الجمعة 21/12/2012م
(73) ملائكة التسبيح
(لو2: 13 و14)
"وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة".
في تسبحة الملائكة إجابة على ثلاثة أسئلة هامة هي:
(أولاَ) لمن يكون المجد؟
(ثانياً) على من يكون السلام؟
(ثالثاً) بمن تكون المسرة؟
أولا: لمن يكون المجد؟
وضحت تسبحة الملائكة أن المجد هو لله في الأعالي:
والكتاب المقدس يؤكد هذه الحقيقة أن الله وحده هو الذي له المجد:
(1) (1أخ 29: 11)لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاءوالمجد لان لك كل ما في السماء والارض لك يا رب الملك وقد ارتفعت راسا على الجميع.
(2) (أش6: 1ـ3) [أشعياء النبي يقول]: في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملا الهيكل. السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض"
(3) ومكتوب في (رؤ4: 10 و11) يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين. انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت"
(4) وأيضا: (رؤ7: 11 و12) "وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والكائنات الاربعة وخروا امام العرش على وجوههم وسجدوا لله. قائلين امين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الابدين امين".
** فهل تعطي أنت لله مجدا؟ أم نحن نبحث عن مجد أنفسنا. المسيحية طريق الاتضاع، وإنكار الذات:
(1) في (لو9: 23) قال ـ المسيح ـ للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني
(2) وفي (يو5: 41) قال المسيح: مجدا من الناس لست اقبل
(3) وأيضا في (يو17: 4) أنا مجدتك على الارض العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته
(4) وكذلك في قال المسيح (يو7: 18) من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم"
** ليتك تخفي ذاتك وتعطي المجد كله لله.
ثانيا: على من يكون السلام؟
قالت الملائكة: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام
بتجسد الله في المسيح أعطى السلام للناس، وهذا ما يتضح من الكتاب المقدس:
(1) (لو1: 78 و79) باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضيء على الجالسين في الظلمة و ظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام
(2) ويتمتع الإنسان بهذا السلام عندما يقبل المسيح فيبرره، وهذا ما وضحه بولس الرسول في (رو5: 1) فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح
(3) وهكذا يتمتع المؤمن بالسلام والطمأنينة حتى في نومه فلا تزعجه الكوابيس، يتضح ذلك من قول داود النبي في (مز4: 8) بسلام اضطجع بل ايضا انام لانك انت يا رب منفردا في طمانينة تسكنني
** هل بينك وبين الله سلام؟ أم تشعر أنه بسبب خطاياك يملأ الخوف والاضطراب قلبك وتشعر بعدم السلام مع الله؟
* المسيح مستعد الآن أن يزيل مخاوفك ويعطيك سلاما إن قبلته ليبررك ويغفر آثامك لأنه كفر عن ذنوبك بدم الصليب.
ثالثا: بمن تكون المسرة؟
في نشيد الملائكة إجابة أيضا على هذا السؤال إذ قالوا: وبالناس المسرة.
(1) الواقع أنه منذ أن خلق الله الإنسان ووضعه في جنة عدن وهو يكن له هذه المسرة، تضح ذلك من قول سليمان الحكيم في (أم8: 31) "لذاتي مع بني ادم"
(2) (اف1: 5) "اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته"
(3) وحتى عندما سقط الإنسان في الخطية فإن مشاعر الرب لم تتغير نحوه فيقول في (حز18: 23) "هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا"
(4) وبميلاد المسيح أظهر هذه المسرة كما عبر باروخ (باروخ4: 36) في الأسفار القانونية الثانية قائلا: "تطلعي يا اورشليم من حولك نحو المشرق وانظري المسرة الوافدة عليك من عند الله"
** فبعد أن كان الإنسان في عداوة مع الله ، أصبح بالفداء محبوبا من الرب، والرب أيضا مسرور به كما يقول بولس الرسول في (كو1: 21 و22) وانتم الذين كنتم قبلا اجنبيين واعداء في الفكر في الاعمال الشريرة قد صالحكم الان في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى امامه".
** هل تريد أن تتصالح مع الله الآن؟ إنه يحبك، ومسرور بتوبتك ورجوعك إليه. قل له: سامحني يارب على ما فات من عمري في اللذات والشهوات والاتكاب الخطايا، اغفر لي آثامي، من أجل الدم الكفاري الذي سال على الصليب، واقبلني إليك. آمين.