214ـ تطوير الخطاب الديني (3)
الجمعة 6/11/2015م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (214) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2). (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقات السابقة؟
أبونا: (1) الحلقة السابقة تكلمت عن: مواضيع الخطاب الديني ومشكلاته.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أستكمل الحديث عن بقية المواضيع.
4ـ حل مشكلة الخطاب الديني المسيحي.
5ـ حتمية تجديد الخطاب الديني الإسلامي. يقول الرسول محمد "صلي الله عليه وسلم" "ما كان من أمر دينكم فإليَّ، وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم به".
(5) المضيف: هل توجد مشكلة للخطاب الديني المسيحي في كنائس الشرق الأوسط؟
أبونا: (1) الواقع أنه لا توجد أية مشكلة للخطاب الديني المسيحي في كنائس الشرق الأوسط، وذلك لأن هذه الكنائس تعيش تحت الحكم الإسلامي المسيطر على السياسة والأنظمة.
(2) والمسيحيون في هذه البلاد يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، ولا حق لهم في التدخل في الحكم والسياسة.
(3) لهذا اقتصر الخطاب الديني المسيحي في كنائس الشرق الأوسط على الناحية الروحية فقط ولم ينشغل بالسياسة.
(4) وكم أنا سعيد كل السعادة بذلك. فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.
(6) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن كيف حُلِّت مشكلة الخطاب الديني المسيحي في الغرب؟
أبونا: أريد أن أعرض لمحة تاريخية عن الخطاب الديني في المسيحية في الغرب.
(1) من بداية المسيحية كان هناك فصل شديد بين الدين والدولة تجلى في مقولة السيد المسيح الخالدة: "اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (لو20: 25).
(2) وعاشت المسيحية حوالي أربعة قرون مضطهدة من الدولة الرومانية في ذلك الحين، فلم يكن لها أية علاقة بالسياسة. وكان خطابها الديني هو تثبيت الإيمان والحث على احتمال المشقات، والنظر إلى الحياة الأبدية.
(3) ولكن حدث في القرن الرابع الميلادي وبالتحديد سنة 313م أن أصدر الإمبراطور قسطنطين بعد اعتناقه المسيحية مرسوما يُعرف بمرسوم ميلانو الذي يعترف فيه بالمسيحية دينا رسميا للدولة.
(4) وصار للكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية في القسطنطينية، والكنيسة الكاثوليكية في روما سلطانا على الدولة بما فيها الأباطرة أنفسهم.
(5) وتدخلت الكنيسة في السياسة، الأمر الذي يتعارض مع وصايا السيد المسيح وروح الكتاب المقدس.
(6) ولكن في عام 1789م قامت الثورة الفرنسية بفصل الدين عن الدولة.
(7) وفي نفس العام 1789م قامت أيضا الولايات المتحدة الأمريكية بفصل الدين عن الدولة.
(8) انظر المزيد في الموقع التالي على الإنترنيت:
(9) وهكذا انتهى الصراع بين الدين والدولة، وعاد الخطاب المسيحي إلى وضعه الطبيعي وهو الاهتمام بالناحية الروحية والتعبدية والسلوكية، عملا بقول السيد المسيح الذي أشرت إليه سابقا: "اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (لو20: 25).
(7) المضيف: نأتي الآن إلى حتمية تجديد الخطاب الديني الإسلامي، فماذا تريد أن تقول؟
أبونا: الواقع أن هذه قضية خلافية كثر فيها الحديث بين موافق ومعارض. وسوف أعرض الرأيين بحيادية كاملة.
الرأي الأول: رأي المؤيدين لتجديد الخطاب الديني الإسلامي.
الرأي الثاني: رأي الرافضين لتجديد الخطاب الديني الإسلامي.
(8) المضيف: حدثنا أولا عن رأي المؤيدين لتجديد الخطاب الديني الإسلامي.
أبونا: سأعرض أراء بعض الشيوخ والمفكرين المسلمين الذين ينادون بضرورة فصل الدين عن السياسة، منهم الدكتور محمد شحرور:
(1) مفكر إسلامي سوري أستاذ بكلية الهندسة جامعة دمشق.
(2) له مؤلفات عديدة في مواضيع الدين الإسلامي.
(3) نشر رأيه في موقعه على الانترنيت:
http://www.shahrour.org/?p=1402
(4) بضرورة فصل الدين عن السياسة حتى لا يوظف الدين في خدمة السياسة.
(5) ويرى ضرورة التفريق بين ما يأمر به الرسول وبين ما يحرمه النبي وهو يدعو إلى ضرورة الفصل بين الدين والسياسة في أمور السلطة والحكم حتى لا يوظف الدين في خدمة السياسة.
