338ـ هل القرآن كتاب من عند الله (4)
الأخطاء النحوية في القرآن [2]
الجمعة 18/5/2018م
(تقديم: صباح)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (338) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن:
1- الأخطاء النحوية في القرآن.
2- وكنا نتكلم عن الخطأ النحوي في (سورة طه 63) "إن هذان لساحران"
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
1- سأكمل نفس الموضوع تعليقا على ما قاله ابن زنجلة: "قد كثر اختلاف أهل اللغة في تفسير ذلك".
(5) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا بعضا من تلك الاختلافات؟
أبونا:
1- هناك آراء عديدة لتبرير هذا الخطأ.
2- وهناك آراء على العكس ضد هذا الخطأ.
(6) المضيف: هل يمكن أن تعرض لنا الأقوال التي تحاول تبرير هذا الخطأ.
أبونا:
أكتفي بذكر 11 تبرير ذكرها أئمة الإسلام لضيق الوقت:
- جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 403) "قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص "إنْ هذان": بكسر الألف، وجزم النون" [وبهذا يبطل عملها فلا تنصب المبتدأ].
- وجاء في (الكشف والبيان، تفسير الثعلبي ج 6 ص 404) قرأ عبد الله بن مسعود: "أَنْ هذان ساحران" بفتح الألف وجزم النون" [فيبطل عملها أيضا].
- وجاء في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 66) الألف في هذان من جوهر الكلمة، والحرف الذي يكون من جوهر الكلمة لا يجوز تغييره بسبب التثنية والجمع.
- وجاء أيضا في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 66) قال الفراء: لأن ما قبل حرف التثنية مفتوح، فينبغي أن يكون ما بعده ألفاً ولو كان ما بعده ياء ينبغي أن تنقلب ألفاً لانفتاح ما قبلها. [الله يفتح عليك]
- وأيضا في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 65) يقول الرازي: "وهو الأقوى أن هذه لغة لبعض العرب وقال بعضهم هي لغة بلحارث بن كعب. والزجاج نسبها إلى كنانة. وقطرب نسبها إلى بلحارث بن كعب ومراد وخثعم وبعض بني عذرة. ونسبها ابن جني إلى بعض بني ربيعة أيضاً.
(7) المضيف: هذه خمسة تبريرات، بقي 6 تبريرات أخري؟
أبونا:
- جاء في كتاب (الجمل في النحو للخليل بن أحمد ج1 ص 157) "وأما قول الله تبارك وتعالى "إن هذان لساحران": فقد ذُكر عن ابن عباس أنه قال إن الله تبارك اسمه أنزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب فنزلت هذه الآية بلغة بني الحارث بن كعب لأنهم يجعلون المثنى بالألف في كل وجه مرفوعا. [تعليق سريع: كيف أن القرآن لم يصحح لغة العرب بإعجازه اللغوي].
- وجاء في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 65 ـ 69) "يقال "إن" ههنا بمعنى نعم كأنه قال نعم هذان لساحران".
- وجاء أيضا في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 66) حكى الزجاج عن قدماء النحويين أن الهاء ههنا مضمرة والتقدير: إنه هذان لساحران".
- وجاء في (إعراب القرآن لابن إسماعيل النحاس ج 3 ص 43 و44) "حكى سيبويه أن [إن] تأتي بمعنى أجل وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق يذهبان" [وأتوا بأمثلة من شعر العرب لتأكيد قولهم.
- وجاء في (حجة القراءات لابن زنجلة ج 1 ص 455) "قرأ حفص "إنْ هذان" [بتخفف إن] جعل إن بمعنى "ما" واللام بمعنى إلا. والتقدير: "ما هذان إلا ساحران"
- وجاء في (تفسير السمرقندي ج 2 ص 404) وأيضا في (كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني ج 1 ص 258) "رَوَى وكيع عن الأعمش عن إبراهيم قالوا كانوا يرون أن "إن هاذان لساحران" و "إن هاذين لساحرين" هما سواء".
(8) المضيف: أحب أن أسمع تعليقك على كل هذه التبريرات؟
أبونا:
- إن كثرة التبريرات تدل على أنهم في حيص بيص، يقولون أي شئ، وخشية أن لا يقتنع الناس يقولون المزيد من التبريرات.
(9) المضيف: ما معنى حيْص بيْص؟
أبونا:
1- تقول كتب اللغة: الحيص هو الفرار،
2- والبيص هو الهرب والتستر.
