140ـ الناسخ والمنسوخ
الجمعة 2/5/2014م
(تقديم: عبدالله العراقى)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (140) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أسألك أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا ذلك مرة أخرى؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة: إزالة العقبات / كشف حقيقة الإسلام
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: ماذا سيكون موضوع حديثنا اليوم؟
أبونا: (1) سبق أن تحدثت في عام 2003م في التلفزيون عن قضية الناسخ والمنسوخ في القرآن
(2) وكانت له ضجة كبيرة في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كل البلاد الإسلامية.
(3) خاصة لأنها كانت أول مرة يفاجأ بها المسلمون للحديث عن هذا الموضوع الذي يتستر عليه فقهاء الدين، ويتحاشون الكلام عنه على مدى 14 قرنا.
(4) وفي كلام د. محمد عمارة دليل على هذا التهرب والإنكار.
https://mail.google.com/mail/#inbox/145b4ae609da833f?projector=1
(5) المضيف: لقد ذكرت سابقا المقصود بالناسخ والمنسوخ في القرآن، فهل تذكرنا بذلك؟
أبونا: كلمة "نسخ" لها أكثر من معنى في اللغة:
(1) جاء في (معجم اللغة العربية المعاصرة) في موقع:
http://www.maajim.com/dictionary/%D9%86%D8%B3%D8%AE
"استنسخ الكتابَ: طلب كتابتَه حرفًا بحرف، كتبه وأثبته "استنسخ نصًّا/ وثيقةً/ أوراقًا/ مخطوطًا/ نسخًا من كتاب"
(2) وجاء في (المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ص 917) "نسخ الشيء أي أزاله، ويقال نسخ الله الآية: أي أزال حكمها، وفي التنزيل العزيز: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" ويقال نسخ الحاكم الحكم أو القانون: أي أبطله".
(3) وقال الإمام النسفي في (تفسيره ج1 ص116) "تفسير النسخ هو التبديل، وانتهاء الحكم الشرعي".
(4) وهناك مفهوم آخر للنسخ أوضحته (سورة الرعد آية 39) التي تقول: "يمحو الله ما يشاء"
(5) وقد علق على هذه الآية الباحث الإسلامي الكبير الدكتور سيد القمني في كتابه الضخم (الإسلاميات ص 568) قائلا: "وهنا ما يشير ليس فقط إلى الاستبدال، بل إلى محو آيات بعينها".
(6) ونقل ابن كثير فى (تفسيره ج1 ص 104 ) عن ابن جرير تعليقاً على الآية "ماننسخ من آية" قوله أى: نُحوِّل الحلالَ حراماً، والحرامَ حلالاً، والمباحَ محظوراً، والمحظورَ مباحاً".
تعليق: (1) هذا هو مفهوم الناسخ والمنسوخ أي إلغاء الآيات وتبديلها بآيات أخرى تجعل من الحلال حراما ومن الحرام حلالا. (2) فهل الكلام الذي ينطبق عليه هذه الأوصاف من إلغاء وإزالة ومحو وتحويل، يكون فعلا كلام من عند الله؟ (3) كيف يمكن القول بعد ذلك أنه كتاب من عند الله؟
(2) وهذا هو إعتراف الشيوخ أخيرا، بوجود النسخ في القرآن، ومثال ذلك ما قاله الشيخ محمد حسان بعد عشر سنوات من كشفنا للموضوع فهذ اليوتيوب قاله في سنة 2013م:
https://www.youtube.com/watch?v=HOnTbMvatZw&feature=youtu.be
(6) المضيف: ما أهمية معرفة أن بالقرآن ناسخ ومنسوخ؟
الإجابة: الواقع أن قضية الناسخ والمنسوخ بالنسبة للقرآن قضية جوهرية، فلا يمكن فهم أحكام القرآن ما لم يكن الإنسان ملما إلماما جيدا بالناسخ والمنسوخ، لأنه ربما يفهم الإنسان آية معينة ويتخذ منها قاعدة للحكم، ويفاجأ بأنها قد نسخت بآية أخرى.
وفي هذا ذُكرت القصة التالية في كتاب (الناسخ والمنسوخ لهبة الله البغدادي ص 12) "عن علي ابن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين: أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة، فرأى فيه رجلا يُعْرَف بعبد الرحمن بن داب، وكان صاحبا لأبي موسى الأشعري، وقد تحلق عليه الناس [أي اجتمعوا حوله في حلقات] يسألونه، وهو يخلط الأمر بالنهي والإباحة بالحظر، فقال له علي رضي الله عنه: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال له: هلكت وأهلكت. .. وأخذ أذنه وفتلها [أي فرك أذنه] وقال له: لا تقضي في مسجدنا بعد.
من هنا كانت أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن.
