594ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [36]
(الثالوث في الوحدانية)
الجمعة 16/6/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (594) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أيها النور الذي أشرق في الظلمة فبددها، إشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجدك في وجه يسوع المسيح.
وأسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقات السابقة تكلمت عن: أول شبهات المسلمين عن الكتاب المقدس.
(5) واليوم سوف أتكلم عن الشبهة الثانية بخصوص عقيدة الله واحد في ثالوث.
الفصل الأول: الله واحد في ثالوث في المسيحية.
الفصل الثاني: شهادة الإسلام لعقيدة الله واحد في الثالوث.
الفصل الثالث: ألقاب الثالوث القدوس.
الفصل الرابع: الثالوث المعترض عليه.
******
(6) الفصل الأول
إيضاح عقيدة الله واحد في ثالوث في المسيحية
- الواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطى له الحقائق العويصة مبسطة،
- ولكن عندما ينضج ويكمل إدراكه، لا تشبعه المعلومات المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور، إذ يضحي عقله مستعداً لاستيعابها.
- وهذا هو الحال مع البشرية، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. ولهذا يقول بولس الرسول في (1كو3: 1و2) "وأنا أيها الأخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح، سقيتكم لبناً لا طعاماً. لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون".
- وعندما نمت عقلية الناس، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية.
- وقد فسر البعض ذلك بطريقة خاطئة ظانين أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة.
- فدعنا نوضح ذلك من خلال التالي:
1- وحدانية الله في المسيحية.
2- عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية.
3- حتمية الثالوث في الوحدانية.
*****
(7) أولا: وحدانية الله في المسيحية
تؤمن المسيحية بإله واحد لا شريك له غير محدود، مالئ السماوات والأرض خالق الكل أزلي قبل الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه.
- يقول المسيح (مر12: 29) "إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد"
- وهي توكيد لما جاء في (تث6:4 –9) "اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد".
- وبولس الرسول يقول (رو3: 29): "أم الله لليهود فقط أليس للأمم أيضاً. بلى للأمم أيضاً لأن الله واحد"
- ويقول يعقوب الرسول (يع2: 19): "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل"
- فمن هذه النصوص وغيرها في الكتاب المقدس كتب في قانون الإيمان المسيحي: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد"
** من هذا ندرك أن المسيحية تؤمن باله واحد وليس بثلاثة آلهة.
*****
(8) المبحث الثاني: عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية
مفهوم هذه العقيدة كما شرحها علماء اللاهوت هو أن الله الواحد هو: موجود بذاته، ناطق بالكلمة، حي بروحه.
[1] شرح هذه العقيدة:
- الله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) لأنه مصدر الوجود. ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى جسدي تناسلي.
- الله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، وأعلن الله عن عقله الناطق بلفظة (الابن)، كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان بقولنا: "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى جسدي جنسي.
- الله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا يمكن أن يكون بدون روح. ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس).
- ولا يصح أن نفهم من هذه التسميات وجود أية علاقة جسدية تناسلية وإنما دلالاتها روحية.
[2] مصدر هذه العقيدة:
ليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر، وإنما هي كلمات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس:
- قال السيد المسيح لتلاميذه (متى28: 19) "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"
- فالوحدانية واضحة من قوله: عمدوهم "باسم" أي باسم الله الواحد. ولم يقل "بأسماء" لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة.
- والثالوث واضح من قوله: "الآب والابن والروح القدس".
- وفي (1يو5: 7) "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"
- وبمقارنة الآيتين نجد ألقاب الثالوث الأقدس كالآتي: الآب، والابن (أو الكلمة)، والروح القدس.
- فوحدانية الله ليست وحدة حسابية، بل وحدة جامعة شاملة، أي جامعة للكمالات، وشاملة للصفات الذاتية وهي: (الوجود، والعقل، والحياة).
*****
(9) المبحث الثالث: حتمية الثالوث في الوحدانية
مما سبق يتضح أنه يتحتم أن يكون هناك ثالوث في الله الواحد إذ أنه:
- لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي. ولهذا يقول الكتاب المقدس في (عب11: 6) "يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود".
- ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان عاقلا ناطقاً أن يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة. ولهذا يقول الكتاب المقدس في (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".
- كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي أن يكون هو نفسه غير حي بالروح. ولهذا يقول الكتاب المقدس (2كو3: 3) "ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية".
# لذلك تحتم أن يكون في "الله الواحد" (ثالوث أقدس) وهذا هو إيمان المسيحية القويم "الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".
*****
(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(14) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.