283ـ الله ثالوث لا ثلاثة
الجمعة 7/4/2017م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (283) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن أننا نؤمن "بإلله واحد لا شريك له"
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: أننا نؤمن "بالله الواحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".
وسيشتمل الحديث على:
1- مفهوم الله الواحد في ثالوث.
2- تشبيهات للثالوث في الوحدانية.
3- ثالوث الله الواحد في المسيحية.
4- شهادة القرآن لثالوث المسيحية.
5- شهادة علماء المسلمين لثالوث المسيحية.
(5) المضيف: ما هو مفهوم الله الواحد في ثالوث، أو كيف يكون الله واحد وفي نفس الوقت ثالوث وليس ثلاثة؟
أبونا: دعني أوضح هذا المفهوم بالعقل كالآتي:
(1) نحن نؤمن أن الله الواحد هو: كائن، حي، عاقل.
(2) معنى هذا أن الله الواحد:
1- كائن له ذات.
2- وحيُّ له روح.
3- وعاقل له عقل.
(6) المضيف: ماذا تقصد بقولك أن الله كائن له ذات؟
أبونا:
(1) أقصد أن الله كائن أي شخص موجود: كما يقول الكتاب المقدس في (عب11: 6) "يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود"
(2) وجاء في (سورة البقرة 115) "فأينما تُولُّوا [وجوهكم] فثم [هناك] وجهُ الله"
(3) وتفسيرا لهذه الآية القرآنية جاء في كتاب (الفتوحات المكية لمحيي الدين الطائي ج 4 ص 110) "في قوله تعالى: فأينما تُولُّوا فثم وجه الله هذا حقيقة، فوجه الله موجود في كل جهة"
(4) وجاء في (موسوعة أقوال الدارقطني ج 1 ص 24) "الله موجود ثابت، دائم الوجود"
(5) وجاء في (الإنتصار في الرد على المعتزلة لأبي الخير العمراني ج 2 ص 605) "فأسماء الله تعالى على ثلاثة أضرب: منها ما يرجع إلى ذاته كقولنا 'الله موجود".
(6) إذن فالله كائن له وجود حقيقي، وليس هو مجرد فكرة بلا وجود.
(7) ولفهم هذا نضرب مثلا: "فالصدق" هو فكرة أو معنى أو صفة ليس له وجود ذاتي شخصي، بمعنى أنك مهما بحثت عن كائن يدعى الصدق فلن تجده.
(8) أما الله فهو كائن بذاته له وجود حقيقي.
(7) المضيف: كده فهمنا معنى أن الله كائن موجود وله ذات، وماذا تقصد بقولك أن الله "حيُّ له روح"؟
أبونا: ينبغي أولا أن نميز بين أنواع الموجودات:
(1) فهناك موجودات جماد: كالحجارة والصخور والجبال، والحديد والنحاس وكل المعادن، وغيرها ... وإلخ.
(2) فهي موجودة حقيقةً ونستطيع أن نراها ونلمسها ونمسكها.
(3) هذه الجمادات رغم انها موجودة، ولكن ليس لها روح فهي ليست حية.
(4) أما الله فيتميز عن الجماد بأنه حي وله روح.
(5) وفي هذا يقول الكتاب المقدس في مواقع كثيرة، منها: (2صم4: 9) "حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيق"
(6) وفي (أف4: 30) يتكلم بولس الرسول عن "روح الله الحي"
(7) وجاء بالقرآن: (سورة يوسف87) "لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"
(8) وجاء في (كتاب المغازي للواقدي ج 1 ص 243) "قال سعد بن الربيع: إن الله حي لا يموت"
(8) المضيف: والآن اتضح لنا أن الله حي وله روح، وماذا عن قولك أن الله عاقل له عقل؟
أبونا:
(1) أعني أن الله الموجود بذاته، والحي بروحه، هو كائن عاقل له عقل كامل.
(2) وبواسطة هذا العقل الإلهي المطلق يستطيع الله أن ينطق بالكلمة فهو ليس إله صامت.
(3) جاء في (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".
(4) وجاء في (خر20: 1): "تكلم الله بجميع هذه الكلمات".
(5) وجاء بالقرآن في (التوبة 40) "كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
(6) وجاء في (صحيح البخاري ج 6 ص 2719) "إذا تَكَلَّمَ الله بِالْوَحْيِ سمع أَهْلُ السماوات"
(9) المضيف: هل يمكن أن تجمل لنا ما قلته بخصوص هذه النقطة؟
أبونا:
(1) من هذا يتضح لنا: أن الله موجود بذاته، وحي بروحه، وعاقل ناطق بكلمته.
(2) وهذا ما نقصده بأن الله الواحد هو ثالوث، ولا نعني أبدا أنه ثلاثة آلهة.
(10) المضيف: قلت أنك ستعطينا بعض التشبيهات للثالوث في الوحدانية؟
أبونا: سأعطي بعض التشبيهات عن الثالوث في الوحدانية ولكن يلاحظ أنها مجرد تشبيهات تنطبق على وجه واحد من الشبه وليس في جميع أوجه الشبه، منها:
(1) تشبيه الشمس: فهي تتكون من: 1- قرص 2- وضوء 3- وحرارة. ورغم هذا الثالوث لكنها شمس واحدة وليست ثلاثة شموس.
