360ـ إختلافات المصاحف الحالية [1]
الجمعة 26/10/2018م
(تقديم: حنان)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (360) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن فضيحة تنقيط وتشكيل القرآن مما يثبت أن القرآن ليس موحى به من الله ولكنه صناعة بشرية ناقصة واستكملها البشر على ممر الزمان.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
- سأتكلم عن: الاختلافات بين نسخ المصحف التي نسخت من مصحف عثمان بن عفان، بعدما حرق المصاف السابقة، وأبقى على مصحفه الذي يدعى بالإمام، والذي أرسلت منه نسخا إلى البلاد والأقطار، وهي الموجودة الآن بأيدي المسلمين.
- والحديث عن الاختلافات في نسخ مصحف عثمان هذا، يأتي بنا إلى الشبهة الثالثة في كتاب الأزهر (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 36) إذ يقول حضرات الشيوخ الأفاضل: [ومن "المصحف الإمام" الذى تم نسخه من الوثائق النبوية مطابقًا لها، تم نسخ مصاحف أربعة، أو سبعة وزعت على الأمصار الإسلامية فى ذلك الوقت. [الحجاز، البصرة، الكوفة، الشام] وهذه المصاحف كانت أشبه ما تكون بالصورة الضوئية للوثائق الحديثة عندما يتم تصويرها فيتوغرافيًّا، شديدة الوضوح. ووجه الشبه هو التطابق التام بين المصحف "الأم" والمصاحف التى نسخت منه، وأصل هذه المصاحف كلها هو "الوثائق الخطية النبوية".
- [وأكملوا قائلين]: هذا لون من ألوان تعدد المصحف عندنا، وهو أول تعدد ظهر فى تاريخ القرآن.
- لكنه تعدد أوراق لا تعدد كلام؛ فالكلام الذى كُتِبَ فى جميع المصاحف كلام واحد، مثل الكتاب الذى تُطبع منه مئات النسخ أو آلافها، فإن كل نسخة منه تكرار حرفى للنسخ الأخرى].
(5) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
أولا: الواقع أن ما يدعيه حضرات الشيوخ الأفاضل، ليس هو رأيهم وحدهم، وإنما هو عقيدة إسلامية راسخة ينادي بها كل الشيوخ، ولنسمع ما قاله في ذلك الشيخ الجليل محمد حسان (فيديو برنامج حوار الحق حلقة 111 سنة 2009م)
الشيخ حسان ق 0:11 – 0:45)
ثانيا: وفي حقيقة الأمر فإن ما جاء في المصادر الإسلامية التراثية يكذِّب إدعاء حضرات الشيوخ الأفاضل بما فيهم أيضا الشيخ محمد حسان، إذ تذكر المصادر التراثية، الكثير من الاختلافات بين المصحف الإمام (مصحف عثمان بن عفان)، وبين النسخ التي نسخت منه، مما يدل على أنها لم تكن ـ كما يدعي حضرات الشيوخ [من أنها: نسخ فوتوغرافية تامة التطابق مع المصحف "الأم"، ولم يكن الكلام الذى كُتِبَ فى جميع المصاحف كلاما واحدا، وليست كل نسخة منه تكرارا حرفيا للنسخ الأخرى].
ثالثا: بخصوص التعليق على ما كتبه حضرات الشيوخ الأفاضل سوف نورد ما جاء في المراجع الإسلامية ردا على ما ادعوه،
(6) المضيف: ماذا قالت هذه المراجع عن الاختلافات بين المصاحف؟
أبونا:
- جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص 8176) "إن كتاب (المصاحف الذي ألفه ابن أبي داود الساجستاني) يضم: بضعة آلاف اختلاف جمعها المؤلف من أكثر من ثلاثين مصدرا".
- وتضيف دائرة المعارف الإسلامية في (ج26 ص 8180) "أن هناك اختلافات أخرى في القراءات منسوبة لعدد من مسلمي الجيل الثاني كالأسود بن يزيد وعلقمة وحطان وغيرهم"
- وتقول أيضا "نسبت اختلافات أكثر لمصاحف أخرى ثانوية وكانت أكثر من الاختلافات المنسوبة للمصاحف الأساسية"
- وسأناقش هذا الموضوع من واقع (كتاب المصاحف لأبي داود للسجستاني) و(كتاب فضائل القرآن للقاسم بن سلام) و(دائرة المعارف الإسلامية) بالإضافة إلى تغيير الحجاج بن يوسف في مصحف عثمان.
(7) المضيف: يبدو أن هذه الحلقة ستكون إعصارا جديدا. فهل يمكن أن تعرض لنا بعضا مما قيل في كتاب المصاحف؟
أبونا:
في الواقع إنها ستكون أشد من الإعصار، إنها "سونامي مروع" وأقول:
أولا: اسمح لي أن أشارككم فيما حدث معي وأنا أعد هذه الحلقة.
- فبعد أن اطلعت على المراجع التي ذكرتها لكم، ووجدت كل ما أحتاج إليه لتوضيح الحقيقة تعليقا على ما جاء بكتاب الأزهر بخصوص مصحف عثمان الأم، والمصاحف التي نسخت منه، والتي أرسلت إلى كل من الكوفة والبصرة بالعراق، وإلى دمشق بالشام، وكذلك لمكة والمدينة بالحجاز.
- قلت في نفسي: هذه المراجع تتكلم عن تغييرات كثيرة بين المصاحف، ولكن هل يوجد الآن أثر لهذه المصاحف المختلفة؟
- تمنيت لو وَجَدْتُ أثرا منها، وتصورت كم سيكون وقع ذلك على المشاهدين المسلمين.
