546ـ إجابة تساؤلات المسلمين [3]
الإسلام وبدعة سابيليوس
الجمعة 10/6/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (546) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في الحلقة الماضية عن: الرد على إتهامات أحبائنا المسلمين على إيماننا المسيحي بخصوص ما يدعونه أننا نعبد ثلاثة آلهة.
(4) واليوم نواصل في نفس الموضوع:
- ففي مشاركات الحلقة الماضية ادَّعى بعض الأحباء المسلمين أن ما قلته عن الله واحد في ثالوث ماهو إلا بدعة سابيليوس.
- وأوردوا بعض المقتطفات من كتب اللاهوت المسيحية مدعين أنها تتفق مع إتهامهم.
- ويلاحظ كمية التلفيق والأكاذيب والاجتزاء من النصوص الأساسية ليطعنوا في عقيدة الله واحد في ثالوث.
- مستغلين عدم معرفة المشاهدين لأصل هذه البدعة، واختلافها عن عقيدتنا في الله الواحد في الثالوث القدوس.
- لذلك فضَّــلْت أن أتكلم عن هذا الأمر بالتفصيل حتى يعرف جميع المشاهدين أساس هذا الموضوع.
- فسوف أتكلم عن القضايا الأساسية التي أثاروها وهي:
- القضية الأولى: عقيدة الثالوث وبدعة سابيليوس.
- القضية الثانية: مفهوم كلمة أقنوم.
- القضية الثالثة: بدعة سابيليوس جذر من جذور الإسلام.
- القضية الرابعة: دعوتي لاعتناق الإسلام.
******
(5) وقبل الدخول في مناقشة هذه القضايا أحب أن أوجه النظر إلى بعض المراجع اللاهوتية:
فمن يريد أن يدرس الموضوع دراسة موضوعية عليه الرجوع إلى المراجع الصحيحة، وهي كثيرة، ولكني أرشح لك بعضها على الأقل، وهي متوفرة على الإنترنيت مجانا:
- المرجع الأول:
- المرجع الثاني:
https://www.coptichistory.org/new_page_1897.htm
- المرجع الثالث: تــــاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (264- 340م) ترجمة القمص مرقس داود.
- المرجع الرابع: تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا.
******
(6) القضية الأولى: عقيدة الثالوث وبدعة سابيليوس.
وسوف يشمل الحديث المواضيع التالية:
- من هو سابيليوس؟
- محتوى تعاليمه.
- موقف المسيحية منه.
- الاقتباسات المجتزأة.
******
(7) أولا: من هو سابيلوس؟
- وُلد سابيليوس في نهاية القرن الثاني الميلادي ومات عام 261م
- وكان كاهنا ليبـيَّ الجنسية تعلّم في روما واستقر بها.
- اعتنق هرطقة أن الإله أقنوم واحد.
(8) ثانيا: محتوى هرطقة سابليوس:
- قال ان الله أقنوم واحد بثلاثة أسماء، أو ثلاث صفات فهو الرحيم المحب المنعم.
- واعتقد أن جزءً من الطبيعة الإلهية أُفرز من الله الآب وكوّن الابن بالاتحاد مع الإنسان يسوع المسيح،
- وأن جزءً آخر انفصل عنه فكوّن الروح القدس ,
- تكونت بدعته من مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: الله الأزلي عندما خلق العالم أصبح الآب الخالق.
المرحلة الثانية: الله هو نفسه، الذي تجسّد في يسوع الناصري، وليس الابن أو اللوغوس، فأصبح ابناً، وصُلب وتألم ومات. [فكيف يموت الله؟]
المرحلة الثالثة: بعد الصعود، الروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس شخص الآب، وهو نفسه الذي صار ابناً، وبعد ذلك انتحل شكل الروح القدس.
# الواقع أن المسيحة لا تقول ذلك على الإطلاق.
(9) ثالثا: موقف الكنيسة من سابليوس:
- قام البابا كاليستوس بابا روما بإصدار حرماناً ضد سابليوس وأتباعه عام220م،
- وقاومه البابا ديونيسيوس بابا الاسكندرية بشدة، وانتهى الأمر أخيرًا بحرم سابيليوس في مجمع عقد سنة261م.
(10) رابعا: الاقتباسات المجتزأة.
لجأ المعترضون إلى أسلوب الاقتباسات المجتزأة لكتاب مشهورين، وفي ذلك:
- عدم أمانة علمية.
