب، فما هى الغاية أو الهدف من الثبات؟
أبونا: (1) الواقع أن المؤمن عندما يبدأ الطريق الروحي يسعى الشيطان لتشكيكه فى قبول الله لتوبته، ويشككه في محبة الله له، وغفرانه لخطاياه.
(2) فيصاب بالحزن والكآبة، والخوف، وقد يصل إلى اليأس، وقد يفكر في ترك الطريق الذي بدأه.
(3) ولكن عندما يثبت في محبة الله فإنه يتحرر من الخوف وتبعاته. وينتصر على شكوك عدو الخير.
(4) وتمتلئ حياته بالفرح والتسبيح، لذلك قال داود النبي في (مز57 : 7): "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي أغني وأرنم"
(5) وهكذا عندما نثبت في محبة الله نستطيع أن نتمتع بحياة السلام والأمان والإطمئنان مع الله كأب محب.
(10) المضيفة: ما هي الحقيقة الجوهرية التي يرتكز عليها ثبات المؤمن؟
أبونا: (1) إن الحقيقة الجوهرية التى تساعدنا على الثبات فى الرب وعدم التزعزع من جهة محبته، هى حقيقة أبــوة الله (2) وقد ركز السيد المسيح على أبوة الله تركيزاً شديداً فعلمنا أن نصلى قائلين: "أبانا الذى فى السموات" (مت 6 : 9)
(3) لذا يقول الكتاب مؤكداَ هذه الحقيقة: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه" (يو1: 12)
(4) فالحقيقة الهامة هى أن الذين يبدأون مع المسيح فى حياة التوبة ويقبلون دخوله إلى قلوبهم وإلى حياتهم يصيرون أولاده ويصير هو أباً لهم،
(5) وهذا ما قال له رب المجد: "وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء " (2كو 6 : 18)
(6) وعن هذا الحب قال القديس أغسطينوس:
"أنت تحتضن وجودي برعايتك إياي رعاية كاملة دفعه واحده، وتحتضنني على الدوام، كأنك لا تتطلع إلي أخر سواي!! تسهر على، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها. تهبني عطاياك، وكأني وحدي موضوع حبك .. فبدونك يا إلهى ليس لى وجود ".
(7) يا لروعة هذه العلاقة المجيدة التى ترفعنا من مزبلة الخطية لتمتعنا بالبنوية الحقيقية لملك الملوك ورب الأرباب !!!
(11) المضيفة هذه كلها أمور مطمئنة ومفرحة للمؤمنين. هل يمكن تلخيص ما قلناه؟
أبونا: بدأت أولى حلقات: مرحلة الثبات في المسيح. موضحا أنه:
1ـ ضرورة حتميـة: بحسب وصاي الكتاب المقدس.
2ـ وله غايــة جليـة: وهي السلام والأمان والطمأنينة القلبية للمؤمن.
3ـ ويرتكز على حقيقة جوهريـة: وهي كون الله أب محب، وليس مجرد ديان أو قاض بلا رحمة.
وسوف نوضح هذه الأمور بأكثر تدقيق في الحلقات القادمة عن مرحلة الثبات في المسيح.
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا.
ختام
(13) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.