(7) المضيف: ما هي الآيات القرآنية التي تقول أن هناك ناسخا ومنسوخا في القرآن؟
أبونا: (1) جاء في (سورة البقرة2: 106) "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأتي بخير منها أو مثلها"
(2) وفي سورة (النحل16: 101) "وإذا بدلنا آية مكان آية، والله أعلم بما ينزِّل، قالوا إنما أنت مفتر، بل أكثرهم لا يعلمون"
(3) وفي (سورة الرعد13: 39) "ويمحو الله ما يشاء، ويثْبِت، وعنده أُمُّ [أصل] الكتاب"
(4) وفي (سورة الحج22: 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان"
(8) المضيف: ماذا يقصد بكلمة "ننسها"؟
أبونا: (1) جاء في صحيح البخارى (حديث رقم 5092) "عن عائشة قالت: "سَمِعَ رسول الله رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً كنت أُنْسِيتُها من سورة كذا وكذا"
(2) وجاء في (صحيح مسلم حديث 1874) "عن عائشة قالت: كان النبي يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنْسِيتها"
(3) وكتب ابن كثير في (تفسيره ج1ص 104) نقلا:
أ ـ عن جرير عن الحسن قوله: "إن النبي قرأ قرآنا ثم نسيه".
ب ـ وعن ابن عباس قال: "كان مما ينزل على النبي الوحي بالليل وينساه بالنهار"
تعليقات:
1ـ الواقع أن نصَّ الآية يخالف ما قاله ابن عباس هذا، فالآيه لا تقول أن النبي ينساها، ولكن الآية تقول: أن الله هو الذي يُنَسِّيها للنبي! هذا نص القرآن "أو نُنْسها". وهذا ما ذكره ابن كثير أيضا في (تفسيره ج 1 ص 103) هذه الآية عينها نقلا عن قتادة الذي قال: كان الله عز وجل يُنْسي نبيه ما يشاء، وينسخ ما يشاء".
2ـ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا إذاً أعطاه الآيات أصلا ثم يُنْسيَها له؟
(9) المضيف: ما المقصود من القول "خير منها"؟
أبونا:
1ـ تقول الآية القرآنية في (سورة البقرة2: 106): "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها" والمقصود بالقول "خير منها" أي أفضل أو أحسن منها، (انظر المعجم الوسيط ص264)
2ـ وهنا نسأل: هل وحي الله فيه مفاضلة؟ أي هل فيه شيء حسن وشيء أحسن؟
3ـ إذا كان الأمر كذلك فيمكن إذن أن يقال أن فيه كلام غير حسن أيضا، طالما هناك درجات.
(10) المضيف: بقية الآية تقول "نأتي بمثلها" ألا يشير ذلك إلى مساواة الآيات لبعضها؟
الإجابة:
1ـ إن كان الله يأتي بمثلها، فلماذا محاها أو أنساها للرسول من أساسه؟
2ـ ولماذا لم يأتي بالآية التي محيت أو أنسيت نفسها؟
3ـ وما قيمة أن يأتي بمثلها؟
4ـ أليس الله الذي يأتي بمثلها قادر على أن يوحي إلى نبيه بالآية نفسها من جديد؟
5ـ هل فات ذلك على صاحب الوحي؟
(11) المضيف: هل يؤمن المسلمون حقيقة بأن النسخ موجود في القرآن؟
الإجابة:
أنا لن أجيب من كلامي لئلا يقول أحد إني متجني على القرآن، ولكني أدع أئمة الإسلام يجيبون، فأنقل لك بعض أقوالهم:
(1) الإمام الحافظ عماد الدين ابن كثير في (تفسيره للقرآن ج 1 ص 105) يقول: "المسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله ... وكلهم قال بوقوعه"
(2) والإمام عبد الله ابن أحمد النسفي في (تفسير ج1 ص116) يقول: "يجوز النسخ في القرآن والسنة، متفقا ومختلفا ... مثل الزيادة على النص ... والإنساء أي أن يذهب بحفظها عن القلوب"
(3) وجاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 31 ص 9900) "النسخ من الله عمل إرادي محكم مقدر منذ الأزل"
(4) جاء في (موقع الأزهر على الانترنيت) للأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس: "أن أكثر أهل الفقه والأصول أجمعوا على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا".
(5) جاء في مقدمة كتاب (الناسخ والمنسوخ في القرآن ص 6" لأبي جعفر النحاس): "النسخ في القرآن أمر واقع، اقتضته ضرورة التشريع، ... إن الشرائع السماوية ما هي إلا كالقوانين التي يضعها الناس لأنفسهم لتحقيق المصلحة العامة والخاصة للناس، وإن هذه القوانين تعدل وتغير حسب مقتضيات الزمن والتقدم البشري".
تعليق:(1) إذا أخذنا بهذا الكلام لوجب أن يتغير القرآن حسب مقتضيات القرن الحادي والعشرين بحسب التقدم البشري.
(2) هذه هي الحلقة الأولى من قضية الناسخ والمنسوخ، وسوف نواصل الموضوع في الحلقات القادمة.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: شكرا/ وصلاة/ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم، امضوا بسلام.
د. عمارة ينكر الناسخ لأجل الفضائيات
الشيخ حسان يعترف بالناسخ بعد 10 سنوات (سنة 2013)
