616ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [54]
(صلب المسيح)
فداء البشرية في الإسلام
الجمعة 8/12/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (616) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقة الماضية بدأت في الحديث عن: صلب المسيح.
(5) وقلت أنني سأوضح المواضيع الثالية:
الفصل الأول: الخـلـقـة.
الفصل الثاني: الخطـية.
الفصل الثالث: العـقـوبـة.
الفصل الرابع: الـغـفـران.
الفصل الخامس: حتمـية الـفـداء في المسيحية
الفصل السادس: حتمـية الـفـداء في الإسلام.
الفصل السابع: الاعتراضات والرد عليها.
الفصل الثامن: حقيقة الصلب.
******
(6) وتحدثت في الحلقة الماضية عن: فكرة الفداء في الإسلام.
(7) واليوم اتكلم عن: فداء البشرية في الإسلام.
*****
(8) المبحث الثاني: فداء البشرية في الإسلام
(سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس [أي من قتل نفساً بريئة لم تقتل نفسا] أو فساد في الأرض [أي نفسا طاهرة لم تفسد في الأرض] فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
ونجد في هذا المعنى فكرة الفداء واضحة.
(9) أولا: شروط الفادي في الإسلام :
[1] الفادي غير محدود:
لا يستطيع أحد أن يكفر عن خطيئة الإنسان غير المحدودة سوى الله غير المحدود، كما يتضح من الآية التالية:
(سورة المائدة 12): "لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار".
[2] الفادي إنسان:
(سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس [أي بريئا لم يقتل نفسا] أو فساد في الأرض [أي طاهرا لم يفسد في الأرض] فكأنما قتل الناس جميعا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
[3] الفادي طاهر:
(سورة المائدة 32) "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض [طاهرة] فكأنما قتل الناس جميعا".
(10) ثانيا: المسيح هو الفادي:
ونبحث انطباق هذه الشروط على شخص المسيح حتى يكون الفادي فهو:
[1] غير محدود:
1- فالمسيح غير محدود من جهة لاهوته إذ يوضح القرآن أنه كلمة الله وروح منه: (سورة النساء 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
2- قال محيي الدين العربي في: (كتاب فصوص الحكم ج24 ص135) "الكلمة هي اللاهوت".
* فبما أن المسيح هو كلمة الله وروح منه فهو غير محدود.
[2] إنسان:
والمسيح من جهة الناسوت [طبيعته الجسدية] هو مجرد إنسان عادي.
[3] طاهر:
القرآن والحديث يشهدان للمسيح بأنه الإنسان الوحيد الطاهر دون البشر جميعاً.
1- (سورة آل عمران 36): "وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها [أي المسيح] من الشيطان الرجيم".
3- جاء في (تفسير الإمام الرازي ج8 ص44) "دعي المسيح لأنه مسح من الأوزار والآثام"
** وبهذا اكتمل في المسيح شروط الفادي وهي: غير المحدودية، الإنسانية، الطهارة.
(11) ثالثا: عمل الفداء:
[1] الرحمة:
1ـ الفداء هو عمل رحمة الله إذ جاء بالحديث "عن أبي هُرَيْرَةَ قال "سمعت رَسُولَ اللَّهِ يقول لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قالوا ولا أنت يا رَسُولَ اللَّهِ قال لَا ولا أنا إلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بَرَحْمَته"
2ـ والقرآن يلقب المسيح أنه هو رحمة الله (سورة مريم 21): "ولنجعله [أي المسيح] آية للناس ورحمة منا".
[2] الشفاعة:
وقد وضح القرآن وأئمة الإسلام أن الشفاعة هي:
1ـ من حق الله وحده:
كما ذكر في (سورة السجدة 4): " الله الذي خلق السموات والأرض .. مالكم من دونه من ولى ولا شفيع".
2ـ الشفاعة منسوبة للمسيح:
فقد نسب القرآن الشفاعة للمسيح بقوله في (سورة آل عمران 45): "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة".
* وجاء في (تفسير النسفي ج 1 ص 239): "[وجيها]: أي ذا قدر. [في الدنيا]: بالنبوة والطاعة. [والآخرة]: بعلو الدرجة والشفاعة"
[3] الموت عن البشرية:
(سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً".
والمسيح الذي قتله بنو إسرائيل دون أن يقتل أحداً، بل على العكس كان يحيى الموتى، وكذلك دون أن يفسد في الأرض، بل هدى الناس إلى الطهارة والسلام، فهم بذلك كأنهم قتلوا الناس جميعاً.
[4] إحياء البشرية:
في (سورة المائدة 32) أيضا: "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"
فالمسيح بعد أن توفاه الله على أيدي اليهود الماكرين، ورفعه إليه أي أحياه فكأنما أحيا الناس جميعاً. والشهادات على قيامة المسيح من الأموات كثيرة نقتصر منها على ما يأتى:-
* (سورة مريم 33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا".
* (سورة آل عمران 55): "إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى".
* وجاء في كتاب: (الدر المنثور ج 2 ص 225 لجلال الدين السيوطي): "وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال: توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه"
** من هذا نرى أن المسيح قد قام من الأموات واعتبرت قيامته هذه هي إقامة لكل البشرية معه، وهذا من بركات الفداء العديدة.
*****
(12) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(13) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(14) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(16) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.