604ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [44]
(تجسد الله في المسيح)
المسيح هو كلمة الله المتجسـد في المسيحية والإسلام
الجمعة 1/9/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (604) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، حقيقي يارب يحق لي أن أقول ما رنمه المرتل: عايزين يدك تعمل لاجل الخدمة تثمر، لما تلمس القلوب حالا كل الناس تتوب، فالمس واعلن شخصك، عزينا بروح قدسك.
وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعوضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقات الماضية تكلمت عن: المسيح هو الله الظاهر في الجسد في في المسيحية والإسلام.
(5) واليوم سوف أستكمل الحديث عن: المسيح هو كلمة الله المتجسـد:
وسوف نبحث ذلك من وجهة نظر:
- في المسيحية, المسيح هو كلمة الله المتجسد
- وشهادة الإسلام للمسيح أنه كلمة الله المتجسد.
*****
(6) المبحث الأول: في المسيحية, المسيح هو كلمة الله المتجسد:
- تؤمن المسيحية بأن المسيح هو: كلمة الله، إذ يقول (يوحنا1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".
- ويكمل الإنجيل موضحا أن كلمة الله هذا قد تجسد في إنسان بقوله في (يو1: 14): "والكلمة صار جسداً". أي أن كلمة الله قد حل في جسد المسيح وتجلى فيه.
- ويجدر ملاحظة أن لفظة (كلمة) التي ذكرت في الإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر فيقول (في البدء كان الكلمة) وليس (كانت الكلمة).
- وأيضاً في قوله: "والكلمة صار جسداً" وليس (الكلمة صارت جسدا).
- فلفظة "الكلمة" هنا إذن تدل على أنها ليست مجرد كلمة عادية، لأن الكلمة العادية مؤنثة وليست مذكرا. وحيث أن لفظة الكلمة بالإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر إذن فالمقصود بها هو أنها (الله نفسه) كما جاء في الإنجيل المقدس (يو1:1) "وكان الكلمة الله".
*****
(7) المبحث الثاني: وشهادة الإسلام للمسيح أنه كلمة الله المتجسد.
[1] أولا: شهادة القرآن:
يشهد القرآن بأن المسيح هو كلمة الله، ويشهد أن الله يتجسد في جسم مادي. جاء ذلك في الآيات القرآنية التالية مع تفاسير أئمة الإسلام لها:
- في (سورة النساء آية 171): "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
- وفي (سورة آل عمران آية 39): "إن الله يبشرك بيحيى [أي يوحنا المعمدان] ... مصدقاً بكلمة من الله".
- جاء في: (تفسير الطبري ج 3 ص 253) "لقيت أم يحيى أم عيسى وهذه حامل بعيسى فقالت إمرأة زكريا: يا مريم أسشعرت أني حبلى؟ فقالت مريم: استشعرت أنا أيضا حبلى؟ قالت إمرأة زكريا: فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله تعالى "مصدقاً بكلمة من الله".
- وفي (سورة آل عمران آيه 45): "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم"
- نلاحظ إشارته إلى الكلمة "بضمير مذكر في قوله بكلمة منه اسمه" ولم يقل "بكلمة منه اسمها"،
- تماما مثلما جاء في الإنجيل المقدس (يو1 :1،14): "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله، والكلمة صار جسداً".
** هذا ما جاء بالقرآن عن المسيح كلمة الله.
[2] ثانيا: شـهادة علماء الإسلام:
هذه شهادات بعض علماء الإسلام والفرق الإسلامية الشهيرة عن حقيقة أن المسيح كلمة الله، وتجسد كلمة الله في مادة، أي في شخص المسيح:
- قال الشيخ محي الدين ابن العربي في كتابه: (فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 35) قال: "الكلمة هي الله متجلياً، وهي عين الذات الإلهية لا غيرها".
- وقال أيضاً في نفس المرجع: (كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 143) "الكلمة هي اللاهوت"
- وذكر الشهرستاني في كتابه: (الملل والنحل ج2 ص 248) "قالت النصارى أن الكلمة اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ويعنون بالكلمة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس اقنوم الحياة"
- قال الإمام احمد بن الحائط إمام فرقة الحائطية عن المسيح في كتاب: (الملل والأهواء والنحل ج1 ص 54، المؤلف: لابن حزم الظاهري) "إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة (الأزلية) المتجسد كما قالت النصارى".
- وهناك أيضا شهادة الدكتور الشقنقيري، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة باريس، وأستاذ الشريعة الإسلامية في كلية حقوق جامعة عين شمس بالقاهرة يشهد لعقيدة المسيحية التي يؤكدها القرآن إذ قال في (جريدة الأهرام بتاريخ 26/5/1985م، مترجمة عن المجلة التاريخية للقانون الفرنسي والأجنبي في شهر يونيو 1981م، وقام بالترجمة الدكتور محمد بدر أستاذ تاريخ القانون في كلية حقوق جامعة عين شمس): "نعرف أن القرآن يقول عن يسوع إنه كلمة الله، وروحه، )كلمة الله وروح الله( وترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحي بأية صعوبة، ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين، لاضطرارهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح. )ثم يتساءل( ما المسيح؟ )ويقول( يجيب المسلم إنه كلمة الله، أنه روح الله. )ويتساءل( ولكن هذه "الكلمة" وهذا "الروح" أمخلوقة؟ أم غير مخلوقة؟ )ويجيب( إذا كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال: فالمسيح إذن هو الله. وإذا كان روح الله مخلوقا، فيكون روح الله وكلمة الله مخلوقين. فالله إذن كان قبل خلقهما، بغير كلمة! وبغير روح! وذلك غير متصور".
- والدكتور زكي نجيب محفوظ: في معرض حديثه عن المسيح كلمة الله في : (جريدة الأهرام – القاهرة 17/ 3 / 1987م) – تحت عنوان "اللغة- هذا المخلوق العجيب" قال: "الكلمات - منطوقة أو مكتوبة – هى نفسك – انطلقت من محبسها بين الضلوع - إنها تصورك بأدق مما تصور قسمات وجهك آلة التصوير. نعم فآلة التصوير تقدم قسماتك في بعدين- في حين أنها في الحقيقة ثلاثة أبعاد، أما كلماتك، فهي صورة نفسك بكل أبعادها".
** فمن هذا يتضح جلياً إمكانية تجسد كلام الله في المسيح.
(8) مما تقدم يتضح لنا أن:
- "كلمة الله " لفظ مذكر يقصد به الله نفسه.
- وأن "كلمة الله" قد تجسد في أشياء مادية: كما حدث في شجرة موسى،
- وفي إنسان: كما حدث في شخص المسيح.
وهذا لا يستلزم الكفر ولا الشرك بالله.
(9) وسوف نستكمل الموضوع الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
*****
(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(14) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.