218ـ تطوير الخطاب الديني (6)
الجمعة 4/12/2015م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (218) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقات السابقة؟
أبونا: (1) كنت أتكلم عن: مقال بجريدة الأهرام:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/423980.aspx
تحت عنوان: الأهرام" تفتح ملف تجديد الخطاب الإسلامى ... رؤية لتأصيل المفاهيم
ملف يكتبه: د. محمد يونس
(2) وتكلمت في الحلقة السابقة عن:
(1) حال الخطاب الإسلامي.
(2) سمات الخطاب الإسلامي.
(3) تضييق المباح.
(4) ضعف المؤسسات الدينية.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن بعض أجزاء أخرى من نفس المقال وهي:
1ـ مفهوم التجديد.
2ـ استيعاب مستجدات العصر.
3ـ المتغيرات الدولية.
4ـ النص والخطاب.
5ـ منهج التجديد
(5) المضيف: ماذا قال الكاتب عن مفهوم التجديد؟
أبونا: لنقرأ ما جاء في مقاله:
(1) "إذا بحثنا عن أصول مفهوم تجديد الدين فى القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد أنهما [أي القرآن والسنة] احتويا على العديد من النصوص التي تشير إلى هذا المفهوم بشكل أو بآخر،
(2) غير أن هناك نصاً واحدا يشير إلى التجديد بشكل مباشر، هو الحديث النبوي الذي رواه أبو داود فى سننه والحاكم فى مستدركه عن أبى هريرة أن النبي قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ".
(3) ولا شك أن التجديد لا يعني تغيير جوهر الدين أو أصوله، وإنما يعنى إعادته إلى النقاء الذى كان عليه يوم نشأته حيث الأصالة الفكرية لأركانه وثوابته أى تجديد الإيمان به والالتزام بتعاليمه الصحيحة بعيداً عما قد يعتريها من شوائب".
(6) المضيف: وما تعليقك على أقواله هذه؟
أبونا: (1) في قوله: "أن التجديد لا يعني تغيير جوهر الدين أو أصوله، وإنما يعنى إعادته إلى النقاء الذى كان عليه يوم نشأته .. والالتزام بتعاليمه"، (2) اقول أن هذا الكلام ينسف فكرة التجديد من أساسها. (3) لأن مشكلة الدين الإسلامي هي في جوهر تعاليمه الإرهابية (4) فإن لم يتم تغيير هذه التعاليم فلا فائدة من التجديد.
(7) المضيف: وماذا قال عن: استيعاب مستجدات العصر؟
أبونا: قال:
(1) "من ناحية أخرى يعنى تجديد الدين أيضا القدرة على استيعاب مستجدات العصر وما يحمله من قضايا لم تكن معروفة من قبل، وتحتاج إلى بيان موقف الشريعة منها، ويتم ذلك من خلال الاجتهاد سواء كان فردياً أو جماعياً.
(2) وإذا كان التجديد لا يعنى تقليدا بلا بينة، فإنه لا يعنى تبديداً للشرع تحت أى مسمى كان، كما أنه يجب ألا ينصرف معنى التجديد فى هذا السياق إلى معانى التجديد فى الدين والشرع ذاته بل هو فى حقيقته تجديد وإحياء وإصلاح لعلاقة المسلمين بالدين والتفاعل مع أصوله والاهتداء بهديه.
(3) فالتجديد لا يعني المساس بثوابت العقيدة والعبادات ونصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، إنما يعني إعمال العقل في المشكلات المعاصرة لاستنباط الأحكام الشرعية المناسبة والحلول الملائمة لوضع الأمة على طريق النهوض الحضاري".
(8) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: (1) مع كل احترامي للدكتور كاتب المقال فإن ما يقوله لا يحل المشكلة.
(2) في قوله: معنى التجديد هو إحياء لعلاقة المسلمين بالدين والتفاعل مع أصوله"
(3) فالمشكلة تكمن في أصول الدين الذي يحض على الإرهاب وكره الآخر ومقاتلته وقتله. بنصوص الآيات القرآنية.
(4) ففي قول الدكتور عن التجديد أنه التفاعل مع أصول الدين، فهذا معناه تأصيل الإرهاب وليس فيح حل للمشكلة.
(9) المضيف: وماذا يقصد كاتب المقال بالمتغيرات الدولية؟
أبونا: يقول:
(1) "ونحن نتناول التجديد ينبغي ألا نغفل الظروف والمتغيرات الدولية التي تحيط بعالمنا الإسلامي، مما قد يتطلب إعادة النظر في الكثير من الأمور التي رانت على قلب الأمة فعطلت مسيرتها وجعلتها تتخلف عن الركب الحضاري للعالم المعاصر،
(2) وإن كان الحديث عن التجديد لا ينطلق من أحداث عارضة أو ظروف وقتية إنما ينطلق من أسس إسلامية واضحة، جسدها الحديث النبوي المشار إليه.
(10) المضيف: وما تعليقك على أقواله هذه؟
أبونا: (1) من هذا يبدو أن الدكتور يعرف جيدا جوانب تجديد الخطاب الإسلامي، ولكنه عاجز تماما عن أن يعطي حلولا لهذه المشاكل.
(2) فبينما يقول: "ونحن نتناول التجديد ينبغي ألا نغفل الظروف والمتغيرات الدولية التي تحيط بعالمنا الإسلامي" وهذا تحليل جيد،
(3) ولكنه يصطدم بصخرة المستحيل فيقول: أن "التجديد ينطلق من أسس إسلامية واضحة، جسَّدها الحديث النبوي".
