قناة الفادى الفضائية

202ـ خدمة النفوس (24)

الكرازة فى مراحل العمر المختلفة

حلقة الاثنين 15/2/2016م

(تقديم: مريم العابرة)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (202) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] إلهنا الخالق غير المحدود، يامن أحببتنا محبة غير محدودة، وغير مشروطة، إذ أنك أنت المحبة المطلقة. بمحبتك خقتنا لتعطنا أن نتنعم بمحبتك وبكل ما خلقته لنا بغنى ليزداد المدح لمجد إسمك القدوس، أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.

أبونا: المراحل:                        

1ـ قبول المسيح.                

2ـ والثبات في الرب.            

3ـ النمو الروحي.               

4ـ النضوج الروحي.

5ـ خدمة النفوس.

6ـ قيادة العمل الروحي.

(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضع الحلقة السابقة مباشرة كان عن: المجالات الكـــرازية

1ـ خدمة المراسلات.

2ـ خدمة القُرى.

3ـ خدمة الإرسالية.

(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الكرازة مرحلة من مراحل العمر:

1ـ مرحلة الطفولة.

2ـ مرحلة الشباب.

3ـ مرحلة البالغين.

(6) المضيفة: حدثنا عن الكرازة في مرحلة الطفولة.

أبونا: (1) تهتم الكنيسة بالطفل منذ ولادته: فهناك صلاة تعرف بصلاة الطشت لتبريك المولود في اليوم السابع لولادته.

2ـ كما تقوم الكنيسة بإعطاء الطفل نعمة المعمودية منذ الصغر.

3ـ وتزوده بالأسرار المقدسة أيضا: فينال مسحة الميرون بعد المعمودية، ويشترك أيضا في سر التناول وتشجعه على ممارسة سر الاعتراف، وفي حالة المرض تعطيه سر مسحة المرضى.

4ـ واهتمت الكنيسة منذ نشأتها بتعليم الأطفال فيما يسمى "بكتاب" الكنيسة.

5ـ واهتمت أيضا بإنشاء مدارس التربية الكنسية التي كانت تسمى "مدارس الأحد".

(7) المضيفة: أفبعد كل هذه الأمور التي ينالها الطفل يحتاج إلى الكرازة؟

أبونا: نعم لأن الطفل عندما يتعمد يُعْهَد إلى الإشبين وهو الوصي الذي يجحد الشيطان نيابة عنه، والذي يقدم إقرار الإيمان نيابة عنه أيضا، أن يهتم به عندما يصل إلى سن الإدراك يعلمه معنى جحد الشيطان أي التوبة، ومعنى إقرار الإيمان أي قبول المسيح مخلصا شخصيا له. وبهذا يختبر إيمانيا النعم التي قبلها طقسيا وهو في المعمودية.

وأريد أن أوضح دور الإشبين مع الطفل المعمد من خلال:

1ـ أقوال القديس حبيب جرجس.

2ـ وأقوال يوحنا بن زكريا بن سباع.

3ـ وأقوال القديس ثيوفان الناسك.

(8) المضيفة: ماذا قال القديس حبيب جرجس عن دور الإشبين مع الطفل المعمد؟

أبونا: (1) القديس حبيب جرجس هو باعث النهضة الحديثة بالكنيسة القبطية، وهو مؤسس مدارس الأحد، ومعلم جيل الرواد: البابا شنودة الثالث والأنبا إغريغوريوس أسقف التعليم العالي، وبقية جيلهم كانوا جميعهم تلاميذه. وقد أعطته الكنيسة لقب قديس في حبرية البابا تاوضروس الثاني أطال الله حياته.

(2) قال القديس حبيب جرجس في (كتاب أسرار الكنيسة السبعة ص57و58) "لما كان الأطفال لا يدركون ماهية الإيمان ولا يستطيعون إعلان إيمانهم، ولا يفقهون معنى المعمودية، ولا يمكن تلمذتهم، فلذلك رأت الكنيسة منذ القديم أن تعمدهم على إيمان والديهم، وتتعهد أشابينهم الذين يتكفلون بتربيتهم التربية المسيحية وتعليمهم حقائق الإيمان، ويتعهدون بذلك أمام الكنيسة"

(3) لاحظ كيف بجرأة شديدة يقول:

1ـ لما كان الأطفال لا يدركون ماهية الإيمان، ولا يستطيعون إعلان إيمانهم،

2ـ ولا يفقهون معنى المعمودية،

3ـ ولا يمكن تلمذتهم،

4ـ فلذلك رأت الكنيسة منذ القديم أن تعمدهم على إيمان والديهم، وتتعهد أشابينهم الذين يتكفلون بتربيتهم التربية المسيحية وتعليمهم حقائق الإيمان، ويتعهدون بذلك أمام الكنيسة

(9) المضيفة: وماذا قال يوحنا ابن زكريا ابن سباع؟

أبونا: (1) الواقع أن العالم يوحنا بن زكريا بن سباع هو من علماء القرن الرابع عشر الميلادي وقد سجل في مخطوطتة (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة) أن الكنيسة مارست تقليدا رائعا دام فيها حتى القرن الرابع عشر ومضمون هذا التقليد أن يحضر الإشبين الشخص الذي تعهده منذ الطفولية وكان ابنه الروحي، ويوقفه أمام الهيكل في الكنيسة عندما يبلغ سن الوعي والإدراك، ليعطي تقريرا عن متابعته له، وليعلن هذا الشخص جحده للشيطان إيمانه بالمسيح، أمام الكنيسة،