- وأيضا غش وخداع للإقناع.
- ولكن ألاعيبهم مكشوفة حيث أن المراجع متوفرة على الإنترنيت ومكفولة لكل باحث مخلص.
******
(11) القضية الثانية: مفهوم كلمة أقنوم.
- أصل كلمة أقنوم ومعناها. في السريانية.
- المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.
- كلمة Person بالإنجليزية.
- الأقانيم خاصيات شخصية.
******
(12) أولا: أصل كلمة أقنوم ومعناها. في السريانية.
- "كلمة أقنوم سريانية، وتعني خاصيات الكائن التي بها نتعرف علي ماهيته الخاصة التي نشخصه بها.
- وهي ترجمة لكلمة hypostasis اليونانية.
- المؤلفة من مقطعين: hypo (تحت) وstasis (قائم أو واقف).
- وتعني “القائم حقيقة”، أو “القوَّام”. أي ما هو قائم بنفسه.
- وللتوضيح نقول أن كلمة الأقنوم هي صفة ذاتية أو خاصية ذاتية أو قدرة ذاتية في الذات الإلهية ولازمة لقيام الذات الإلهية، ولتحديد ماهيتها بمعني أن ذات الله قائمة علي أقانيمه.
- واستعمل لفظة شخص prosopon باللاتينية كمرادف للفظة أقنوم.
- أي بالإنجليزية: Person أي شخص.
- وينبغي أن نميز بين كلمة شخص Person، وبين كلمة فرد An individual
- فالشخص: الْمُرَادُ بِهِ الخاصية التي تثبت الذَّاتِ.
- أما الفرد: فيدل على العددية.
- فالأقنوم هو الخاصية الشخصية ولا علاقة له بالتعددية.
- لذلك لا نقول أن في الله الواحد تعددية، بل خاصيات ذاتية.
(13) ثانيا: المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.
جاء في موقع إسلام دوت ويب:
- أن المعنى اللغوي: يطلق على المعنى الذي استعملته العرب للكلمة.
- والمعنى الاصطلاحي: يقصد به المعنى الذي اصطلح أهل فن معين على إعطائه لتلك الكلمة.
- مثال: فالصلاة في المعنى اللغوي معناها: الدعاء.
- وفي المعنى الاصطلاحي: العبادة المعروفة شرعا.
- فينبغي أن نفرق بين كلمة "شخص" لغويا، وإصطلاحيا.
- فلغويا قد تفيد معنى فرد، أما إصطلاحيا فهي تيد أنها خاصية.
(14) ثالثا: كلمة Person بالإنجليزية لها 40 معنى إصطلاحيا.
- جاء في موقع:
https://www.yourdictionary.com/person
“40 Definitions of Person”.
- الخاصية هي مايميز الشئ عن غيره.
- والخاصية ليست مجرد صفه عامة، ولكنها ميزة خاصة.
(15) رابعا: الأقانيم خواص شخصية.
+ جاء في موقع:
يقول "البابا أثناسيوس الرسولي:"
- ليست الأقانيم ثلاثة آلهة بل هي إله واحد مثلث بقوام عقله (الآب) وكلمته (الابن) وروحه، الذين هم الآب والابن والروح القدس.
- [وأضاف]: ولا يستقيم أن يُقال أن جوهر الله أصم أخرس عديم عقل ولا كلمة ولا روح.
- فالعقل والكلمة والروح في ذات الله ثلاث خاصيات ذات طبيعة واحدة وجوهر واحد،
- فطبيعة العقل الإلهي هيَ طبيعة الكلمة، وهيَ طبيعة الروح القدس.
- والعقل الإلهي وكلمته وروحه ثالوث بلا فرقة وواحد بلا اختلاط.
- الثالوث جوهر واحد. قدرة واحدة. خالق واحد، وإرادة واحدة، وقوة واحدة بلا فرقة بينهم في شيء.
- ليس ما يريد الكلمة ولا الروح إلاَّ ما يريد العقل (الآب) فكل ما في العقل (الآب) من القوة فهو في الكلمة وفي الروح أيضًا.
- العقل الإلهي خالق، والكلمة خالق، والروح خالق، ومع ذلك فهم خالق واحد وليسوا بثلاثة،
- لأن العقل الخالق لا يخلق دون كلمته الخالقة وروحه الخالق،
- وهكذا الحال بالنسبة لكل من الكلمة والروح القدس، فإن أيًا منهما لا يخلق من دون الأقنومين الآخرين".
