156ـ الصلاة الدائمة
حلقة الثلاثاء 9/2/2015م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (156) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) .
(3) وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: كانت مقدمة لمرحلة النضوج الروحي القسم الثاني، من حيث:
(1) هـدف المرحلة: التمتع بامتياز الملء والفيض بالروح القدس.
(2) تركـيز المرحلة: المواظبة على الوجود الدائم فى محضر الله من خلال الصلاة الدائمة.
(3) وسائل تحقيق المرحلة:
1ـ تفريغ القلب من كل ما يتعلق به من أمور ذاتية أو دنيوية أو رغبات شخصية أو شهوات قلبية. "ايضا يشبه ملكوت السماوات انسانا تاجرا يطلب لآلئ حسنة. فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها" (مت13: 46)
2ـ الثقة بأن الله يحب ويسر بأن يملأ حياتك بروحه القدوس. "ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى وعلى العبيد ايضا وعلى الاماءاسكب روحي في تلك الايام" (يؤ2: 28 و29)
3ـ الطلب من الرب أن يتمم وعده معك. "فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه" (لو11: 13)
4ـ تصديق أن الله استجاب لطلبتك حسب وعده. (مت7: 7) "اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم"
5ـ الوعى الدائم بأن الله في قلبك. "اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو 3 : 16)
6ـ اجعل الرب أمامك دائما. "جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع". (مز16: 8)
7ـ ادخل دائما إلى حضرته. "اعبدوا الرب بفرح ادخلوا الى حضرته بترنم" (مز100: 2)
8ـ إتاحة المجال للروح القدس أن يفيض من داخلك إلى الآخرين. "من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي، قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه" (يو7: 38 و39).
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: الحياة فى محضر الله بالصلاة الدائمة، فالحياة الناضجة هى الحياة المتحدة بالله فى الصلاة الدائمة، وسأركز على النقاط التالية:
1ـ هدف الصلاة الدائمة.
2ـ أهمية الصلاة الدائمة.
3ـ دوافع الصلاة الدائمة.
(6) المضيفة: ما هو هدف الصلاة الدائمة؟
أبونا: هدف الصلاة الدائمة هو:
(1) التمتع المستمر بالرب: يقول معلمنا داود: "إنما الصديقون يحمدون اسمك المستقيمون يجلسون في حضرتك" (مز140: 13)
(2) الرسوخ فى الرب: يقول معلمنا داود: "جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع" (مز16: 8)
(3) الاتحاد بالله: "من ألتصق بالرب فهو روح واحد" (1كو6: 17)
(7) المضيفة: كلمتنا عن هدف الصلاة الدائمة، فما هي أهمية الصلاة الدائمة؟
أبونا: نستطيع أن ندرك أهمية الصلاة الدائمة من أنها:
(1) وصية إلهية: قال الرب يسوع المسيح: "أنه ينبغى أن يُصلى كل حين ولا يُمل" (لو18: 1)، ويقول معلمنا بولس الرسول: "صــلوا بـلا إنقــطاع" (1تس5: 17)
(2) إمتياز مارسه رجال الله: داود النبى مارس حياة الصلاة الدائمة، حتى وصف نفسه قائلا: "أما أنا فصــلاة" (مز109: 4) وقال عنه القديـس مار إسحق السريانى: [ما هى غاية أعمال النسك الروحى، التى إذا وصل إليها الإنسان، يدرك أنه وصل إلى قمة الطريق ... هى إذا استحق الإنسان أن يكون أهلاً للصلاة بلا انقطاع ... إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة فإنه يكون قد بلغ نهاية طريق النسك والفضائل وصار مسكناً للروح القدس].
(8) المضيفة: هل هناك شئ أخر عن أهمية الصلاة الدائمة؟
أبونا: نعم.
(1) فالصلاة الدائمة هي دليل على الامتلاء بالروح القدس: فعندما يحل الروح القدس فى المؤمن يفيض فيه روح الصلاة الدائمة أو روح التضرعات على حد تعـبير زكريا النبى إذ قال: "وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات" (زك12: 10).