(9) المضيف: هل أبدى أحد من شيوخ الإسلام رأيه في الفصل بين السياسة والدين؟
أبونا: الحقيقة يوجد الكثيرون من الشيوخ أذكر منهم:
(1) الشيخ اسامة القوصى وهو داعية مصري سلفي أشتهر في فترة السبعينيات بالتشدد والإنتماء للتيار القطبي وسافر للسعودية ثم عاد وأصبح معتدل الفكر، يقول: لابد من فصل الدين عن الدولة كما فعلت أروبا. (ونرى هذا الفيديو)
https://www.youtube.com/watch?v=i2koY9gsFE8
(ق 0:06- 1:23) من البداية إلى يوجد كلية للطب وكلية للهندسة توجد كلية .."
(10) المضيف: هل هناك غيره من الشيوخ؟
أبونا: نعم هناك وأيضا الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: نرى حديثه في موقع الدستور:
(1) "أكد الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تطوير "الخطاب الديني" يبدأ بهيئة قومية للدفاع عن صحيح الإسلام تتبع رئيس الجمهورية، على أن تضم كبار الفقهاء المتخصصين،
(2) مبينا أن أفكار الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الدين تتفق مع أفكار الشيخ محمد عبده، وأن الخولي والمودودي والصعيدي ومحمد إقبال علماء عظام طالبوا بتجديد الدين منذ مائة عام.
(3) وطالب كريمة، في حواره مع "الدستور"، بضرورة إبلاغ الرئيس أن علماء الأزهر يتعرضون لكارت إرهاب بمنعه من الحديث عن تطوير الخطاب الديني،
(4) مشيرا إلى أن جامعة الأزهر حولته إلى التحقيق لأنه تحدث عن تطوير "الخطاب الديني"، ولأنه يراه مجرد "سمك لبن تمر هندي".
(11) المضيف: نأتي إلى الرأي الثاني، وهو رأي الرافضين لتجديد الخطاب الديني الإسلامي، فماذا تريد أن تقول؟
أبونا: سأعرض بعض الآراء في هذا الشأن:
أولا: جاء في هذا الموقع هذه العبارات بخصوص تجديد الخطاب الديني:
(1) ليس التجديد الذي نقول به ونؤكد عليه مجاراةً لما جرى في الغرب على سبيل المثال من فصل للدين عن الدنيا. وليس هو العمل المرتجل، أو الثائر العنيف الذي يفسد ولا يصلح،
(2) ولكنه التجديد الحكيم، والرشيد، والمسؤول، الذي يراعي مقاصد الشرع ويأخذ بفقه الأولويات، ويضع القائمون عليه في اعتبارهم المصلحة العامة والضرورات التي تقدر بقدرها، من دون تجاوز للثوابت في نصوص القرآن الكريم وصحيح الحديث النبوي. فهذه النصوص لا يلحقها التجديد، لأنها هي الثوابت القطعية والقواعد الكلية للدين الحنيف.
[تعليق]: هذا ينطبق عليه المثل القائل: "مصحح ما تكسر، ومكسر ما تاكل، وكل لما تشبع".
(3) [ويكمل قائلا]: وليس من الحكمة ولا من العقل الراجح في شيء، أن نلتمس من التجربة الغربية في مجال التجديد الديني، وهو مصطلح ينطبق على ما جرى في الغرب خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين من صراع بين الكنيسة والمفكرين العقلانيين معياراً لما نريده من التجديد الذي ننشده ويتوجب أن نعمل من أجله.
(4) [وأضاف]: فإذا كانت المسيحية الغربية قد عرفت ما يذكر في التاريخ بالثورة على الدين، فإن تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي، لا ينبغي أن يسير في هذا الاتجاه، لاختلاف طبيعة المسيحية ومقاصدها التي ثار عليها الغرب، وطبيعة الإسلام ومقاصده التي يحيا بها المسلمون.
(12) المضيف: وما هو المثال الثاني؟
أبونا: (1) أعرض هذا الفيديو عن إستحالة تجديد الخطاب الديني الإسلامي، ورأي الأستاذ الدكتور محمود خيال.
https://www.youtube.com/watch?v=vNJgi0doUfs
(2) ولنسمع ما قاله مقدم البرنامج: (ق 2:11 – 2:31) "النهاردة معانا رؤية مختلفة خالص .." إلى ".. فيه فرق واضح جدا بين الاستحالة والصعوبة".
(3) ولنسمع تعليق الدكتور محمود الخيال: (ق 3:16- 11:49) "اتفضل يا دكتور محمود" إلى "داخل الأزهر بتؤمن الناس دي على حق"
(13) المضيف: ما هو تعليقك؟
أبونا: (1) إنها بالحق مشكلة بل ورطة، فهل ينجح مشروع السيسي في تجديد الخطاب الديني الإسلامي؟ أم سينجح رأي الأستاذ الدكتور محمود خيال باستحالة ذلك لجمود رجال الدين.
(2) على كل حال دعنا نستكمل مناقشة ذلك في الحلقات القادمة. فإلى اللقاء.
المداخلات
(14) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم، وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