******
(16) القضية الثالثة: بدعة سابيليوس جذر من جذور الإسلام.
ترتكز بدعة سابليوس على أن الله أقنوم واحد كما رأينا،
وهذا هو نفس ما يؤمن به الإسلام.
كيف يكون ذلك؟
لكي نعرف ذلك دعونا نناقش الجوانب التالية:
- كلمة أقنوم في القرآن.
- الكلمات السريانية في القرآن.
******
(17) أولا: كلمة أقنوم في القرآن.
قد يندهش من يسمعني الآن أن كلمة أقنوم موجودة في القرآن، وربما يحتجون في ثورة عارمة، ولسان حالهم يقول: هل إلى هذه الدرجة يبلغ بك تزييف الحقائق؟!
لا تندهش يا عزيزي، فقد سرق محمد هذه الكلمة أقنوم ضمن ما سرق من كلمات سريانية ووضعها في قرآنه. وحرفها إلى كلمة "قيوم".
وقد يسألني أحدهم ما هو دليلك؟
سأقدم لك بعض الأدلة:
- الدليل الأول: كلمة "قيوم" بالقرآن.
- الدليل الثاني: معنى كلمة قيوم.
- الدليل الثالث: الكلمات السريانية المسروقة في القرآن.
******
(18) أولا: كلمة قيوم في القرآن:
- (سورة البقرة 255) "اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"
- (سورة آل عمران2) "اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"
- (سورة طه111) "وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ"
(19) ثانيا: معنى كلمة "قيوم" من المعاجم:
- جاء في موقع المعاجم دوت كوم:
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%85/
القيُّوم: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: القائم على كلّ شيءٍ"
- وجاء في الشيخ الدكتور خالد السبت:
https://khaledalsabt.com/series/770/20-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%85
"يعبر عنه ابن القيم بقوله: "هو القائم بنفسه"
- ولعلك تذكر ما قلناه سابقا عن معنى "أقنوم" وهو: “القائم حقيقة”، أو “القوام”. أي ما هو قائم بنفسه".
- من هذا ترى أن القرآن يؤمن أن الله أقنوم واحد، تماما مثل بدعة سابليوس.
(20) ثانيا: الكلمات السريانية في القرآن.
- جاء في موقع:
"تصريح الدكتور يوسف زيدان: أن اللغة العربية لهجة سريانية،
ويضيف الموقع أن عدد الكلمات السريانية في القرآن بلغت 75 كلمة.
- وجاء في موقع:
"قال الباحث السعودي، لؤي الشريف: إن الحقيقة صادمة ولكن الحق يجب أن نعرفه أن85 بالمائة من كتاب الله القرآن هو آرامي سرياني.
******
(21) القضية الرابعة: دعوتي لاعتناق الإسلام.
لست أدري كم تقبضين من البترودولار لتنطقي بهذا الكلام الذي أقل مايقال عنه أنه كلام أهبل، مع احترامي لشخصك. فدعيني أسألك:
ما هي إمتيازات الإيمان بالإسلام، لتغريني بالدخول فيه؟
- فأنا لا يغريني المال، فلست من جماعة الصعاليك المؤلفة قلوبهم الذي باعوا أنفسهم بالمال. فالرب أشبعني بغناه.
- ولست من فصيلة رسول الإسلام وعشقه للنصف السفلي من النساء، فلا يغريني بنات الأصفر مثل جحاليف البدو. ولا حوريات الجنة، فالرب قدس حياتي ورفَّـعني عن شهوات الجسد.
- فبماذا تغريني لاعتناق الإسلام؟
- أما أنا فلن أدعوك لاعتناق المسيحية: فليست كرازتي بالدعوة لدين، ولكني أدعوك لقبول شخص المسيح الفادي والمخلص لتنالي الخلاص وتتغيري عن فكر الإسلام الظلامي المؤدى للهلاك الأبدي.
- وأصلي أن تفكري جديا وتفتحي قلبك لقبوله. فهو يحب خلاص نفسك فأنت صنعة يدية، وأنت غاليه عليه. آمين.
******
(22) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض/ [أو أحد] العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(23) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(24) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
- لكن قبل ذلك نشاهد هذا الاختبار المباشر.
- يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
*******
الختام
(25) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(26) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.