595ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [37]
(الثالوث في الوحدانية)
شهادة الإسلام لعقيدة الله واحد في الثالوث
الجمعة 23/6/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (595) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي، يا من تفتح لنا أحضانك الأبوية وتعلن لنا حنانك الغامر، لتغفر خطايانا المخزية عندما نأتي إليك تائبين وعازمين على أن نعيش معك العمر كله، أسألك أن تشرق بالنور في عقولنا وقلوبنا لنعرفك المعرفة الحقيقية ونقبلك في قلوبنا لتغير حياتنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقة السابقة تكلمت عن: الشبهة الثانية بخصوص عقيدة الله واحد في ثالوث.
(5) واليوم سوف ألخص ماقلته ثم أتكلم عن:
الفصل الثاني: شهادة الإسلام لعقيدة الله واحد في الثالوث.
الفصل الثالث: ألقاب الثالوث القدوس.
الفصل الرابع: الثالوث المعترض عليه.
******
(6) تلخيص ما قلته عن: الفصل الأول: إيضاح عقيدة الله واحد في ثالوث في المسيحية:
(7) أولا: وحدانية الله في المسيحية:
- يقول المسيح (مر12: 29) "إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد"
- قانون الإيمان المسيحي: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد"
** من هذا ندرك أن المسيحية تؤمن باله واحد وليس بثلاثة آلهة.
*****
(8) وتكلمت كذلك عن: المبحث الثاني: عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية:
[1] شرح هذه العقيدة:
- الله موجود بذاتـه: (الآب) لأنه مصدر الوجود.
- الله ناطق بكلمته: (الابن)،
- الله أيضا حي بروحه: (الروح القدس).
- قال السيد المسيح لتلاميذه (متى28: 19) "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"
- وفي (1يو5: 7) "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"
*****
(9) واليوم سوف أكمل الحديث عن: حتمية الثالوث في الوحدانية:
الواقع أنه يتحتم أن يكون هناك ثالوث في الله الواحد إذ أنه:
- لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي. ولهذا يقول الكتاب المقدس في (عب11: 6) "يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود".
- ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان عاقلا ناطقاً أن يكون هو نفسه غير عاقل وغير ناطق بالكلمة. ولهذا يقول الكتاب المقدس في (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".
- كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي أن يكون هو نفسه غير حي بالروح. ولهذا يقول الكتاب المقدس (2كو3: 3) "ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية".
# لذلك تحتم أن يكون في "الله الواحد" (ثالوث أقدس) وهذا هو إيمان المسيحية القويم "الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".
# ونضرب لذلك تشبيها لتبسيط فهم هذا الأمر: وهو أن الإنسان هو شخص واحد ولكن يتحتم أن يكون فيه ثالوث: هو أنه: 1- موجود بذاته، 2- عاقل متكلم، 3- حيٌّ بروحه.
******
(10) شهادة الإسلام لعقيدة الله واحد في الثالوث:
ويتضح ذلك من خلال:
1- شهادة القرآن لتوحيد المسيحية.
2- شهادة الإسلام لثالوث المسيحية.
3- شهادة الإسلام لحتمية الثالوث في الوحدانية.
*****
(11) أولا: شهادة القرآن لتوحيد المسيحية:
يشهد القرآن للمسيحيين بأنهم يؤمنون بالله الواحد ولا يشركون به وأنهم ليسوا كفرة ويتضح ذلك مما يلي:
- (سورة العنكبوت 46): "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ".
2- وبهذا يشهد القرآن أننا نحن المسيحيين أهل الكتاب نعبد الله الواحد؟
- (سورة آل عمران 113 و114): "أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ"
- (سورة المائدة 82): "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ".
- ويتضح من هذا أن النصارى ليسوا مشركين بالله، فالمشركون واليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين أما النصارى فهم أقرب الناس مودة لهم.
- ( سورة آل عمران 55): "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
- يتضح من هذا أيضاً أن الذين تبعوا المسيح (وهم المسيحيون) ليسوا كفرة بل أن الله يميزهم عن الكفرة.
** فمن كل ما تقدم تتأكد شهادة القرآن للمسيحيين بأنهم يعبدون الله الواحد ولا يشركون به وليسوا كفرة.
*****
(12) ثانيا: شهادة الإسلام لثالوث المسيحية:
وسنذكر:
1- شهادة القرآن للثالوث.
2- شهادة مذاهب الإسلام للثالوث.
3- شهادة علماء المسلمين للثالوث.
****
(13) شهادة القرآن للثالوث:
لقد ذكر القرآن ثالوث الله الواحد تماماً كما تؤمن به المسيحية: ذات الله، وكلمته، وروحه.
وهو عين ما ذكره القرآن كما يتضح مما يلي:
[1] (سورة النساء آية 171): "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ".
ففي هذه الآية يتضح أن الله له:
- ذات: في قوله "رسول (الله)"
- وله (كلمة): في قوله (وكلمته) فالهاء ضمير مفرد غائب مذكر يعود على الله.
- وله (روح): في قوله "وروح منه" فالهاء في( منه) ضمير مفرد غائب مذكر يعود على الله. والمسيحية لا تقول أكثر من هذا.
[2] وجاء في (سورة الفاتحة 1) " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
1- جاء في (تفسير القرطبي ج1 ص138) "هذه الآية تضمنت جميع الشرع لأنها تدل على الذات وعلى الصفات، وهذا صحيح".
2- وفي كتاب (كتاب الأحاديث القدسية ص 136، لجمال محمد علي الشقيري) قال النووي في شرح صحيح الإمام مسلم: "إن لفظي الرحمن الرحيم، اشتملا على الصفات الذاتية لله"
# نكتفي اليوم بهذا القدر ونستكمل الباقي الحلقة القادمة، بمشيئة الرب.
*****
(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.