قناة الفادى الفضائية

153ـ  وجود المسيح فينا (12)

حلقة الثلاثاء 20/1/2015م

(تقديم: بيتي)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (153) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.

أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:

1ـ قبول المسيح.                

2ـ والثبات في الرب.      

3ـ النمو الروحي.

4ـ النضوج الروحي:

5ـ خدمة النفوس

6ـ قيادة العمل الروحي.

(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية من مرحلة النضوج الروحي؟

أبونا: أبونا: تكلمت عن النضوج الروحي وخدمة الكـرازة.

1ـ أهمـية الكرازة.

2ـ هــدف الكرازة.

3ـ أنــواع الكرازة.

4ـ فريـــق الكرازة.

6ـ شعار الكرازة،

7ـ عوامل نجاحها،

(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) سأواصل الكلام عن بقية موضوع النضوج الروحي وخدمة الكـرازة وهي: معطلات الكرازة.

(2) والواقع أن هـناك أمورا عديدة تعطل المؤمن عن القيام بخدمة الكرازة منها:

1ـ الطفولة الروحية.

2ـ الانغلاقــية.

3ـ العنصرية الروحية (روح الاستعلاء).

4ـ الشعور بصغر النفس.

5ـ الشعور بالفشل واليأس.

6ـ الكبريـــــــاء.

(6) المضيفة: ما هي الطفولة الروحية التي تعطل الكرازة؟

أبونا: (1) الطفولة الروحية هى عدم النضوج الروحى، فالمؤمن غير الناضج يحتاج لمن يعتنى به، لذا فهو لا يستطيع أن يعتنى بالآخرين. كما أنه متمركز حول نفسه، فلا يستطيع أن ينكر ذاته ليدور فى فلك الآخرين ليربحهم.

(2) كما أن الشخص غير الناضج روحياً هو شخص قاصر التفكير، لازال كطفل يتكلم، وكطفل يفطن، وكطفل يفكر، فكيف يدرك إذن احتياجات الآخرين، وكيف يفهم خطة الله من جهتهم. فهو كإرميا الذى قال للرب حينما دعاه للخدمة: "فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد" (إر1: 6).

(3) ولكن بولس الرسول يتكلم عن نضوجه الروحي فقال (1كو13: 11): "لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم و كطفل كنت افطن و كطفل كنت افتكر و لكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل"

(4) إذن المؤمن يحتاج أن ينمو في النعمة حتى يعيش حياة النضوج الروحي، أي عدم التمركز حول النفس، بل يعيش محبة المسيح الذي بذل نفسه من أجل الجميع ليخلص الجميع.

(7) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن الانغلاقــية التي تعطل الكرازة للآخرين؟

أبونا: (1) الإنغلاقية هي عدم الانفتاح على الأخرين، والتقوقع حول الذات، وعدم القدرة على تكوين علاقات صداقة ومودة معهم.

(2) على العكس من ذلك قال بولس الرسوح بروح الانفتاح الرائعة ليخرج من ذاته وقوقعته لكي يكون كباري ليصل إلى الآخرين لربحهم للمسيح فقال في (1كو9: 19 ـ 22) "فاني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين. فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود و للذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لاخلص على كل حال قوما".

(3) فعلى كل مؤمن ناضج أن يتمثل بهذه الروح.

(8) المضيفة: كان هذا عن معطلين للكرازة: طفولة الإيمان والإنغلاقية، وماذا عن العنصرية الروحية؟

أبونا: (1) العنصرية الروحية أو روح الاستعلاء، أى أن يعتبر المؤمن نفسه من نوعية خاصة غير باقى الناس الخاطفين الظالمين الزناة. فيتعامل مع البعيدين كأنه يتعامل مع قوم برص. كما قالت السامرية للرب: "كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا إمرأة سامرية لأن اليهود لا يعاملون السامريين" (يو4: 9)

(2) المؤمن الناضج هو الذي يحيا فيه المسيح المحب الذي بذل نفسه من أجل الجميع. الذي لم يحتقر الخاطي أو يزدري به، بل أشفق على الساقطين بمحبة حانية، وقد تمثل ذلك في معاملته للمرأة التي أمسكت في ذات الفعل، فبينما رفع المستعلون الحجارة ليرجموها، قال لها يسوع: (يو8: 11) "لا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا"

