152ـ وجود المسيح فينا (11)
حلقة الثلاثاء 13/1/2015م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (152) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: (1) قبل أن نبدأ الحلقة أريد أن أشير إلى الموضوع الذي يشغل العالم كله الآن وهو الإرهاب الإسلامي الذي اكتوت بناره دول عديدة في العالم آخرها مذبحة باريس، دعونا نشاهد ذلك ونرى ردود فعل العالم كله في المسيرة المليونية بباريس وبكل بلاد فرنسا. (عرض فيديو في حدود 5 دقائق يشمل مقتطفات عن هذا الخبر وردود الأفعال)
(2) هذا هو الإسلام، ومن سخرية الزمن أن نرى تدليسا بمحاولة تبرئة الإسلام من هذا الإرهاب الأسود المنصوص عليه في القرآن والأحاديث النبوية وكل المراجع الإسلامية.
(3) أما عن مراحل الحياة الروحية فهي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية من مرحلة النضوج الروحي؟
أبونا: أبونا: تكلمت عن النضوج الروحي وخدمة الكـرازة.
1ـ أهمـية الكرازة.
2ـ هــدف الكرازة.
3ـ أنــواع الكرازة.
4ـ فريـــق الكرازة.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأواصل الكلام عن بقية موضوع النضوج الروحي وخدمة الكـرازة وهي:
1ـ شعار الكرازة،
2ـ عوامل نجاحها،
3ـ معطلاتها.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن شعار الكرازة؟
أبونا: يتلخص شعار الكرازة فى هذه الكلمات: (حِــــبْ ï صـــــادقْ ï اكـــــرزْ)
أولا: حِــــبْ: (1) الواقع أن الكرازة ليست مجرد الحديث عن المسيح، بل هى فى حقيقتها حب للنفس المخدومة والإشفاق عليها، ومساعدتها لتحصل على الخلاص في المسيح. كما قال بولس الرسول: "هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1تس2: 8). وقال يوحنا الرسول: "لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد" (يو3: 16).
(2) وحُب النفس المخدومة يتضمن:
1ـ تقدير قيمتها: فهى لا تقدّر بثمن فى نظر الله إذ قد دفع فيها دم ابنه الحبيب، لذا دعنا نقِدر قيمة كل نفس كما يقِّدرها الله.
2ـ قبولها كما هى: فالرب قَبِلَ المرأة التى أمسكوها فى ذات الفعل ولم يرذلها بل ربحها وخلصها بالحب.
3ـ احتمال المشقات من اجلها: لذلك أوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلاً: "احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك" (2تى4: 5)
** وعن هذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن الملاحـين المسـافرين فى لجة البحر إذا أبصروا من بُعد سفينة مشرفة على الغرق يتألمون على الذين فيها. لذلك نراهم يجتهدون فى الاقتراب منها، ويلقون إلى أصحابها حبلاً وألواحاً ليمسك بها من كان قريباً منهم لينجو، هذا نفسه يلزمنا أن نصنعه مع المسافرين فى بحر هذا العالم الواسع، حيث أن الأمواج فيه هائجة والاضطرابات شديدة، ونرى أكثر الناس فيه غارقين].
[وأكمل قائلا]: [فإن رأيت أحداً من هؤلاء المسافرين فى بحر هذا العالم (وقد اشرف على الغرق) اترك مشاغلك واهتماماتك حالاً وبادر إليه، ومد نحوه يدك وانتشـله من غرقه وهو قريب منك، لا يجوز أن نهمل من كان حاله هكذا ولا نتركه يهلك]
(7) المضيفة: وماذا عن الكلمة الثانية من شعار الكرازة وهي صـــادقْ؟
أبونا: (1) الصداقة هى إظهار مشاعر المحبة القلبية. كما هو مكتوب: (رو5: 8) "ولكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا"
(2) يقول بولس الرسول: "فإني إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين: صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء، صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً" (1كو9: 19، 22)
(8) المضيفة: ماذا تتضمن الصداقة من تصرفات عملية؟
أبونا: (1) بناء علاقات طيبة: فالرب يسوع كان مبادراً بصورة مدهشة فى تكوين علاقات طيبة مع الناس، فبادر فى تكوين علاقة مع زكا العشار، ومع لاوى وآخرين.
(2) التكيف بحسب حالة المخدومين: دون تفريط فى جوهر المبادئ، ودون رياء أو خبث أو دهاء.
(3) المشاركة فى الاهتمامات والاحتياجات: فلا تقف صداقة الخادم للمخدوم عند حد الترحيب بالكلام، بل عليه أن يشارك المخدومين فى احتياجاتهم المختلفة، كما يلى:
1ـ السؤال عن المخدوم بين الحين والآخر.
