431ـ صفقة القرن [8]
الجمعة 6/3/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (431) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: صفقة القرن
وقد توقفنا عند كتابات بعض العلماء والكتاب المثقفين المسلمين عن أن الإسراء كان إلى المسجد الأقصى النبوي الذي في الجعرانة بالجزيرة العربية، وليس في المسجد الأقصى الأموي الذي في بيت المقدس، واليوم نورد مزيدا من الشهادات منها: شهادة أهل القرآن.
(4) موقع أهل القرآن:
[كتب] سامح عسكر يوم الخميس 09 يونيو 2016م في موقع أهل القرآن:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14852
- [يقول]: "حدث صراع بين مروان بن الحكم مع عبد الله بن الزبير.
- استقل مروان بحكم الشام. واستقل بن الزبير بحكم الحجاز والعراق.
- مات مروان بن الحكم وتولى إبنه عبد الملك البيت الأموي وقرر التخلص من الزبير واستعادة مكة.
- وقرر عبد الملك بناء مسجد بديل يحجوا إليه وانتزع الفتاوى الخاصة التي أعطت لمسجده قدسية تساوي بينه وبين الكعبة.
- تسربت هذه الفتاوى على شكل روايات وأحاديث ليتوارثها المسلمون. هذا المسجد البديل هو المسجد الأقصى".
(5) [ثم يسأل]: ماذا تعني هذه النظرية؟
- [ويجيب قائلا]: تعني أن المسجد الأقصى الذي ذكر في آية الإسراء. "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". [الإسراء 1] تعني مكانا آخر غير الذي شاع بعد ذلك أنه المسجد البديل الذي بناه عبدالملك في فلسطين، وفي ذلك خدعة دينية وسياسية كبيرة تحاشى المسلمون ذكرها خصوصا بعد قيام إسرائيل،
- [وأكمل قائلا]: فالمسألة حساسة جدا ويمكن القول أن مجرد البحث في هذه القضية يعني.."نصرة إسرائيل".
- لكن الحديث هنا تاريخي بحت، عُمدتنا فيه الدليل، والغرض منه ليس أقل من الحقيقة التي حُجبت قرونا وأدهراً تحت وطأة عبدالملك ونفوذ الأمويين.
(6) [ثم يقول]: تاريخيا المسجد الأقصى بناه عبدالملك بن مروان:
- فيقول ابن كثير: "قال صاحب مرآة الزمان: وفيها ابتدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى، وكملت عمارته في سنة ثلاث وسبعين هجرية، وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة وكان يخطب في أيام مِنى وعرفة ومقام الناس بمكة وينال من عبد الملك ويذكر مساوئ بني مروان". (كتاب البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 308)
- ويقول ابن تغري: "وسبب بناء عبد الملك أن عبد الله بن الزبير لما دعا لنفسه بمكة فكان يخطب في أيام منى وعرفة وينال من عبد الملك، ويذكر مثالب بني أمية، فمال أكثر أهل الشام إلى ابن الزبير، فمنع عبد الملك الناس من الحج فضجوا، فبنى لهم القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليصرفهم بذلك عن الحج والعمرة. فصاروا يطوفون حول الصخرة كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ضحاياهم ". (النجوم الزاهرة لابن تغري ج 1 ص 188)
- ويقول اليعقوبي: " ومنع عبد الملك أهل الشام من الحج إلى مكة، وبنى قبة الصخرة في بيت المقدس، وعلق عليها ستور الديباج، وأقام لها سدنة، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها، بدلاً من الكعبة، وأقام الناس على ذلك أيام بني أمية". ( تاريخ اليعقوبي 2-261 )
- ويقول الدميري: "لما ولي عبد الملك بن مروان منع أهل الشام من الحج، فضج الناس لما منعوا من الحج، فبنى عبد الملك قبة الصخرة فكان الناس يقفون عندها يوم عرفة ". (حياة الحيوان الكبرى للدميري ص 412)
- وأخيرا يقول ابن تيمية: " لما تولى عبد الملك الشام ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير فبنى القبة على الصخرة وكساها في الشتاء والصيف ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير". (اقتضاء الصراط لابن تيمية ص 435، ومجموع الفتاوى ابن تيمية ج 27 ص 12).
