188ـ معرفة الحق
الإلحاد (4)
أسباب الإلحاد
الجمعة 1/5/2015م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (188) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها الخالق المبدع العظيم، يا من ترانا وقد عجزت أبصارنا عن أن تراك، ويا من ترقبنا وقد قصرت مداركنا عن معرفة بهاك. يا من تحبنا وقد تحجرت قلوبنا عن الإحساس بهواك، ليتك تشع بنور معرفتك في أذهاننا وقلوبنا لنتمتع بطيب العشرة معك وسعادة الوجود في حضرتك. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا اليوم بما ناقشته في الحلقة السابقة حتى لا ننساه؟
أبونا: (1) تكلمت أولا عن: 1ـ الفرق بين الإلحاد: وهو إنكار وجود الله.
2ـ واللادين: وهو رفض الأديان.
3ـ واللاأدري: وهو الهروب من التفكير في الله والأديان.
(2) ثم تكلمت ثانيا: عن: أنواع الإلحاد وهي:
1ـ إلحاد وقح عنيف: الذي يتطاول على الله.
2ـ إلحاد مهذب لطيف: يكتفي بإنكار وجود الله دون التطاول عليه.
3ـ إلحاد معاصر سخيف: وهو إنكار الله وتأليه الذات.
3ـ إلحاد مقنَّع مخيف: وهو الإلحاد السائد بين المتدينين الذين قال عنهم الرب: (مت15: 7ـ9) "يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا: يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا.وباطلا يعبدونني" فإن احتياج الإنسان المتدين الذي يمارس واجبات وفرائض دينية فحسب، أن يطلب من الله أن يدخل قلبه ويغير حياته ويعطيه قلبا جديدا وروحا جديدة وطبيعة جديدة.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: أريد أن أتكلم عن: أسباب الإلحاد ومنها:
1ـ أسباب تعود إلى نظريات علمية.
2ـ أسباب تعود إلى نظرة فلسفية وتساؤلات عقلانية.
3ـ أسباب تعود إلى الذات والكبرياء.
4ـ أسباب تعود إلى الانحلال الأخلاقي.
5ـ أسباب تعود إلى الجهل وضحالة الفكر.
6ـ أسباب تعود إلى غواية الشيطان.
7ـ أسباب تعود إلى العثرة في الدين.
(2) على أني سوف لا أورد الإجابة اليوم على هذه الأسباب، ولكني أجمِّع فقط اليوم الأسباب حتى نقدم عرضا علميا متكاملا، وليس مجرد مناقشة سطحية إنفعالية.
(5) المضيف: أعتقد أن هذا أمر منطقي، فلنبدأ بالنوع الأول من الأسباب وهو: ما يعود إلى النظريات العلمية.
أبونا: هناك بعض النظريات العلمية التي يعتمد عليها الملحدون في إنكار وجود الله، وأكتفي هنا بأن أذكر منها:
1ـ نظرية السوبر نوفا (Super Nova) وهي فكرة وجود سحابة ضخمة من الهيدروجين المشتعل كانت البداية، ثم أنقسمت هذه السحابة إلى شموس كثيرة، خرجت من كل شمس مجموعتها من الكواكب التي تدور في فلكها.
2ـ نظرية الانفجار العظيم (Big Bang) فقد قدم العالم البلجيكي "جورج لوميتر" وقد كان كاهنا كاثوليكياعام 1927م الفرضية التي أصبحت فيما بعد نظرية الانفجار العظيم: وهي التي تتكلم عن نشأة الكون لتمددهنتيجة لحرارته الشديدة. وقد استخدمها الملحدون لاحقا لإنكار وجود الله.
3ـ نظرية النشوء والتطور [أي الارتقاء] أو البقاء للأصلح (Theory of Evolution) لتشارلز داروين عام 1859م التي ضمنها كتابه [أصل الأنواع The origin of species]. نظريّةَ "النشوءُ والارتقاء" تفترضُ أنَّ الأنواعَ كلَّها قد تطوّرت من أصلٍ واحد، من خليّةٍ حيّةٍ نشأت في يومٍ ما من ملايينِ السنينَ في ماءِ البحر، ودفعتْها الظروفُ المحيطةُ، والطفراتُ الوراثيّةُ للتكيّفِ والتطوّر.. وهكذا يُفضي الاستنتاجُ إلى أنَّالإنسانَ قد تطوّرَ من أقربِ الكائناتِ شبهًا به، القرودِ العليا. وليس أن الله خلقه من التراب. ولنشاهد فيديو يقرب هذه الفكرة بشكل مبسط:
https://www.youtube.com/watch?v=4ThsaAIqXms
(ق 0:00 – 0:52)، (ق 1:05 – 1:24) ، (ق 1:35-1:55)، (ق 2:00-2:10)، (ق 2:30-2:39)
* ودون الدخول في تفاصيل الرد على نظرية داروين، أذكر فقط هنا: أن دارون نفسه ظل حائراً في ما عرف بما سماه الحلقة المفقودة، التي تتوسط الانتقال من طبيعة القردة للإنسان الحديث. أي تميز الإنسان بالعقل المفكر المبتكر.
4ـ النظرية الحديثة: وهي أن الكون خلق نفسه بنفسه: يقول العالم الإنجليزي الشهير "ستيفن هوكينج" [Stephen Hawking] في كتابه [التصميم العظيم The Grand design] أن الله لم يخلق الكون وإنما الكون خلق نفسه بنفسه".
