219ـ تطوير الخطاب الديني (7)
الجمعة 11/12/2015م
(تقديم: حسين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (219) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2). (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقات السابقة؟
أبونا: (1) الحلقة السابقة تكلمت عن بعض النقاط من: مقال د. محمد يونس بخصوص تجديد الخطاب الديني.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/423980.aspx
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أتكلم عن بقية ما جاء في المقال:
(1) إصلاح الفكر الإسلامي.
(2) مفهوم الخطاب الإسلامى.
(5) المضيف: لنبدأ بالحديث عن ما قاله الكاتب بخصوص إصلاح الفكر الإسلامي.
أبونا: يقول الدكتور محمد يونس: (1) "إن إصلاح منهجية الفكر الإسلامي بشكل عام هو المدخل للتجديد الحقيقي لدى بعض العلماء، انطلاقا من أن الذي أصاب الفكر الإسلامي بالجمود والقصور هو أحداث تاريخية عديدة أدت في النهاية إلى انعزال العلماء عن الواقع الاجتماعي،
(2) ومن ثم فمن الضروري إدراك مدى خطورة الخلل المنهجي الذي نتج عن الانفصام بين علوم الوحي وعلوم الطبائع والوقائع، فهذا الانفصام الذي حصل بين العلماء والواقع قد أدى إلى نتيجة أخرى هي انشطار حياة المسلم إلى جانب شخصي هو مجال نظرهم، وجانب عام تركوه ولا علاقة لهم به،
(3) وقد نتج عن هذا التفكير أن أصبح الفقه الإسلامي مهتماً فقط بحياة الفرد، حيث يبدأ بالطهارة وينتهي بالجنازة وتتوسطهما المعاملات،
(4) أما قضية الحكم والنظام العام والشورى والعدل والتكافل وما إليها من شئون الحياة الاجتماعية العامة، فليس للفقه بها كبير عناية، وقد نتج عن ذلك أمران أساسيان:
(6) المضيف: وما هما هذان الأمران؟
أبونا: لقد وضحهما الدكتور يونس بقوله:
أولاً : جمود مسائل الفقه: (1) مما يجعل من الصعب على الفقيه أن يطورها وأن يستخدم الأصول لتوليد الجديد منها،
(2) وبذلك أصبحت تتعامل فقط مع حياة الفرد، ونستطيع أن نمثل لذلك بسلوك الفرد حين يسارع بالسؤال عند الحاجة إلى فهم أمر من أمور العبادة أو يتمنى لو أن بإمكانه تلافي معاملات الربا،
(3) أما إذا خالف للدولة أمراً وأصاب منها نفعاً فإنه لا يأسف لفعله ولا ينال ضميرَه تأنيبٌ، لأنه أضر بالمصلحة العامة والنظام العام ومصلحة المجتمع، ذلك لأنه رُبِّي بطريقة الفقه فرداً،
(4) فالخلل إذن يكمن في المنهجية، ويتجلى ذلك في تدريس الفقه وأصوله على أنهما مسائل تُحفظ وتُردد لا على أنهما منهجية لبناء الفقه وتطوير قضاياه،
(5) فأصبحت دراسة الفقه والأصول دراسة لأمور تاريخية لا ينتج عنها فكر مبدع متجاوب مع الواقع،
(6) ومن هنا فإن المنهجية التقليدية تبلورت في ظروف تاريخية معينة، في ظل عزلة العلماء وفي حالة من التعامل الجزئي مع المسلم، بوصفه فرداً منعزلاً وليس فرداً في جماعة.
(7) المضيف: وماذا قال عن المبدأ الثاني؟
أبونا: قال: "والثاني: قد نتج عن هذه النزعة الجزئية: (1) أنه لما استقل العلماء بالحياة الفرعية وتركوا الحياة العامة للسلاطين، أن أصبح الحكم بالضرورة مستبداً، وبالقدر نفسه،
(1) فإن العلماء بعجزهم الفكري وعدم قدرتهم على تقديم البدائل، لجأوا إلى الإرهاب والتخويف الفكريين، فمن يخالفهم يكون مصيره جهنم، فالسجن لمن يخالف السلطان، وجهنم لمن يخالف العلماء، (عبد الجبار الرفاعي: "مناهج التجديد" ص 161- 181)
(2) ومن هنا أصبح الفكر مبنياً على التخويف والإرهاب، وأي إنسان في حالة خوف ورهبة يكون إنساناً سلبياً لا يتسم بالمبادرة أو الإبداع.
(3) [وأكمل قائلا]: هذا الجمود الفكري والفقهي انعكس ايضا على الخطاب الإسلامي،
(4) لذا فإن اي دعوة لتجديد هذا الخطاب لابد ان تنطلق مما آل اليه الفكر الإسلامي اليوم بحيث تضع في اعتبارها كل هذه التحديات وتعمل على مواجهتها واستشراف أفاق المستقبل وفق منهج التجديد الإسلامي وليس من خارجه،
(5) وفي هذا فليتنافس المتنافسون بشرط ان يتمتعوا بالتأهيل والتخصص المطلوب، وفي الوقت نفسه لابد ان تتناغم مع ذلك استراتيجية شاملة لتجديد مفاصل الدولة وبنيتها..
