234ـ الأحرف السبعة (4)
الجمعة 8/4/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (234) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: تكلمت في الحلقة السابقة عن "فضايح الجمع الأول للقرآن"، ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: فضيحة تنزيل القرآن على أحرف سبعة.
(4) المضيف: ما المقصود بالأحرف السبعة التي نُزِّلّ القرآن عليها؟
أبونا: لكي أشرح ذلك أورد بعض الروايات عن إختلاف الحفاظ ونزاعهم بخصوص نص القرآن؟
الرواية الأولى: جاءت في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 16) وأيضا في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج1 ص 51) "عن أبيّ بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل رجل آخر، فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فدخلنا جميعا على رسول الله فقلت: يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله، فقرءآ، فحسَّن رسول الله شأنهما،
فقال أبيّ: فوقع في نفسي من التكذيب، أشد ما كان عندي في الجاهلية،
فلما رأى رسول الله ما غشيني، ضربني في صدري، ففضت عرقا [ تصببت عرقا] كأنما أنظر إلى الله فزعا، فقال لي: يا أبيِّ أُرْسِل إليَّ [جبريل] أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هوِّن على أُمَّتي، فرد علي في الثانية أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هون على أمتي، فرد على في الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرف. فقال لهم النبي: 'قد أصبتم وأحسنتم' وقال أبيّ أيضا 'فارفضضت عرقا'.
[ويواصل الطبري قائلا]: عن إسماعيل بن أبي خالد .. قال أبيّ أن النبي قال لي: أعيذك بالله من الشك والتكذيب".
(5) المضيف: وما هو تعليقك على هذه الرواية؟
أبونا: (1) تصوروا قول أبيّ بن كعب: "فوقع في نفسي من التكذيب، أشد ما كان عندي في الجاهلية"
(2) إنه أمر خطير إذن، فليست الاختلافات هيِّنَة، وردُّ محمد كان صادما له، مما أثار في نفسه شكوكا أكثر مما كانت عنده تجاه محمد، وهو في الجاهلية.
(3) وتأملوا أسلوب الحوار الذي أجاب به محمد شكوك أُبيِّ! لم يكن أسلوب الحوار إلا ضربة في صدره أفاقته وأنذرته حتى لا يقع تحت طائلة السيف.
(6) المضيف: هذا أمر غريب، وما هي الرواية الثانية؟
أبونا: جاءت الرواية الثانية أيضا في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 20) "من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيِّ بن كعب، أنهم تماروا في القرآن [أي تباروا في القرآن]، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي، فاستقرأ كل رجل منهم، [ويواصل الطبري في سرد ما حدث فيقول]: فشهد النبي أنهم على صواب جميعهم في قراءاتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لاعتار الرسول أنهم جميعا على صواب، [ويستطرد الطبري قائلا]: فقال النبي للذي ارتاب منهم: 'إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف'. ثم أمر النبي كل قارئ منهم أن يلزم قراءته في ذلك، على النحو الذي هو عليه".
** تعليق على هذه الرواية أيضا: أولا: هل رأيتم كيف كان الحفَّاظ يختلفون ويتنازعون في القرآن؟ إذن الموضوع ليس أمرا هينا، بل هو مشكلة دعتهم للتنازع؟ ثانيا: هل رأيتم كيف يقرهم محمد على ذلك رغم الاختلاف في نصوص القرآن؟ وما هي حجته في ذلك؟ حجته أن القرآن نزل على سبعة أحرف؟
(7) المضيف: أتيت لنا من كتب أهل السنة، بالروايات التي ذكرتها عن نزول القرآن على أحرف سبعة، فهل يوجد في كتب الشيعة شيئا عن الحروف السبعة أيضا؟
أبونا: يوجد الكثير عن نزول القرآن على الأحرف السبعة في المراجع الشيعية منها:
(1) (كتاب الخصال للقمي ص 358) حيث يقول: "نزل القرآن على سبعة أحرف".
(2) وكتاب آخر (كتاب الأحرف السبعة لأبي عمرو الداني ص 60) يقول: "القرآن منزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف .. وهذه الأحرف السبعة مختلف معانيها تارة، وألفاظها تارة"
** تعليقي: هذا القول الأخير يؤكد أن القرآن محرف بقوله: "الأحرف السبعة مختلف معانيها تارة، وألفاظها تارة"
(8) المضيف: دعني أسأل بداية ما هي حكاية السبعة أحرف التي أشار إليها محمد؟
الإجابة: (1) الواقع أن الفقهاء جميعهم في اختلاف كبير بخصوص تعريف الأحرف السبعة.
