141ـ تابع النسخ [2]
الجمعة 9/5/2014م
(تقديم: د. يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (141) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أسألك أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا ذلك مرة أخرى؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة: إزالة العقبات / كشف حقيقة الإسلام
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن قضية الناسخ والمنسوخ في القرآن التي سبق أن تحدثت عنها في عام 2003م في التلفزيون (2) وكانت لها ضجة كبيرة في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كل البلاد الإسلامية. (3) خاصة لأنها كانت أول مرة يفاجأ بها المسلمون للحديث عن هذا الموضوع الذي يتستر عليه فقهاء الدين، ويتحاشون الكلام عنه على مدى 14 قرنا.
(4) وفي كلام د. محمد عمارة دليل على هذا التهرب والإنكار.
https://mail.google.com/mail/#inbox/145b4ae609da833f?projector=1
(5) الشيخ حسان يعترف بالناسخ بعد 10 سنوات (سنة 2013)
https://www.youtube.com/watch?v=HOnTbMvatZw&feature=youtu.be
(5) المضيف: بالمناسبة يقولون أن الناسخ والمنسوخ وقع فقط على الأوامر والنواهي (أي افعل ولا تفعل) فما رأيك؟
أبونا: ولنفرض أنه وقع فقط على الأوامر والنواهي رغم أن هذا ليس صحيحا كما سنرى، فكيف يستهان بهذا الأمر؟ وكأنه شيئ بسيط تافه، على اعتبار أنه لا يتعلق بالعقيدة. ولكن لننظر إلى الاعتبارات التالية؟
(1) إن آية السيف التي نسخت 124 آية للسلم، فأصبح قتل أهل الكتاب من مسيحيين ويهود مباحاً بحسب قول الآية (سورة التوبة 29) "وقاتلوا الذين يؤمنون بالله ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من أهل الكتاب حتى يوفوا الجزية عن يد وهم صاغرون" وقد علق على هذه الآيات الخاصة بالقتال الإمام السيوطي في كتاب (الإتقان في علوم القرآن ج3 ص 57 دار الفكر لبنان 1996م) قائلا: صدر "الأمر بالقتال عندما قوي المسلمون، أما في حال الضعف يكون الحكم وجوب الصبر على الأذى"
هل هذا أمر يستهان به؟ ونقول أنها مجرد أوامر ونواهي؟ ما أدهى هذه الأوامر، وما أمرُّ تلك النواهي!!!
(2) ومع هذا فهناك آيات عديدة منسوخة ليست أوامر ونواهي مثل: نسخ حديث الغرانيق العلى، فهل هذا من باب: افعل ولا تفعل؟ أم أنها كانت آيات من الشيطان فنسخت؟ وينطبق عليها ما قيل في (سورة الحج22: 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان". وأعتقد أن القصة معروفة، وقد وردت في التفاسير الموثوق به، ومنها (تفسير الجلالين ج1 ص 441) "قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَة النَّجْم بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْش بَعْد: "أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر عِلْمه به: تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى فَفَرِحُوا بِذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَهُ جِبْرِيل بِمَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه من ذلك فَحَزِنَ، فسلي [عزي] بهذه الآية" وهكذا نسخت.
(6) وهل هناك آيات أخرى غير التي تختص بالأوامر والنواهي؟
أبونا: نعم. هناك آيات تخص الكتب السماوية السابقة للقرآن:
1ـ (سورة المائدة 43) "وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله"
2ـ (سورة المائدة 47) "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه"
هذه الآيات نسختها آيات أخرى وهي ليست أوامر ونواهي مثل:
1ـ (سورة النساء 46) "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
2ـ (سورة البقرة 75) "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه"
وهناك آيات متعلقة بأصحاب الديانات الكتابية:
1ـ (سورة البقرة 62) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
2ـ (سورة العنكبوت 46) "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"
هذه الآيات نسختها آيات أخرى، وهي ليست أوامر ونواهي مثل:
1ـ (سورة آل عمران 19) "إن الدين عند الله الإسلام"
2ـ (سورة آل عمران 85) "من يبتغِ غير الإسلام دينا، فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين"
(7) المضيف: ذكرت عدة أنواع من الآيات التي نسخت ما ليس أوامر ونواهي، فهل من مزيد؟
أبونا: وهناك آيات متعلقة بالحرية الدينية:
1ـ (سورة الكافرون 6) "لكم دينكم ولي دين"
2ـ (سورة البقرة 256) "لا إكراه في الدين"
هذه الآيات نسختها آيات أخرى مثل:
1ـ (سورة آل عمران 19) "إن الدين عند الله الإسلام"
2ـ (سورة آل عمران 85) "من يبتغِ غير الإسلام دينا، فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين"
وهناك آيات متعلقة بالموقف من المشركين:
1ـ (سورة المائدة) "فاعف عنهم واصفح"
2ـ (سورة الأنفال 61) "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"
هذه الآيات نسختها آيات أخرى مثل:
1ـ (سورة النساء 89) "فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم"
6ـ (سورة محمد 35) "فلا تهِنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون"
هذه أمثلة لأنواع الناسخ والمنسوخ فهي ليست مجرد أوامر ونواهي، وإنما شمل أمورا خطيرة في العقيدة نفسها، بخصوص الإيمان بالرسل جميعهم وكتبهم، والأديان الأخرى.
