447ـ صفقة القرن (24)
إجتثاث جذور الإرهاب [13]
الجمعة 5/6/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (447) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: صفقة القرن، أو المبادرة الأمريكية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وناقشنا بعض الاقتراحات للتخلص من جذور الإرهاب حتى يتحقق السلام.
(4) واليوم نواصل الحديث عن الحلول المقترحة لمشكلة الإرهاب.
وسوف يشمل الحديث النقاط التالية:
- فصل الدين عن الدولة.
- تجربة الغرب في فصل الدين عن الدولة.
- والتجربة التركية في فصل الدين عن الدولة.
- التجربة اللبنانية وفصل الدين عن لدولة.
*****
(5) بخصوص مبدأ فصل الدين عن الدولة.
نجد وضوح هذه الرؤية في:
- الديانة اليهودية: فالشريعة في العهد القديم تفصل بين الدين والدولة: فاختص سبط يهوذا بالملك والدولة، بينما انحصر الكهنوت الديني في سبط لاوي.
- والسيد المسيح فصل بين الدين والدولة بقوله في: (لو20: 25) "اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"
- ويستدل على إمكانية الأخذ بهذه الرؤية في الإسلام: من قول محمد نبي الإسلام في كتاب (الإحكام في أصول الأحكام ج 5 ص 128، المؤلف: علي بن أحمد بن حزم، نشر: دار الحديث - القاهرة الطبعة الأولى) "أن رسول الله مرَّ بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح. فخرج شيصا. فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ فقالوا: كذا وكذا. فقال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. قال أبو محمد فهذا بيان جلي في الفرق بين الرأي في أمر الدنيا والدين وأنه صلى الله عليه وسلم لا يقول الدين إلا من عند الله تعالى. وأن سائر ما يقول فيه برأيه ممكن فيه أن يشار عليه بغيره فيأخذ عليه السلام به لأن كل ذلك مباح مطلق له، وإننا أبصر منه بأمور الدنيا"
(6) أهمية فصل الدين عن الدولة.
1ـ الدولة نظام سياسي إجتماعي متغير في أحكامه بحسب التقدم الحضاري والثقافي وله رجاله من الساسة والدوبلماسيين، وله مؤسساته التشريعية والقضائية والتنفيذية، وله قواته وجيوشه ... إلخ
2ـ أما الدين فهو أصول ثابتة غير متغيرة لأن الله غير متغير.
3ـ والدين هو العلاقة التي تربط الإنسان بخالقه في العبادة والسلوك المقدس أمام الله بضمير صالح في حب وسلام وبذل وتضحية.
3ـ والدارس للتاريخ يرى أنه نتيجة لارتباط الدين الإسلامي بالدولة، صارت صفحة التاريخ الإسلامي مصطبغة ببحور من دماء الاغتيلات والقتل والحروب، بدءا من حروب الرسول، ومرورا بحروب الردة، ووقعة الجمل في عهد الراشدين هذه الموقعة التي قتل فيه حوالي 10000 مسلم من الجانبين، وعبورا بالرؤس التي جزت في العصر الأموي، والجثث التي صلبت وأحرقت في العصر العباسي، وما تلاه من عصور، ولا زالت أنهار الدماء تتفجر في العصر الحالي في كل بقعة على الكرة الأرضية حيث بلغت ذروتها في حادث مركز التجارة العالمية بنيويورك حيث سفكت دماء 3000 شخص في لحظة واحدة.
4ـ لهذا ينبغي الفصل بين الدين والدولة وتطبيق ما قاله الزعيم سعد زغلول: الدين لله والوطن للجميع.
5ـ وما قاله محمد عبده : "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"
(7) فصل الدين عن الدولة:
أعجبني مقال عن هذا الموضوع الشائك، "فصل الدين عن الدولة"
في الموقع التالي، "ارفع صوتك دوت كوم":
https://www.irfaasawtak.com/a/separation-religion-from-state-2/327955.html
فيقول:
يثير موضوع فصل الدين عن الدولة، سجالات تبدأ ولا تنتهي في الدول العربية والإسلامية، مثل:
1- هل هو فصل الدين عن الدولة أم فصل الدين عن السياسة؟
2- هل هو العلمانية؟
3- وهل العلمانية هي الإلحاد؟
(8) أولا: هل هو فصل الدين عن الدولة أم فصل الدين عن السياسة؟
- يقول الباحث والأكاديمي السعودي خالد الدخيل إن الموضوع يتصل بشعار "الإسلام دين ودولة"، الذي أطلقته حركة "الإخوان المسلمين" في القرن الـ20، ولم يقل به أحد قبل ذلك. وهو بذلك يمثل موقفاً ورؤية تخص "الإخوان"، كونه تنظيماً سياسياً له مرجعية دينية، وجزءاً من الصراع السياسي في مصر.
- ولا تتوقف دينية الدولة عند "الإخوان المسلمين" وحسب، فزعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الراحل الخميني يبدو متوافقا مع سيد قطب، إذ يقول إن "مفهوم فصل الدين عن السياسة قد ألقاه الاستعماريون في أذهان الشعوب ".
(9) ثانيا: العلمانية وفصل الدين عن الدولة:
- [يسترسل المقال قائلا]: يرى الباحث العراقي د إبراهيم الحيدريأن "العلمانية هي مفهوم ليبرالي يشير الى فصل الدين عن الدولة والمجتمع المدني عن المجتمع السياسي، بمعنى أن لا تمارس الدولة أية سلطة دينية، وأن لا تمارس الكنيسة والجامع والمعبد أية سلطة سياسية أيضاً".
