121ـ مرحلة النمو 2
سيادة الملك المسيح
حلقة الثلاثاء 8/4/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (121) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) كما أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: مراجعة للمرحلة الأولى من النمو الروحي.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم، نبدأ الجزء الثانى من مرحلة النمو، وهو عن سيادة الملك المسيح.
وسأركز عل النقاط التالية:
1ـ ألقـــاب السيد المســيح.
2ـ مقام السيد المسيح الســامى.
3ـ تتويج المسيح ملكاً على الحياة.
(6) المضيفة: ما هي ألقاب السيد المسيح؟
أبونا: أولا: من ألقابه أنه ملك الملوك ورب الأرباب: فقد جاء في (رؤ19: 16): "وله على ثوبه وعلى فخذه اسـم مكتوب، ملك الملـوك ورب الأرباب"
(1) أي سيد كل السادة.
(2) فهو ملك السماء والأرض، وهو صاحب السيادة.
(3) فملكة إنجلترا مثلاً تملك ولا تحكم. ورؤساء الجمهوريات يحكمون ولا يملكون.
(4) أما المسيح فملك وسيد. يملك ويحكم.
ثانيا: ومن ألقابه أيضا أنه صاحب السلطان: (1) فلقد قال: "دُفِعَ إلىَّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض" (مت28: 18).
(2) بسلطانه أمر الرياح فأطاعته والبحر فخضع له، وحتى الشياطين ارتعبت من سلطانه.
(3) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "لقد كانت الجموع مبهورة بالأكثر من سلطانه الفائق، ففى كل المواقف كان يؤكد أنه صاحب السلطان الذى فى يده قوة القرار. لذا عندما شرَّع قوانين الملكوت على الجبل كان يؤكد هذا السلطان بقوله: "وأما انا فأقول لكم" (مت5: 22)".
(7) المضيفة: كلمتنا عن سيادة الملك المسيح من خلال ألقابه نأتي إلى توضيح سيادته أيضا من خلال مقامه السامي.
أبونا(1) يقول داود النبي في (مز72: 11): "ويسجد له كل الملوك، كل الأمم تتعبد له"
(2) وأيضاً دانيال النبى يقول في (دا7: 13 و14): "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأُعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض"
(3) ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالة (فى2: 9 ـ 11): "لذلك رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض، ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح ربٌ لمجد الله الآب"
(4) من كل هذا نرى أن السيد المسيح له مقام سام. لهذا اهتمت الكنيسة أن تضع أمام أولادها صورة المسيح على العرش (الضابط الكل) فى الجهة الشرقية فى هيكل الكنيسة.
(5) ويقول القديس أغسطينوس: "عظيم أنت يا الله، ومستحق تمجيداً عظيماً, وعظيمة هي قدرتك، وحكمتك لا حد لها، لقد مزجتَ لنا بتمجيدك حلاوة خاصة"
(6) أخى، هل لمع أمام عينيك سلطان المسيح السامى وملكوته العظيم؟ هل تخضع لسلطانه ولسيادته بكل الحب؟
(8) المضيفة: نأتي للنقطة الأخيرة في موضوعنا اليوم فماذا عن تتويج المسيح ملكاً على الحياة؟
أبونا: ساوضح ذلك بالحديث عن:
1ـ مفهوم تمليك المسيح.
2ـ حق ملكية المسيح.
3ـ قرار تمليك المسيح.
(9) المضيفة: نبدأ مفهوم تمليك المسيح، فما هو؟
أبونا: لقد وعى معلمنا بولس الرسول ذلك المفهوم جيداً، فنراه يقول: "مع المسـيح صُلِبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20).
(2) ثم نراه يستطرد أيضاً قائلاً: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد اشتُرِيتم بثمن، فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 19 و20)
(3) من هذا نرى أن تمليك المسيح يعنى التخلى الكامل عن كل ما لأنفسنا، وتسليمه للسيد المسيح كملك لأننا لسنا لأنفسنا.
