615ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [53]
(صلب المسيح)
حتمية الفداء فى الإسلام
الجمعة 1/12/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (615) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقة الماضية بدأت في الحديث عن: صلب المسيح.
(5) وقلت أنني سأوضح المواضيع الثالية:
الفصل الأول: الخـلـقـة.
الفصل الثاني: الخطـية.
الفصل الثالث: العـقـوبـة.
الفصل الرابع: الـغـفـران.
الفصل الخامس: حتمـية الـفـداء في المسيحية
الفصل السادس: حتمـية الـفـداء في الإسلام.
الفصل السابع: الاعتراضات والرد عليها.
الفصل الثامن: حقيقة الصلب.
******
(6) تحدثت في الحلقة الماضية عن: حتمـية الـفـداء من وجهة النظر المسيحية.
(7) واليوم اتكلم عن: حتمـية الـفـداء في الإسلام.
وسنتكلم عن:
1- فكرة الفداء في الإسلام.
2- فداء البشرية في الإسلام.
*****
المبحث الأول: فكرة الفداء في الإسلام
(8) أولا: مبدأ الفداء في القرآن:
(سورة الصافات101-107) "فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي (أي يسعى مع أبيه في أشغاله) قال يا بني أنى أرى في المنام أنى أذبحك. فانظر ماذا ترى. قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما (أي انقادا لأمر الله وخضعا) وتله للجبلين (أي صرعه على جبينه ووضع السكين على حلقه) وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. إنا كذلك نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين (أي الاختبار البين) وفديناه بذبح عظيم"
(9) ثانيا: مفهوم الفداء:
يقول الإمام النسفي: (تفسير النسفي ج 4 ص 42) "الفداء هو التخليص من الذبح ببدل".
(10) ثالثا: أمثلة للفداء:
[1] فداء ابن إبراهيم:
لقد اختلف أئمة الإسلام في تحديد المقصود بابن إبراهيم، هل هو اسحق أم إسماعيل؟
- جاء في (تفسير الرازي ج 26 ص 133) "اختلفوا في أن هذا الذبيح من هو؟ فقيل إنه إسحق .... وقيل إنه إسماعيل".
- وجاء في (السيرة الحلبية ج 1 ص 60) "سئل رسول الله أي النسب أشرف فقال يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله".
- وقد ذكر القرآن قصة هذا الفداء كالآتي:-
[2] فداء عبد الله بن عبد المطلب:
قال: الشيخ محمد برانق في كتابه المولد ص 17) "لقد نذر عبد المطلب جد الرسول نذراً لله بقوله يارب، لئن رزقت أولاداً عشرة وبلغوا أشدهم معي، لأنحرن (أذبحن) أحدهم لك عند الكعبة. وعند ما رزق بأولاده العشرة، أراد ذبح من طلعت عليه القرعة، وهو عبد لله أبو الرسول، فخرجت قريش لتمنع ذبحه.
فقال لهم: وماذا أفعل وقد نذرت ذلك، فوجب على الوفاء.
قالوا: إن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وإن كانت بأنعامنا (أي مواشينا) نحرناها في سبيله.وعندما استشاروا العرافة، سألتهم: كم الديّة فيكم، إذا أردتم أن تفدوا مذنباً؟.
قالوا: عشرة من الإبل.
قالت: تقربوا بها، فإن لم تقبل زيدوها عشراً بعد عشر حتى يرضي ربكم.
وضربوا بالقداح (القرعة) بين عبد الله والإبل. فخرجت على عبد الله، فزادوا الإبل عشرة أخرى، وضربوا فخرجت كذلك على عبد الله، فما زالوا يزيدون في الإبل وتخرج على عبد الله. وعبد المطلب قائم يدعو الله أن يقبل فداءه ويسمع شفاعته حتى بلغت الإبل مائة، فخرجت عليها".([i])
وأضاف الشيخ محمد برانق: "ففرح القوم وهللوا، وقالوا لعبد المطلب: لقد تقبل الله فداء ابنك يا عبد المطلب"
وهناك أمر ثالث لتأكيد فكرة الفداء في الإسلام:
[3] ذبائح عيد الأضحى:
فعيد الأضحى يعرف باسم: "عيد التضحية والفداء".(جريدة أخبار اليوم القاهرة بتاريخ 25/4/1964) .
والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء كما يتضح مما يلي:
- جاء في: (مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 356): "قال جَابِرَ بن عبد اللَّهِ: "صَلَّيْتُ مع رسول اللَّهِ عِيدَ الأَضْحَى فلما انْصَرَفَ أُتِىَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ فقال بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللهم إن هذا عني وَعَمَّنْ لم يُضَحِّ من أمتي".
- وجاء في: كتاب (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج 5 ص 40) قال رسول الله: يا فاطمة، قومي واشهدي أضحيتك، أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب.. هي لآل محمد والناس عامة".
- وفي كتب الشيعة (كتاب من لا يحضره الفقيه ج2 ص 489، المؤلف: الشيخ الصدوق أبي جعفر): "ضحى رسول الله بكبشين، ذبح واحدا بيده، وقال: اللهم هذا عنى وعن من لم يضح من اهل بيتى، وذبح الاخر فقال: اللهم هذا عنى وعن من لم يضح من أمتى".
*** من كل هذا يتضح جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير، وبهذا يتضح إقرار الإسلام بفكرة الفداء.
*****
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(15) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
[i] تاريخ الطبري ج 1 ص 498، اسم المؤلف: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار النشر : دار الكتب العلمية – بيروت