(4) والحديث النبوي جسد الإرهاب والعنف والقتل. فعلى رأي المثل "كأنك يا بوزيد ما غزيت"
(11) المضيف: وماذا قال عن النص والخطاب؟
أبونا: قال:
(1) "ننبه إلى أن ما نعنيه بالتجديد يتعلق بالخطاب والفكر الإسلامي.
(2) وهنا يحسن بنا التمييز بين النص الإسلامي من ناحية، والفكر والخطاب الإسلامي من ناحية أخرى،
(3) فالنص وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، يتسم بالثبات، غير أن ثبات النص لا يعني أن قراءته ثابتة، وإنما متجددة، فعطاء القرآن وفهمه واستيعابه يتجدد في كل عصر،
(4) وعلى سبيل المثال لم تتوقف الأمة عند تفسير القرآن الكريم الذي توصل إليه الجيل الأول من المسلمين وفق معطيات عصرهم، وإنما ظهرت تفسيرات أخرى، كالتفسير الدلالي والتفسير الموضوعي، والتفسير العلمي.
(12) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: (1) وهذه إخفاقة أخرى للدكتور يونس. (2) عندما يقول أن النص وهو القرآن والسنة ثابت، ولكن فهمه متجدد. (3) وسؤالي لسيادة الدكتور، هل فهم النص يغير النص أم يبقي عليه؟
(4) فإن كان الفهم يغير النص، يكون النص غير ثابت على عكس ما يقول. (5) وإن كان الفهم لا يغير النص، فلا يعتبر الفهم تجديدا لأنه لم يأت بجديد. (6) والواقع أن الدكتور مثل باقي علماء المسلمين في ورطة لا يستطيعون الخروج منها، فيلفقون كلاما لا معنى له ولا فائدة منه.
(13) المضيف: وماذا قال عن منهج التجديد؟
أبونا: قال:
(1) تجديد الخطاب الإسلامي، بخاصة محتواه (الفكر الإسلامي) لابد أن يعتمد على منهج قويم وضوابط وشروط تحقق الهدف من التجديد في ضوء المنظر الإسلامي وليس من خارجه، بحيث يكون التجديد آلية للإحياء وليس وسيلة للتبديد.
(2) يقوم منهج التجديد على ثلاثة محاور : عقل، ونص، وأدوات:
1ـ و"الحرية" أول شروط العقل، ليكون مساهماً في ذلك التجديد: والمقصود بالحرية الانطلاقة الذاتية في التجديد غير متأثرة بمنفعة شخصية، أو هَوَى متَّبع، أو فكرة سابقة مسيطرة .
2ـ وأما النص :فشرطه المناسبة والمواءمة للإنسان كله، وكلنا يدرك أن الإنسان، كالآلة التي تحتاج إلى دليل يبين تركيبها وطريقة عملها وتشغيلها، وهذا الدليل من فعل صانع الآلة، وكذلك الإنسان، وصانعنا هو الله جل وعلا، دليله إلينا كتابه القرآن الكريم.
3ـ أما الأدوات: فهي عديدة ولا تقتصر على ما قدمه الألوان وإنما يجب استنفار كل ما كان، وما صار لتكون في خدمة النص، تستخدمها الحركة العقلية، لأن الاقتصار على أدوات ماضية يفقد التجديد بعض مصداقيته، كما أن الاعتماد على الأدوات المستجدة فقط يجعل التجديد قطيعة مع النص، لأننا لم نعتبره من خلال ما فعله السابقون.
+ وقد اعتمد أسلافنا أدوات، منها المنطق واللغة والبلاغة، واليوم ظهرت علوم و أدوات جديدة، منها اللسانيات، والإناسيات، والتحريات الأثرية، والنمطيات، والاجتماعيات، والنفسيات، و… ، فلِماذا لا نُتقن هذه الأدوات والوسائل، لنتفاعل بها مع النص الإلهي لخدمة التشريع؟
+ وربما كان بعض هذه الأدوات على حساب أدوات سابقة، وهذا استمرار وليس اعتداء. ومن ثم فإن هذا التجديد لا يعني معاداة التأصيل، فالفكر الإسلامي يدور في فلك القرآن نصاً أساساً، والسنة الشريفة تبياناً وتفسيراً لهذا النص.
(14) المضيف: وماذ تقول تعليقا على ذلك؟
أبونا: (1) إني أرى الدكتور يونس يقدم فزلكة فكرية أُشَبِّهُهَا بتمرين "محلَّك سر في طابور الصباح بالمدارس"
(2) وينطبق عليه ما جاء بالموقع التالي:
*After great effort, he explained that: water is water.
ترجمته: "كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء".
تفسيره: "قام بمجهود كبير ثم لم يضف أي شيء جديد".
(3) إني أصلي لأجل الدكتور يونس وكل علماء المسلمين أن يتحرروا بالحق من العقلية المتجمدة التي تحبسهم في الصندوق القديم البالي.
(4) وإني أعود وأقول لكل المسلمين علماء وحكاما وشعبا أن أفضل حل للخطاب الديني الإسلامي، هو قصر الدين على العبادات والعلاقة مع الله والسلوكيات والعلاقات مع الناس على اساس من القيم والأخلاق. وترك السياسة للدول والأحكام الوضعية التي تتغير وتتجدد وفقا للظروف والمستجدات العصرية.
المداخلات
(15) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(16) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم، وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(3) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
