598ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [39]
(الثالوث في الوحدانية)
الثالوث المعترض عليه
الجمعة 14/7/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (598) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، حقيقي يارب يحق لي أن أقول ما رنمه المرتل: جلسه في حضرة حبيبي احلى من قصر الملوك، لو راى المؤمن جماله لصرخ خذني ارجوك. آمين يا سيد.
وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقة الماضية تكلمت عن: ألقاب الثالوث القدوس
(5) واليوم سوف أتكلم عن: الثالثوث المعترض عليه (ص 137 - 139)
******
(6) وقبل ذلك أريد أن أعلق على صاحب مداخلة يوم الجمعة الماضي الذي سأل عن الأخ سعيد أبو مصطفى وعدة أسئلة أخرى.
- وقمت بالرد عليه بالدليل والبرهان.
- وفوجئت بفيديو له ويعلق فيه على كلامي، بأسلوب غريب يدل على أحد أمرين:
- إما المراوغة أو الجهل.
- فإن كان كلامه مراوغة فانا لا أحترم هذا الأسلوب، وأكتفي بردودي السابقة على مثل هذه الإعتراضات، على مدى أكثر من عشرين سنة، وهي موجودة على موقع القناة الإلكتروني وأيضا موقع الردود المفحمة على اليوتيوب.
- وإن كان تعليقه الغريب هذا هو بسبب الجهل، فإني أذكر جيدا حكمة الفيلسوف القديم سقراط الذي عندما سئل: ما هو المستحيل؟ أجاب: إن المستحيل هو إقناع الجاهل.
- لهذا فإني أكتفي بأن أصلي من أجل خلاص نفسه بنعمة المسيح، وهي عطية مجانية ولكنها تقتضي تواضع الإنسان، ومواجهة نفسه بأمانة، وطلب هذه النعمة.
*********
(7) ناتي إلى موضوع اليوم وهو عن: الثالوث المعترض عليه:
يعترض المسلمون على الثالوث، وردي عليهم يشمل النقاط التالية:
1- ثالوث المريميين.
2- موقف المسيحية من ثالوث المريميين.
3- موقف الإسلام من ثالوث المريميين.
*****
(8) أولا: ثالوث المريميين:
- قبيل الإسلام، وفي القرن الخامس الميلادي ظهرت بدعة (أي هرطقة) وكان أصحاب هذه البدعة من الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية.
- وكانوا قبلا أي في زمان وثنيتهم يعبدون "كوكب الزهرة" ويقولون عنها أنها "ملكة السماء".
- وعندما اعتنقوا المسيحية، اعتبروا مريم هي ملكة السماء أو إلاهة السماء بدلا من "الزهرة" ولذلك أطلقوا على أنفسهم اسم "المريميين". جاء ذلك في: (كتاب "الله ذاته ونوع وحدانيته" لمؤلفه عوض سمعان صفحة 127)
- وبذلك أصبحت عقيدتهم أن هناك ثلاثة آلهة هم: الله كأب، ومريم كأم، والمسيح كإبن.
- وهذا طبعا ما لا تؤمن به المسيحية على الإطلاق.
(9) ثانيا: موقف المسيحية من ثالوث المريميين:
- بمجرد ظهور هذه البدعة حاربتها الكنيسة المسيحية، وقاومت تعليمهم وحرمتهم من شركة الإيمان… وقطعت كل من يقول بقولهم. جاء ذلك في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا ص 212)
- ولم ينته القرن السابع الميلادي حتى اندثرت هذه البدعة، ولم يعد لأتباعها وجود إلا في بعض الأماكن المتفرقة من الجزيرة العربية.
- وأكدت الكنيسة إيمانها الأقدس بأن العذراء مريم إنسانة بشرية وليست إلهة. وأن الله واحد له ذات واحدة: محب بقلبه، ناطق بكلمته، حي بروحه.
- وأن كلمة الله حل في جسد السيد المسيح "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي3: 16).
(10) ثالثا: موقف الإسلام من ثالوث المريميين:
عندما ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي وجد بعض أتباع هذه البدعة "بدعة المريميين" قبل أن تختفي تماماً فحارب الإسلام عقيدتهم وثالوثهم (وليس ثالوث المسيحية) ويتضح هذا من الآيات الآتية:
- (سورة المائدة آية 116): "إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"؟
فيتضح من هذا أن الاعتراض هنا يقصد به المريميين الذين نادوا بأن مريم إلاهة، وهذا ما لا تقول به المسيحية.
- (سورة الأنعام آية 101): "بديع السموات والأرض أنى (كيف) يكون له ولد ولم تكن له صاحبة (أي زوجة)".
وكذلك يفهم من هذه الآية أنها تعترض على قول المريميين بأن مريم إلاهة وصارت لله صاحبة ومنها أنجب ولداً.
- (سورة الإخلاص): "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد". ترد هذه الآية القرآنية على بدعة المريميين الذين يقولون أن هناك ثلاثة آلهة: الآب والأم والابن، وأن هذا الابن جاء عن طريق التناسل. والمسيحية لم تقل مثل هذا الاعتقاد الباطل.
- (سورة المائدة آية 73): "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد". هذا تأكيد لنفس المعنى ونفي ما ذهب إليه المريميون بوجود ثلاثة آلهة: الله ومريم والمسيح.
- وفى (سورة النساء:171) قوله "وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ": قال الجلالان: يقصد الله وعيسى وأمه. أى التثليث المحتوى على صاحبة .( تفسير الجلالين ج 1 ص 133). وهذا ما لم تقل به المسيحية.
- وقال ابن كثير: "(ولا تقولوا: ثلاثة) أى: لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً". جاء ذلك في كتاب (تفسير القرآن العظيم لابن كثير ص 234)
- وقال ابن كثير أيضا: "قال السدي وغيره: نزلت (سورة المائدة آية 116): "إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك" في جعلهم المسيح وأمه إلهين مع الله، فجعلوا الله ثالث ثلاث بهذا الاعتبار". جاء ذلك أيضا في كتاب (تفسير القرآن العظيم لابن كثير ص 234)
(11) فمن كل ما تقدم يتضح أن الإسلام لم يحارب إيمان المسيحية بأن الله واحد له ذات واحدة، ناطق بالكلمة حي بالروح كما في الآية "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته... وروح منه" (سورة النساء 171).
ولكن الإسلام يحارب ثالوثاً آخر هو ثالوث بدعة المريميين الذين يؤلهون مريم العذراء ويعتبرونها إلاهة أنجبت المسيح عن طريق التناسل بعد أن اتخذها الله سبحانه صاحبة (أي زوجة). جاء ذلك في كتاب (الفتوحات المكية – د. عاطف جودة ص122 , 124)
هذا الكلام قد استقبحته المسيحية وحاربته بشدة وحرمت القائلين به. كما جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا ص 212) ، أما إيمان المسيحية القويم فهو الإيمان باله واحد في ثالوث هو الآب والكلمة والروح القدس.
(12) هذه إذن عقيدة المسيحية في الله الواحد المثلث الأقانيم. وقد رأينا عدم اعتراض القرآن وعلماء المسلمين على ثالوث المسيحية وهو خصائص الذاتية لله، بل اعتراضهم على ثالوث المريميين الذي ترفضه المسيحية. وبهذا نكون قد زللنا العقبة الأولى في طريق الكرازة للمسلمين.
*****
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