(10) المضيفة: إذن حدثنا عن حق ملكية المسيح على المؤمنين؟
أبونا: (1) يؤكد بولس الرسول ذلك بقوله: "لأن ليس أحد منا يعيش لذاته، ولا أحد يموت لذاته، لأننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت، فإن عشنا أو متنا فللرب نحن، لأنه لهذا مــات المسيح وقام وعاش لكى يسود على الأحــياء والأموات" (رو14: 7 ـ 9)
(2) فقد مات السيد المسيح عن كل واحد منا لكى ينجينا من الهلاك، واشترانا بثمن غالٍ، وهو دمه الكريم، فمن ثم أصبح له الحق فى أن يملك على حياتنا ملكية تامة.
(3) وفى هذا الصدد جاء في بستان الرهبان ص 125 قائلاً: "إذا سلم المؤمن نفسه إلى الله، ولازم الصلاة، فإن الله حينئذ يملك على نفسه، ويجعل فيه هواه [أى مشيئته] ويكمل فيه وصاياه [أى خطته]"
(11) المضيفة: بقي أن تكلمنا عن تمليك المسيح وممارسة الخضوع له.
أبونا: (1) يقدم لنا الكتاب المقدس نموذجاً لتتويج الرب ملكاً على الحياة، فلقد اتخذ يوشيا قراراً بتتويج الرب ملكاً على حياته مكرساً نفسه له وسجل ذلك فى (2مل23: 1 ـ 3) فقد اتخذ القرار، وقطع عهداً أمام الرب للذهاب وراء الرب وحفظ وصاياه بكل القلب وكل النفس.
(2) على المؤمن قرارا بتتويج المسيح ملكا وسيدا علة حياته.
(3) فتمليك المسيح على الحياة يحتاج إلى قرار واضح، وأيضاً إلى ممارسة عملية للخضوع لملكيته، كما قال الرسول بولس: "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو12: 1)
(4) وهذه هي بعض الأمور التى ينبغى أن تسلمها للرب يسوع ليملك ويسود عليها:
* أموالك. * عائلتك. * هواياتك.
* وقـتك. * عملك. * قراءاتك.
* دراستك. * زواجك. * صحتك.
* اهتماماتك. * أصدقاؤك. * مستقبلك.
(5) ولكى يمكنك أن تمارس الخضوع للمسيح عملياً يمكنك أن تسأل نفسك ما يلى:
1ـ هل تضع هذه الأمور تحت تصرف الرب وحسب خطته؟
2ـ هل تقلق من جهة أى أمر من هذه الأمور؟
3ـ هل تفكر فى أى أمر من هذه الأمور بمعزل عن الرب؟
4ـ هل هذا الأمر يسلب تركيزك عن الرب؟
إن كانت الإجابة بنعم، فاعلم أنك لم تسَلَم هذا الأمر بعد للسيد لكى يدبره بحسب مشيئته.
(12) المضيفة: وما هو العلاج؟
أبونا: (1) إن اكتشفت ذلك بخصوص أى أمر من هذه الأمور، فاركع أمام الرب وقدمه محرقة على مذبح التكريس، حتى تستطيع أن تعيش بلا همِّ، بل تسلم كل شئ للرب.
(2) وفى هذا الصدد يقول القديس سمعان العمودى: "ينبغى على المؤمن أن يعلم أعضاءه الخضوع لإرادة الله، ليس فقط أعضاء جسده، بل أعضاء إنسانه الجوانى كذلك"
(3) ويقول القديس مكاريوس الكبير: "إن القديسين نالوا ذلك المجد العظيم بتسليمهم ذواتهم ونياتهم وتدبير أمورهم لله، وتركوا مشيئتهم كلها من أجل الرب، وتبعوه حاملين الصليب، ولم يفصلهم حبُّ شئ آخر عن محبته"
** ليعطنا المسيح إلهنا ملك الملوك ورب الأرباب وسيد كل سيادة أن نكتشف سلطانه المطلق وسيادته الكاملة، فنملكه على كل أمور حياتنا. آمين.
(13) المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (غل2: 20) "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ، فما أحياه الآن فى الجسد، فإنما أحياه فى الإيمان، إيمان ابن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى" (غل2: 20)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية: (1تس 1).
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.