158ـ الحضور الإلهي والصلاة الدائمة3
حلقة الثلاثاء 24/2/2015م
(تقديم: بيتى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (158) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) .
(3) وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: الحياة فى محضر الله بالصلاة الدائمة:
1ـ هدف الصلاة الدائمة.
2ـ أهمية الصلاة الدائمة.
3ـ دوافع الصلاة الدائمة.
4ـ أساليب الصلاة الدائمة:
وعن أساليب الصلاة الدائمة. فقد بدأت بالحديث عن اساليب الصلاة وهي:
1ـ إنشغال الفكر بالتأمل فى الله.
2ـ سـبى القلب فى محبة الله.
3ـ إنطلاق الروح للإتحاد بالله.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: لم يسعفنا الوقت الحلقة الماضية إلا للحديث عن الوسيلة الأولى وهي الفكر المنشغل بالتأمل فى الله، وعن جزء من الوسيلة الثانية وهي: القلب وسـبيه فى محبة الله. لذلك سأستكمل الحديث عن بقيةأساليب الصلاة الدائمة.
(6) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بعناصر سبي القلب في محبة الله؟
أبونا: هي:
1ـ التأمل فى محبته لنا.
2ـ والتأمل فى صفاته الفائقة.
3ـ والتأمل في إحساناته الجزيلة.
(7) المضيفة: كلمتنا فعلا عن التأمل فى محبته لنا، فماذا عن التأمل فى صفاته الفائقة؟
أبونا: (1) لقد إنحصر معلمنا داود النبى، وسُبِىّ قلبه فى تأمل جمال الرب الفائق، فقال: "أنت أبرع جمالاً من بنى البشر" (مز45: 2)، وعبر عن شهوة قلبه قائلا: "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي أنظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله" (مز27: 4)
(2) ويعلق القديس أغسطينوس على هذا الجمال العجيب الذى ألهب قلبه فيقول: [يا لسموك يا الله، ويا لعظمتك، أنت الحُسن والجمال .. [ثم قال]: ما بالى أعدد صفاتك يا رباه؟ يا حياتى ولذتى المقدسة. آه! متى أفوز بالاستراحة بجنبك؟ وأى يوم يا ترى تجعل منزلك فى قلبى؟ فيلتصق بك بجملته].
(3) وهكذا بالتأمل فى صفات الله الفائقة يلتهب القلب بحبه ويدخل فى صلاة حارة وشركة دائمة.
(8) المضيفة: كلمتنا عن الصلاة الدائمة من خلال تركيز القلب في محبة الله لنا ومن خلال التأمل فى صفاته الفائقة فماذا عن الصلاة الدائمة من خلال التأمل فى إحساناته؟
أبونا: (1) عندما يتأمل المؤمن فى كثرة إحسانات الرب إليه، يلتهب قلبه بحرارة الحب الإلهى، فيدخل فى مجال جاذبية السيد ليسبحه على هذه الإحسانات. لذلك ناشد معلمنا داود النبى نفسه، لكى يحتفظ بحرارة حبه لله قائلاً: "باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك إسمه القدوس، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته، الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة، الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك" (مز103: 1 ـ 5)
(2) ويعلق القديس اغريغوريوس فى قداسه الإلهى متأملاً فى إحسانات الله، قائلا: [من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى إذ لم أكن .. أقمت السماء لى سقفاً وثبت لى الأرض لأمشى عليها .. من أجلى ألجمت البحر، من أجلى أظهرت طبيعة الحيوان .. أخضعت كل شئ تحت قدمىَّ، لم تدعنى معوزاً شيئاً من أعمال كرامتك .. أنت الذى جبلتنى ووضعت يدك علىَّ، وكتبت فىَّ صورة سلطانك .. وضعت فىَّ موهبة النطق، وفتحت لىَّ الفردوس لأتنعم، وأعطيتنى علم معرفتك]
(3) هذا عن الإسلوب الثانى من أساليب الصلاة الدائمة، وهو تركيز القلب فى محبة الله من خلال: التأمل فى محبته لنا، وفى صفاته الفائقة، وفى إحساناته الجزيلة.
(9) المضيفة: وما هو الأسلوب الثالث من أساليب الصلاة الدائمة؟
أبونا: هو إنطلاق الروح للاتحاد بالله.
إنها الإنطـلاقة التى عبَّر عنها يوحـنا الرائى بقولـه: "للوقت صرت فى الروح" (رؤ4: 2)
ومن أهمية ذلك خصص له المتنيح البابا شنودة اثالث كتاباً من أسمى كتبه هو إنطلاق الروح. وللحديث عن انطلاقة الروح كأسلوب للصلاة الدائمة سأتكلم عن:
1ـ أنها نعمة إلهية.