- وبحسب الحيدري أيضاً "أصبح لدينا نوعان من الدول، واحدة علمانية وأخرى دينية. والدولة العلمانية الحديثة هي السائدة في العالم اليوم التي لا تتدخل في الشؤون الدينية ولا تسمح لرجال الدين بالتدخل في الشؤون السياسية ولا تطبق سوى القانون الوضعي".
- [ويضيف]: "الدولة الدينية هي التي تضع السلطة والقوة بيد الله، بمعنى الحاكمية لله وحده. وهي النواة الأساسية التي يقوم عليها المشروع الإسلامي، أي الدولة الدينية التي تطبق الشريعة على الأرض وليس القانون الوضعي الذي يضعه العقل البشري".
(10) ثالثا: فصل الدين عن الدولة يعني أن يكون التشريع نابعاً من استقلالية مجلس التشريع القائم على الدستور.
الدستور هو تشريع وضعي ينظم دولة المواطنة. بمعنى أن الجميع متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب واللون والجنس والأصل أو العرق، فكل الناس متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات.
******
(11) قرأت مقالا آخر عن فصل الدين عن الدوله: بقلم سناء بدري في الحوار المتمدن بتاريخ 4/6/ 2014م أقتطف بعض عباراته: 1- العالم العربي والاسلامي بقي تحت نفوذ وسيطرة الدين حتى يومنا هذا، لا بل استفحلت ظاهرة التدين والغي العقل وحجب المنطق واصبح الاقصاء واغتيال المختلف سمة العصر. ولازلنا تحت نفوذ ووصاية الدين وتجار الاديان والعشائرية والقبلية. والموروث الديني هو الذي يحكم. 2- شعار "الاسلام هو الحل" إنما هو شعار فاشل لان الاديان لا تستطيع ان تقدم حلول اقتصادية ولا سياسية ولاعلمية. هي عقيدة وايمان وليس اكثر. 3- ان تطبيق الموروث الديني والاسلامي الذي قام قبل 14 قرنا لا يجوز على زمننا الحالي. 4- ان علمانية الدوله لا تعني الالحاد ولا تلغى الاديان لكن ترجعها الى موقعها الطبيعي أي دور العباده الجوامع والكنائس والكنيس. |
(12) وبخصوص تجربة الغرب في فصل الدين عن الدولة:
جاء في مقال سناء بدري في الحوار المتمدن بتاريخ 4/6/ 2014م عن فصل الدين عن الدوله:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=417923&r=0
قالت:
- عندما توقف نفوذ الكنيسه وفصل الدين عن الدوله بعد الثورة الفرنسية وانبثاق قوانين حقوق الانسان تحررت الدول من نفوذ وسيطرة الكنيسة.
- حُجِّم دور الكنيسة واخذت موقعها الطبيعي وهو عدم الانخراط في امور السياسة والاقتصاد واقتصر دورها على الايمان الروحاني وعلاقة الانسان والخالق وهي علاقة خاصة ولم تعد وصاية ونفوذ على امور الدولة في الحياة العامة والاقتصاد والسياسة.
(13) وبعد هذه التوضيحات أحب أن أعرض التجربة التركية في فصل الدين عن الدولة:
- ما أن تولي مصطفى كمال أتاتورك الحكم بعد حرب التحرير وضع للعلمانية قواعد وأسسا ظلت راسخة حتى الآن بشكل أو بآخر.
- أعلن الجمهورية العلمانية في 29 أكتوبر 1923، ثم ألغى الخلافة الإسلامية في العام التالي.
- واستكمل أتاتورك "ثورته" عام 1928 بإلغاء المادة التي تنص على أن الإسلام دين الدولة في الدستور.
- ومع تبني مادة فصل الدين عن شؤون الدولة في الدستور عام 1937، صار هذا المبدأ عقيدة أساسية للنظام.
(14) وإليكم أيضا مثال لبنان وفصل الدين عن الدولة:
جاء في اتفاق بيروت” : العلمانية هي الحل ولا اعتدال دون فصل الدين عن السياسة!
بقلم هشام الاعور
- اتفقت جميع القوى السياسية في لبنان في اجتماعها الموسع الذي عقدته بمدينة بيروت على أن تكون هوية الدولة اللبنانية المستقبلية “علمانية”، تحتوي جميع طوائف ومذاهب لبنان، تحت مظلة الدولة المدنية الحديثة التي يحكمها دستور وقوانين علمانية.
- تلك النتيجة التي توصل إليها المؤتمرون اللبنانيون، بما فيها القوى الإسلامية في لبنان بعد سنوات طويلة على اقرار اتفاق الطائف في العام 1989 ودعوته الى الغاء الطائفية السياسية، هي باختصار العلاج الناجع لكل مشكلات لبنان.
(15) من هذا نرى تأكيد حل مشكلة الإرهاب الإسلامي بوجوب الفصل بين الدين والدولة.
أرجو من الحكام وأولي الأمر بالدول الإسلامية دراسته وتطبيقه في كل البلاد الإسلامية حتى نضع حدا للإرهاب الإسلامي.
إختبارات العابرين والعابرات
(16) نأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات العابرين.
تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(17) نمجد الله في خلاص الكثيرين والكثيرات،
ويسعدنا الآن إلى مداخلاتكم التي يسعدني سماعها.
ختام
(18) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
الختام
(19) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(20) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.