(9) المضيفة: وماذا عن الشعور بصغر النفس كمعطل للكرازة؟

أبونا: (1) صغر النفس هو الشعور بالنقص، وهذا له نتائج سلبية تعوق مسيرة الحياة مع الله أساسا، كما حدث مع شعب الله فى القديم. إذ يقول الكتاب: "فكلم موسى هكذا بني اسرائيل ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية" (خر6: 7)

(2) والشعور بصغر النفس يختلف تماماً عن التواضع. فصغر النفس أمر سلبى، سببه التمركز حول الذات، والاعتماد على الامكانيات الشخصية الضعيفة. أما التواضع فهو أمرٌ إيجابى يشعر فيه المؤمن بأنه لا شئ فى ذاته فيتكل على إمكانيات الله كما حدث مع الرسول بولس: "فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليَّ قوة المسيح. لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي .. " (2كو 12 : 9 ، 10)

(3) إذن ينبغي أن نتحفظ من صغر النفس ونحن نسلك باتضاع القلب.

(10) المضيفة: وماذا أيضا عن الشعور بالفشل واليأس وعلاقته بتعطيل الكرازة؟

أبونا: (1) يحدث الشعور بالفشل واليأس بسبب محاولات سابقة فاشلة في الخدمة، التي لم تأت بثمر.

(2) وهناك سبب آخر للشعور بالفشل هو الاعتقاد أن الخدمة موهبة وأنه هو لايملك هذه الموهبة. والواقع أن الخدمة تحتاج إلى شخص عرف الرب وإمتلأ قلبه بمحبته، ومحبة الناس، ثم عرف كيف يقترب منهم، ويقدم لهم رسالة الإنجيل معتمداً على عمل الروح القدس من خلال الكلمة الحية.

(3) كم يوجد سبب آخر للفشل هو الاستعجال: إذ يتصور الخادم أنه سيحصد فى لحظة بمجرد أن يبذر البذار. لكن يجب أن يكون واضحاً لهذا الخادم أن الخدمة: حرث وزرع، وسقى وحصاد ثم. فربما يستخدمك الله فى إحدى هذه المراحل دون غيرها.

(11) المضيفة: حدثنا أيضا عن الكبريـــــــاء كمعطل للكرازة.

أبونا: قد يتصور البعض أن الخدمة وسيلة لتحقيق الذات ولكسب الشهرة فيعامل المخدومين من منطلق التعالى عليهم. لكن الرب أعلن أن من يريد أن يتبعه فلينكر نفسه، إذ قال: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني" (لو9: 23)

(12) المضيف: هل لك تعليق أخيرا؟

أبونا: (1) الآن وقد إنتهينا من موضوع خدمة الكرازة يأتى السؤال الهام وهو: ما هو موقفك من هذا الأمر؟ هل ستقف موقف المعجبين الذين يسمعون ولا يعملون أم أنه قد جاء الوقت بنعمة الله أن تخرج من قوقعة التمركز حول الذات، وتذهب لتبحث عن البعيدين الذين ليس لهم أحد يذكرهم. وهؤلاء قد يكونوا فى بيتك، أو فى مكان دراستك أو عملك أو جيرانك. هل تقول للرب: "هائنذا إرسلنى"؟

(2) وأختم بما قاله القديس يوحنا الدرجى: [إن تقريب نفس واحدة إلى الله بالتوبة، أفضل عند الله من جميع القرابين، إذ ليس فى العالم عند الله أفضل من النفس الإنسانية، لأن كل ما فى العــالم يــزول إلا النفــس المذكـــورة (التى اقتربت لله بالتوبة) فإنها لن تزول]

(3) من الرب نسأل أن يعطينا نعمة وحكمة وقوة حتى نكرز بإسمه ونشترك فى إمتداد ملكوته فى أرجاء الأرض كلها. له المجد فى كنيسته إلى الأبد. آمين.

(13) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟

أبونا: (1) حفظ آية: (1تس2: 8) "هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1تس2: 8)

(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 7).

(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

المداخلات

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.

ختام

(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.