وسأناقش هذه النظريات فيما بعد.
(6) المضيف: حدثنا إذن عن: الأسباب التي تعود إلى النظرة الفلسفية والتساؤلات العقلانية.
أبونا: 1ـ الواقع أن الأسباب الفلسفية هي نابعة من التحليل المنطقي العقلاني وإخضاع الله لفكرهم مثل:
1ـ عدم وجود أي أدلة أو براهين موضوعية على وجود إله.
2ـ فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين (أبيقور في الفلسفة القديمة، ونيتشه في الفلسفة الحديثة) أن الجمع بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلقللإله وذلك لوجود الشر في العالم.
3ـ الكوارث والحروب والعقاب الأبدي تتعارض مع رحمة الله.
4ـ واسئلة أخرى كثيرة عقلانية سوف ننناقشها في حلقتنا القادمة.
(7) المضيف: وما هي الأسباب التي تعود إلى الذات والكبرياء.
أبونا: يتضح ذلك من أقوال أئمة الإلحاد التالية:
1ـ ويقول "إيثان بورن" [Ethan Bourne]: عن الإلحاد المعاصر "يجب أن لا يكون الله موجودا لكييوجد الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 114)
2ـ وقال "فورباخ" [For Bach]: "أن نقطة التحوُّل الكبرى في التاريخ ستكون في اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أن الإله الوحيد هو الإنسان نفسه"
3ـ وقال "كارل ماركس: "إن الإيمان بالله يقضي بالاعتراف بعدم قيمة الإنسان". [وأضاف] "إذن كان لابد من الاستغناء عن الله لإنقاذ الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 116)
4ـ ولخص "ماركس" فلسفته الإلحادية في قوله "أن الإلحاد هو إنكار الله، وبهذا الإنكار يؤكد وجود الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 116).
** وطبعا سوف أناقش هذا كله في حلقتنا القادمة بمشيئة الله.
(8) المضيف: وما هي أسباب الإلحاد التي تعود إلى الانحلال الأخلاقي؟
أبونا: الإنحلال الأخلاقي والسقوط في الخطية. ويتضح ذلك بالنظر إلى ما يلي:
1ـ في (أي21: 14) "يقول الأشرار لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر، من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع ان التمسناه"
2ـ وفي (اش59: 2) "اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم"
3ـ لهذا يوضح السيد المسيح أن النقاوة هي وسيلة رؤية الله بقوله: "طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله" (مت5: 8)
(9) المضيف: وما هي أسباب الإلحاد التي تعود إلى الجهل وضحالة الفكر؟
أبونا:
1ـ جاء في (مز14: 1) "قال الجاهل في قلبه ليس اله فسدوا ورجسوا بافعالهم ليس من يعمل صلاحا"
2ـ وكرر نفس الكلام: في (مز53: 1) "قال الجاهل في قلبه ليس اله فسدوا ورجسوا رجاسة ليس من يعمل صلاحا"
3ـ للأسف الشديد هناك من معتنقي الفكر الإلحادي من يتبنى أسلوب النعامة، إذ يدفن رأسه في رمال الإلحاد ويتوهم أنه طالما لا يرى الله فيكون الله غير موجود.
(10) المضيف: حدثنا عن أسباب الالحاد التي تعود إلى غواية الشيطان.
أبونا: (1) للشيطان أسلوبه الخاص في الوصول بالإنسان إلى الإلحاد أي إنكار وجود الله.
(2) وذلك بفصل الإنسان عن الله.
(3) ويبدأ خطته بالتشكيك في صدق الله كما فعل مع حواء إذ قال لها: (تك3: 1-4) "أحقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة ناكل، واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا. فقالت الحية للمراة لن تموتا".
(4) وعندما يشك الإنسان في صدق الله يشك في محبته، فينفصل عن الله.
(5) وعندما ينفصل عن الله تطمس بصيرته الروحية فلا يرى الله.
(6) كما قال السيد المسيح: (يو12: 39 و40) "لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا لان اشعياء قال ايضا: قد اعمى عيونهم واغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم".
(7) وقد أكد السيد المسيح ذلك قائلا: "روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه"(يو14: 17)
(11) المضيف: وما هي الأسباب التي تعود إلى العثرة في الدين؟
أبونا: (1) قال السيد المسيح" "ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة" (مت18: 7)
(2) كم من أناس تعثروا في الدين الذي لم يشبع إحتياجات قلوبهم للخلاص، والحب والسلام.
(3) وهناك الكثير من رجال الدين الذين صاروا بسوء تصرفاتهم سبب عثرة للكثيرين، فالدين الذي يتشدقون به لم يستطع أن يغير حياتهم.
(4) من أجل هذا نرى ملايين الشباب المسلمين يتركون الإسلام ويلحدون.
** إني أصلي إلى الله أن يشرق بنور نعمته على قلوب أحبائنا الملحدين ليروا محبه الفائقة ويتمتعوا بالشبع الكامل ببهاء مجده، إن أرادوا. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) شكرا (2) صلاة وذكر من طلب الصلاة (3) امضوا بسلام. الرب مع جميعكم آمين.