(2) وهذا هو عين ما وضحه معلمنا بولس الرسول بقولـه: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها [أى لا يُعبر عنها بالكلام]" (رو8: 26).
(3) إذن فالروح القدس متى حلَّ فى المؤمن لا يكف عن الشفاعة فيه بالصلاة الدائمة القلبية، وهذا ما أكده القديس مار اسحق السريانى بقوله: [إذا حلَّ الروح القدس فى إنسان فإنه فى الحال لا يستطيع التوقف عن الصلاة باستمرار، دون انقطاع وبلا ملل، لأن الروح سيصلى فيه على الدوام سواء كان آكلاً أو شارباً أو مستريحاً أو منشغلاً، وحتى إذا كان غارقاً فى النوم فإن عبيق رائحة الصلاة ينبعث من تنفسه فى كل لحظة].
(9) المضيفة: ما هي دوافع الصلاة الدائمة؟
الواقع أنه ليس هناك دوافع بل دافع واحد هو: حنين الحب نحو الله.
(1) لذا يقول معلمنا داود الملك: "يا الله إلهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسديفي أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مز63: 1).
(2) ويضيف إشعياء النبي قائلاً: "ففي طريق أحكامك يا رب إنتظرناك إلى إسمك وإلى ذكرك شهوة النفس، بنفسي إشتهيتك في الليل أيضا بروحي في داخلي إليك أبتكر" (إش26: 8 و9).
(3) إنه الحنين الحقيقى لله الذى يدفع المؤمن للصلاة الدائمة لذا قال داود النبى: "كما يشتاق الايل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي متى آجئ وآتراءى قدام الله" (مز42: 1 و2).
(10) المضيفة: هل تريد أن تعلق على هذا الامتياز المبارك؟
أبونا:
(1) أريد أن أؤكد حقيقة أن المؤمن الناضج هو المؤمن الذى يدرك أن الله هو مصـدر الحياة والوجود والحركة، كما قال بولس الرسول: "لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع17: 28).
(2) ولقد أدرك موسى النبى هذا الأمر، فصلى للرب قائلاً: "إن لم يسر وجهك [أي حضورك معى] فلا تصعدنا من ههنا" (خر33: 15).
(3) لذا يقول القديس ثيوفان الناسك: [السر فى مداومة الصلاة بلا انقطاع كائن فى مقدار حبنا ليسوع حباً شديداً صادقاً .. [ويتساءل قائلا]: هل أنت تحب يسوع؟ هل أنت مشغول به حقاً؟ هل قد ملأت فكرك بآياته وكلماته ووعوده؟ [ويكمل قائلا]: هكذا النفس التى تعلقت بحبيبها يسوع تثبت فيه على الدوام بلا انفصال وتتحدث معه سراً فى حديث قلبى ملتهب].
(4) ويضيف الراهب لورانس صاحب اختبار الوجود مع الله قائلاً: [إنه لا توجد فى الدنيا حياة أحلى من حياة الحديث المستمر مع الله، تلك التى تتوافر لمن يختبرها، ولكنى لا أنصحك بأن تتمها من أجل هذا الدافع، بل دعنا نمارسه على أساس المحبة، ولأن الله هو الذى يمتلكنا. [وأكمل قائلا]: آه إن كل ما نحتاج إليه هو أن لا نفقد رؤيته ولو لحظة. [ثم قال]: قرِّرْ بعزم ثابت أن لا تنساه بإرادتك، وأن تقضىبقية أيامك فى حضرته المقدسة محصوراً بمحبته متعزيا بالوجود معه].
(5) أخى الحبيب .. هل أدركت معى روعة وسمو هذه القمة الروحية المقدسة التى يريد الرب ان ينقلنا إليها، ألا وهى ممارسة حضور الله من خلال الصلاة الدائمة. هل تقرر معى أن تبدأ من الآن فى التمتع ببركة الصلاة الدائمة فى كل مكان وزمان. هيا نبدأ منذ هذه اللحظة. آمين.
(11) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مز140: 13) "إنما الصديقون يحمدون أسمك، المستقيمون يجلسون فى حضرتك". (مز140: 13)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 9).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.