189ـ الإلحاد (5)
الجمعة 8/5/2015م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (189) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها الراعي الصالح يا من تبحث عن خرافك الضالة فوق الجبال وفي الوديان حتى تجدها فتحملها على منكبيك وتعيد لها الحب والأمان والسلام. أسألك أن تخلص كل من ضل بعيدا عنك ويبحث بإخلاص عن شخصك لتغمره بحبك وحنانك وعطفك واهتمامك حتى لا يهلك، بل تكون له الحياة الأبدية. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا اليوم بما ناقشته في الحلقة السابقة حتى لا ننساه؟
أبونا: (1) تكلمت أولا عن: أسباب الإلحاد ومنها:
1ـ أسباب تعود إلى نظريات علمية.
2ـ أسباب تعود إلى نظرة فلسفية وتساؤلات عقلانية.
3ـ أسباب تعود إلى الذات والكبرياء.
4ـ أسباب تعود إلى الانحلال الأخلاقي.
5ـ أسباب تعود إلى الجهل وضحالة الفكر.
6ـ أسباب تعود إلى غواية الشيطان.
7ـ أسباب تعود إلى العثرة في الدين.
(4) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) قبل أن أتناول الرد على النظريات الإلحادية، أريد أن أتكلم عن: بعض الأمور الجوهرية في التفكير العلمي الذي على أساسه سوف تتم المناقشة العلمية لقضية الإلحاد.
(2) أول هذه الأمور الجوهرية هو عرض لبعض المفاهيم الأساسية وهي:
1- مفهوم المعرفة.
2- مفهوم العلم.
3- مفهوم البحث العلمي.
4- مفهوم الإدراك.
(5) المضيفة: بداية ما علاقة هذه المفاهيم بقضية الإلحاد؟
أبونا: هذا سؤال هام. وأحب أن أجيب عليه في عدة نقاط:
(1) طريقة تفكير الملحد: فالملحد يعتمد في تفكيره على المعرفة، والعلم والبحث العلمي.
(2) فهو يستبعد من مفرداته كل ما يخص الكتاب المقدس، حيث أنه ينكر الله، فبالتالي يرفض مرجعية الكتاب المقدس.
(3) إذن فلكي نناقشه علينا أن نستخدم أدواته.
(4) وقبل أن نستخدم أدواته لابد وأن نوضح مفاهيم هذه المفردات، إذ ينصحنا علم المنطق بأن نبدأ بتحديد مفاهيم المواضيع التي نتكلم عنها حتى نكون على اتفاق منذ البداية.
(6) المضيفة: لنبدأ بالمفهوم الأول. ما هو مفهوم المعرفة.
أبونا: (1) جاء بمعاجم اللغات أن كلمة "معرفة"Knowledge تعني الإحاطة بالشيء،
(2) والمعرفة أشمل من العلم، لأن المعرفة تتضمن كل رصيد المعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الإنسان العاقل المفكر أن يجمعها على طول التاريخ.
(3) والمعرفة أمر هام، لمعرفة الحقائق التي تساعد على فهم القضايا، فيعرف كيف يتغلب على المعطلات التي تصادفه.
(4) والواقع أن هناك فرق بين مجرد المعرفة العادية، وبين المعرفة العلمية المبنية على الأدلة والبراهين.
(7) المضيفة: ما زلنا نتكلم عن مفهوم المعرفة فما هي أنواع المعرفة؟
أبونا: هناك ثلاثة أنواع من المعرفة هي :
(1) المعرفة الحسية: وهي التي تعتمد على الحواس الخمسة: البصر والسمع والشم والتذوق واللمس.
(2) المعرفة العقلية الفلسفية: وهي التي تعتمد على الفكر والمنطق.
(3) المعرفة العلمية: التي تعتمد على منهج: التجربة، والملاحظة، والاستنتاج.
(4) المعرفة الإختبارية: 1ـ هذه المعرفة تسمو فوق المعرفة الحسية والفلسفية والعلمية،
2ـ إنها المعرفة الروحية التي تنبني على إختبار انطلاق الروح من قيود الحس والمنطق للاتحاد بالروح الأعلى الذي نفخ في الإنسان فجعله نفسا حية، وميزه بهذه الروح الخالدة عن البهائم والقردة التي لا تفهم ولا تفكر ولا تبتكر.
3ـ ووسيلة هذه المعرفة الاختبارية أن يتجاوب الإنسان مع دعوة المسيح الذي قال: "هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20)
(8) المضيفة: كان هذا عن مفهوم المعرفة وأنواعها، وما هو مفهوم العلم؟
أبونا: (1) العلم لغوياً هو: إدراك الشيء على حقيقته، وهو يقين المعرفة.
(2) والعلم اصطلاحاً هو: مجموع الحقائق والنظريات العلمية.
(9) المضيفة: هذا يجعلنا نسأل عن وظـائف العـلم، فما هي؟
أبونا: هناك ثلاثة وظائف أساسية للعلم:
(1) الوظيفة الأولى للعلم هي: اكتشاف القوانين العلمية: عن طريق المنهج العلمي الذي يعتمد على:
1ـ الملاحظة: ملاحظة الأحداث والظواهر وتحليلها بواسطة وضع الفرضيات العلمية،
2ـ التجربة: بإجراء عمليات التجارب العلمية.
3ـ الاستنتاج: الوصول إلى قوانين علمية تفسر هذه الأحداث والظواهر.
(2) الوظيفة الثانية للعلم هي: التنبؤ العلمي: بالأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية، مثل التنبؤ بحالة الطقس، وحدوث الزلازل، وثورات البراكين .. إلخ بهدف الاحتياط لمواجهة ذلك.
