222ـ مدرسة العابرين
الدرس الأول (1)
الشهادتان
الجمعة 15/1/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (222) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2). (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: فيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أبدأ سلسلة جديدة بعنوان: مدرسة العابرين.
(4) المضيف: وما هي الفكرة الرئيسية من هذا الموضوع؟
أبونا: (1) الواقع إن تزايد أعداد العابرين في البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى وجود عابرين في الخفاء، وهم الذين لا يستطيعون أن يجاهروا بإيمانهم الجديد في المسيح خوفا مما قد يواجهونه من صنوف العذاب الذي قد يصل إلى حد القتل.
(2) وبناء على ذلك فهناك صعوبة للوصول إلى هؤلاء العابرين لمتابعتهم متابعة شخصية وتعليمهم مبادئ الإيمان الجديد.
(3) ويتساءل المسلم العابر عن كيفية ممارسة الصلاة والصوم وغير ذلك من ممارسات في المسيحية.
(4) لذلك فضلت أن أساعدهم من خلال القناة فيعرفوا ما ينبغي أن يفعلوه في علاقتهم الجديدة مع الله.
(5) المضيف: ما هو منهج مدرسة العابرين؟
أبونا: (1) سأتخذ من خلفيتهم الإسلامية مدخلا إلى منهج مدرسة العابرين.
(2) فسأبدأ بالحديث عن أركان الإيمان بالمسيح من منطلق أركان الإسلام الخمسة، التي هي:
1ـ الشهادتان.
2ـ الصلاة.
3ـ الصوم.
4ـ الصدقة: [الزكاة].
5ـ الحج.
(3) وأضيف على ذلك:
6ـ كيفية قراءة الكتاب المقدس.
7ـ والشركة مع بقية المؤمنين.
8ـ وكذلك العلاقة مع غير المؤمنين.
(6) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بأول موضوع في المنهج وهو الشهادتان في المسيحية؟
أبونا: (1) لنتعرف أولا على الشهادتين في الإسلام، ثم نوضح ما يقابلها في المسيحية.
(2) الشهادتان في الإسلام هما: 1ـ شهادة أن لا إله إلا الله، 2ـ وشهادة أن محمدا رسول الله.
(3) ويشترط في قول الشهادتين في الإسلام الإشهار أو العلانية أمام الجميع.
(7) المضيف: وماذا يقابل ذلك في المسيحية؟
أبونا: أولا: بالنسبة للشهادة الأولى وهي 1ـ "أشهد أن لا إله إلا الله"، فنحن نقولها ونؤمن بها: وهذه بعض الأدلة على ذلك:
(1) جاء في بشارة مرقس (مر12: 32) "الله واحد وليس آخر سواه"
(2) ولهذا فإن أول عبارة في قانون الإيمان المسيحي: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد"
(8) المضيف: هذا صحيح ولكن ما يثير التساؤلات هو موضوع: الآب والإبن والروح القدس، فهناك بعض العابرين حتى بعد عبورهم لا يدركون معنى الثالوث في الله الواحد، فهل يمكن توضيح ذلك؟
أبونا: الواقع أن هناك ثلاثة عوامل جعلت فهم هذا الموضوع صعبا على إدراك المسلم لهذه الحقيقة الجوهرية.
العامل الأول هو: الفهم الخاطئ لما جاء في (سورة المائدة 73): "كفر الذي قالوا إن الله ثالث ثلاثة".
(1) وللرد على ذلك نقرأ ما جاء عن هذه الآية القرآنية في (تفسير الجلالين ج 1 ص 151، تأليف: جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، نشر: دار الحديث بالقاهرة، الطبعة الأولى) "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [آلهة]، أي الله أحدها والآخران عيسى وأمه وهم فرقة من النصارى"0
(2) وجاء في كتاب (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج 4 ص 220، اسم المؤلف: ابن تيمية نشر: مطبعة المدني – مصر) "فمنهم من يقول المسيح ومريم إلهان من دون الله وهم المريمانية ويسمون المريميين"
(3) وهذه الفرقة هم هراطقة، وقد كفرتها المسيحية قبل أن يكفرها الإسلام كما جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا ص 257) قائلا: "في ذلك الزمان [وهو القرن الرابع الميلادي] انتشر تعليم [هرطوقي عند فرقة هرطوقية] .. هو أن في القديسة العذراء مريم شيئا من اللاهوت".