(8) المضيف: يقولون أن الناسخ والمنسوخ موجود في كل الأديان ولا يقتصر على القرآن فقط، فما رأيك؟
أبونا: هذا ليس صحيحا فقد ذكر أئمة كثيرون عكس ذلك وأكتفي بما ذكره جلال الدين السيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن ص 342) "النسخ مما خص الله به هذه الأمة وقد أجمع المسلمون على جوازه"
(9) المضيف: هل يقدر أحد أن يعترض على الله ويقول له لماذا فعلت هذا؟
أبونا: 1ـ من حق الإنسان أن يسأل ليفهم ويقتنع.
2ـ ولكن مشكلة الغالبية العظمى أنهم يأخذون الكلام تسليميا دون تفكير ودون اقتناع، فيكون إيمانهم واهيا.
4ـ وطالما أن الأمور غير منطقية فكيف يسلم الإنسان حياته الأبدية لطريق غير مفهوم، فهل هذا يوصله إلى الطريق السليم.
(10) المضيف: يقولون ما شأنك ودراسة المواضيع الإسلامية وخاصة موضوع الناسخ والمنسوخ وأنت تعلم أنه موضوع شائك وخطير؟
أبونا: أنا لست مسلما هذا صحيح، ولكن ما شغلني بهذه الدراسة هو:
(1) أنني أدرس مقارنة الأديان، وقد حصلت الآن على درجة الدكتوراه العلمية في هذه المواضيع الإسلامية. وموضوع الناسخ والمنسوخ من أخطر ما في هذه الدراسة.
(2) وهناك حوار الأديان، وهذا الموضوع من الحوارات التي تفرض نفسها على مائدة البحث.
(3) ثالثا أنا كأي إنسان مفكر أقرأ ما يقع تحت يدي من كتب سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو إلحادية، وأناقشها. فالكتاب المقدس يقول: "فتشوا الكتب التي تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي"
(11) المضيف: من واقع دراستك هل يمكن أن توضح لنا عدد السور التي جاء فيها المنسوخات في القرآن؟
أبونا: عدد السور التي جاء فيها المنسوخات هو 71 سورة.
أولا: جاء في كتاب (الناسخ والمنسوخ لابن حزم ج 1 ص 9 ـ 12، نشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1406 ، الطبعة الأولى)
ثانيا: جاء في موقع:
http://jamharah.net/archive/index.php/t-17051.html
قسم جمهرة من علماء الإسلام السور التي شملها الناسخ والمنسوخ إلى الأقسام التالية:
(1) (25 سورة) ذكر فيها ناسخ ومنسوخ.
1ـ البقرة 2ـ آل عمران 3ـ النساء 4ـ المائدة 5ـ الأنفال 6ـ التوبة 7ـ إبراهيم 8ـ الكهف 9ـ مريم 10ـ الأنبياء 11ـ الحج 12ـ النور 13ـ الفرقان 14ـالشعراء 15ـ الأحزاب 16ـ سبأ 17ـ غافر 18ـ الشورى 19ـ الذاريات 20ـ الطور 21ـ الواقعة 22ـ المجادلة 23ـ المزمل 24ـ الكوثر 25ـ العصر.
(2) ( 6 سور) ذكر فيها ناسخ وليس فيها منسوخ.
1ـ الفتح 2ـ الحشر 3ـ المنافقون 4ـ التغابن 5ـ الطلاق 6ـ الأعلى.
(3) (40 سورة) ذكر فيها منسوخ وليس فيها ناسخ.
1ـ الأنعام 2ـ الأعراف 3ـ يونس 4ـ هود 5ـ الرعد 6ـ الحِجْر 7ـ النحل 8ـ الإسراء 9ـ الكهف 10ـ طه 11ـ المؤمنون 12ـ النمل 13ـ القصص 14ـ العنكبوت 15ـ الروم 16ـ لقمان 17ـ المضاجع 18ـ الملائكة 19ـ الصافات 20ـص 21ـ الزمر 22ـ الزخرف 23ـ الدخان 24ـ الجاثية 25ـ الأحقاف 26ـمحمد 27ـ ق 28ـ النجم 29ـ القمر 30ـ الامتحان 31ـ نون 32ـ المعارج 33ـ المدثر 34ـ القيامة 35ـ الإنسان 36ـ عبس 37ـ الطارق 38ـ الغاشية 39ـ التين 40ـ الكافرون.
(4) السور االتي ليس فيها ناسخ ولا منسوخ عددها (43 سورة)
من مجمل سور القرآن 114 سورة.
وبحسبة بسيطة نستطيع أن نعرف الآيات التي وجد فيها ناسخ ومنسوخ، بعملية طرح: 114 – 43 = 71 سورة. هذه هي السور التي تغيرت وتبدلت ومحيت وأبطل عملها، وتحول الحلال فيها إلى حرام، وتحول الحرام فيها إلى حلال، بحسب قول ابن كثير في (تفسيره ج1ص104) عن ابن جرير تعليقا على الآية: "[ما ننسخ من آية أو ننسها] قوله أي: أن نُحوِّل الحلالَ حراما، والحرامَ حلالا، والمباحَ محظورا، والمحظورَ مباحا."
هذه هي السور القرآنية التي شملها الناسخ والمنسوخ.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: شكرا/ وصلاة/ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم، امضوا بسلام.