(2) جاء في هذه المخطوطة ما يلي: "على الإشبين بعد المعمودية تعهد ابنه الروحي ... وافتقاده في كل وقت، وتعليمه الكتب، وملاحظته بعين الرعاية الأبوية الروحانية حتى يكبر سنه. وإذا كبر وأدرك، ونضج عقله، يوقفه على باب الهيكل الموضع الذي استلمه منه عندما كان طفلا، ويقول له: اعلم يا ولدي أنك لما كنت طفلا كنت عبدا للشيطان، وأراد والداك عتقك منه بالمعمودية المقدسة، وسألا مسكنتي أن أضمنك من كاهن الكنيسة، وأجحد عنك الشيطان الذي كنت أنت من أجناده قبل المعمودية، وقد جحدت عنك الشيطان واعترفت عنك بالمسيح له المجد، وقد أكلت من جسد المسيح وشربت من دمه وصرت هيكلا للروح القدس.

وأنت الآن قائم أمام هيكل الله، الموضع الذي تسلمتك منه. فاعلم أن من جحد وآمن بالمسيح، وجب عليه ترك العظمة والبغض والحقد ... لأن هذه كلها أعمال الشيطان التي جحدتها عنك وأنت طفل.

وأنت قد آمنت بالمسيح، ومن آمن بالمسيح وجب عليه الحب، والاتضاع والطهارة التي لا يعاين أحد الله إلا بها.

ومن هنا تسلمتك، وهنا أسلمك لنفسك، ولا يعود الله يطالبني بشيء من جهتك، لأنك قد عرفت عقلك، وعلمت الجيد من الرديء. وسلام المسيح يثبت قلبك في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير آمين"

(3) وقد أكد القديس حبيب جرجس هذا الطقس بقوله: "هذا الطقس لايزال جاريا في جميع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية. فقد جاء في الصلاة العامة للكنيسة الأسقفية: ... ينبغي أن هذا الطفل يعمد على يدكم (أيها الأشابين) معشر كفلائه إلى أن يبلغ، فيتعين عليه وفاء ذلك بأن يرفض الشيطان، وجميع أعماله، ويؤمن بكلمة الله المقدسة راسخا، ويحافظ على وصاياه مطيعا". (كتاب أسرار الكنيسة السبعة للقديس حبيب جرجس ص57)

(10) المضيفة: وماذا قال القديس ثيوفان الناسك عن دور الإشبين أيضا؟

أبونا: جاء في (كتاب نربيهم حسنا للقمص أشعياء ميخائيل ص42) ما يلي: "إن الطفل الصغير الذي لم يكن يدرك شيئا، ولم يتعمد بمبادرة شخصية منه، ففي المستقبل عندما يكبر هذا الطفل ويدرك الأمور حوله فسوف يقدم نفسه للحياة مع الله وسوف يتسلم النعمة الموجودة داخله، وتعمل فيه، وتظهر بركاتها عليه ... هذا هو العهد الذي يعطيه الإشبين، عندما يتعهد أمام الله في الكنيسة بأن هذا الطفل الرضيع عندما يكبر ويدرك، سوف يقدم إرادته الحرة، التي هي أساسية لنوال النعمة، فيأخذ الإشبين على عاتقه ضرورة أن يقود الطفل إلى هذه الحالة في المستقبل، أي أن يقوده إلى إتحاد إرادته وحريته بالنعمة المعطاة له في المعمودية"

(11) المضيفة: وهل لازال الأشابين يقومون بواجبهم نحو الأطفال الذين في عهدتهم؟

أبونا: (1) بكل أسف شديد لقد اختفى دور الأشابين الآن، وحل محله الأم أو الأب الذي يجحد الشيطان عوضا عن الطفل يوم المعمودية.

(2) ولكنهم لا يقومون بالدور الذي وضعته الكنيسة لدور الأشابين، بأن يقودوا الأطفال المعمدين عند إدراكهم أن يقبلوا المسيح في حياتهم مخلصا شخصيا بإرادتهم الحرة كما وضح العلامة إبن سباع القديس ثوفان الناسك.

(3) لهذا إني أشجع خدام التربية الكنسية الذين اختبروا الرب أن يقوموا بدور الإشبين المفقود.

(3) وهذا ما أقصده بالكرازة للأطفال في مرحلة الطفولة. بالحديث إلى الأطفال عن محبة المسيح لهم وموته على الصليب من أجل خلاصهم وغفران خطاياهم.

(4) ويشجعونهم على تسليم حياتهم للرب الموجود في قلبهم منذ المعمودية، ويتحدوا معه بإرلدتهم واختيارهم الحر الواعي.

(12) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن إرجاء بقية الموضوع للحلقات القادمة؟

أبونا: بكل سرور.

المداخلات

(13) وهل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.

(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم، وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.

(3) والآن أترككم في سلام الله. آمين.