(6) تجديد البناء والدماء والمؤسسات وإعادة تشكيل العقل المسلم وفق رؤية متزنة بحيث تعود المرجعية للمؤسسة الدينية الرسمية على أن تعاد لهذه المؤسسة مكانتها وهيبتها واستقلاليتها وما تم اخذه من مواردها فضلا عن اعادة النظر في مناهجها الإدارية والتعليمية، اما مجالات تجديده وآفاقه فهي متعددة ولا يمكن اجمالها في هذه المساحة.
(8) المضيف: وماذا قال عن مفهوم الخطاب الإسلامى؟
أبونا: قال: "اهتم علماء الإسلام الأوائل بمفهوم الخطاب:
(1) فيعرفه سيف الدين الأمدي [القرن السادس الهجري] بانه اللفظ المتواضع عليه، المقصود به إفهام من هو متهيئ لفهمه."
(2) أما الإمام الجويني [القرن الخامس الهجري] فيرى أن الخطاب، والتكلم، والنطق واحد في حقيقة اللغة، ويُثْبت أن معنى النص هو المعنى المفهوم بنفسه، يقوم مقام النص، ويقدَّم على الألفاظ والظواهر. والإمام الجويني بذلك يثبت موقفا منهجيا له قيمته بالنسبة لتناول النصوص وتحليلها وهو عدم إعطاء مكانة للعبارات دون المعني. (كتاب الكافية في الجدل للجويني إمام الحرمين، ص 78).
(3) ودرج علماء الأصول على استخدام الخطاب بالمفهوم الشرعي (الخطاب الشرعي) الذي قسموه إلى ثلاثة فروع تتناول: 1ـ خطاب الله، 2ـ وخطاب الرسول، 3ـ وخطاب الأمة. وهو يختلف عن المفهوم الذي نقصده بالخطاب الديني هنا، إذ أننا نركز على المفهوم المتعلق باللغة والاتصال، والذي يقترب من المعنى الذي أشار إليه الإمام الجويني .
(4) ويقصد بالخطاب عند بعض الباحثين" مجمل الرموز والإشارات التي تصدر عن مرجعية معينة، تشكل صورتها ومظهرها العام، وتبرز خطوطها الفكرية، عبر عملية تواصل بين هذه المرجعية الفكرية والجمهور، في عملية تفاعلية يكون فيها الخطاب وسيلة لا غاية".
(5) وتطور الأمر في مجال معالجة الأطروحة المقدمة بالكامل باعتبارها بنية موحدة، يقدمها كاتب لديه هدف تتم صياغته عبر خطاب يحتوي على بناء استدلالي، وبناء على ذلك فإن الخطاب هو مرادف لتصور أو موقف لشخص أو جماعة بشأن قضية مطروحة.
(6) وإذا كان الفكر الإسلامي يتجلى بشكل خاص في الكتب والندوات والأبحاث العلمية لعلماء الدين والمفكرين الإسلاميين، فإن الخطاب الإسلامي يتعلق بآليات نقل الفكر الإسلامي وتكييفه ومعالجته لغويا ودعويا وإعلاميا لكي يلائم الوسائل والطرق والتقنيات المستخدمة لتوصيله الى الجماهير سواء كانت هذه الوسائل خطبة الجمعة او درسا دينيا او صحيفة او برنامجا تليفزيونيا أو موقعا على الإنترنت. ونرى أن الخطاب الإسلامي الفكري هو الوجه الإعلامي للفكر الإسلامي أو التناول الإتصالي للفكر الإسلامي.
(7) ومن ثم فإن الخطاب الإسلامي هو مجموعة المقولات والتصورات والرؤى التي يطرحها علماء الدين والدعاة والمفكرون إزاء قضايا المجتمع استنادا إلى الدين الإسلامي بشكل مباشر أو غير مباشر .
(9) المضيف: وما هو تعليقك على قاله الكاتب عموما؟
أبونا: (1) الدكتور محمد يونس يجيد فن تحليل الأسباب، ولكنه بكل أسف شديد يعجز عن وصف العلاج.
(2) لسبب هام هو أن هناك مشكلة جوهرية تتعلق بالنص المؤسس أي القرآن. فهو معيوب متناقض يقوم على الإرهاب والغنائم والسبايا.
(3) فهذا أمر لا يمكن علاجه، بل يحتاج إلى شئ آخر جرئ، وهو ما فعله عثمان سابقا بالمصاحف التي ورثها من الصحابة.
** عزيزي المسلم الباحث عن الحق أناشدك أن تكون صادقا مع نفسك، وفكر بفهم، لتتخذ القرار السليم، وهو أن تطلب من الله الخالق أن يشرق بنوره في قلبك لتعرفه المعرفة الحقيقية لتنال خلاصا ونعمة وحياة جديدة، وابدية هنية. آمين.
المداخلات
(10) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(11) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين أن تباركهم.
(3) وأسألك من أجل كل المشاهدين الذي كانوا معنا اليوم أن تشرق في قلوبهم لإنارة معرفة مجدك.
(4) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتستخدمها لخلاص النفوس الغالية على قلبك.
(5) وأسلك أن تبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(6) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(7) وأصلي من أجل: [حسين المقدم]. واذكر ضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(8) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم.
(9) واذكر أيضا يارب: [الأسماء المكتوبة ................] في إسم يسوع المسيح. آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
