612ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [51]
(صلب المسيح)
عقوبة الخطية من وجهة نظر الإسلام
الجمعة 10/11/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (612) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقة الماضية بدأت في الحديث عن: صلب المسيح.
(5) وقلت أنني سأوضح المواضيع الثالية:
الفصل الأول: الخـلـقـة.
الفصل الثاني: الخطـية.
الفصل الثالث: العـقـوبـة.
الفصل الرابع: الـغـفـران.
الفصل الخامس: حتمـية الـفـداء في المسيحية
الفصل السادس: حتمـية الـفـداء في الإسلام.
الفصل السابع: الاعتراضات والرد عليها.
الفصل الثامن: حقيقة الصلب.
******
(6) وتحدثت في الحلقة الماضية عن: عقوبة الخطية من وجهة النظر المسيحية.
(7) واليوم اتكلم عن: عقوبة الخطية من وجهة نظر الإسلام:
يتفق الإسلام أيضا مع المسيحية بخصوص عقوبة الخطية في الآتي:
(8) أولا: الله حاكم عادل:
1- (سورة النحل 90) "إن الله يأمر بالعدل"
2- جاء في: (تفسير القرآن لابن كثير ج 2 ص 419): "وهو العادل الذي لا يجور بل يعطي كلا ما يستحقه".
3- فبما أن الله قاض عادل فلابد أن يحكم على جرم المجرمين ويعاقب الأشرار على شرهم.
(9) ثانيا: عقوبة آدم وبنيه:
- جاء في: (سورة البقرة 81): "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأؤلائك أصحاب النار"
- وفي الإسلام نجد أن حكم الموت أيضا يشمل:
- الموت الروحي،
- والموت الجسدي،
- والموت الأدبي،
- والموت الأبدي.
(10) الموت الروحي: (الطرد من الجنة)
- جاء في (سورة طه 123): "فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى. فأكلا منها (إلى قوله) فعصى آدم ربه فغوى (إلى قوله) قال اهبطا منها جميعاً".
- ففي حين أن الله يخاطب آدم وحواء وهما مثنى بقوله (اهبطا) تراه يتكلم في نفس الوقت بصفة الجمع فيقول (جميعاً)، وقد فسر ذلك الإمام البيضاوي والإمام النسفي.
- (تفسير البيضاوي ج 1 ص 298): "جُــمِــع الضمير لأنهما أي آدم وحواء أصلا الجنس، فكأنهما الإنس كلهم".
ووضَّح ذلك أيضا:
4- وفي (تفسير النسفي ج 1 ص 83): قال: "المراد هما: [أي آدم وحواء] وذريتهما، لأنهما كانا أصل الإنس ومتشعبهم، جعلا كأنهما الإنس كلهم، ويدل عليه قوله تعالى "اهبطا منها جميعاً".
** من هذا نرى أن عقوبة الخطية هي الموت الروحي أي الطرد من الجنة.
(11) الموت الجسدي:
1ـ (سورة الأنبياء 35) "كل نفس ذائقة الموت".
2ـ وجاء في كتاب: (مقاتل الطالبيين ج 1 136، أبو الفرج الاصفهاني): قال: الموت كأس والمرء ذائقها".
** وهكذا يوافق القرآن أن الموت الجسدي حكم على البشرية كلها إذ يقول القرآن: "كل نفس ذائقة الموت".
(12) الموت الأدبي: (أي الخزي والعار)
وتشمل عقوبة الخطية أيضا الخزي والعار اللذين يلحقان بالإنسان الخاطئ في هذه الدنيا أيضا:
- (سورة الزمر 26): "فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولَعذاب الآخرة أكبر".
- ويعلق على هذه الآية العلامة: الشيخ عبد الله يوسف علىٌّ (ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية ص 1188) قائلا:"غالبا ما تثمر الخطيئة خزيا وعارا في هذه الدنيا".
** من هذا نرى عقوبة الخطية في الإسلام أيضا هي الخزي والعار.
(13) الموت الأبدي: (أي الطرح في جهنم).
- (سورة الجن 23): "ومن يعصى الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدين فيها أبداً"
- (سورة البقرة 81): "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فألئك أصحاب النار"
- (سورة مريم 71): "وإن منكم إلا واردها (أي جهنم) كان على ربك حتماً مقضياً.
- (سورة الحشر59: 16، 17) "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ"
- جاء في (تفسير القرطبي ج 2 ص 12): "وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوههمْ فِي النَّار".
- وفي: (تفسير الطبري ج 1 ص 387): "هم فيها خالدون لا يخرجون منها أبدا".
** فمن هذا يتضح أن آدم وبنيه إذ اخطأوا استحقوا نار جهنم. هذا هو الموت الأبدي. وذلك إلى جوار الموت الروحي والموت الجسدي والموت الأدبي.
** ودعوني أوجه رسالة روحية من خلال هذا العرض الحواري:
- يا أحبائي لا يتهاون أحد منا بالخطية فكل خطية لها عقوبة لأن الكتاب يقول في: (رو6: 23) "أجرة الخطية هي موت"
- أي عقوبة الخطية هي الموت بأنواعه
- ولكن هذه فرصة لنستيقظ ونقدم توبة الآن,
- والرب المحب الرحيم فاتح لنا أحضانه يعلن لنا حنانه، لما الخاطي ييجي ويتوب يغفر له كل الذنوب.
- ليتك تقول للرب الآن: أخطأت يا أبتاه إلى السماء وقدامك، اغفر لي كل آثامي واقبلني لأكون لك إبنا وتكون أنت لي أبا حنونا.
- أشكرك لقبولك توبتي. وأشكرك لغفرانك خطاياي. آمين.
# وإلى اللقاء الحلقة القادمة بمشيئة الرب لنستكمل بقية الموضوع.
*****
(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.