105ـ حلقة منهج خدمة المسلمين
إستراتيجية الكرازة: إزالة المعوقات: الصلب
الجمعة 16/8/2013م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (105) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أسألك يارب أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا مواد هذا المنهج؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقة السابقة،
أبونا: كنت أتكلم عن المعطل الثاني لقبول المسيح وهو التجسد الإلهي في إنسان.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سوف أتكلم عن المعطل الثالث لدي المسلم لقبوله المسيح وهو صلب المسيح.
(1) فالمسلمون يشككون في حقيقة الصلب، دون أن يفهموا لماذا كان الصلب.
(2) الواقع أن الصلب هو وسيلة فداء البشرية.
(3) لهذا سأبدأ بشرح:
1ـ موضوع الفداء في المسيحية والإسلام،
2ـ ثم الإتهامات الموجهة للصلب.
(6) المضيف: حدثنا عن النقطة الأولى عن الفداء في المسيحية والإسلام.
أبونا: لتوضيح ذلك يحسن أن أتكلم عن:
1ـ محبة الله في خلق الإنسان،
2ـ خطية الإنسان وانفصاله عن الله،
3ـ عقوبة الخطية وهي الموت،
4ـ هبة الغفران،
5ـ حتمية الفداء
(7) المضيف: لنبدأ بمحبة الله في خلق الإنسان في المسيحية والاسلام.
أبونا: (1) في المسيحية: الله في محبته خلق الإنسان علي صورته: في الطهارة والكمال، فجاء في الكتاب المقدس في (تك1: 27): "فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه"
(2) وفي الإسلام: جاء في (صحيح مسلم ج4 ص 2017) و(مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 251) "قال رسول الله: إن اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ على صُورَتِهِ"
(4) وفي (مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه، لابن بهرام ج 2 ص 535) "إنَّ اللهَ عز وجل خلقَ آدمَ على صورتِه يعني: على صورة رب العالمين"
(8) المضيف: وماذا عن خطية الإنسان في المسيحية والإسلام؟
أبونا: أولا: الخطية من وجهة نظر المسيحية: (1) خطية آدم وحواء: (تك3: 1ـ6) فقالت الحية [الشيطان] للمرأة: أحقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة. فقالت المراة للحية: من ثمر شجر الجنة ناكل، واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة، فقال الله: لا تاكلا منه، ولا تمساه لئلا تموتا. فقالت الحية للمراة: لن تموتا، بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المراة ان الشجرة جيدة للأكل، وانها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فاخذت من ثمرها واكلت، واعطت رجلها ايضا معها فاكل".
(2) ثم خطايا البشرية: يقول بولس الرسول في (رومية5: 12): "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس"
ثانيا: الخطية من وجهة نظر الإسلام: (1) خطية آدم وحواء: في (سورة طه117 ـ 123) "فوسوس إليه الشيطان قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (أي لا ينتهي)، فأكلا منها فبدت لهما سوْأتهما (أي عورتاهما) وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. وعصي آدم ربَّه فغوى"
(2) في (تفسير النسفي ج 1 ص 83) لهذه الآية يقول "[اهبطوا منها جميعا] أي: آدم وحواء وذريتهما، لأنهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم، جُعلا كأنهما الإنس كلهم"
(9) المضيف: وماذا عن عقوبة الخطية في المسيحية والإسلام؟
أبونا: أولا: العقوبة في المسيحية: (1) في (تك2: 7) "يوم تأكل منها موتاً تموت".
(2) في (رو5: 12) "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع".
ثانيا: عقوبة الخطية في الإسلام: (1) جاء في: (سورة البقرة 81): "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فألئك أصحاب النار"
(10) المضيف: وماذا عن مغفرة الخطية في المسيحية والإسلام؟
أبونا: أولا: المغفرة في المسيحية: (عد14: 18) "الرب طويل الروح كثير الاحسان يغفر الذنب والسيئة"
ثانيا: المغفرة في الإسلام: (سورة الزمر 53) "إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
(11) المضيف: وماذا عن الفداء في المسيحية والإسلام؟
أبونا: أولا: الفداء في المسيحية: (1) فداء ابن إبراهيم: (تك22: 2) "فقال خذ ابنك وحيدك اسحق .. واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك .. فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله .. ربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب. ثم مد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب .. وقال: لا تمد يدك الى الغلام .. فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه".