(4) فبالرغم من أن هذا الكلام هو لهرطقة صغيرة خارجة عن المسيحية، إلا أن فقهاء المسلمين عمموا هذه الصفة على كل المسيحيين، وهذا تضليل فاضح.
(9) المضيف: وما هو العامل الثاني الذي جعل موضوع الله الواحد في ثالوث صعب الفهم عند المسلمين؟
أبونا: العامل الثاني لصعوبة فهم الثالوث هو: غسيل المخ الذي تعرض له المسلمون طيلة أيام حياتهم في البيوت والجوامع والمدارس ووسائل الإعلام بأن كل المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة مما جعل من الصعب أن يفهموا معنى هذه الحقيقة الجوهرية.
(10) المضيف: هل في القرآن إشارة إلى الثالوث في وحدانية الله؟
أبونا: نعم: (1) الإسلام يؤمن بهذه الحقيقة الجوهرية: أن الله واحد في ثالوث،
(2) والثالوث ليس الإيمان بثلاثة آلهة، وإنما الله الواحد: هو موجود بذاته، وحي بروحه، وناطق بالكلمة.
(3) فالثالوث الذي نؤمن به هو: [ذات الله وكلمته وروحه]
(4) وهذا عين ما جاء في (سورة النساء 171) "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ".
(11) المضيف: وماذا في المسيحية يقابل الشهادة الثانية في الإسلام في قولهم: "أن محمدا رسول الله"؟
أبونا: ونحن نقول الشهادة الثانية هكذا: "وأن المسيح كلمة الله وروحه".
(12) المضيف: وهل يشترط أن تكون الشهادتين علانية أمام جميع الناس كما في الإسلام؟
أبونا: (1) الواقع أن المسلمين لا يطيقون أن يسمعوا شهادة أحد بقبوله المسيح بل قد يصل الأمر إلى قتله، عملا بقول النبي محمد في كتاب (مصنف عبد الرزاق ج 10 ص 114، المؤلف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني نشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية) "عن عائشة ان النبي قال: من ارتد عن دينه فاقتلوه"
(2) لذلك حذرنا المسيح من إلقاء الدرر أمام غير المؤمنين قائلا: "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم" (مت7: 6)
(3) وبعد أن "فتح المسيح عيني الأعمى ارسله الى بيته قائلا: لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية" (مر8: 22 - 26)
(4) الواقع أن العبادة المسيحية هي علاقة شخصية بين الإنسان والله في الخفاء، فقد قال السيد المسيح: "واما انت فمتى صليت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصل الى ابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 6)
(5) وما قاله عن الصلاة قاله أيضا عن الصوم حيث قال: "واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 17 و18)
(6) من هذا نفهم أن العلاقة مع الله علاقة شخصية في الخفاء، فلا ينبغي أن يعلن عنها أمام غير المؤمنين، ويكتفى بأن يقدم العابر شهادته أمام الحاضرين من المؤمنين يوم معموديته.
(13) المضيف: كان هذا عن الشهادتين في المسيحية، هل يمكن أن نرجئ بقية المواضيع للحلقات القادمة؟
أبونا: (1) بكل سرور. إذن فالشهادتان في المسيحية هما: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن المسيح كلمته وروح منه.
(2) والواقع أنه قبل تقديم هاتين الشهادتين ينبغي أن يفتح الإنسان قلبه للرب ويقبله مخلصا شخصيا له على أنه هو الكفارة والفداء الذي مات لأجله على الصليب ليخلصه من عقوبة الخطية، ويعطيه حياة جديدة كما يقول الكتاب المقدس في (2كو5: 17): "إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا". آمين.
المداخلات
(14) المضيف: شكرا جزيلا. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين أن تباركهم.
(3) وأسألك من أجل كل المشاهدين الذي كانوا معنا اليوم أن تشرق في قلوبهم لإنارة معرفة مجدك.
(4) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتستخدمها لخلاص النفوس الغالية على قلبك.
(5) وأسلك أن تبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(6) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(7) وأصلي من أجل: [فلان المقدم/ أو فلانة المقدمة]. واذكر ضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(8) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم.
(9) واذكر أيضا يارب: [الأسماء المكتوبة ................] في إسم يسوع المسيح. آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
