157ـ الحضور الإلهي والصلاة الدائمة [2]
حلقة الثلاثاء 17/2/2015م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (157) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) .
(3) وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: (1) قبل ان نبدأ حلقتنا نتقدم بطلب سكيب روح التعزية بالروح القدس لأسر أحبائنا شهداء الإرهاب الإسلامي بليبيا. فالواقع نحن لا نندهش من وحشية داعش.
(2) وسوف أخصص حلقة الجمعة القادمة عن داعش ونشأتها وامتدادها وإرهابها وموقف المجتمع الدولي، وفوق الكل موقف الله منها.
(3) ونشكر موقف الرئيس السيسي ورئيس الوزراء والشعب المصري كله في هذه المحنة.
(4) ولا يفوتني أن أصلي من أجل جيش مصر ليستخدمه الله في جث بؤر الفساد.
(5) أما شهداؤنا البواسل فنشكر الله من أجل ثباتهم وإيمانهم وتسليم أرواحهم للباري بنفس مطمئنة لحظة ذبحهم. ونثق أنهم مع السيد المسيح الذي إستقبلهم بأحضان مفتوحة مرحبة بسلامة وصولهم للخدر السماوي البهيج.
(6) عزاء لأهالي الشهداء وللكنيسة والوطن المفدى.
(7) نعود إلى الحديث عن: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: الحياة فى محضر الله بالصلاة الدائمة، فالحياة الناضجة هى الحياة المتحدة بالله فى الصلاة الدائمة، وسأركز على النقاط التالية:
1ـ هدف الصلاة الدائمة.
2ـ أهمية الصلاة الدائمة.
3ـ دوافع الصلاة الدائمة.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأستكمل الحديث عن جزئية أخرى من الحضور الإلهي والصلاة الدائمة وهو: أساليب الصلاة الدائمة.
(6) المضيفة: ما هي أساليب الصلاة الدائمة؟
أبونا: الواقع أن الصلاة الدائمة تشترك فيها قوى النفس المتعددة: الفكر، والقلب، والروح. فلكل منها أسلوبه الذى يشارك به في الصلاة الدائمة:
1ـ فالفكر ينشغل بالتأمل فى الله.
2ـ والقلب ينسـبى فى محبة الله.
3ـ والروح تنــــطلق للإتحاد بالله.
(7) المضيفة: هل يمكن أن نناقش هذه الأساليب الثلاثة ولنبدأ بصلاة الفكر فما هي؟
أبونا: هي إنشغال الفكر بالتأمل فى الله: وذلك بإستغراق العقل فى تصور المعانى الروحية الكامنة وراء كل شئ، سواء من خلال:
1ـ التأمل في كلمة الله.
2ـ التأمل في الخليقة المادية.
3ـ التأمل في الأمور السماوية.
لكي من خلال ذلك نبلغ إلى التلامس مع الله من خلال الذهن الروحى والعبادة العقلية.
(8) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا عن الصلاة الدائمة من خلال أولا التأمل فى كلمة الله؟
أبونا: (1) هذا ما قال عنه معلمنا داود النبى: "لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج [أي يتـأمل] نهاراً و ليلاً" (مز1: 2)
(2) وهو ما يسميه الأباء القديسون بالهذيذ في كلمة الله، وقد تكلم عن ذلك بتدقيق شديد المتنيح القمص متى المسكين في كتاب الخالد: حياة الصلاة الأرثوذكسية.
(3) وعن هذا الأسلوب قال القديس مار اسحق السريانى: [كن مداوماً على التأمل فى الكتب الإلهية، لأن من داوم التفكير فيها تنمو فيه أفكارٌ حارة، وتسهل عليه الصلاة الدائمة]
(9) المضيفة: هذا عن التأمل في كلمة الله وماذا عن التأمل فى الخليقة المادية كوسيلة للصلاة الدائمة؟
أبونا: (1) هو النفاذ من خلال النظر للخليقة المادية إلى تصور الخالق العظيم والدخول فى حضرته، والتلامس معه، وتمجيده على عظمة إبـداعه ودقـة صنعه، إذ نسمع الخليقة تسبح الله كما عبر داود النبي: "السـموات تحدث بمجد الله، والفلك يخـبر بعمل يديه" (مز19: 1)
(2) ولقد أخبرنا الكتاب المقدس عن اسحق بن إبراهيم أنه إعتاد أن يمارس هذا الأسلوب المبارك إذ قال: "وخرج اسحق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء" (تك24: 63)
(3) وهذه قطعة تأمل لداود النبى فى الخليقة المادية، وهو يخاطبها لتسبح الله، إذ يقول في (مز148): سبحيه يا أيتها الشمس والقمر، ســبحيه يا جميع كواكب النور، سبحيه يا سـماء الســموات ويا أيتها المياه التى فوق السماوت" ... إلخ المزمور.