2ـ الاهتمام بمشاكله.
3ـ الاصغاء له بإخلاص.
4ـ احترام وجهات نظره، حتى لو أختلفت مع أفكارى.
5ـ مشاركته فى هواياته على قدر الإمكان.
6ـ التعرف على أسرته والاهتمام بهم والسؤال عنهم.
7ـ الاهتمام بتشجيعه كلما سنحت الفرصة.
(9) المضيفة: كان هذا عن حب صادق من شعار الكرازة وماذا عن الكلمة الثالثة: اكــــرزْ؟
أبونا: (1) بعد أن يربح الخادم محبة وصداقة المخدوم، وبعد أن يشهد له بقدوته عن محبة الرب يسوع، يأتى دور الكرازة بالكلام، سواء بالشهادة عن الخبرة الشخصية فى اللقاء مع المسيح كما فعلت السامرية: إنسان قال لي كل ما فعلت. أو عن طريق الرسالة الكرازية: تقديم المسيح المخلص، أو أية وسيلة كرازية أخرى.
(2) من الكلمات الجميلة للأب القمص تادرس ملطي في كتاب "كتاب الحب الأخوى" يقول: [المؤمن يستغل كل الظروف للحديث عن يسوع كما قال بولس الرسول: (2تى4: 2) "اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك، فى وقت مناسب وغير مناسب". [وأكمل قائلا]: فالموظف المؤمن يشعر أن أمانته في عمله هو الشهادة ليسوع بين زملائه ومرؤوسيه ورؤسائه. والطالب المؤمن شاهد ليسوع فى مدرسته أو معهده. والسيدة المؤمنة شاهدة ليسوع فى منزلها وأثناء زياراتها".
(10) المضيفة: وما هي عوامل نجاح الكرازة؟
أبونا: الواقع أن نجاح خدمة الكرازة يتوقف على عدة عوامل جوهرية، منها:
(1) الاعتماد على إمكانيات الله: فلا نجاح لكرازة تعتمد على قوة الشخصية أو الذكاء أو شدة التأثير. فهذه كلها تبهر الناس، ولكنها لا تفتح قلوبهم، لأن هذا هو عمل الله نفسه.
لذا كان سر نجاح أبائنا الرسل هو: إعتمادهم على الروح القدس، لذا قال بولس الرسول: "وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة" (1كو2: 4)
(2) المواظبة على الصلاة: من أهم عوامل نجاح خدمة الكرازة، عامل المواظبة على الصلاة ليستمد الخادم قوة من الله، وليعطه كلمة عند افتتاح الفم، لتكون كلماته ممسوحة بالروح القدس، حتى يكون لها تأثير فى القلوب. فالرب نفسه قال: "هكذا يقول الرب قدوس اسرائيل وجابله اسألوني عن الآتيـات من جهة بني ومن جهة عمل يدي اوصوني" (إش45: 11)
(3) ثقة الإيمان: وهى الثقة بأن كلمة الله لا ترجع إليه فارغة، بل لابد أن تنجح فيما أرسلت إليه. والثقة بأن جميع المعينيين للحياة الأبدية لا بد أن يقبلوا الرب. كما هو مكتوب: "فلما سمع الأمم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب وآمن جميع الذين كانوا معينـين للحـياة الابديـة" (أع13: 48).
(4) توفير مناخ روحى: إن كلمة الله المبذورة فى تربة القلب، تحتاج إلى مناخ معين لكى تنمو، وعلى الخادم أن يوفر هذا المناخ، وذلك بعقد اجتماعات كرازية، واجتماعات صلاة، ورحلات للكنائس والأديرة الأثرية، وعقد لقاءات مع الآباء الكهنة، وتوزيع شرائط لقداسات وعظات وترانيم، وتوزيع الكتب الروحية الهادفة ... إلخ.
** وهذا ما اهتم به الآباء الرسل، إذ يقـول الكــتاب: "فحدث أنهما إجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعاً غفيراً ودعي التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولاً" (أع11: 26)
(11) المضيفة: الوقت قد دهمنا فهل يمكن إرجاء الموضوع الثالث عن معطلات الكرازة إلى الحلقة القادمة؟
أبونا: (1) بكل سرور.
(2) وأسأل الله أن يعطينا نعمة وحكمة وقوة حتى نكرز بإسمه ونشترك فى إمتداد ملكوته فى أرجاء الأرض كلها. له المجد فى كنيسته إلى الأبد. آمين.
(12) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (1تس2: 8) "هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1تس2: 8)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 6).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
