239ـ حلقة تابع مخازي جمع القرآن
الجمع الثانى للقرآن
الجمعة 20/5/2016م
(تقديم: أزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (239) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكِّرنا بموجز ما كلمتنا عنه في الحلقة الماضية؟
الإجابة: تكلمنا عن الجمع الأول للقرآن، في عهد أبي بكر الصديق، ورأينا:
(1) عدم صدق ما قالة حضرات الشيوخ الأفاضل، من أن القرآن قد جمع من الوثائق التي كتبت في حياة محمد، ورأينا من المراجع الإسلامية التي ذكرناها أن تلك الحجارة التي كتب عليها القرآن لم تنقل مع محمد في الهجرة.
(2) ورأينا إضافة آيات لم تكن موجودة، وحذفت آيات شهد لها عمر وثلاثة من زوجات الرسول منهم عائشة. وآيات أخرى كان قد حفظها عبد الله بن مسعود.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
الإجابة:
أولا: سنتكلم عن الجمع الثاني للقرآن في عهد عثمان بن عفان، وهو ما جاء عنه في كتاب الأزهر (الرد على شبهات المشككين ص 20) "مرحلة الجمع الثانية: كانت هذه المرحلة فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه" وسيكون حديثنا عن مخازي الجمع الثاني للقرآن من خلال تناول المواضيع التالية:
1ـ أسباب الجمع الثاني
2ـ الإصرار على تكليف زيد بن ثابت بهذا الجمع أيضا
3ـ مخازي زيد بن ثابت.
4ـ الآيات المفقودة ثانية (خزيمة)
5ـ الاكتفاء بحرف واحد من القرآن وإلغاء بقية الحروف
6ـ حرق بقية المصاحف بموافقة جميع الصحابة وفي حضورهم.
ثانيا: أحب أن أذكر أنه قد سبق أن ناقشت هذا الموضوع في (برنامج حوار الحق حلقة 106 يوم 27 فبراير 2009م)
(5) هل يمكن أن تثبت للمشاهدين كلامك هذا بالدليل والبرهان؟ ولنبدأ بالنقطة الأولى من مواضيع هذه الحلقة وهي عن: أسباب الجمع الثاني للقرآن.
الإجابة:
(1) هذا ما كتبه حضرات الشيوخ الأفاضل في هذا الكتاب في (ص 20) "السبب الرئيسى فى اللجوء إلى هذا الجمع فى هذه المرحلة هو اختلاف الناس وتعصبهم لبعض القراءات، إلى حد الافتخار بقراءةٍ على قراءةٍ أخرى، وشيوع بعض القراءات غير الصحيحة"
(2) ولنا عدة تعليقات على ذلك: في قولهم هذا اعتراف صريح على اختلاف الناس بشأن القرآن، وهذا ما تؤكده كتب التراث فقد جاء في (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج 1 ص 165 و166) "جَمْعُ عثمان: كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي عثمان من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتِّبا لسوره. واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم. وإن كان قد وسَّع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر [أي أيام محمد]، فرأى [عثمان] أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة" وهذا ما يؤكده (فيديو الشيخ حسان 2)
(6) المضيف: ألك تعليق آخر؟
الإجابة: (1) في قول السيوطي: "فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد" هذا الكلام غير صحيح، فإن عثمان أمر زيد بن ثابت أن يجمع قرآنا يختلف عن القرآنات الأخرى، وإلا لو كان هو نفسه ما كان في تلك المصاحف، لما عالج اختلافات الناس، ولبقيت المشكلة موجودة، والواقع المثبت والمؤكد أنه حرق غيره من القرآنات حتى يضع حدا لهذه الخلافات.