(7) [ثم يقول]: واضح من الروايات اتفاقها على أن الأقصى لم يكن موجودا قبل زمان عبدالملك،
- وبعضهم حدد السنة التي بُني فيها مع قبة الصخرة وهي 72 هـ،
- وروايات أخرى تقول أن تتمة البناء كانت في عهد الوليد بن عبدالملك، لذلك عزا البعض بناء المسجد للوليد بوصفه من أتم بناؤه،
(8) [ثم يتساءل قائلا]: أين كان الأقصى في فلسطين وقت نزول آية الإسراء؟
- [ويجيب قائلا]: هناك روايات تقول أن الأقصى كان مُصلى أي مكان للسجود صلى فيه الصحابي عمر بن الخطاب بعد فتح القدس من أيدي الرومان. أي لم يكن بناء المسجد قائم حينذاك،
- وعلى فرض صحة رواية عمر فتعني أن الإشكال قائم ، حتى لو كان الأقصى مجرد مصلى في زمان عمر فهو يعني عدم وجوده في زمان النبي.
- مدينة القدس كانت ولا زالت مقدسة في التوراه. وزادت قداستها ببناء الأقصى وقبة الصخرة في العهد الأموي لاستخدامهم في الحج إبان تمرد بن الزبير واستقلاله بالحجاز ومنع الشوام من الحج ودخول مكة.
- من هنا بدأ النزاع الإسلامي اليهودي عليها..(راجع كتاب تاريخ ملوك حمير للمعافري المتوفي عام 212 هـ)
- [ويضيف]: الإسراء ثابت في القرآن لكن الأقصى فيه لا يعني ما بناه عبدالملك لأن عبدالملك لم يولد بعد. بل عمر بن الخطاب صلى هناك بعد وفاة النبي، فكيف يقول القرآن مسجد أقصى وهو لم يُبنى بعد.
(9) [ثم يتساءل قائلا]: والسؤال الآن: ما الأقصى المذكور في آية الإسراء؟
[ويجيب قائلا]: هو مسجد الجعرانة بالقرب من مكة لاعتبارات كثيرة منها:
(1) الجعرانة مشهورة في التاريخ الإسلامي (بعمرة الجعرانة) وهي إحدى 4 عمرات أتمها الرسول.
- يقول المؤرخ يعقوب الفسوي و"خرج من الجعرانة ليلا فاعتمر، ثم رجع فأصبح بها كبائت". (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 3/279).
- ويقول الفاكهي.."لما فرغ من قتال أهل حنين اعتمر من الجعرانة ".. (أخبار مكة للفاكهي ج 5 ص33)
(10) [ويضيف قائلا]: لقد قرر العلماء المسلمون أن مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصى ومنهم:
- قال الأرزقي.. "عن مجاهد أنه اعتمر من الجعرانة، فقال: من هنا أحرم النبي وإني لأعرف أول من اتخذ هذا المسجد على الأكمة، بناه رجل من قريش. قال ابن جريج: اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة، فأخبرني أن «المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى ما كان بالجعرانة» قال: فأما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش، واتخذ ذلك الحائط". (أخبار مكة للأرزقي ج 2 ص207)
- وقال الفاكهي عن عطاء: "من أراد العمرة ممن هو من أهلها أو غيره فليخرج إلى التنعيم أو إلى الجعرانة فليحرم منها، ... وقد زعم بعضهم أنه المسجد الأقصى بالأكمة الحمراء". (أخبار مكة للفاكهي ج 5 ص32)
(11) [ ثم قال]: من أخبار الجعرانة يتبين الآتي:
1- هذا المسجد هو المسجد الأقصى تمييزا له عن المسجد الأدنى، وعليه يفهم أن آية الإسراء.."سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". يقصد به مسجد الجعرانة.
2- أيضا فمسجد عبدالملك بن مروان لم يسم مسجدا أدنى للتمييز، فكلمة الأقصى دلالة على البُعد، والأدنى على القُرب، وهذا يعني أن المسجد الذي في فلسطين سمي تيمنا بمسجد الجعرانة الذي ذهبت قداسته عند الأمويين باستقلال بن الزبير بالحجاز، فما الذي منع عبد الملك من تسميته مسجد الجعرانة إلا ذكره في القرآن بالمسجد الأقصى.
(12) كان هذا عن شهادة أهل القرآن القوية والتفصيلية. وأرجئ الحديث عن بقية الشهادات للحلقة القادمة بمشيئة الله.
(13) وصلاتي وطلبتي أن يكشف الرب عن العيون المعصوبة لتبصر الحقيقة ويطلبوا الخلاص من هذا الظلام قبل فوات الأوان.
إختبارات العابرين والعابرات
- نأتي الآن إلى تمجيد الله من خللا الاستماع إلى اختبارات العابرين.
تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) نمجد الله في خلاص الكثيرين والكثيرات،
ويسعدنا الآن إلى مداخلاتكم التي يسعدني سماعها.
ختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
1- شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
2- اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
3- واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
4- واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
5- اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