(4) ويقول الشيخ الروحانى: [قم افتح قلبك للنور لتعاين النور. وإذا جلست أو مشيت مع الطيور، فَطِرْ فى أجواء طهارة الله، ومع الأسماك اسبح فى بحر عظمته الرب، ومع شهيق الهواء تنسم رائحة قداسته، ومعكلامك اخلطه بتقديس اسمه القدوس]
(5) ويضيف الأسقف ثيوفان الناسك قائلا: [العقول الروحية أي "الملائكة والقديسون فى السماء" ليسوا فى حاجة إلى الماديات وتصوراتها الروحية، أما نحن فإذ لازلنا ترابيين (فى الجسد) فإنما نصل إلى الرؤية والاستعلان الإلهى بواسطة المناظر المادية المدركة بالعقل]
(6) لذلك تقول الترنيمة: فى كل خلــــيقة رأيتك * فى كل جمـــيل لمستك
فى حياتى كلها أعمالك * رأيتك .. لمستك .. عرفتك .. شكراً لكَ. (فيديو هذا الجزء من الترنيمة)
(10) المضيفة: وماذا عن التأمل فى السماويات كوسيلة للصلاة الدائمة؟
أبونا: (1) هو إنشغال الذهن بتصور ما فى السموات من ملائكة وقديسين وأمجاد فائقة، وتسبيح الرب معهم. كما قال داود النبى: "هللويا سبحوا الرب من السماوات سبحوه في الاعالي سبحوه يا جميع ملائكته سبحوه يا كل جنوده" (مز148: 1 ، 2)
(2) وهكذا يقول الكاهن في صلاة القداس: أنت هو القيام حولك الشاروبيم والسيرافيم، ستة أجنحة للواحد وستة أجنحة للآخر، فبجناحين يغطون وجوههم، وبإثنين يغطون أرجلهم، ويطيرون بإثنين، ويصرخون واحد قبالة واحد منهم يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذي لنا بصوت ممتلئ مجدا، يسبحون وينشدون ويصرخون ويهتفون قائلين ..."
(11) المضيفة: هذا عن الإسلوب الأول وهو صلاة الفكر بالتأمل فى الله من خلال: الكلمة، والخليقة المادية، والأمور السماوية، فهل يمكن أن تكلمنا عن الأسلوب الثانى من أساليب الصلاة الدائمة؟
أبونا: الأسلوب الثاني هو تركيز القلب فى محبة الله حتى يلتهب بنار الحب الإلهى فيتوق للحديث معه بإستمرار. ويمكن تركيز القلب فى محبة الله من خلال:
1ـ التأمل فى محبته الفائقة.
2ـ والتأمل فى صفاته السامية.
3ـ والتأمل في إحساناته الجزيلة.
(12) المضيفة: كلمنا عن الصلاة الدائمة من خلال تركيز القلب في محبة الله لنا؟
أبونا: (1) عندما تأمل يوحنا الحبيب فى محبة الله قال: "بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به، في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل إبنه كفارة لخطايانا" (1يو4: 9 و10)
(2) وعندما نتأمل فى محبته الفائقة المعرفة لنا تلتهب قلوبنا بحبه، فيدفعنا حنين الحب أن نصلى كل حين ولا نمل.
(3) لذا قال القديس إسحق تلميذ الأنبا أنطونيوس: [إن هذا الحب وهذا الرباط وهذه الوحدة هى هدف حياتنا الذى نسعى إليه، وهو سَبْقُ تذوق عربون الحياة السماوية. وحينما ندرك هذا الحب فينا، سوف تصير حياتنا صلاة واحدة مستمرة].
(4) إذن بالتأمل فى محبة الله لنا يتركز القلب فى محبته، كما أحبنا فندخل فى حالة الصلاة الدائمة.
(13) المضيفة: كنا نود أن نسترسل لنعرف بقية هذا الموضوع الهام، ولكن الوقت أدركنا فهل يمكن إرجاء البقية إلى الحلقة القادمة إن شاء الرب وعشنا؟
أبونا: بكل سرور، فقط أريد أن نتذكر أننا تكلمنا عن: الحضور الإلهي وأساليب الصلاة الدائمة:
1ـ فالفكر ينشغل بالتأمل فى الله.
2ـ والقلب ينسـبى فى محبة الله.
3ـ والروح تنــــطلق للإتحاد بالله.
وقد تكلمنا عن النقطة الأولى، أما النقطة الثانية والتي قلنا أنها تشمل:
1ـ التأمل فى محبته الفائقة.
2ـ والتأمل فى صفاته السامية.
3ـ والتأمل في إحساناته الجزيلة.
فلم يسعفنا الوقت إلا للحديث عن النقطة الأولى، وسوف نتكلم بنعمة الله عن بقية النقاط الأخرى إن أبقانا الرب وعشنا، وإن سمح وأخذنا فسوف نعيش الصلاة الدائمة هناك بتلقائية فائقة.
(14) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مز1: 2) "لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج [أي يتـأمل] نهاراً و ليلاً" (مز1: 2)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 10).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.