(3) الوظيفة الثالثة للعلم هي: الضبط والتحكم: في الظواهر والأحداث وتوجيهها التوجيه السليم، مثل التحكم في الأمراض والتحكم في السلوكيات، وضبطها وتوجيهها لخير البشرية .. إلخ
(10) المضيفة: وما علاقة العلم بالإلحاد؟
أبونا: (1) من تعريف مفهوم العلم ندرك مجال العلم، وهو الحقائق والنظريات العلمية المادية، ومن هنا فهو لا يدخل في مجال الروح الذي يسمو عن المادة. فيضل الإنسان إذا بحث عن الله في مجال آخر دون مجال الروح. ومن هنا جاء الإلحاد.
(2) ثم نلاحظ أيضا أن منهج العلم هو التجربة والملاحظة والاستنتاج. وهذا لا ينطبق على منهج الروحالذي يسمو إلى الاختبار الروحي بالالتصاق المباشر مع الروح الأسمى الذي هو الله. وهكذا يضل أيضا من ينحصر في المنهج العلمي الذي يتعامل مع المادة فحسب دون الروح. وهذه هي أساس مشكلة الإلحاد.
(11) المضيفة: كلمتنا عن مفهوم المعرفة، وأيضا مفهوم العلم، ونريد أن تحدثنا عن مفهوم البحث العلمي.
أبونا: هناك عدة تعريفات لمفهوم البحث العلمي:
(1) البحث العلمي هو: عملية تقصي دقيق للحقائق بإتباع مناهج علمية محددة بغرض التأكد من صحة هذه الحقائق وتعديلها أو إضافة الجديد لها.
(2) وهناك تعريف آخر يقول أن البحث العلمي هو: وسيلة للاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلاً، على أن يتبع خطوات المنهج العلمي المؤيد بالأدلة والبراهين.
(3) وكذلك يوجد التعريف القائل: أن البحث العلمي هو عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفاً لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها، وإضافة شيء جديد لها، أو حل لمشكلة علمية.
(4) وأيضا هناك تعريف يقول: أن البحث العلمي هو: نشاط علمي منظم، وطريقة في التفكير واستقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق معتمداً على مناهج موضوعية من أجل معرفة الترابط بين هذه الحقائقواستخلاص القوانين العامة.
(5) وعموما يمكن القول أن البحث العلمي، هو مجموع الطرق الموصلة إلى المعرفة الحقيقية لموضوع البحث.
(6) وفي كل هذا فإن البحث العلمي لابد وأن يعتمد على منهج علمي دقيق.
(12) المضيفة: هل يمكن أن تكلمنا عن هذا المنهج العلمي في البحث؟
أبونا: (1) المنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث في تناوله للموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة سليمة.
(2) ومنهج البحث يلزم الباحث بعدم إبداء رأيه الشخصي دون تأييده بآراء لها قيمتها، وإخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به.
(13) المضيفة: سؤالي التقليدي، ما هي العلاقة بين البحث العلمي والإلحاد؟
أبونا: (1) الواقع أن الملحدين يعتمدون على البحث العلمي بمنهجيته ومجالاته ووسائله التي تتعامل مع المادة، من حيث إجراء التجارب المختلفة، وملاحظة التغييرات الحادثة، واستنتاج النظريات العلمية.
(2) والبحث العلمي يختلف تماما عن البحث الروحي بمنهجيته أيضا ومجالاته ووسائله التي تتعامل مع الروح وليس مع المادة.
(3) فالإنسان في حقيقته مكون من جسد مادي يتعامل مع البحث العلمي، ويتكون الإنسان أيضا من عنصرروحي يسري في الجسد فيعطيه الحياة والعقل والفكر والإبداع،
(4) والإنسان بهذا العنصر الروحي يواصل البحث الروحي حتى يصل إلى الحق المطلق وهو الله. "فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو4: 24).
(14) المضيفة: بقي أن تكلمنا عن مفهوم الإدراك، فماذا تريد أن تقول، وما علاقته بالإلحاد؟
أبونا: (1) يقول أحد علماء النفس أن الادراك هو الطريقة التي بها يفهم الإنسان كل ما يحيط به٬ ويتم ذلك عن طريق استقبال المعلومات، وتنظيمها، وتفسيرها٬ وتكوين مفاهيم ومعاني خاصة بها.
(2) باللغة الإنجليزية: (يدرك = To under stand) بمعنى أن تضع الشئ الذي تريد أن تدركه تحت مستواك (under your standard).
(3) ومن هنا يأتي الإلحاد. لأن الله لا يمكن وضعه تحت مستوى الإنسان (under your standard) لأنه (Above your standard) أي أعلى من مستوى الإنسان، (But not against your standard),
(4) لذلك يمكن أن يدرك بالإيمان لا بالمقاييس العقلية.
** نكتفي بهذا القدر لضيق الوقت ونواصل بقية الموضوع في الحلقات القادمة بمشيئة الله.
** عزيزي الملحد: هل يمكن أن تعيد التفكير فيما وضعه الرب أمامك هذا اليوم، خاصة استخدام الحاسة الروحية للبحث عن الله، ثق أنه يحبك وهو مستعد أن يعلن نفسه لك إن كنت تبحث عنه مخلصا. آمين.
المداخلات
(15) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
(16) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) شكرا (2) صلاة وذكر من طلب الصلاة (3) امضوا بسلام. الرب مع جميعكم آمين.