(2) تشبيه المثلث: فالمثلث له ثلاثة أضلاع وأيضا ثلاث زوايا، ورغم ذلك فهو مثلث واحد وليس ثلاثة.
(3) تشبيه الإصبع: فهو يتكون من ثلاث عقلات، ورغم ذلك فهو إصبع واحد وليس ثلاثة.
(4) تشبيه الزمان: فهو يتكون من ماضي وحاضر ومستقبل ولكنه زمن واحد.
(5) تشبيه الإنسان: فالإنسان منا هو: كائن بذاته، حي بروحه، ناطق بكلمته، ورغم ذلك فهو واحد وليس ثلاثة.
(6) كذلك الله: كائن بذاته وحي بروحه وناطق بكلمته ورغم ذلك فهو واحد وليس ثلاثة.
(11) المضيف: رائع. ولكن ما علاقة ذلك بثالوث المسيحية الآب والابن والروح القدس؟
أبونا: أقول ببساطة شديدة:
(1) في قولنا الآب: لا نعني إطلاقا حرفية اللفظ كما يظن المسلمون، مدعين أننا نقول: أن الله أب وله زوجة وأنجب منها إبنا.
(2) وهذا ما جاء بالقرآن (سورة الجن3) "وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً"
(3) وأيضا في (سورة الأنعام 101) "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ"
(4) نحن المسيحيين لا نعني ذلك قط، ولكننا نعني بتعبير: "أن الله آب" أي أنه مصدر الوجود، كما الأب في الأسرة.
(5) فنحن نؤمن بأبوة الله الحانية التي عبر عنها بولس الرسول قائلا في (2تس2: 16): "الله ابونا الذي احبنا واعطانا عزاء ابديا ورجاء صالحا بالنعمة"
(6) وجاء في الكتاب الإسلامي المعروف بإسم: (انجيل برنابا ودراسات حول وحدة الدين عند موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام لسيف الله أحمد فاضل ج 1 ص 57، نشر: دار القلم بالكويت) "أجاب فيلبس: ماذا تقول يا سيد حقا، لقد كُتِب في اشعياء ان الله ابونا، فكيف لا يكون له بنون؟ أجاب يسوع انه في كتب الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة، لا يجب ان تأخذها بالحرف بل بالمعنى"
(12) المضيف: جميل. هذا عن توضيح تعبير الآب، فماذا عن تعبير الإبن؟
أبونا: أقول أيضا ببساطة:
(1) في قولنا الإبن: لا نعني إطلاقا حرفية اللفظ كما يظن المسلمون، مدعين أننا نقول: أن المسيح إبن الله نتيجة تناسل جسدي:
(2) وهذا ما جاء بالقرآن في (سورة الأنعام 101) "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ"
(3) ولكن نحن المسيحيين لا نعني ذلك قط، وإنما نعني بتعبير "الإبن" ما يماثل تعبيرنا عن لفظة الكلمة الخارجة من فم الإنسان بقولنا "بنت شفة". ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي أو جنسي.
(4) فقد جاء بهذا المعنى في كتاب (المصباح المنير لابن علي المقري، نشر المكتبة العلمية بيروت ج 1 ص 318) "يقال ما سمعت منه "بنت شفة" أي كلمة".
(5) وأيضا في كتاب (المزهر في علوم اللغة والأدب ج 1 ص 407 لجلال الدين السيوطي ، نشر دار الكتب العلمية بيروت) "وما كلمته ببنت شفة أي بكلمة"
(6) إذن فقولنا المسيح ابن الله نعني الخارج من عند الله كخروج الكلمة من العقل أو الفكر أو الشفتين، وليس بأي معنى جنسي تناسلي، حاشا.
(7) وهذا ما قاله المسيح نفسه في (يو16: 27): "لأن الاب نفسه يحبكم لانكم قد احببتموني وامنتم أني من عند الله خرجت"
(13) المضيف: شكر لله من أجل هذه الإيضاحات الجلية، فقد شرحت لنا النقطة الأولى وهي: مفهوم الله الواحد في ثالوث. ولكن قد أدركنا الوقت، فهل يمكن إرجاء باقي النقاط للحلقات القادمة؟
أبونا:
(1) بمشيئة الرب. وأشكرك.
(2) فقط أريد كل أخ مسلم باحث عن الحق أن يعود ويسمع هذه الحلقة ويدرس ما فيها بفهم ليدرك ما نعنيه في عقيدتنا التي شوهها القرآن.
(3) ونصيحتي أن لا يكتفي بالدراسة بل أن يطلب معونة الله ليرشده إلى الحقيقة التي تخلصه وتعطيه شركة مع الله ممتعة، وفي الختام حياة أبدية سامية بهية في المسيح. آمين.
المداخلات
(14) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(15) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