2ـ ولها إستعدادات شخصية.
3ـ وهى إلتصاق بالله.
4ـ وهى أسمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان على الأرض.
(10) المضيفة: لنبدأ بالنقطة الأولى: أنها نعمة إلهية فماذا تريد أن تقوله لنا؟
أبونا: (1) الواقع أن إنطلاقة الروح ليست عملاً يقوم به الإنسان بجهوده الذاتية، كما هو فى الأساليب السابقة من التأمل بالفكر فى الله، أو تركيز القلب فى محبة الله، ولكن إنطلاق الروح هو فى الحقيقة نعمة من جهة الله، يسميها الآباء زيارات النعمة، توهب للمصلى الذى ثابر على الصلاة العقلية، وأستغرق فى الصلاة القلبية، فيكافأه الله بنعمة انطلاق روحه لتدخل فى جو السمائيين.
(2) وقد أوضح القديس المختبر مار اسحق السريانى هذه الحقيقة بقوله: [لا يصح أن نسمى هذه الحالة صلاة، إذ أنها تكون من فعل الروح القدس وتدبيره، وليس من فعل الإرادة وسلطانها]
(11) المضيف: قلت أن هذه النعمة لابد وأن يكون لها إستعدادات شخصية، فماذا تعني بذلك؟
أبونا: (1) يجب ألا ننسى أنه برغم كون إنطلاقة الروح هى نعمة إلهية، لكن الروح لا يعمل إلا فى الشخص الخاضع لعمله، تماماً كالمغناطيس القوى، الذى لا يجذب إلا الأشياء التى توجد فى مجاله المغناطيسي، فحينما أضع نفسى فى مجال جاذبية الروح القدس بتأمل الذهن فى الله، وبتركيز القلب فى محبته، فعلى الفور سيجتذبنى مغناطيس جاذبية الروح القدس.
(12) المضيف: وما هي تلك الاستعدادات الشخصية؟
أبونا: منها:
(1) الهدوء والسكون: يقول الكتاب: "بل هدأت وسكت نفسي كفطيمٍ نحو أمه، نفسي نحوي كفطيم" (مز131: 2) وفي ترجمة أخرى: "ولكني سكنت نفسي وهدأتها فصار قلبي مطمئنا كطفل مفطوم مستسلم بين ذراعي أمه"
(2) الوجود فى روح الصلاة: يقول الكتاب: "كنت فى الـروح فى يوم الرب، وسمعت ورائى صوتاً عظيماً كصوت بوقٍ" (رؤ1: 10)
(13) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا عن كون الصلاة الدائمة هى إلتصاق وإتحاد بالله؟
أبونا: إلتصاق وإتحاد بالله بمعنى أن تصير النفس مع الله روحاً واحداً، (1) كما عبَّر معلمنا بولس الرسول عن ذلك بقوله: "وأما من ألتصق بالرب فهو روح واحد" (1كو6: 17) ، فهو إتحاد روحى سماوى.
(2) وفى ذلك يقول القديس مقاريوس الكبير: [النفس التى تأتى إلى الله بإشتياق، ينقاد هو إليها بالمحبة، وبتحننه الخاص يتحد بها، ويصير معها روحاً واحداً كقول الرسول. لأن النفس بإلتصاقها بالرب، وبمداومة تأمل العقل فى نعمة الرب بلا إنقطاع، يترأف الله عليها، ويسكب محبته عليها ويلازمها. وبذلك فإن النفس تصير هى والرب روحاً واحداً، وإمتزاجاً واحداً، وعقلاً واحداً. وإن يكن جسدها على الأرض، فإن عقلها يكون بكليته فى أورشليم السماوية يعلو إلى السماء الثالثة (الروحية)، ويتحد بالرب إتحاداً شديداً، ويخدمه هناك]
(14) المضيفة: في ختام الحلقة ما هو تعليقك؟
أبونا: (1) أحب أن أسأل كل مشاهد: تُرى ما هو موقفك اليوم من هذه الوسائل المباركة للتتمتع بحياة الصلاة الدائمة؟
(2) أدعوك أن تحترس من أن تحول هذه البركات والامتيازات إلى مجرد فكرة جميلة مع إيقاف التنفيذ، فما قيمة امتياز لا تتمتع به، وما قيمة بركة نظرية لا تستفيد منها؟
(3) يا ريت تفكر جديا في ممارسة ما سمح لك الروح القدس أن تسمعه اليوم، مارس حياة الصلاة الدائمة ليتمتع الرب بالوجود في حضرته، وبالاتحاد به فتصير معه روحا واحداً. آمين.
(15) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (1كو6: 17) "وأما من ألتصق بالرب فهو روح واحد" (1كو6: 17)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 11).
(16) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.