- وطال بي التحضير حتى الساعة الرابعة فجرا، فتوجهت إلى أحد أرفف مكتبتي، حيث توجد المصاحف المتعددة: مصحف قالون [الذي يستخدم في تونس]، ومصحف ورش [الذي يستخدم في المغرب]، وكذلك مصحف حفص [الذي يستخد في معظم البلاد العربية الباقية] فقلت ربما أجد فيها شيئا.
- لكني فكرت أنه يستحيل أن يكون بينها اختلافات بناء على ما يدعيه كل الشيوخ كما رأينا.
- ولا أخفي عنكم دهشتي عندما فوجئت بأن هذه الاختلافات موجودة في هذه المصاحف المختلفة الموجودة بين أيدي المسلمين الآن.
- واكتشفت أنها ليست نسخا فوتوغرافية تامة التطابق مع المصحف "الأم"، وليس الكلام الذى كُتِبَ فى جميع المصاحف كلاما واحدا، وليست كل نسخة منه تكرارا حرفيا للنسخ الأخرى، فما رأيكم يا حضرات الشيوخ الأفاضل؟
- واسمحوا لي أن أفاجئكم بمفاجأة أخرى، وهي أنه مع مواصلة البحث في الإنترنيت وجدت أن مواقع إسلامية متعددة بها هذه المصاحف المختلفة بكل ما فيها من اختلافات.
- وقد قامت هذه المواقع التي على الإنترنيت بمجهود رائع تشكر عليه، وهو تحديد الاختلافات بين هذه الصاحف بتلوينها باللون "البنك" أو "الفوشيا"، وأضع أمامكم على الشاشة أحد تلك المواقع، ادخلوا فيه وانظروا كل تلك الاختلافات بأنفسكم. (صورة الموقع)
(الفيديو ق 16:11- 16:35 [مع ملاحظة إلغاء الصوت من هذا الفديو في هذا المقطع)
(8) المضيف: حدث مدهش حقا، شوقتنا لمتابعة ما وجدته، فتفضل.
أبونا:
أشكرك، دعنا نستعرض هذه الاختلافات من كتب التراث بداية، ثم نستظهر ذلك من مصاحف حفص، وورش، وقالون.
أولا: جاء في (كتاب المصاحف لأبي داود للسجستاني ج1: ص 144 ـ 149) (باب اختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام [أي من مصحف عثمان بن عفان]
- (سورة البقرة 132) 1ـ في مصحف أهل الكوفة وأهل البصرة: "ووصى بها إبراهيمُ بنيه"
- واكتشفت أن (مصحف حفص) يطابق "مصحف أهل الكوفة والبصرة هذا، فوجدت هذه الآية مكتوبة فيه بنصها "ووصى".
- [ثم يكمل الساجستاني في كتابه المصاحف قائلا]: ولكن هذه الآية وردت مختلفة في مصحف أهل المدينة إذ وردت هكذا: "وأوصى بها" [بزيادة ألف]
- وقد اكتشفت أن (مصحف قالون، ومصحف ورش) يطابقان "مصحف المدينة هذا، فوجدت هذه الآية مكتوبة فيهما بنصها "وأوصى"،
- ولنراها على الشاشة ونسمعها معا بصوت أحد الشيوخ المقرئين. (صورة الآية بصوت الشيخ عبد الباسط ق 18:55 – 19:15)
(9) المضيف: اسمح لي أن أقطع هذا الحديث قبل الاسترسال، فقد يقول قائل: إنه تغيير طفيف، مجرد زيادة حرف واحد وهو "الألف"، فهذه الزيادة لم تغير المعنى، فما هو تعليقك؟
أبونا:
هذا سؤال رائع، وتعليقي هو:
- إن المشكلة التي ليس لها حل، هي قول محمد رسول الإسلام أن القرآن موجود في لوح محفوظ منذ الأزل.
- وهنا نسأل: أيُّ كلمة من هذه الكلمات المختلفة في حروفها، هي الموجودة في اللوح المحفوظ؟
- وبهذا لا يكون القرآن متطابقا مع اللوح المحفوظ الوهمي.
- إذن ليس القرآن موحى به من الله لأنه لو موحى به من الله لما حدث فيه تغيير بأي شكل.
- ثم كيف يقول الشيوخ أن المصاحف كلها إنما هي صور فوتوغرافية تامة التطابق بالحرف الواحد.
- فهل يعتبر هذا التغيير في الحروف من التطابق التام يا حضرات الشيوخ؟
- ولا ننسى ما أقره الشيخ محمد حسان من عدم وجود أي تغيير بين المصاحف (الفيديو الشيخ حسان ق 20:49 – 20:57)
- علاوة على أن مفهوم التحريف هو: أن يشتمل على أيِّ زيادة أو نقص في معنى أو لفظ أو حرف أو حركة. وقد ثبت لنا في حلقة سابقة أن التحريف بهذا كله، قد وقع في القرآن.
- ولنسمع ونرى (الفيديو الشيخ الشيعي ق 21:28 – 21:40) يقرر ذلك.
- أفلا يثبت ذلك وقوع التحريف في نصوص القرآن؟ فإن وجد تحريف أوتغيير في القرآن، انطبق عليه ما قرره القرآن ذاته في (سورة النساء 82) "ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (الفيديو ق 22:01 – 22:13 مع منع الصوت)
- وهكذا حَكَمَ القرآن على نفسه أنه ليس من عند الله.
(10) المضيف: هذه معلومات خطيرة، نريد أن نعرف المزيد عن هذه الاختلافات بين المصاحف الموجودة بأيدي المسلمين الآن؟
أبونا:
سوف نستكمل الحديث عن بقية الموضوع في الحلقات القادمة بمشيئة الله، لضيق الوقت.
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