(2) وأيضا ذبائح التكفير: (سفر اللاويين1: 2ـ 4) "إذا قرب انسان منكم قربانا للرب من البهائم فمن البقر والغنم تقربون قرابينكم .. ويضع يده على راس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه". هذه الذبائح ما كانت إلا رمزاً للمسيح الذبيح الفادي، كما يتضح من النقطة التالية:
(3) فادي البشرية: جاء في: (2كو5: 14) "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذاً ماتوا"
ثانيا: الفداء في الإسلام: (1) فداء ابن إبراهيم: (سورة الصافات101-107) "قَالَ [إبراهيم] يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ، فَانظُرْ مَاذَا تَرَى؟ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [جعل وجهه للأرض] وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ .. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
(2) ذبائح عيد الأضحى: (مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 356) " قال جَابِرَ بن عبد اللَّهِ: صَلَّيْتُ مع رسول اللَّهِ عِيدَ الأَضْحَى، فلما انْصَرَفَ أُتِىَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ، فقال: اللهم إن هذا عني وَعَمَّنْ لم يُضَحِّ من أمتي"
(3) فداء البشرية: (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل، أنه من قتل نفساً بغير نفس (أي من قتل نفساً بريئة لم تقتل نفسا) أو فساد في الأرض (أي نفسا طاهرة لم تفسد في الأرض) فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
(12) المضيف: ماذا تريد أن تقول من هذه الحقائق التي أوردتها متطابقة بين المسيحية والإسلام؟
أبونا: أريد أن أؤكد أن الفداء هو غاية صلب المسيح الذي فدى البشرية بموته وقيامته من موت الخطية وأعطاها حياة أبدية.
(13) المضيف: نأتي إذن إلى مناقشة الاعتراضات على صلب المسيح، فكيف يعترض المسلمون على الصلب؟
أبونا: يتركز اعتراض المسلمين في قضية الصلب حول ما ذكر في آية قرآنية واحدة هي: (سورة النساء آية 157)"وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ"
(14) المضيف: وما هو ردك على ذلك؟
أبونا: أولا: يؤمن المسلمون أن المسيح قد توفي (1) جاء في (سورة آل عمران 55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا".
(2) ويؤمنون ايضا أنه مات: في (سورة مريم 33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
* وآيات أخرى كثيرة.
(2) وقد أقر علماء المسلمين بموت المسيح: 1ـ (تفسير الرازي جزء 2 ص 457) قال وهب: "توفي المسيح ثلاث ساعات" [وأضاف]: وقال ابن اسحق: "توفي سبع ساعات"
3- وجاء في (تاريخ مدينة دمشق لإبن هبة الله ج 47 ص 470) "قال وهب: فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"
4ـ وفي (تفسير البيضاوي جزء 2 صفحة 128): "صلب الناسوت وصعد اللاهوت [طبيعة الله الظاهر فيه]"
(15) المضيف: الواقع أن إعتراض المسلمين ليس على موت المسيح، بل عن الصلب قائلين أنه "شبه لهم". فما رأيك؟
أبونا: أولا: لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين في تفسير "شبه لهم"، حيث جاء في (تفسير الطبري ص12ـ16) ذِكْرُ خمسة افتراضات، حيث قيل أن الله ألقى شبه المسيح على:
1) أحد الحواريين ويدعى سرجس:
2) على يهوذا الذي أسلمه لليهود.
3) على أحد جنود الرومان
4) وقال الإمام البيضاوي: أنه طيطاوس اليهودي.
** ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود بَطُلَ الادعاء أساساً. وعلاوة على ذلك فهذه ليست أقوال شهود، وإنما هي تكهنات إفتراضية غير مؤكدة، لذا فهي باطلة.
ثانيا: هل الله لكي يخلص المسيح من الصلب: (1) كان محتاجا أن يقوم بهذه التمثيلية، وهذا الكذب والخداع؟ (2) ألم يكن الله قادرا أن يخلص المسيح ويرفعه بدون بديل؟ (3) وهل لم يكن الله قادرا أن يرفعه أمام أعين الناس وليس في الخفاء كما يزعمون؟
(16) المضيف: هل توجد آراء أخري لعلماء مسلمين بخصوص "شبه لهم"؟
أبونا: نعم هناك تفسيرات أكثر حكمة لعلماء المسلمين فالإمام الرازي: يقول في كتابه (تفسير الرازى جزء3 ص 350): (1) "إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة. 1ـ فلربما إذا رأينا "زيداً" فلعله ليس "بزيد" ولكن ألقى شبه "زيد" علي شخص آخر! 2ـ وإذا تزوج رجل "فاطمة"، فلعله لم يتزوج "فاطمة" ولكن ألقي على "خديجة" شبه "فاطمة" فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".
(2) ووصل الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال: "لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج ولا الطلاق ولا الملكية موثوقاً بها".
** إذن فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر.
** على من يريد الاستزادة فليذهب إلى موقعنا ويكتب في خانة البحث: "صلب المسيح"
www.fatherzakaria,com
المداخلات
(17) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(18) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب .. إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.