266ـ آيات قرآنية من وحي الشيطان (3)
الجمعة 25/11/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (265) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن: سور وآيات من وحي الجن:
1ـ في سورة الجن.
2ـ في سورة الأحقاف.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأستكمل الحديث عن نفس الموضوع: آيات قرآنية من وحي الشيطان.
(1) وهذه المرة من سورة النجم.
(2) وهي آية الغرانيق العلى، [أي العالية المقدار].
(3) التي كتب عنها سلمان رشدي روايته "آيات شيطانية".
(4) والتي بسببها أُحِلَّ دمُه، وضع الخوميني على رأسه 5 مليون دولار.
(5) وقد سبق أن تكلمت عن هذه ألاية القرآنية في (برنامج حوار الحق حلقة 68 سنة 2008م)
(5) المضيف: هل يمكن أن تعرفنا بموضوع آية "الغرانيق العلا" فربما لا يعرفها المشاهدون؟
أبونا:
(1) جاء في كتاب: (أسباب النزول للواحدي ص111) وأيضا في (تفسير الطبري ج17 ص187)وفي (تاريخ الطبري ج1 ص 550): "لما رأى رسول الله توليِّ قومِه الكفارِ عنه، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه،
(2) فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش، فأنزل الله تعالى (سورة النجم) "وَاالنَجمِ إِذا هَوى" فقرأها رسول الله حتى بلغ "أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى" ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدِّث به نفسه وتمناه قائلا: "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"،
(3) فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، ومضى رسول الله في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجدفي آخر السورة، فسجد المسلمون بسجوده، وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد ...
(4) وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا، وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق، لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل لها محمداً نصيباً فنحن معه،
(5) فلما أمسى رسول الله أتاه جبريل عليه السلام فقال: ماذا صنعت! تلوتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه وتعالى، وقلتَ ما لم أقل لك ... الخ.
(6) المضيف: قد يشكك البعض في صحة هذه الرواية، فما ردك؟
الإجابة: لقد بحثت هذا الموضوع بمنتهى الأمانة والدقة، فوجدت 121 مرجعا من تفاسير القرآن للأئمة الفقهاء، وكتب الأحاديث والسيرة والكتب التراثية. وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أدلة منها لضيق الوقت:
(1) يقول جلال الدين السيوطي في كتابه (الدر المنثور ج6/ص65): "أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله بمكة سورة النجم فلما بلغ هذا الموضع "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى".
(2) ويؤكد ذلك ما قاله الشيخ الألباني "هذا إسناد صحيح"
(3) جاء في (صحيح البخاري ج4/ص1842) "4581 "عن عِكْرِمَةَ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ معه الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ"
(4) وعلق على ذلك ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري ج8/ص439) قائلا: جميع الروايات عن هذا الموضوع بسند صحيح، وقال: "هي عند البخاري عن بن عباس عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه".
(7) المضيف: ذكرت دليلين فما هو الدليل الثالث؟
أبونا: الدليل الثالث هو: الدليل التاريخي على حدوثها:
(1) قال الإمام محمد الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان ج5/ص285) "سبب نزول هذه الآية أن النَّبي قرأ سورة النجم بمكة فلما بلغ: "أَفَرَءَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الاٍّ خْرَى" ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، فلما بلغ آخر السورة سجد، وسجد معه المشركون والمسلمون.
(2) وشاع في الناس أن أهل مكة أسلموا بسبب سجودهم مع النَّبي حتى رجع المهاجرون من الحبشة ظناً منهم أن قومهم أسلموا، فوجدوهم على كفرهم".
(3) هذا هو الدليل التاريخي وهو عودة المهاجرين من الحبشة نتيجة لما حدث، فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر الواقعة بعد كل هذا التوثيق؟
(8) المضيف: هل لك تعليق إجمالي على ورود آيات من تأليف الجن والشيطان في القرآن؟
أبونا: لي ثلاث تعليقات: التعليق الأول:
1) كيف لم يستطع محمد أن يفرق بين ما يوحيه الجن والشيطان وما يوحيه إلهه؟
2) وكيف أنه لم يتنبه لذلك، حتى أتاه جبريله وقال له أن ذلك من وحي الشيطان، ثم نسخها؟
(9) المضيف: وما هو التعليق الثاني؟
أبونا: التعليق الثاني: إن ورود آيات من تأليف الجن والشيطان يتعارض مع الآيات التالية:
1) (سورة الإسراء 88) "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله"
2) وعلق على هذه الآية الإمام الرازي في (التفسير الكبير ج21/ص46) "وقع التحدي بكل القرآن" بمعنى أن إله الإسلام يتحدى الإنس والجن أن يأتوا بقرآن مثل هذا القرآن.
3) ويتعارض أيضا مع ما جاء في (سورة هود 13) "فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ". وأضاف الإمام الرازي معلقا على هذه الآية قائلا: "ووقع التحدي أيضاً بعَشْرِ سور منه كما في هذه الآية.
4) وكذلك يتعارض مع ما جاء في (سورة البقرة 23) "فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مِّثْلِهِ" يستطرد الرازي أيضا قائلا: "ووقع التحدي بالسورة الواحدة كما في قوله هذا.
5) ثم يتعارض أيضا مع (سورة الطور 34) "فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ" زاد الرازي قائلا: "ووقع التحدي بكلام من سورة واحدة كما في قوله هذا.
6) وبالرغم من هذا التحدي في السور الأربعة نرى الجن والشيطان، قد أتوا بحديث مثله أي بضع آيات من السور التي ذكرناها وغيرها.
7) وهنا نتساءل: هل القرآن إذن موحى به من الله حقا بعد أن أتى الجن والشيطان بآيات مثله؟
(10) المضيف: وما هو التعليق الثالث؟
أبونا: التعليق الثالث:
1) هل تدري يا أخي المسلم معنى أن ترد على لسان محمد هذه الآيات التي قالها الجن والشياطين؟
2) اسمع الحقيقة المفجعة التي قيلت في (سورة الشعراء 221 و222) "هَلْ أُنَبّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ؟ تَنَزَّلُ عَلَى كُلّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ".
3) وهنا نتساءل: كيف تنزل الجن والشيطان على محمد بهذه الآيات؟
4) فحكم الآية أن الشياطين تَنَزَّلُ عَلَى كُلّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ؟
5) وسامحوني في سؤال يفرض نفسه بعنف: ما هو موقف محمد على ضوء هذه الآية، وقد نزل الجن والشيطان عليه تلك الآيات؟
6) إني أترك الإجابة لفطنة المشاهدين الأذكياء.
(11) المضيف: ماذا يقول الكتاب المقدس عن ذلك؟
أبونا:
(1) يقول الكتاب المقدس في (1تي4: 1) "ولكن الروح يقول صريحا انه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة [الجن] و تعاليم شياطين"
(2) لهذا أطلب من الله أن يكشف هذه الحقائق المفجعة لأحبائنا المسلمين قبل فوات الأوان.
(3) عزيزي المسلم الباحث عن الحق، افتح قلبك للمسيح لينير حياتك ويخلصك، قل له تفضل وحل في وغيرني بالكامل. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا:
(1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
(2) مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(3) والفئة الأولى هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(4) والفئة الثانية هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(5) الفئة الثالثة هي المعترضين على ما نقول، نرحب بهم وباعتراضاتهم بشرط أن تكون اعتراضاتهم على ما جاء في موضوع الحلقة.
والشرط الثاني هو الالتزام بأدب الحوار، ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.