3- وهو مثل يضرب لمن وقع في أمر لا مخلص منه ولا فرار.
4- فيقال: وقعوا في حَيْص بَيْص.
(10) المضيف: نعود إلى بقية تعليقك على كل هذه التبريرات.
أبونا:
- يعللون خطأ القرآن بأنه لغة العرب، فكيف يتبع محمد أخطاء عرب الجاهلية ولا يصححها لهم؟
- ثم ماذا يحدث لو أن طالبا كتب في الامتحان: "إن هذان تلميذان" ولم ينصب إسم إن، هل ينجح في الامتحان أم يرسب؟
- وإذا رسب، فإني أشجعه أن يرفع قضية على إدارة الامتحانات مقتبسا إحدى هذه التبريرات التي استخدمت لتبرير خطأ الآية القرآنية.
- فهل سيؤخذ يتبريراته هذه أم يسقطوه برضه؟
- وهكذا فإن محمد ورب محمد وجبريل محمد يعتبروا راسبون في النحو رغم كل هذه التبريرات.
- فأين الإعجاز اللغوي للقرآن يا شيوخ الإعجاز؟
(11) المضيف: كان هذا عن تبريرات الخطأ اللغوي، وماذا عن الآراء المعاكسة لذلك؟
أبونا:
جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 403):
1ـ "قرأ أبو عمرو "إنَّ هذين لساحران [وفسر ذلك بقوله]: لأنَّ "إنَّ": تنصب ما بعدها
2ـ [وأضاف السمرقندي أيضا في ج2 ص404) "قال أبو عبيد رأيت في مصحف عثمان بهذا اللفظ: "إنَّ هذين لساحران" بالياء وليس بالألف"
(12) المضيف: هذا ما قاله السمرقندي، وهل يوجد غيره؟
أبونا:
(2) نعم. جاء في (تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ج 6 ص 238) "قرأت عائشة، والحسن، والنخعي، والجحدري، والأعمش، وابن جبير، وابن عبيد، وأبو عمر: "إنَّ هذين" بتشديد نون إنّ وبالياء في "هذين" بدل الألف"
(3) وجاء في كتاب (الكشف والبيان، تفسير الثعلبي ج 6 ص 404) و(التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 65 ـ 69):
1ـ قرأ عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمر بن علاء: "إنَّ هذين لساحران" بالياء"
2ـ [وأضاف الثعلبي أيضا]: قال أبو عمرو: واني لأستحي من الله أن أقرأ "إنّ هذان"
3ـ وقد ورد هذا النص أيضا في: (كتاب زاد المسير للجوزي ج5 ص297)، و(تفسير القرطبي ج11 ص216)، و(كتب رسائل وفتاوى ابن تيمية ج15 ص250)
(13) المضيف: وهل قالوا أي تفسير لهذا التناقض؟
أبونا:
(1) جاء في كتاب (الكشف والبيان، تفسير الثعلبي ج 6 ص 404) عن هشام بن عروة عن عائشة أنها سُئلت عن قوله: "إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ؟ فقالت: يا بن أخي هذا خطأ من الكاتب.
(2) [وأضاف الثعلبي]: "قال عثمان بن عفان: إنّ في المصحف لحناً [أي أخطاء نحوية] وستصححه العرب بألسنتهم".
(3) [وأكمل الثعلبي أيضا]: "قال أبان: قرئت هذه الآية عند عثمان فقال: لحن وخطأ، فقيل له: ألم تغيّره فقال: دَعُوه فإنّه لا يَحلّ حراماً ولا يُحرّم حلالاً"
** ثم أعيد على مسامعكم بعض القراءات المتضاربة لهذه الآية: (الثلاث قراءات مرتلة).
القراءة الأولى: إنْ هذان لساحران. [فيديو]
القراءة الثانية: إنَّ هذين لساحران. [فيديو]
القراءة الثالثة: إنَّ هذان لساحران. [فيديو]
(14) المضيف: لكن ما هي خطورة الطعن في هذه الآية القرآنية؟
الإجابة:
(1) جاء في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي ج 22 ص 65 ـ 69) "لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن، فلو حكمنا ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن وذلك يفضي إلى القدح في كل القرآن وأنه باطل"
(2) مش أنا اللي بقول كده ده الإمام الرازي
(3) وهذا هو السبب في التبريرات المتعددة لهذا الخطأ الفادح وغيره
(4) فأين أسطورة الإعجاز اللغوي للقرآن يا أصحاب الفضيلة؟
المداخــلات
(15) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
1- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.