(2) وفي قوله: "اقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم" الواقع أن القرآن لم ينزل فقط بلغة قريش وحدها وهذا هو الدليل: (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج 1 ص 69) "لم يقم دليل على أن جميع القرآن نزل بلغة قريش، فقد قال الله تعالى: قرآنا عربياً، ولم يقل قرآنا قرشيا"
(3) وفي قول السيوطي: "إن كان قد وسَّع قراءته بلغة غير قريش رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر [أي أيام محمد]، رأى [عثمان] أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة" الواقع أن هذا كلام خطير لما يأتي:
1ـ هل الله يحرج من الناس فينزل لهم قرآنا على مزاجهم؟
2ـ ألم يقل محمد "أن القرآن أنزل على سبعة أحرف"؟ وقد جاء ذلك في (كتاب صحيح البخاري ج 4 ص 1909) وإلينا الشيخ حسان (فيديو الشيخ حسان 3)
3ـ وهل من حق عثمان أن يلغي شيئا من قرآن منزل لم يلغه رسول الإسلام؟
4ـ وكيف يلغي كلاما مكتوبا في اللوح المحفوظ؟
5ـ فكيف يلغي ستة أضعاف القرآن المنزل، لأنه لم تعد الحاجة إليه؟
(7) المضيف: نعود إلى حضرات الشيوخ وما قالوه في صفحة عشرين. فماذا قالوا؟
الإجابة: أحب أن أعلق أيضا على قولهم: (ص 20) "إن اختلاف الناس بلغ إلى حد الافتخار بقراءة على قراءة أخرى": الواقع أنني اندهشت للغاية من محاولة تجميل الصورة، فيقولون: إلى حد الافتخار، والواقع أنها كلمة محرفة والأصل: "إلى حد الاقتتال" كما جاء في (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج 1 ص 165 و166) "اختلفوا في القراءة على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون". (فيديو الشيخ حسان 4). يا حضرات الشيوخ الأفاضل هل إلى هذا الحد تحرفون التاريخ؟
(8) المضيف: هذه ملاحظة خطيرة، وهل لك ملاحظات أخرى؟
الإجابة: نعم. في قولهم: "أن من أسباب الجمع الثاني للقرآن (ص20) "شيوع بعض القراءات غير الصحيحة": لا حظوا معي هذا التعبير: "شيوع قراءات غير صحيحة". وكلمة "شيوع" تعني: "إنتشار"، انتشار قراءات غير صحيحة. أي أن القرآن اختلط فيه الحابل بالنابل. ثم أوجه سؤالي لحضرات الشيوخ الأفاضل: على أي أساس حكمتم أنها غير صحيحة؟ ما هو الدليل والبرهان على ذلك. إنها جريمة بكل المقاييس يا حضرات الشيوخ، إذ كان لابد أن يتركها عثمان للأجيال لتحكم عليها بنفسها وتختار الأصوب. أم أن الحقيقة مُرَّةٌ. إذ ليس في الإسلام تفكير حر أو اختيار شخصي؟
(9) المضيف: ذكر حضرات الشيوخ قصة "حذيفة" كبرهان على الاختلاف حول القرآن. فهل توضح ذلك للمشاهدين؟
الإجابة: هذا بالفعل قولهم الذي جاء في (ص 20 أيضا) "وهذا ما حمل حذيفة بن اليمان على أن يفزع إلى أمير المؤمنين عثمان ابن عفان، ويهيب به أن يدرك الأمة قبل أن تتفرق حول القرآن كما تفرق اليهود والنصارى حول أسفارهم المقدسة. فنهض رضي الله عنه للقيام بجمع القرآن فى "مصحف" يجمع الناس حول أداء واحد متضمنًا الصلاحية للقراءات الأخرى الصحيحة"
ونسمع للشيخ محمد حسان وهو يحكي هذه القصة بأكثر تفصيل (الشيخ حسان 6)
(10) المضيف: وما رأيك في هذا الكلام؟
الإجابة: لي عدة تعليقات أيضا:
أولا: قصة حذيفة بالفعل هي برهان على مدى شيوع أو انتشار الاختلافات بين المسلمين حول القرآن.
ثانيا: في قول حذيفة: "كما تفرق اليهود والنصارى حول أسفارهم المقدسة" كلام غير صحيح، فالواقع أننا لم نختلف ولم نتقاتل بسبب الكتاب المقدس، فقد حدث هذا الاقتتال حول القرآن فقط. فلا يصح استخدام النصارى كشماعة للادعاءات الباطلة.
ثالثا: في قولهم: "جمع القرآن فى "مصحف" ... متضمنًا الصلاحية للقراءات الأخرى الصحيحة": لم يشرح لنا حضرات الشيوخ الأفاضل كيف تحقق أن يكون مصحف عثمان متضمنًا الصلاحية للقراءات الأخرى الصحيحة؟ فمن المعروف والمؤكد أن مصحف عثمان احتوى على حرف واحد من الحروف السبعة فقط التي أنزل عليها القرآن كما جاء في كتاب (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن سعد الزرعي ص16) "قال ابن القيم الجوزية: "جَمَعَ عثمان الناسَ على حرف واحد من الأحرف السبعة"
فيا حضرات الأفاضل يا شيوخ الإسلام، رأفة بشعبكم الذي يتوقع أن يأخذ الحقيقة من أفواهكم، فهذه مسئوليتكم قدموا له الحقيقة خالصة ولو كانت مرة ليصل الناس إلى معرفة الحق فيتبعوه. ارحموا شعبكم من الضلال وارحموا أنفسكم من التضليل.
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
