282ـ هل المسيحيين موحدين بالله؟
الجمعة 31/3/2017م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (282) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيفة: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: شرح إيمان المسيحيين في الله:
1- نحن المسيحيين نؤمن أن الله واحد لا شريك له.
2- ونؤمن أن الله الواحد هو ثالوث وليس ثلاثة.
(4) المضيفة: تعبير "الله واحد هو ثالوث وليس ثلاثة" تعبير غير مفهوم وقد لا يقبله المسلم، فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: بالتأكيد هو تعبير يحتاج إلى توضيح، ولكن قبل أن نصل إلى ذلك، أريد أن أؤكد أننا نحن المسيحيين نؤمن بالله الواحد الذي لا شريك له.
(5) المضيفة: شيء رائع تفضل.
أبونا:
نحن معشر المسيحيين نؤمن باله واحد لا شريك له غير محدود، مالئ السماوات والأرض خالق الكل أزلي قبل الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه.
وهذه العقيدة واضحة تماماً فى الإنجيل المقدس وقانون الإيمان المسيحي كما سترى.
(1) السيد المسيح نفسه يوضح هذه العقيدة عندما جاءه أحد اليهود ليسأله عن اعظم الوصايا فأجابه يسوع (مر12: 29): "أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وهذه هي الوصية الأولى".
(2) وهى صدى وتوكيد لما جاء في (سفر التثنية 6 :4 –9) "اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد. فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم. واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك. واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك".
(3) وبولس الرسول يوضح أيضا ذلك بقوله في: (رو3: 29) "أم الله لليهود فقط أليس للأمم أيضاً. بلى للأمم أيضاً لأن الله واحد".
(4) ويعقوب الرسول يوضح ذات العقيدة بقوله في: (يعقوب2 :19) "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل".
(5) ومن هذه النصوص وغيرها التي يزخر بها الكتاب المقدس أُخذ قانون الإيمان المسيحي الذي تردده الكنيسة على مدى الأجيال قائلين: (بالحقيقة نؤمن بإله واحد. خالق السماوات والأرض ما يرى وما لا يرى).
(6) المضيفة: هل يشهد القرأن للمسيحيين أنهم موحدون بالله؟
أبونا:
نعم يشهد القرآن للمسيحيين بأنهم:
1- موحدون بالله.
2- وأنهم لا يشركون بالله.
3- وأنهم ليسوا كفرة.
(7) المضيفة: ما هو البرهان من القرآن على أن المسيحيين موحدون بالله؟
أبونا:
نقرأ ذلك في:
1- (سورة العنكبوت آية 46).
2- (سورة آل عمران أية 113و 114).
(8) المضيفة: ما هو البرهان من سورة العنكبوت على أن المسيحيين موحدون بالله؟
أبونا:
(1) (سورة العنكبوت أية 46) "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن … وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد".
(2) (تفسير الطبري ج 21 ص 3) "فقولوا لهم آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم مما في التوراة والإنجيل وإلهنا وإلهكم واحد يقول ومعبودنا ومعبودكم واحد"
(3) (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 636) "وإلهنا وإلهكم واحد، يعني ربنا وربكم واحد"
(4) (تفسير أبي السعود ج 7 ص 42) "وإلهنا وإلهكم واحد: لا شريك له في الالوهية"
وبهذا يشهد القرآن والتفاسير أننا نحن المسيحيين أهل الكتاب نعبد الله الواحد الذي لا شريك له؟
(9) المضيفة: ما هو البرهان من سورة آل عمران على أن المسيحيين موحدون بالله ؟
أبونا:
(1) (سورة آل عمران أية 113و 114) "من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات".
(2) وجاء تفسيرا لهذه الآية في (تفسير مقاتل بن سليمان ج 1 ص 187) "يؤمنون بالله واليوم الآخر يعني يصدقون بتوحيد الله والبعث الذي فيه جزاء الأعمال"
(3) وفي نفس التفسير: (تفسير مقاتل بن سليمان ج 3 ص 336) "يؤمنون بالله واليوم الآخر: يعني يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له"
(4) وفي هذا إيضاح جلي بأن أهل الكتاب (أي المسيحيين) يؤمنون بالله الواحد، يتلون كتابه الموجود بين أيديهم في أيام النبي محمد، ويسجدون لله الواحد أثناء تأدية العبادة له.
(10) المضيفة: ما هو البرهان من سورة المائدة على أن المسيحيين ليسوا مشركين بالله؟
أبونا:
(1) جاء في (سورة المائدة آية 82) "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا (أي المسلمين) اليهود والذين أشركوا. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا، الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون".
(2) (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 12 ص 56، للإمام الرازي) "اليهود في غاية العدواة مع المسلمين، ولذلك جعلهم قرناء للمشركين في شدة العدواة، بل نبه على أنهم أشد في العدواة من المشركين، من جهة أنه قدم ذكرهم على ذكر المشركين وذكر الله تعالى أن النصارى ألين عريكة من اليهود وأقرب إلى المسلمين منهم"
(3) (تفسير النسفي ج 1 ص 297) "وصف اليهود بشدة الشكيمة والنصارى بلين العريكة وجعل اليهود قرناء المشركين فى شدة العداوة للمؤمنين ونبه على تقدم قدمهم فيها بتقديمهم على المشركين .. علل سهولة مأخذ النصارى وقرب مودتهم للمؤمنين بأن منهم قسيسين ورهبانا وان فيهم تواضعا"
(4) ويتضح من هذا أن النصارى ليسوا مشركين بالله فالمشركون واليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين أما النصارى فهم أقرب الناس مودة لهم.
(11) المضيفة: ما هو البرهان من القرآن على أن المسيحيين ليسوا كفرة بالله؟
أبونا:
(1) جاء في (سورة آل عمران 55) "إذ قال الله يا عيسى أني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة"
(5) (تفسير الثعلبي ج 3 ص 83) "يعني الحواريّين فوق الذين كفروا"
(6) (تفسير القشيري النيسابوري ج 1 ص 150) "ومتبعوه مَنْ لم يُبَدِّل دِينه ومَنْ هو على عقيدته في التوحيد - وهم المؤمنون، فَهُمْ على الحقِّ، إلى يوم القيامة لهم النصرة، ثم إن الله سبحانه يحكم - يوم القيامة - بينه وبين أعدائه. فأمّا الكفار ففي الجحيم، وأمّا المؤمنون ففي النعيم".
(2) ) التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 8 ص 61، للرازي) "المعنى: الذين اتبعوا دين عيسى يكونون فوق الذين كفروا"
(3) يتضح لك من هذا أيضاً أن الذين تبعوا المسيح (وهم المسيحيون) ليسوا كفرة بل أن الله يميزهم عن الكفرة ورفعهم فوقهم.
(4) فمن كل ما تقدم تأكد لك شهادة القرآن للنصارى بأنهم يعبدون الله الواحد ولا يشركون به.
(5) فأرجو من كل مسلم باحث عن الحق يراجع هذه البراهين من قرآنه وكتبه حتى يصل إلى الحق ويطلب الخلاص لتكون له حياة أبدية. آمين.
(12) المضيفة: بقي أن توضح أننا نحن المسيحيين نؤمن أن الله الواحد هو ثالوث وليس ثلاثة آلهة.
أبونا:
هذا ما سوف نناقشة في الحلقة القادمة بنعمة الله حيث وقت الحلقة اليوم قد انتهى.
المداخلات
(13) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(14) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