(2) وفي اختلاف أيضا بخصوص عدد الأحرف، هل هي ثلاثة أم سبعة؟
(3) إنها بالفعل قضية من العيار الثقيل بحق.
(9) المضيف: ماذا تعني بقولك أن هناك اختلافات بين الفقهاء المسلمين عن عدد الأحرف؟
أبونا: (1) جاء في (كتاب مستدرك الحاكم كتاب التفسير ج2 ص 223) وأيضا في (كتاب مسند أحمد ج 5 ص 22) يقولون أنها ثلاثة أحرف: وأوردوا هذا الحديث: "قال النبي: أُنزل القرآن على ثلاثة أحرف" وقالوا أن هذا الحديث صحيح وليس له علة وأقره الذهبي.
(2) وهناك أحاديث أخرى كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف: جاءت في كتب كثيرة منها:
(كتاب صحيح البخاري ج 4 ص 1909) "عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ يقول: سمعت هِشَامَ بن حَكِيمِ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ في حَيَاةِ رسول اللَّهِ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فإذا هو يَقْرَأُ على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لم يُقْرِئْنِيهَا رسول اللَّهِ، [نشوف بقية الروابة من الشيخ محمد حسان] (فيديو الشيخ حسان ق00:00ـ ق2:47/ حلقة حوار الحق 104)
[يكمل البخاري قائلا]: فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ [أضربه] في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتى سَلَّمَ [أنهى الصلاة]، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فقلت: من أَقْرَأَكَ هذه السُّورَةَ التي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُها؟ قال: أَقْرَأَنِيهَا رسول اللَّهِ. فقلت: كَذَبْتَ، فإن رَسُولَ اللَّهِ قد أَقْرَأَنِيهَا على غَيْرِ ما قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إلى رسول اللَّه،ِ فقلت: إني سمعت هذا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنِيهَا. فقال رسول اللَّهِ: أَرْسِلْهُ [أي اتركه] ثم قال: اقْرَأْ يا هِشَامُ. فَقَرَأَ عليه الْقِرَاءَةَ التي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُها. فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!! ثُمَّ قال: اقْرَأْ يا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ التي أَقْرَأَنِي إياها، فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!!! [وأضاف الرسول قائلا]: إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه"
** تعليق: إني أندهش كيف يقول محمد لكل واحد: هكذا أنزلت، والعجيب أن المبرر لذلك هو أن القرآن نزل على سبعة حروف.
(10) المضيف: كيف تَحَدَّدَ عدد هذه الأحرف؟
أبونا: جاء في: (كتاب صحيح مسلم ج 1 ص 562) "عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ أَنَّ النبي كان عِنْدَ أَضَاةِ [أي مستنقع] بَنِي غِفَارٍ، قال: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَام، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفٍ واحد، فقال محمد: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ أَتَاهُ جبريل ثانِيَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفَيْنِ، فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ جَاءَهُ ثالِثَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قرأوا عليه فَقَدْ أَصَابُوا"
(11) المضيف: ما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: (1) أول ملاحظة: هي أسلوب الفصال مع الله الذي اعتاده محمد مع الله، تماما مثلما كان الفصال في فرض الصلاة ليلة ما يعرف بالإسراء والمعراج، وتخفيض فروض الصلاة من 50 إلى 5 يوميا.
(2) الملاحظة الثانية: هل محمد أعلم بإمكانيات أمته من الله العليم بكل شيء؟ فكيف يعلِّم محمد الله بأن أمته لا تطيق قراءة القرآن بحرف أو حرفين أو ثلاثة؟
(3) الملاحظة الثالثة: هل اللوح المحفوظ يحتوي على هذه الأحرف السبعة؟ أم أنه على حرف واحد؟
** إني أناشد حضرات شيوخ الأزهر أن يوضحوا هذه التساؤلات التي تفرض نفسها على ساحة الفكر.
المداخلات
(12) المضيف: هل يمكن أن نرجئ بقية الموضوع للحلقة القادمة. وهل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [المضيف] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ................] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
